يبدو أن التوتر سوف يتصاعد بين المجلس العسكري في النيجر وفرنسا، بعد إمهال السفير الفرنسي في العاصمة نيامي 48 ساعة لمغادرة البلاد، ما يزيد من تدهور العلاقات بين البلدين، وقد يتطور الأمر إلى فكرة التدخل العسكري خلال الفترة المقبلة.

الشويمي: فرنسا لن تصبر كثيراً على الحلول الدبلوماسية

صلاح حليمة: باريس ستتدخل عسكرياً في النيجر إذا استشعرت أي خطر

ويرى خبراء أن فرنسا لن تصمت على التصعيد المستمر من قبل المجلس العسكري في النيجر، وسوف تتخذ إجراءات لحماية قواتها ودبلوماسييها في نيامي، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية لجوء باريس للتدخل العسكري لحسم الموقف.




التدخل العسكري والحلول الدبلوماسية

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية السفير إبراهيم الشويمي إن فرنسا لن تصبر كثيراً على الحلول الدبلوماسية والسياسية مع المجلس العسكري في النيجر، وخصوصاً بعد أن أرسلت مجموعة إيكواس وفوداً إلى العاصمة النيجرية نيامي للتفاوض مع المجلس العسكري، وفشلت جميعاً حتى الآن.

وأوضح السفير الشويمي لـ24 أن فرنسا كحال الجماعة الاقتصادية تريد العودة إلى النظام الدستوري، وعلى رأسه الرئيس المعزول محمد بازوم، وتنتظر حسم الموقف في أقرب وقت، وإن التدخل العسكري سيكون حتمياً، بعد أن قررت مجموعة إيكواس تفعيل وتجهيز قواتها العسكرية.

وأشار السفير الشويمي إلى أن التصعيد من قبل المجلس العسكري في النيجر ضد فرنسا وطرد سفيرها من نيامي سيؤدي إلى المواجهة المباشرة بين العسكر في النيجر والقوات الفرنسية، حيث توجد هناك قاعدة عسكري في النيجر، وسوف تتدخل لحماية السفير والدبلوماسيين الفرنسيين المتواجدين هناك.

وبعد أيام على الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم، حذر الانقلابيون فرنسا من الدخل في الشأن الداخلي للنيجر، على ما وصفوه بأنه تجاوز لقرار إغلاق الحدود، بعدما هبطت طائرة عسكرية فرنسية في مطار نيامي الدولي.

The Nigerien Military Junta has stated that if the French Ambassador does not leave Niger within the next 48 hours, they will use military force to ensure that it is done.

France has rejected the order. pic.twitter.com/kMjHNRedwp

— Pius Oruko (@PiusOruko1) August 27, 2023
وضع نهاية لسيناريو الانقلابات

ومن جانبه قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير صلاح حليمة إن موقف فرنسا مرتبط بحد كبير بمجموعة الإيكواس، وأنها لن تتدخل إلا بعد التوافق مع قوات المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، وربما نجد احتكاكاً بين المتظاهرين المؤيدين للانقلاب العسكري في النيجر وبين القوات الفرنسية المتواجدة في القاعدة العسكرية في نيامي.

وأوضح السفير صلاح حليمة لـ24 أن فرنسا تريد وضع نهاية لسيناريوهات الانقلابات في إفريقيا، وإذا لم يتم التعامل بحسم تجاه ما حدث في النيجر سيكون هذا السيناريو المتعارف عليه في الدول الإفريقية الأخرى، ونجد انقلابات عسكرية بين حين وآخر.

وأكد السفير حليمة أن باريس سوف تتدخل عسكرياً، إذا استشعرت أي خطر تجاه القاعدة الخاصة بها في النيجر، والأمور لن تسير في اتجاه الحلول الدبلوماسية والسياسية مع المجلس العسكري في النيجر، الذي يرفض أي مقترحات سياسية بشأن عودة الرئيس المعزول محمد بازوم.

Niger Junta Escalating Tensions with France, Orders Ambassador to Depart in 48 Hours https://t.co/Tz9rXAV3DI

— Clariform Media (@ClariformMedia) August 27, 2023

وهددت فرنسا بأنها سترد "فوراً وبشدّة"على أي هجوم يستهدف رعاياها ومصالحها في النيجر، وذلك إثر تظاهر آلاف الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في نيامي دعماً للعسكريين الانقلابيين، مؤخراً.

