تنعقد القمة العربية الـ34 في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، بحضور قادة وزعماء عرب أو من ينوب عنهم، في ظل زخم سياسي لافت تصدّره الملف السوري، وحرب الإبادة الجارية في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب أزمات اليمن والسودان وليبيا.

وطرحت بغداد على طاولة القمة مسودة إعلان من ثلاث مراحل، شملت مواقف سياسية وتنموية، إضافة إلى 15 مبادرة عربية أطلقها العراق، في محاولة للتموضع كمركز توافقي عربي بعد سنوات من الانكفاء الداخلي.



دعم للحوار السوري ورفض للتهجير الفلسطيني

في الملف السوري، أجمعت مسودة "إعلان بغداد" على دعم حوار وطني شامل يضم كافة أطياف الشعب السوري، مع تأكيد على ضرورة الانتقال إلى عملية سياسية تحفظ وحدة البلاد وسلامها الأهلي. كما رحب العراق باستضافة هذا المؤتمر المرتقب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحاول إحياء الدور العربي في المسألة السورية بعد سنوات من الغياب.

أما فلسطين، فقد حضرت بقوة في مسودة البيان الختامي، حيث شدد القادة العرب على "الرفض القاطع" لتهجير الفلسطينيين سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، في رسالة واضحة للرفض العربي لأية ترتيبات قسرية تهدف لتفريغ غزة من سكانها.

وأكد الإعلان العربي مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية، مطالباً بوقف فوري للحرب على غزة، وبدعم غير مشروط للخطة العربية ـ الإسلامية لإعادة إعمار القطاع. كما أيد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لتنفيذ حل الدولتين، وصولاً إلى نشر قوات أممية لحماية الشعب الفلسطيني.




تحذيرات من عسكرة الخلافات

القمة، التي تنعقد في ظل تصاعد العنف في السودان وتدهور الأوضاع في ليبيا، وجهت تحذيراً صريحاً من اللجوء إلى القوة لحل الخلافات السياسية، داعية إلى العودة إلى طاولات الحوار، وتفعيل المبادرات السلمية مثل "مسار جدة" لحل الأزمة السودانية.

وشددت مسودة "إعلان بغداد" على ضرورة التزام الحلول السياسية والدبلوماسية في المنطقة، محذراً من تنامي استخدام العنف، وسط دعوات لتفعيل آليات عربية لمنع النزاعات ومكافحة التطرف.

المبادرات العراقية.. عودة إلى الدور المحوري

في موازاة البيان السياسي، أطلقت بغداد 15 مبادرة جديدة، بينها "العهد العربي لدعم الشعب السوري" و"المركز العربي لمكافحة الإرهاب"، بالإضافة إلى مشاريع في الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، وحماية البيئة من مخلفات الحروب.

كما أعلنت بغداد نيتها إنشاء "غرفة تنسيق أمني عربي مشترك"، وأطلقت مبادرة اقتصادية للعقد العربي المقبل، في محاولة لرسم خارطة طريق عربية جديدة، تعزز العمل المشترك خارج الإطار التقليدي.

هل تنجح بغداد في ملء الفراغ العربي؟

تأتي القمة وسط حالة من إعادة الترتيب في العلاقات العربية، وتراجع الثقة الشعبية بدور الجامعة العربية، ما يجعل من قمة بغداد اختباراً سياسياً لمستقبل العمل العربي المشترك. فرغم الزخم السياسي، تبقى قدرة الدول العربية على تنفيذ تعهداتها، خصوصاً في ملفات كبرى كفلسطين وسوريا والسودان، مرهونة بمدى جدية الالتزام بالقرارات، والتغلب على الانقسامات البينية.

لكن اللافت في قمة اليوم هو محاولة العراق تقديم نفسه كوسيط توافقي، ومستضيف محتمل لمؤتمرات الحوار، سواء في الشأن السوري أو العربي الأوسع، وسط ما يراه مراقبون عودةً تدريجية لبغداد إلى مربع التأثير الإقليمي.

