يافا لم يجف الدمع في عيوننا، وهي ترنو إليك، ولم ننتحب دما، كما قال طوقان في شوقه المتعب، أيتها البرتقالة، ويا زيتونتنا، ما أجملك وسبحانه كيف صورك.
سلمي لي على عكا وسورها، واقرأي الفاتحة على صالح نبي الله، واقرِئي شهدائك السلاما، عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي، ما ماتوا، فهم عند ربهم أحياء يرزقون، وقولي للإنجليز، مشانقكم التي علقت على أسوار عكا، بعثت حياة بمن شنقوا، وعكا ما زالت منذ بدء الخلق، تعزف مع موج المتوسط أهازيج الصيادين.
ويا سور عكا الأزلي، هل ناجيت جبل الكرمل، أبا حيفا، وجد كنعان، وقل لحيفا أن عرب الرافدين ما ماتوا، وسيعودون لبوابتك، وسيمخروا عباب بحرك، محملين بالمن والسلوى، وسيأكلون من توتك ولوزك الزكي، ويصلون بين يدي القديس يوحنا.
ويا حيفا، هلا أقرأتي عنا الناصرة السلاما، وقولي لأهلنا فيها ” تِد في الأرض أقدامكم، تزول الجبال ولا تزولوا “، واخبرهم أن شرحبيل قادم للصلاة في حضرة النبي سعين، واسأليها عن العذراء وكنيستها، وبلغي مار يوسف بكنيسته السلاما، وقبلي قبر شاعرانا عبد الرحيم محمود، وتوفيق زياد.
مقالات ذات صلة على طاولة رئيس الحكومة… 2025/05/15ويا ” آبل “، يا برج الحراسة، يا ألناصرة، بلغي ريحا أريحا، أن نبي الله موسى يحرسها، وهلا أخبرتي المتصهينين، عن قِدمها، وانها خلقت قبل كنعان، وأن هشام قد لاذ بها، وترك لنا قصره ليشهد عليهم الحجر قبل البشر، وقولي لهم بأن دير المعمداني مار يوحنا، ودير اللاتين فيها باقيان ما بقى الهواء، وهل أخبرتهم أن ريحا وطواحينها وسكرها وجدوا قبل أن توجدوا؟
ويا أريحا، هلا اقرأتي بئر حرم الخليل السلاما، وهل أخبرتي سلطانها قالون، أن تكيته لا زالت على حالها؟ وأن مسجدها الابراهيمي لا زال يؤَذن به للصلاة.
اما أنتِ يا جبل النار، فاقريء عنا نبي الله يوسف السلاما، وسلم لنا على بئر يعقوب، وقل للرومان، أن سبسطية لا زالت تتنفس، وأن أهلها سموها بلاطة، ويقيمون صلاتهم بمسجدها الصالحي الكبير.
ويا نابلس، لا تنسي غزة العزة من سلامنا، بحرها وسماها، وادعي بمحراب مسجدها العمري تحريراً وسلاما.
أما انتِ يا زهرة المدائن، ويا أُمنا، فسلام على أسوارك، كلما شرقت شمس وغربت، وسلاماً على أقصاك كلما اذن مؤذن، وسلام على المهد، والقيامة، كلما دق جرس الصلاة ونادى مناديها.
ستبقى فلسطين الفرح والأمل، وما هرولة التطبيع، الذي نراه يوميا مع الكيان المحتل، إلا سطر أسود في عمر الأمة، إننا نؤكد ان ما سمي معاهدات سلام مع هذا العدو، ما هي إلا زلات تاريخية وقعت بها أنظمة عربية، أعطت لهذا الكيان شرعنة ما كان ليحلم بها، وها هو يدوسها باقدامه كل يوم، وأن حرب الإبادة في غزة والضفة ورد المقاومة الباسلة، والدماء الزكية التي سالت ولا زالت، أعادت للأمة كرامتها وأن عدم مشروعية الكيان الذي نؤمن به مع كل المؤمنين بهذه الأرض، أرض التاريخ والحضارة، أرض الرسالات، سوف يبقى نبراس وبوصلة لنا.
