حذر علماء جيولوجيا من خطر يهدد الولايات المتحدة يتمثل في ما يُعرف بـ"الميجا تسونامي"، وهي موجات بحرية عملاقة قد يصل ارتفاعها إلى آلاف الأقدام، قادرة على تدمير مناطق ساحلية بأكملها. 

بينما ينتج التسونامي التقليدي عادة عن الزلازل تحت سطح البحر، فإن الميجا تسونامي غالبًا ما تنجم عن انهيارات أرضية ضخمة أو انفجارات بركانية مفاجئة، مما يجعل قوتها التدميرية مشابهة لكارثة كونية.

ما المناطق الأكثر تعرضًا للخطر؟

تشير النماذج الجيولوجية إلى أن هناك ثلاث مناطق أمريكية معرضة بشكل خاص لخطر الميجا تسونامي: ألاسكا، هاواي، والساحل الغربي للولايات المتحدة. 

في هذه المناطق، تتضاعف احتمالية حدوث موجات هائلة قد تهدد الملايين من السكان. أحد السيناريوهات المقلقة هو احتمال انهيار الجانب الغربي من بركان كومبر فييخا في جزيرة لا بالما الإسبانية، والذي قد يؤدي إلى تسونامي يعبر المحيط الأطلسي بسرعة فائقة ليصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة في غضون ساعات.

ستة أقدام من الدمار: حالة ليتويا

تاريخيًا، شهد خليج ليتويا في ألاسكا في عام 1958 واحدة من أعنف موجات الميجا تسونامي المسجلة، حيث تسبب زلزال تحت سطح الأرض في انهيار أرضي ضخم أدى إلى إطلاق موجة بلغ ارتفاعها 1,719 قدمًا. 

وقد أدى انهيار كتلة من الصخور تعادل 90 مليون طن إلى إطلاق موجة هائلة تجاوزت الأشجار وقلبت بعضها من جذوره.

هاواي والبراكين النشطة

جزيرة هاواي الكبرى ليست بمعزل عن هذه المخاوف، إذ أظهرت الدراسات أن موجة عملاقة قد ضربت جزيرة لاناي قبل حوالي 105 آلاف سنة، وبلغ ارتفاعها 1000 قدم. 

المنحدرات البركانية النشطة، مثل كيلاويا وماونا لوا، هي مناطق معرضة للانهيار، مما قد يطلق موجات مدمرة نحو الجزر القريبة. 

نشاط ماونا لوا، أكبر بركان نشط على سطح الأرض، يثير القلق خاصة في السنوات الأخيرة.

الساحل الغربي وصدع كاسكاديا

يمثل صدع كاسكاديا الساحل الغربي للولايات المتحدة تهديدًا خاصًا بسبب الزلازل الكبيرة. تشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى وجود احتمال بنسبة 37% لوقوع زلزال قوي في هذه المنطقة خلال الخمسين عامًا المقبلة. 

قد يؤدي مثل هذا الزلزال إلى موجات تسونامي تضرب مدنًا كبرى مثل بورتلاند وسياتل وسان فرانسيسكو.

في ضوء هذه التهديدات، يشدد العلماء على ضرورة تحسين أنظمة الإنذار المبكر، وإجراء نماذج المحاكاة بشكل دوري. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن توعية السكان المحليين بسبل الإخلاء الآمن تعتبر أمرًا حيويًا، إذ أن الوقت بين رصد الانهيار ووصول الموجة قد لا يتجاوز بضع دقائق.

تعد هذه التحذيرات دعوة للاستعداد الجاد، فما يزال خطر الميجا تسونامي احتمالًا قائمًا، قد يتجاوز عواقبه كل تصور، مما يتطلب استعدادًا دائمًا لمواجهة هذا التهديد.

طباعة شارك تسونامي الميجا تسونامي أمريكا ظاهرة الميجا تسونامي هاواي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تسونامي أمريكا هاواي تسونامی ا

إقرأ أيضاً:

موقف أمريكا من العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران| تحليل إخباري

في تحول مفاجئ أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 24 يونيو الماضي، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “الصين يمكنها الآن مواصلة شراء النفط من إيران... ونأمل أن يشتروا الكثير من الولايات المتحدة أيضًا”. 

جاء هذا التصريح بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي توسطت فيه واشنطن.

البيت الأبيض حاول احتواء الجدل، موضحًا أن الرئيس كان يشير إلى بقاء مضيق هرمز مفتوحًا، وليس إلى رفع العقوبات بشكل رسمي. إلا أن هذه التصريحات فاجأت حتى مسؤولين في وزارة الخزانة والخارجية الأمريكية، خاصة أن ترامب نفسه كان قد أكد في مايو أن “أي دولة تشتري النفط من إيران لن يُسمح لها بممارسة الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال”.

الصين.. زبون إيران الأول وورقة ضغط واشنطن

الصين تمثل السوق الأهم للنفط الإيراني، إذ شكلت 13.6% من وارداتها النفطية من إيران في النصف الأول من عام 2025، بمعدل 1.38 مليون برميل يوميًا. 