بخطاب مزدوج يراوح بين المبادئ والسياسات، وبين الخطط الاقتصادية والتنموية، تؤكد قمة بغداد أن العالم العربي لا يزال يبحث عن صيغ بديلة لتفادي مزيد من الانهيار. لكن يبقى التحدي الأكبر: كيف يمكن ترجمة هذا الزخم السياسي إلى خطوات ملموسة على الأرض؟ وهل يمكن للبيانات الختامية وحدها أن توقف حرباً، أو تعيد إعمار بلد؟


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية القمة العراقية ملفات العراق قمة تقرير ملفات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

امانة بغداد توضح الملابسات الحقيقية بشأن مول العراق

1 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: اوضحت امانة بغداد بان الإجراءات التي اتخذتها دوائرها المختصة بشأن ايقاف اعمال مول العراق ، جاءت بسبب تجاوز ادارة المول اعمال انشاءات طالت الارصفة دون استحصال موافقات تصميمية رسمية حسب القانون البلدي .

وافاد بيان عن الامانة بان ” هناك مخاطبات ولجان رسمية مشتركة بين دوائر امانة بغداد والجهة المنفذة لمول العراق ، تضمنت توقيع محاضر رسمية لالتزام ادارة المول بمد شبكة صرف صحي بعد اتمام دائرة مجاري بغداد اعمال مد خطوطها الرئيسة الى جانب تنفيذ وحدة معالجة ومحطة خاصة بما لا يؤثر على مستوى خدمات الصرف الصحي الخاصة بالمنطقة المحيطة بالمول “.

واضاف البيان ان ” الجهة المنفذة للمول خالفت التعليمات وأقدمت على مد شبكة تصريف دوّن استحصال موافقة دائرة مجاري بغداد ، التي كانت موافقتها المبدئية مشروطة باكمال اعمالها قبل اعمال المول ، وبناءً على هذه المخالفة صدر كتاب من مكتب رئيس مجلس الوزراء موجه الى دائرة بلدية الدورة لإيقاف اعمال الشركة المنفذة لاعمال مجاري مول العراق “.

واشار الى ان ” اللجان المختصة أشرت مخالفة أخرى استدعت ايقاف اعمال تنفيذ مجسمات تشجير على الارصفة ، تم تنفيذها بشكل مخالف ودون استحصال الموافقات التصميمية والقانونية لإتمام الاعمال بشكل صحيح ورسمي “.

وتابع البيان ان ” الإجراءات المتبعة من قبل امانة بغداد جاءت على وفق القوانين والتعليمات البلدية التي يجب تطبيقها من قبل جميع الجهات من دون استثناء حفاظاً على سلامة البنى التحتية والتصميم الاساس للمدينة”.

وبينّ ان ” امانة بغداد تدعو الجهة المنفذة لمول العراق والقائمين عليه الى مراجعة دوائر الامانة المختصة لاستكمال الإجراءات الرسمية والقانونية بشأن تنفيذ الأعمال المتبقية للمول على وفق التعليمات والقوانين النافذة “.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الفرقة 76 في الجيش العربي السوري تنفذ عرضاً عسكرياً في الأكاديمية العسكرية بحلب
  • تنفيذ غير مرخص.. أمانة بغداد توقف أعمال أضخم مول في العراق
  • امانة بغداد توضح الملابسات الحقيقية بشأن مول العراق
  • نائب إطاري: سيادة البلد تتحقق بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • الهيئة العربية للمسرح تختار صاحب رسالة «اليوم العربي»
  • غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
  • حريق يلتهم فندق «قلب العالم» وسط بغداد
  • العراق رابعاً في نمو الاقتصاد بين الدول النفطية العربية لعام 2025
  • مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتؤكد ضرورة وقف العدوان
  • صحف عالمية: إسرائيل تستخدم المساعدات لتهجير سكان غزة ولا يجب تكرار سيناريو العراق في إيران