يمن مونيتور:
2025-07-03@06:57:24 GMT

اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة 

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

قال الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل، اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة، كلام يصدر من كاتب سياسي صاحب تجربة سياسية خاض مرحلة مهمة من مراحل النضال العربي، وما يؤكد كلامه ان الحقل السياسي في اليمن لم يتحرر من سلطة القبيلة، وكانت الاحزاب السياسية تتسابق لكسب ولاء القبائل، وقوة تأثير الحزب جماهيرا يعتمد على القبيلة نفسها.

فالمجتمع اليمني جنوبه وشماله مجتمع قبلي، وتأثير القبيلة متجذرا في سلوك الافراد، والمناطق المدنية محصورة في عدن وجزا من تعز والمكلا، على اعتبار انها مدن بنسيج اجتماعي تمرد على القبيلة، بحكم تنوعه العرقي والثقافي و الرقي الفكري الذي تشكل من هذا التنوع، و هو اليوم مستهدف من قبل القبائل وصراعها على السلطة.

القبائل التي تتلقى دعم غير محدود من قبل المحيط الاقليمي المتآمر على الدولة الوطنية في اليمن، يريدها دولة تستقيم على ثقل قبلي واسري، عرقي سلالي، خاليه من أي فكر سياسي، فنجد المجتمع اول ما ينقسم لا ينقسم على فكر سياسي، بقدر انقسامه القبلي والمناطقي والعقائدي، وهذا ما يخدم القوى التقليدية والعسكرية، و بنيتها القبلية، وهي التي تمسك بأطراف المشهد السياسي، و وكلا يجره اليه في تشظي واضح، قبائل ومناطق وجهوية، حتى الايدلوجيا التي كانت تسيطر على الجنوب صارت بحامل قبلي ومناطقي، مجتمع كهذا فقد قدرته على انتاج سلطة مدنية، ترسم شكل الدولة الجامعة، ليكن نمط دولة الجماعة هو السائد، دولة مبنية على القبيلة وتضيق حلقات البنى فيها لمستوى القرية.

دولة كهذه من الطبيعي ان تكون التشكيلات الامنية ولائها للقبيلة وقائدها، والوطن مجرد شعار وراية للمزايدة فقط، دولة تستند على قائد هو مصدر الثقة، ومصدر القرار، تتوزع اسرته على مواقع مهمة تحمي سلطة الاسرة والقبيلة.

وبالتالي لا تغيير حقيقي، تبقى القوى التقليدية والعسكرية القبلية هي نفسها تحكم، وان تغيرت الاوجه .

كل السلطات المتعاقبة على البلد لم تأتي بإرادة الناس، بل اتت بحامل أيدلوجي ودعم قبلي او مناطقي وجهوي معزز عسكريا، وبالتالي لا تمثل تطلعات الشرائح الاكبر بالمجتمع بل تمثل تطلع نخبة هي التي تتكون منها السلطة والمناصرين.

ولهذا تقاتلوا في الجنوب على السلطة بمجرد تفكير المستعمر بالرحيل، وضلت القبيلة في الشمال تفرض نفسها حاكمة، بالتوارث والاصطفاء القبلي، حتى وصلت للاصطفاء الالهي، وتقسيم الناس لأسياد وعبيد، وتحولت المجتمعات لقطيع.

صحيح ان الشعب اليمني يقاوم هذه التركيبة، ويثور ويسمح له ان يثور بحيث لا يهدد التركيبة، حينها ترفع العصاء، كما لوح بها في كل المراحل، قال الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل، اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة، كلام يصدر من كاتب سياسي صاحب تجربة سياسية خاض مرحلة مهمة من مراحل النضال العربي، وما يؤكد كلامه ان الحقل السياسي في اليمن لم يتحرر من سلطة القبيلة، وكانت الاحزاب السياسية تتسابق لكسب ولاء القبائل، وقوة تأثير الحزب جماهيرا يعتمد على القبيلة نفسها.هذه العصاء التي تدافع عن المقدس، مشروع وراية وقائد، ان بحثت في محتوى هذا المقدس ستجده يحمي سلطة القبيلة.

مع الاسف ان البعض يرى في هذه السلطة ضرورة تاريخية، ولكنه يتجاهل ان لا ضرورة بدون حرية، الحرية تضع الضرورة المقرونة بالمسؤولية، بل وتستطيع اعادة تفكيكها واعادة انتاجها ان لزم الامر مرة ومرات، دون ان تحدث انفجار يستفز تركيبة السلطة وهي القبيلة، وترفع عصاها لتفكك المجتمع معها وضد، واقتران السلطة بالمسؤولية ان تجعل العسكري يقف موقف شجاع لخدمة الوطن، وليس لحماية السلطة وما تحمله من جهوية وايدلوجيا وعقيدة، تحمي الوطن و المصالح العامة وتخدم تطلعات الناس وحقوقهم وكرامة الامة .

القبيلة ان اجتمعت اغتصبت السلطة، وان تفرقت تقاتلت عليها، وفي كل الاحوال المواطن هو الخسران، ويضيع الوطن تحت بسبب قائد بليد ورايه مقدسة وشعار للمزايدة ، حيث لا يسمح للحرية ان تبدي رايها وتختار ما يلبي تطلعاتها، اغتصاب يحول الجماهير لمجرد قطيع في مزرعة الحاكم، بعد ان استطاع تشكيل ادواتها الاعلامية واستحوذ على ادوات المجتمع المدني، فلا غرابة ان نجد من يفتي بتقديس المقدس، وامن يرفع عصاه ليهدد من يخرج عن الحاكم وعن مشروعه و الراية ، فالوطن وطنه ونحن عبيد، انها عبودية الجهل والتخلف، عبودية المصالح، عبودية السلطة والمال والجاه.