ورغم تراجع الكميات مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذا الحجم لا يزال يعكس مدى عمق العلاقات الاقتصادية بين طهران وبكين، خاصة بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين عام 2021.

في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، طلب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من الصين التدخل لدى طهران لعدم إغلاق مضيق هرمز – الذي يمر عبره خُمس الإنتاج النفطي العالمي – محذرًا من أن إغلاقه سيكون بمثابة “انتحار اقتصادي” لإيران، لكنه سيؤذي اقتصاديات دول أخرى أكثر من الولايات المتحدة.

خلال الحرب الأخيرة، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشآت نووية إيرانية رئيسية مثل فوردو ونطنز وأصفهان، وهو ما ردّت عليه إيران باستهداف قواعد أمريكية في قطر. وبينما لوّح ترامب لاحقًا باستخدام القوة في حال عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة، فإنه في الوقت نفسه تراجع عن خطاب “تغيير النظام”، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى “مزيد من الفوضى”.

تصريحات ترامب سمحت ضمناً باستمرار شراء الصين للنفط الإيراني، مما عكس واقعية سياسية تهدف للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ولو على حساب التناقض الظاهري مع العقوبات المعلنة.

نفوذ الصين في طهران.. وتعاون أمريكي ضمني

ترى واشنطن أن للصين تأثيرًا متزايدًا على إيران، لا سيما مع تدهور علاقات طهران مع أوروبا والغرب. وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من بكين سابقًا التوسط مع إيران خلال أزمة الحوثيين في البحر الأحمر، كما اتهمت الصين لاحقًا بتزويد الحوثيين بأسلحة – وهو ما نفته بكين.

ومع مشاركة وزير الدفاع الإيراني في اجتماع منظمة شنغهاي في الصين، وامتنان طهران لبكين على “تفهمها” خلال الحرب الأخيرة، بات واضحًا أن الصين تلعب دورًا متزايدًا في موازين الشرق الأوسط، بشكل يتقاطع أحيانًا مع مصالح الولايات المتحدة، لكن لا يصطدم بها بشكل مباشر.

الرئيس السابق جو بايدن كان قد سعى لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن انشغاله بأزمات أخرى – أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية – حدّ من قدرته على التقدم في هذا المسار. وواجه بايدن انتقادات من الجمهوريين، وعلى رأسهم ترامب، الذين اتهموه بتليين موقفه تجاه إيران، مما سمح لها بتعزيز دعمها لوكلائها وفتح الباب لتصعيد جديد منذ أكتوبر 2023.

أما في الولاية الحالية، فرغم التصعيد العسكري والضربات النووية، فإن ترامب يبدو أكثر استعدادًا للتفاوض خلف الكواليس، خاصة إذا كان ذلك يخدم أهدافه الاستراتيجية في تحجيم إيران دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

خاتمة

في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن انتقاد شراء النفط الإيراني علنًا، فإن تساهلها مع الصين في هذا الملف قد لا يكون سوى خطوة براجماتية تهدف إلى تجنب التصعيد وفتح نافذة تفاوض مستقبلية.

فالصين باتت طرفًا أساسيًا في معادلة واشنطن – طهران، وقد تتحول إلى قناة خلفية لأي تسوية محتملة. وفي ظل تشدد الطرفين الظاهري، يبدو أن المصالح الاقتصادية وتبادل الرسائل غير المباشرة تهيمن على الساحة أكثر من الشعارات أو التهديدات.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستقبل واشنطن بتسوية تضمن استمرار “الغموض النووي” الإيراني مقابل استقرار إقليمي هش؟ أم أن التصعيد سيعود مجددًا... ولكن هذه المرة بأدوات أكثر حذرًا؟

طباعة شارك الصين إيران النفط ترامب

مقالات مشابهة

  • أمريكا تهدد الاتحاد الأوروبي بفرض جمارك بنسبة 17% على الصادرات الزراعية
  • تسونامي الجليد.. مشاهد موثقة لظاهرة مدمرة تسحق البيوت في لحظات!
  • الأمم المتحدة تحذر: فيضانات وشيكة بالسودان تهدد جهود الإغاثة
  • “الأونروا”: 714 ألف فلسطيني نزحوا داخل غزة منذ انهيار وقف النار
  • 3 مواعيد مفصلية في 2025.. اختبارات تحدد مستقبل قوة أمريكا بعهد ترامب
  • الخارجية الإيرانية: على أمريكا اثبات التزامها بالمسار الدبلوماسي قبل استئناف المفاوضات
  • موقف أمريكا من العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران| تحليل إخباري
  • خبير بعلوم البحار بالإسكندرية: لا خطر حاليًا من تسونامي في البحر المتوسط والزلازل البحرية السبب الرئيسي للظاهرة
  • أوروبا تستعد لتعزيز دعم أوكرانيا بعد توقف أمريكا عن تسليم الأسلحة
  • الأمم المتحدة تحذر: غزة على شفا انهيار إنساني وسط تصعيد إسرائيلي