واشنطن تُسلّع المساعدات وتستخدمها كسلاح لإجبار الفلسطينيين على التراجع
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
يمانيون../
في واحدة من أكثر صور الابتزاز الإنساني فظاعةً، تُواصل الولايات المتحدة الأمريكية توظيف المساعدات الإنسانية كسلاح ضغط على الفلسطينيين، في محاولة لانتزاع تنازلات سياسية وميدانية لصالح الكيان الصهيوني، الذي يرتكب أبشع المجازر بحق سكان قطاع غزة تحت غطاء أمريكي مباشر.
وفي هذا السياق، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، التحالف الأمريكي-الصهيوني بأنه “شراكة وحشية”، مشيراً إلى أن الغذاء والدواء تحوّلا إلى أدوات حرب في يد الاحتلال، تُستخدم للترهيب والترغيب وفرض الاستسلام على سكان القطاع.
وتتزامن التصريحات الأمريكية بشأن إدخال “مساعدات إنسانية” مع توسيع رقعة العدوان العسكري على غزة، في تكتيك مزدوج يهدف إلى خنق المقاومة وتهجير السكان، غير أن هذه السياسات تواجه بصمود فلسطيني أسطوري، يُبدد رهانات واشنطن وتل أبيب.
ويؤكد الدكتور علي حمية، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً مباشرة على الفلسطينيين لسحب سلاح المقاومة، باستخدام الأموال العربية كوسيلة تمويل غير مباشرة لحماية الكيان المؤقت، والتغطية على جرائمه. وقال إن واشنطن لا ترى في الشعب الفلسطيني سوى عائق أمام تثبيت مشروعها في المنطقة.
وتتعمّد قوات الاحتلال تكثيف جرائمها في غزة، مستخدمة سياسة الأرض المحروقة لفرض التهجير، عبر المجازر الجماعية والحصار الكامل، فيما تؤكد مصادر ميدانية أن العديد من مناطق القطاع لم تدخلها حتى رغيف خبز منذ أكثر من 75 يوماً، ما ينذر بكارثة إنسانية شاملة.
وفي موازاة ذلك، تحذر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من انهيار شامل في الأوضاع الإنسانية، في ظل استمرار منع إدخال المواد الأساسية، واستهداف المستشفيات والمرافق المدنية، وهو ما يجعل من المساعدات الموعودة غطاءً إعلامياً لجرائم ممنهجة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
الكاتب والصحفي خالد بركات، في حديثه لقناة المسيرة، اعتبر أن الجمع بين إدخال المساعدات وتوسيع العدوان، يعكس السادية الصهيونية، واصفاً السياسات الحالية بـ”الإبادة الجماعية المتعمدة”. وأكد أن سياسة التجويع تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على رفع الراية البيضاء، لكن الواقع يُكذب ذلك: “لا استسلام ولا تراجع، بل مقاومة حتى النصر أو الشهادة”.
ويتابع بركات: “ما يجري في غزة ليس سوى فصل من يوم قيامة حقيقي يعيشه السكان تحت نيران القنابل وصواريخ الحقد، في ظل صمت عالمي مشين، عدا عن جبهة اليمن التي تمد يدها بثبات وإيمان إلى قلب فلسطين”.
الجنون الصهيوني لا يتوقف عند حدود القطاع، بل يمتد إلى الضفة الغربية، حيث تنفّذ قوات الاحتلال حملات هدم وتهجير قسري، كان آخرها استهداف بلدتي كفر الديك وبروقين، عبر هجمات ممنهجة للمستوطنين والجيش، أسفرت عن تدمير منازل، واعتقالات، ومصادرة أراضٍ.
في هذا السياق، يتصاعد الغضب داخل أوساط عائلات الأسرى الصهاينة، الذين يعارضون استمرار العدوان خشية على حياة أبنائهم المحتجزين في غزة، وهو ما عبّر عنه أحد الأسرى في رسالة للكنيست قال فيها: “ستكون أيديكم ملطخة بالدماء إن لم توقفوا الحرب”.
ووسط هذا المشهد الكارثي، تؤكد المقاومة الفلسطينية، مسنودة من الشعب اليمني وقوى محور التحرر، أنها لن تُرغم على التراجع، مهما استخدمت واشنطن وتل أبيب أدوات الضغط والموت، فالمعركة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل صراع وجود، لا يقبل القسمة على اثنين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مجازر لا تتوقف بحق النازحين ومنتظري المساعدات.. أكثر من 140 شهيدا في غزة
أحصت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أكثر من 140 شهيدا، ومئات الجرحى، جراء استمرار مجازر الاحتلال ضد النازحين ومنتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوب القطاع.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 142 شهيدا، بينهم 3 شهداء جرى انتشالهم، و 487 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.
وأضافت أن حصيلة العدوان الاسرائيلي بلغت 57 ألفا و12 شهيدا و 134 ألفا و592 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
وبلغت حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال 24 ساعة الماضية 39 شهيد، وأكثر من 210 اصابة. ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات 640 شهيد وأكثر من 4,488 إصابة.
ومنذ فجر الأربعاء، قتل جيش الاحتلال 39 فلسطينيا بينهم 15 من منتظري المساعدات وأصاب عشرات آخرين، منذ فجر الأربعاء، بغارات جوية وإطلاق نار في قطاع غزة.
تأتي هذه الهجمات مع أوضاع إنسانية كارثية يعيشها القطاع، جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 21 شهرا.
وفي أحدث المجازر، استشهد 10 فلسطينيين خلال الساعات الثلاث الماضية، بينهم 5 بقصف استهدف تجمعا مدنيا بمدينة دير البلح وسط القطاع، و5 آخرون جراء استهداف لمنتظري المساعدات غرب مدينة رفح جنوبا.
في خانيونس، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف استهدف منزلا بمنطقة المواصي غرب المدينة.
كما استشهد 12 فلسطينيا جراء قصف إسرائيلي استهدف 3 خيام تؤوي نازحين في 3 هجمات متفرقة بخانيونس.
وفي وسط المدينة، استشهد 3 فلسطينيين إثر قصف قوات الاحتلال تجمعين لمواطنين، فيما انتشل جثمانان من المناطق الشرقية لخانيونس.
وفي وسط القطاع، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 50 آخرين، بعدما استهدف جيش الاحتلال منتظري مساعدات بالرصاص الحي في شارع صلاح الدين، جنوب منطقة وادي غزة، وفي محور نتساريم.