الجديد برس| أعلنت الإمارات العربية المتحدة، السبت، تأييدها تحركًا ضد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، وذلك بالتزامن مع احتفالات اليمن بالذكرى الـ35 للوحدة بين الشمال والجنوب. وجه مستشار الرئيس الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، انتقادات حادة لقيادة الانتقالي، واصفًا إياها بـ”السلطوية والزعامية والشللية”، مؤكدًا دعم بلاده لما أسماه “الأصوات الداعية لتغيير المجلس” وإنشاء “دولة الجنوب العربي”، في إشارة واضحة إلى دعم الانفصال.

وفي المقابل، اتخذت قيادة الانتقالي موقفًا محايدًا من ذكرى الوحدة، حيث امتنعت عن المشاركة في الاحتفالات الرسمية أو إحياء ذكرى الانفصال، واقتصرت على إعلان يوم “مفتوح” دون إجازات رسمية، رغم سيطرة المجلس على وزارة الخدمة المدنية. ولم يصدر أي تصريح من رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، المقيم في الإمارات، سواء بمناسبة ذكرى ما يصفه أنصاره بـ”التحرر” أو بذكرى الوحدة، في سكوت لافت يثير تساؤلات حول طبيعة الخلافات الداخلية. وتمثل الدعوة الإماراتية الصريحة للانفصال انعكاسًا لحالة الغضب من أداء الفصائل التابعة لها، في تطور يضعف موقف الانتقالي ويعقد المشهد السياسي في الجنوب، خاصة مع تصاعد المطالبات الانفصالية وتنامي التدخلات الإقليمية. يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الأراضي اليمنية الجنوبية تصاعدًا في التوترات، حيث تسعى الإمارات لإعادة ترتيب تحالفاتها، بينما يواجه الانتقالي تحديات داخلية تهدد وحدته، في ظل صراع النفوذ السعودي الاماراتي للسيطرة على المحافظات النفطية جنوب اليمن.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

ذكرى “توشكا باب المندب”.. 14 ديسمبر 2015 عندما تحولت غرفة قيادة العدوان إلى محرقة

يمانيون | تقرير
يتجدد في الرابع عشر من ديسمبر من كل عام حضور واحدة من أكثر الضربات إيلامًا وتأثيرًا في مسار العدوان على اليمن، ضربة لم تُقرأ في سياقها الزمني فقط، بل في أبعادها الاستراتيجية والسياسية والنفسية.

ففي مثل هذا اليوم من العام 2015، لم يكن إطلاق صاروخ “توشكا” حدثًا عسكريًا اعتياديًا، بل إعلانًا عمليًا عن انتقال اليمن من مرحلة امتصاص الضربات إلى مرحلة كسر المعادلات، ومن الدفاع المحدود إلى الردع المؤثر.

جاءت ضربة “توشكا باب المندب” في لحظة كان تحالف العدوان يراهن فيها على السيطرة السريعة على الساحل الغربي، وفرض واقع ميداني جديد يتيح له التحكم بأحد أهم الممرات البحرية في العالم.

غير أن الصاروخ اليمني قلب تلك الرهانات، وأثبت أن الجغرافيا التي ظنها الغزاة آمنة ومحصنة يمكن أن تتحول في لحظة إلى نقطة انهيار كبرى.

الهدف والزمان والمكان.. ضربة محسوبة لا مصادفة عسكرية

بعد منتصف ليل الاثنين، وفي توقيت دقيق، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخًا باليستيًا من نوع “توشكا” باتجاه مركز قيادة وعمليات متقدم لتحالف العدوان في منطقة “شعب الجن” بباب المندب.

اختيار الهدف لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد رصد استخباراتي دقيق لطبيعة الموقع وأهميته، بوصفه غرفة إدارة عمليات تُنسّق التحركات الميدانية، وتضم قيادات رفيعة متعددة الجنسيات.

الموقع المستهدف كان يمثل عقدة القيادة والسيطرة لتحركات قوات العدوان في باب المندب وذُباب ومحيط العُمري، ما يجعل تدميره ضربة مباشرة لعقل العمليات، لا لأطرافها فقط.