وحذر الاليزيه من أن "أي شخص يهاجم الرعايا الفرنسيين والجيش والدبلوماسيين والمقار الفرنسية، سيرى ردّ فرنسا الفوري والشديد". ولن يتسامح رئيس الجمهورية مع "أيّ هجوم على فرنسا ومصالحها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر المجلس العسکری فی النیجر

إقرأ أيضاً:

النيجر تصعد ضد الشركات الأجنبية بمصادرة المعدات وإغلاق المكاتب

شنت قوات الأمن في النيجر يوم الاثنين الماضي هجومًا على مكاتب شركات "سماير" و"كوميناك" و"أورانو مينينغ النيجر" في العاصمة نيامي، حيث تم مصادرة المعدات وإغلاق المواقع أمام الموظفين.

يأتي هذا التصعيد في إطار التوترات المستمرة بين مجموعة أورانو الفرنسية، التي كانت تعرف سابقًا باسم "أريفا"، والحكومة العسكرية النيجرية.

أحد مناجم اليورانيوم في منطقة أرليت بالنيجر (رويترز)

وقد شهدت العلاقات بين الطرفين تدهورًا ملحوظًا على مدار الأشهر الماضية، بسبب رغبة النيجر في استعادة السيطرة على مواردها الطبيعية، وعلى رأسها اليورانيوم، الذي ظل يُستخرج لفترة طويلة من قبل شركات أجنبية دون تحقيق فوائد ملموسة للسكان المحليين.

أورانو في مواجهة تحديات جمة

يمثل هذا الهجوم تصعيدًا حادًا في النزاع القائم، حيث قالت مجموعة أورانو إنها باتت غير قادرة على التواصل مع ممثلها المحلي بعد تدخل القوات الأمنية، مما يعكس حالة من الغموض والارتباك بشأن القرارات التي اتخذتها السلطات النيجرية.

يذكر أن الوضع تفاقم منذ نهاية عام 2024، عندما بدأت أورانو تعاني من قيود كبيرة في قدرتها على متابعة عملياتها في النيجر، حيث لم تعد الشركات التابعة لها تخضع لإدارتها المباشرة.

إعلان

كما أن الحكومة النيجرية قامت في وقت سابق بسحب رخصة التشغيل من مشروع "إيمورارين"، أحد أهم المواقع التي كانت تديرها أورانو، مما أضاف مزيدًا من التعقيد للموقف.

خريطة النيجر (الجزيرة) خسائر كبيرة وتداعيات اقتصادية

تواجه أورانو إلى جانب خسارة السيطرة على العمليات، مشكلة أخرى تتمثل في وجود نحو 1300 طن من مركزات اليورانيوم الخام المخزنة في موقع "سماير"، والتي تقدر قيمتها بنحو 250 مليون يورو، مما يعطل تدفق الإيرادات ويزيد الضغط على الشركة.

وزادت هذه الأزمة من تعقيد الوضع الاقتصادي للشركة التي كانت تعتمد بشكل كبير على أنشطتها في النيجر.

كما أن هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه القطاع الجيوسياسي العالمي تغييرات كبيرة، حيث يسعى النظام العسكري في النيجر إلى تقليص النفوذ الفرنسي في البلاد ويعزز علاقاته مع دول أخرى مثل روسيا وإيران.

يبدو أن النزاع بين أورانو والنيجر يعكس بداية مرحلة جديدة في كيفية إدارة الموارد الطبيعية في أفريقيا.

وعلى الرغم من غموض المستقبل، تبقى هذه الأزمة علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين الدول الأفريقية والشركات الغربية، وقد تُشكل نموذجًا لدول أخرى تسعى لتعزيز سيادتها الاقتصادية واستعادة السيطرة على ثرواتها الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • النيجر تصعد ضد الشركات الأجنبية بمصادرة المعدات وإغلاق المكاتب
  • الرئاسي: المنفي بحث مع السفير الفرنسي إنهاء المراحل الانتقالية
  • المجلس العسكري في مالي يعلّق عمل الأحزاب السياسية
  • الرئاسي: المنفي يستعرض مع السفير التركي جهوده لتحقيق انفراج شامل في ليبيا
  • «المنفي» يستقبل السفير التركي ويتسلم رسالة من أمير قطر
  • معركة الحسم العسكري في غزة
  • معركة الحسم العسكري
  • كان بيولع سيجارة.. إصابة عامل بحروق داخل محطة وقود في الخليفة
  • مقتل 8 جنود وفقدان 6 آخرين بهجمات جهادية في جنوب النيجر
  • عاجل: جيش الإحتلال ينذر الموجودين في منطقة مطار صنعاء إخلائها فوراً