شرعنة الحوثي من بوابة مسقط .. يقظة بن سلمان تُعري صمت الرئاسي وحكومته
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
على هامش القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت الأربعاء بالرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، حضر الملف اليمني في لقطة مثيرة للاهتمام بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
فعقب انتهاء كلمات الحاضرين للقمة، أعاد بن سلمان الكلمة من جديد لأمير الكويت، قائلا بأن "سموه لديه تصحيح بعض العبارات كي لا يساء فهمها"، ليتحدث أمير الكويت ويشير الى خطابه الذي القاه سابقاً وأشار فيه الى الاتفاق الذي أعلنته عُمان الأسبوع الماضي لوقف الهجمات بين أمريكا ومليشيا الحوثي.
حيث استخدم أمير الكويت في حديثه عن الاتفاق ما ورد في نص بيان الخارجية العُمانية بان الاتفاق تم بين الولايات المتحدة و"السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية" ، ليعود ويصحح الأمر قائلاً :"في كلمتي التي ألقيتها أمامكم أشرت إلى اتفاق وقف إطلاق النار وأقصد بين الولايات المتحدة والسلطة غير الشرعية في اليمن".
وبعيداً عن الجدل الذي اثاره هذا الموقف خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي ، الا أنه عكس تنبهاً عالياً لدى صانع القرار السعودي من خطورة الشرعنة السياسية لمليشيا الحوثي من بوابة الاتفاق الذي عملت عليه مسقط واعلنته الأسبوع الماضي بين المليشيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتجسدت الخطورة في استخدام اغلب بيانات الترحيب بالاتفاق التي صدرت من الدول العربية للتوصيف الذي في نص بيان الخارجية العُمانية بان الاتفاق تم بين الولايات المتحدة و"السلطات المعنية في الجمهورية اليمنية" ، وهو أمر تنبه له فقط البيانان الصادران عن السعودية والامارات.
تنبه الأمير محمد بن سلمان لمدلول استخدام هذا التوصيف، لم يكن حاضراً لدى الطرف المعني به والمتمثل بالشرعية اليمنية وتحديداً مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، فلم يصدر عنهم أي احتجاج أو انزعاج تجاه الأمر منذ أعلان بيان الخارجية العُمانية الأسبوع الماضي.
الصمت المطبق من جانب الشرعية يعكس مدى غياب الأدراك لخطورة ما يحمله هذا التوصيف من مقدمات لشرعنة للمليشيا الحوثية بشكل يضرب الوضع القانوني والدولي للشرعية في مقتل، ويفتح الباب على مصراعيه لأحلام مليشيا الحوثي بانتزاع الاعتراف السياسي بها.
وهو أمر تراه المليشيا الحوثية ممكناً بعد هذا الاتفاق الذي ترى فيه، بأنه اعتراف عسكري بها كقوة مؤثرة على جغرافيا شمال اليمن وعلى واحد من أهم الممرات المائية بالعالم والمتمثل بالبحر الأحمر وباب المندب.
وربما يُفسر هذا ، حجم الانزعاج الكبير الذي عبرت عنه قيادات بارزة في مليشيا الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي من تدخل الأمير محمد بن سلمان واستخدام تأثيره على أمير الكويت لتعديل العبارة السابقة.
إلا أن الغياب المؤسف الذي يطغى على واقع الشرعية واستمرار التباينات في صفوفها يُبقي الأمل حياً لدى المليشيا الحوثي من تحقيق أحلامها بالاعتراف الإقليمي والدولي بسلطتها لمدها لاحقاً على كامل جغرافيا اليمن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: بن سلمان
إقرأ أيضاً:
من خرج منتصرا في الاتفاق التجاري بين الصين وأميركا؟
يبدو أن التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، تُعدّ في الصين انتصارا وطنيا مدويا. ففي الوقت الذي صوّر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق على أنه نجاح لتكتيكاته التصعيدية، يُنظر إليه في بكين كدليل على انهيار الإرادة الأميركية تحت وطأة الأسواق المتدهورة وسخط المستهلكين.