وبالرغم من أن هذا العدو قد قضم الأرض، وقتل الأنسان، ولن يهدأ له بال، حتى يحقق حلمه بدولة، تمتد من الفرات إلى النيل، وان أفعالهم تثبت ذلك كل يوم، وان بداية التطبيع سراً، ثم خروجه على السطح علنا، بقالب المعاهدات المشؤمة، التتي صارت مركباً، لكل طامح بشهرة أو بمنصب، فالتطبيع لم يات من مسلسل، أو ما شابه، لقد مارسته بعض انظمتنا العربية علنا، الموقع منها وغير الموقع، لكن الاغلبية الساحقة من شعبنا العربي، لم ولن يعترفوا بهذا الكيان الغاصب، وفي ذكرى النكبة نقول ستبقى فلسطين ” أم البدايات وأم النهايات، وستبقى فلسطين كل فلسطين وقف عربي إلى يوم الدين.
4.1-mini
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية في ذكرى النكبة: لاتهجير جديد والمقاومة مستمرة حتى التحرير
في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، أكدت فصائل فلسطينية أنّ الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، مشددةً على أنّ وحدة الشعب والمقاومة هي السبيل لإفشال مخططات التهجير والتصفية.
وقالت حركة “حماس”، في بيان، إنّ تلاحم الشعب الفلسطيني مع مقاومته أفشل كل مشاريع الاحتلال، مؤكدةً أنّه “لا نكبة جديدة ستُفرض، ولن يُكسر صمود غزة”.
وأضافت حماس أنّ “الاحتلال لا شرعية له على أي جزء من أرض فلسطين”، مشددةً على أنّ المقاومة “ستستمر حتى التحرير والعودة”.
ودعت الحركة إلى توحيد الصف الفلسطيني وتبني استراتيجية نضالية موحّدة، ورفضت محاولات تصفية وكالة “الأونروا” وشطب قضية اللاجئين، مشددةً على تمسكها بحق العودة ورفضها لأي مشاريع تطبيعية.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ المجازر المستمرة في غزة والضفة تشكل “امتداداً لنكبة 1948″، مؤكدةً أنّ المقاومة “لم تنكسر، ولا تزال تلحق الخسائر بالاحتلال”، وشددت على أنّ “الشعب الفلسطيمي سيخرج من هذه المعركة أكثر قوة”.
وأضافت أنّ جرائم الاحتلال المتواصلة، بدعم غربي وأميركي، “ستعجّل في تفكك المشروع الصهيوني”، داعيةً إلى محاسبة قادة الاحتلال، ومثمّنةً الدعم الآتي من محور المقاومة، لاسيما من اليمن ولبنان وإيران.
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت ما يجري في غزة بـ”نكبة أكثر دموية”، معتبرةً أنّ “الردّ على النكبة يكون ببناء جبهة مقاومة موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير وفق قاعدة الشراكة والديمقراطية”.
وحذرت الجبهة من “مخططات تصفوية” على رأسها “اتفاقيات أبراهام” والمشاريع الأميركية في المنطقة، ودعت إلى تحرير القرار الوطني من قيود “أوسلو”، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني.
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، علي فيصل، إنّ الذكرى الـ77 “يجب أن تواكبها صحوة ضمير دولية”، داعياً إلى وقف الحرب على غزة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في العودة والاستقلال.
وأكد فيصل أنّ الاحتلال المدعوم أميركياً فشل في فرض نكبة ثانية، مشيراً إلى ضرورة محاسبة قادة “إسرائيل” في المحاكم الدولية، داعياً إلى تعزيز التحركات الشعبية عالمياً لفرض وقف العدوان ودعم إعمار غزة.