من هنا، اكتسبت العملية طابعًا استراتيجيًا واضحًا، وأكدت أن اليمن لم يعد يضرب تجمعات ثانوية، بل مراكز القرار الميداني نفسه.

خسائر القيادة قبل العتاد.. ضربة في الرأس لا في الأطراف

أسفرت الضربة عن خسائر بشرية وعسكرية جسيمة، شكّلت صدمة داخل معسكر العدوان.

وبحسب مصادر مطلعة، وما أقرّت به تقارير إعلامية عربية ودولية آنذاك، قُتل في العملية عدد من أبرز قادة العدوان، في مقدمتهم قائد القوات السعودية في اليمن العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان، وقائد وحدات الجيش الإماراتي العاملة ضمن التحالف سلطان محمد علي الكتبي، إلى جانب ضباط أجانب ومرتزقة، بينهم عناصر من شركة “بلاك ووتر” الأمريكية.

لم تقتصر الخسائر على القيادات، بل شملت تدمير ثلاث طائرات أباتشي، وأكثر من أربعين آلية عسكرية، وعددًا من العربات والمصفحات المدرعة، بينها آليات متطورة تابعة لشركة “بلاك ووتر”.

وتشير التقديرات إلى سقوط ما بين 160 و180 قتيلًا، غالبيتهم من المرتزقة المحليين والأجانب، فيما تؤكد معطيات لاحقة أن ما أُعلن رسميًا لا يمثل سوى جزء من حجم الخسائر الفعلية، في ظل وجود قيادات إضافية لم يُكشف عن مصيرها.

تعدد الجنسيات.. سقوط رواية “التحالف العربي”

كشفت ضربة “توشكا باب المندب” زيف السردية التي حاول العدوان تسويقها عن “تحالف عربي لدعم الشرعية”.

فقد أظهرت طبيعة الموقع المستهدف، وقوائم القتلى، وتعدد الجنسيات الموجودة في غرفة عمليات واحدة، أن الحرب على اليمن كانت مشروعًا دوليًا تقوده الولايات المتحدة، ويشارك فيه الكيان الصهيوني من خلف الستار، إلى جانب السعودية والإمارات، ومرتزقة دوليين، وتنظيمات تكفيرية، وأدوات محلية.

في ذلك الخندق، امتزج الدم الأمريكي بالسعودي والإماراتي، ودم مرتزقة بلاك ووتر بدم التكفيريين، لأن الجميع كان يتحرك ضمن مشروع واحد واتجاه واحد.

هذا الامتزاج لم يكن استثناءً، بل القاعدة الحقيقية لطبيعة العدوان، التي جمعت كل أدوات الحرب غير النظيفة في نقطة واحدة، فجاء الرد اليمني بحجم المشروع ذاته.

الصدمة الإعلامية والسياسية.. فشل التكتم وانكشاف المستور

أحدثت الضربة ارتباكًا واسعًا داخل غرف القرار في الرياض وأبوظبي، ووضعت التحالف أمام مأزق إعلامي وسياسي غير مسبوق.

فشلت محاولات التكتم، واضطر إعلام العدوان، تحت ضغط الوقائع وتسريبات الميدان، إلى الاعتراف بجزء من الخسائر.

وتصدّر خبر العملية عناوين وكالات عالمية كبرى، من بينها “رويترز” ووكالة الصحافة الفرنسية و”سي إن إن” و”بي بي سي”، التي وصفت الهجوم بأنه واحد من أكثر الهجمات دموية التي تعرّضت لها قوات التحالف منذ بدء العدوان على اليمن.

هذا الاعتراف الدولي، وإن جاء بصيغة مقتضبة، شكّل ضربة إضافية للتحالف، لأنه أكد أن ما جرى لم يكن حادثًا محدودًا، بل تحولًا نوعيًا في ميزان القوة.

كما كشف عجز الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عن احتواء تداعيات الضربة أو تقديم غطاء سياسي وإعلامي كافٍ لحلفائهما.