وقالت صحيفة إيكونوميست إن وسائل الإعلام الرسمية الصينية وصفت الاتفاق بأنه "انتصار عظيم"، بينما كتب أحد المعلقين تحت منشور على منصة وي تشات التابعة للسفارة الأميركية: "الإمبرياليون مجرد نمور من ورق، والأميركيون لا يحتملون أن تفرغ رفوف متاجرهم".
التنازلات: من قدّم ماذا؟وبموجب الاتفاق، ستُخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية "المتبادلة" من 125% إلى 10% على السلع الصينية، لمدة 90 يوما. كما خفّضت واشنطن رسوما جمركية أخرى بنسبة 120% كانت مفروضة على الشحنات الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار ضمن آلية "دي-مينيميس".
في المقابل، لم تقدّم الصين تنازلات كبيرة، لكنها وافقت على خفض الرسوم على السلع الأميركية إلى 10%، ورفعت الحظر عن طائرات بوينغ الأميركية التي تحتاجها في أسطولها المدني. كذلك، ألمحت بكين إلى احتمال تخفيف القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة.
إعلان مؤشرات اقتصادية إيجابيةانعكست الاتفاقية بسرعة على التوقعات الاقتصادية الصينية. فقد رفع غولدمان ساكس تقديره لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين لعام 2025 من 4% إلى 4.6%، بينما رفع جيه بي مورغان التقدير إلى 4.8%. وكان من المتوقع أن تنخفض الصادرات بنسبة 5% هذا العام، لكنها ستبقى الآن مستقرة بحسب التقديرات.
وقال تشنغ يونغنيان من جامعة الصين في هونغ كونغ – شينزين: "يجب أن يقف أحد في وجه الهيمنة، والصين الآن تحظى بدعم الكثير من دول الجنوب العالمي". وأضافت إيكونوميست أن الرئيس شي جين بينغ شدد خلال اجتماع مع قادة من أميركا اللاتينية في 13 مايو/أيار الجاري على أن "الصين ستدافع عن التعددية الحقيقية والعدالة الدولية".
الانتصار قد ينقلب عبئاورغم نشوة النصر، أشار تقرير إيكونوميست إلى وجود شوكَتين في ذيل هذا الاتفاق. الأولى، أن النجاح الكبير قد يدفع ترامب إلى إعادة النظر فيه، وهو احتمال قائم في ظل تقلب مواقفه. وتُظهر بيانات سوق الشحن البحري، بحسب بلومبيرغ، أن الشحنات تزايدت بشكل سريع في محاولة لاستغلال نافذة الـ90 يوما قبل أي تغيير محتمل.
الثانية، أن زوال خطر التصعيد قد يدفع الحزب الشيوعي الصيني إلى التراجع عن الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، خاصة تلك المرتبطة بتحفيز الاستهلاك الداخلي. وهذا ما يفسر، وفق التقرير، تراجع سوق الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 2% في 13 مايو/أيار، رغم الأخبار الإيجابية.
التردد الأميركي يفتح حسابات جديدةورأت إيكونوميست أن تراجع واشنطن عن التصعيد يبعث برسالة أوسع إلى قيادة الحزب الشيوعي الصيني، مفادها أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الجاهزية لتصعيد طويل الأمد، سواء اقتصاديا أو عسكريا، بما في ذلك احتمال التحرك ضد بكين في ملف تايوان.
وبعد تصريح ترامب بأن الاتفاق سيكون "عظيما من أجل السلام والوحدة"، اضطرت الإدارة الأميركية لتوضيح أن الرئيس لم يكن يشير إلى إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي.
إعلانوفي نفس اليوم، دفعت الصين عبر مجموعة قوانين جديدة للأمن القومي لتعزيز قبضتها على هونغ كونغ، كما تزايد الخطاب القومي بعد أنباء عن استخدام طائرة صينية من قبل باكستان لإسقاط مقاتلة هندية غربية الصنع خلال المناوشات الأخيرة.
نصر بطعم القلقبالنسبة لبكين، لا شك أن الاتفاق يعزز مكانتها السياسية والاقتصادية، ويمنحها صورة الطرف الثابت في مقابل إدارة أميركية متخبطة. لكن، كما يخلص التقرير، فإن "من السهل إحراج أميركا.. لكن من الصعب إبرام صفقة تدوم".