اكيد سلطة كهذه لن تنظر للناس، ولن تهتم لاحتياجاتهم، تنصب جهودها في حماية اركانها، تربرب عسكرها وتنمي قدرتها الدفاعية، وتجمع حولها المنافقين والافاقين، ومن يتماهون معها في الجهوية، وترمي الفتات لمن اراد ان يقتات من فتاتها، فتغتصب المؤسسات وتهدر طاقاتها ومقوماتها، لتنتج سلطة ذات نمط يعتمد على العلاقات الضيقة، العلاقات الاجتماعية التقليدية بعد تفكيك منظومتها الاخلاقية، لتكن مؤهلة بعوامل التسلط والاستبداد، ولن تكن إلا بأدوات فاسدة، وتؤمن بشعارات فارغة، وقائد وعسكر .

انها السلطة دولة الجماعة، لا دولة الاجماع، وهي الدولة العميقة، لها مؤسساتها الموازية، وقرارتها الخاصة، لتتحول المؤسسات من عامة لخاصة، وهذا ما يفضي لنتائج خطرة، هي انحياز الافراد عن الحياة العامة ليعيشوا حياتهم الخاصة، وتنقطع صلتهم بحياة الناس، وبالتالي يبقى الناس بلا سلطة تحميهم، مهما صرخوا واستغاثوا واستنجدوا، فلا رابط يربطهم بتلك السلطة، فينزلق المجتمع في حرب خدمات وتجويع وانهيار للعملة، و تفتح ابواب الفهلوة والشطارة والانتهازية والكذب والتدليس، وهذا ما نحن فيه اليوم .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن عدن على القبیلة ان تکون

إقرأ أيضاً:

قرار برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية

أصدرت سلطة النقد الفلسطينية، الثلاثاء 1 تموز 2025 ، تعليمات إلى المصارف العاملة في فلسطين، تقضي برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%، من إجمالي إيداعاتها (مبيعاتها)، وذلك في إطار الجهود المبذولة للحد من فائض السيولة النقدية بالشيقل، وتعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكتروني.

وجاءت هذه الخطوة عقب لقاء عقد، اليوم الثلاثاء، بمقر سلطة النقد بمدينة رام الله ، برئاسة محافظ سلطة النقد يحيى شنار، وبمشاركة رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود نزار الجعبري ورئيس نقابة أصحاب محطات تعبئة الغاز أسامة مصلح وعدد من أعضاء النقابتين، ووكيل وزارة المالية، رئيس الهيئة العامة للبترول مجدي الحسن، ورئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية عبده إدريس، ورئيس غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة عبد الغني العطاري، ونائب المحافظ محمد مناصرة، وعدد من مديري الدوائر.

وتناول اللقاء، التحديات الناتجة عن أزمة تكدس الشيقل، وانعكاساتها على مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاعي المحروقات والغاز، إضافة إلى بحث سبل التخفيف من أزمة الإيداعات النقدية لدى المصارف، وتشجيع المواطنين على تسديد أثمان مشترياتهم، ولا سيما الوقود، باستخدام وسائل الدفع الإلكتروني.

كما ناقش المشاركون، آليات التعاون المشترك لتعزيز التحول نحو الدفع الإلكتروني، بما يشمل تقديم حملات ترويجية من المحطات والمصارف لتحفيز المواطنين على استخدام أدوات الدفع الإلكتروني الحديثة.

وأكدت سلطة النقد، أن تقليل الاعتماد على النقد الورقي يُعد خطوة استراتيجية لتعزيز الشمول المالي ودعم استقرار الجهاز المصرفي، داعية جميع الجهات ذات العلاقة إلى الإسهام الفاعل في إنجاح هذا التوجه الوطني.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من اقتصاد سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 1 يوليو سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الإثنين 30 يونيو سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الأحد الأكثر قراءة رفع جميع القيود المفروضة على الجبهة الداخلية في إسرائيل فرنسا تعقب على استهداف منتظري المساعدات في غزة زامير : تركيز المؤسسة العسكرية يعود إلى غزة الآن شاهد: بشارة بحبح : إعلان وقف إطلاق النار في غزة قد يكون خلال أيام عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: «حياتنا في الإمارات» شهادة على نجاح إنسانيتنا
  • رئيس سلطة العقبة يستقبل المحافظ الجديد
  • تحذيرات أممية صادمة: اليمن يواجه خطر التحول لأفقر دولة عالميًا!
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • قرار برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية
  • حكومة كامل إدريس.. سلطة بطعم “المشاركة المشروطة”
  • ظاهرة «تزويج الأطفال».. البراءة في مواجهة سلطة العرف والتقاليد
  • الحكم على صحافي رياضي فرنسي بالسجن 7 سنوات في الجزائر.. باريس تأسف
  • صالح: سعر الدولار سيواصل الارتفاع ما لم تُشكَّل سلطة تنفيذية قوية
  • نساء الزرافات في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من أغرب عادات القبائل