التداعيات المعنوية.. جرح لم يندمل

انعكست ضربة “توشكا باب المندب” بوضوح على معنويات قوات العدوان، وخلقت حالة من القلق الدائم في صفوفه، خصوصًا في المواقع المتقدمة والحساسة.

ولم يكن مستغربًا، في هذا السياق، أن تلجأ الإمارات لاحقًا إلى استحداث ما يسمى “يوم الشهيد”، في محاولة لترميم جرح عسكري ومعنوي عميق خلّفته تلك الضربة، ولإعادة إنتاج رواية داخلية تخفف من وقع الهزيمة.

في المقابل، عززت العملية من ثقة اليمنيين بقدرتهم على الصمود والمبادرة، ورسّخت قناعة بأن كلفة العدوان يمكن أن تكون باهظة على الغزاة، مهما بلغ حجم تفوقهم التسليحي والدعم الدولي الذي يحظون به.

توشكا كآية تحول..  من الرد المحدود إلى الردع المفتوح

رمزيًا واستراتيجيًا، شكّل “توشكا باب المندب” نقطة انطلاق لمسار جديد في تطوير القدرات العسكرية اليمنية.

لم يعد الصاروخ مجرد سلاح، بل أصبح عنوانًا لمرحلة كاملة من الردع، مهّدت للكشف لاحقًا عن صواريخ معدلة محليًا، مثل “قاهر1”، وصولًا إلى مراحل أكثر تقدمًا نقلت المواجهة إلى عمق دول تحالف العدوان، وما بعدها.

أثبتت هذه الضربة، وما تلاها، أن ما كان يراهن عليه العدو من “محدودية القدرات” لم يكن سوى أوهام، وأن اليمن قادر، بإمكاناته الذاتية وإرادته الصلبة، على فرض معادلات جديدة، وكسر الخطوط الحمراء التي حاول التحالف رسمها.

ختاماً.. ذكرى مفتوحة ومسار مستمر

بعد عشر سنوات، لا تزال ضربة “توشكا باب المندب” حاضرة بقوة في الذاكرة الوطنية، وفي حسابات العدو على حد سواء.

لم تكن مجرد ضربة صاروخية ناجحة، بل صفعة استراتيجية كشفت حقيقة من اجتمعوا في خندق واحد لمشروع واحد، وأسقطت وهم التفوق والحصانة.

ومع استمرار الصمود وتطور القدرات، تؤكد هذه الذكرى أن اليمن لم يغلق صفحة الرد، وأن مسار التحولات التي أذن الله بها ماضٍ دون توقف، مهما تبدلت الوجوه أو تعددت التحالفات.

مقالات مشابهة

  • ذكرى “توشكا باب المندب”.. 14 ديسمبر 2015 عندما تحولت غرفة قيادة العدوان إلى محرقة
  • عيدروس الزبيدي يلهث لفتح باب التطبيع مع تل أبيب.. المجلس الانتقالي يفتح أبوابه وأحضانه للكيان الإسرائيل؟ صحيفة بريطانية تشرت الغسيل الجنوبي.. عاجل
  • المونيتور: مخاطرة الانتقالي في حضرموت تشعل القتال في اليمن والمنافسة الشرسة بين الإمارات والسعودية
  • الخارجية اليمنية: عيدروس الزبيدي لا يمكنه إعلان الإنفصال وما حدث شرق اليمن كان مفاجئًا
  • ما دلالات تشكيل عيدروس الزبيدي هيئة للفتوى في عدن؟
  • الانتقالي يرتمي في الحضن الصهيوني
  • عيدروس الزُبيدي يعقد اجتماعًا عاجلًا لقيادة المجلس الانتقالي.. ومصادر تتحدث عن رفضه الانسحاب من حضرموت والمهرة ويصعّد سياسيًا وشعبيًا
  • الانتقالي الجنوبي يرفض طلبا سعوديا إماراتيا بالتراجع الميداني في اليمن
  • عيدروس الزبيدي وطارق صالح يرفعان شعار توحيد المعركة
  • صحيفة تركية: سيطرة الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة هشة وقد تتغير مع تبدل التحالفات ومستقبل الجنوب مرهون بالتماسك الداخلي والتحولات الإقليمية