في ظل الحرب على غزة لم يسلم بشر ولا حجر أرواح تتبعثر أبنية وجدران تسقط وصيدليات دُمرت وتحولت رفوفها الزجاجية الى حطام بعد ان كانت تقدم خدماتها لأكثر من 2 مليون غزي لكن الحاجة الى الدواء لم تسقط، ما دفع أصحابها لاستبدال رفوفها الزجاجية الى أخرى خشبية داخل خيمة من القماش تقام وسط الطرقات وبين زحام خيام النازحين.

وهذا ما قام به الصيدلي أحمد حلس بعد سبعة أشهر من الحرب بإنشاء "خيمة صيدلية" في دير البلح لتصبح الصيدلية الأولى في القطاع التي تقدم الأدوية والخدمات الطبية للنازحين داخل خيمه بعد أن دمرت الحرب صيدليتان حديثتين كان يمتلكهما ويعمل بهما في حي الشجاعية.

أوضح حلس الذي يعمل في هذه المهنة منذ عام 2010 أن الصعوبات التي واجهها في إنشاء صيدليته وصعوبة توفير الأدوية بسبب بُعد المستودعات ونقص مخزون الأدوية بها فبحسب ما أشار اليه المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة خليل الدقران في تقرير " الجزيرة نت" فإن 40% من الأدوية و60% من المهمات الطبية رصيدها صفر، عدا عن صعوبة توفير الأخشاب والشوادر اللازمة لبناء الخيمة وحفظ الادوية فضلا عن الاكتظاظ السكاني في المخيم.

وقال حلس في البداية شعرت ببعض الحرج من فكرة عمل الصيدلي داخل خيمة كونها بيئة غير اعتيادية لمهنتي لكن العزيمة والروح الانسانية أقوى من ذلك.

وذكر أن عبارة أحد النازحين "منيح انك ريحتنا وقربت علينا المسافة " كانت بمثابة الحافز القوي للاستمرار بالعمل ليلاً ونهاراً لخدمة النازحين ورداً على ثقتهم وحاجتهم لها رغم كل التحديات، وبعد الترحيب والإقبال الكبير على الصيدلية التي لم توفر الرعاية والاستشارة فقط، بل أصبحت مصدر دخل لأسرته.

لم يكن حلس الصيدلي الوحيد الذي حول من الدمار فرصة للبقاء، فهناك العشرات من الصيدليات دُمرت بالكامل وخلق أصحابها فرصة جديدة للبقاء والعمل، وهذا ما أشار اليه حازم عبد العال نائب شركة "أليكس ميديكال" للأدوية أن هناك صيدليات دُمرت كلياً في غزة والشمال لكن دون ذكر رقم محدد.

في المقابل، يوضح الصيدلي حلس أثناء عمله داخل الخيمة، أن الأدوية التي تحتاج للحفظ مبردة وبعيدا عن أشعة الشمس باتت غير متوفرة في القطاع منذ بدء الحرب "كأدوية الهرمونات والزراعة وبعض قطرات العين "، وهذا ألغى التحديات المرتبطة بتخزينها وبيعها في ظروف غير ملائمة.

وعلى مفترق طرق مدمر تقف خيمة معدة من النايلون وبعض الادوات البسيطة تحمل بداخلها ألواح خشبية وعلب أدوية ، هنا تدير غدير الشيخ خليل "38" صيدلية الحرب الخاصة بها بعد أن فقدت عملها بصيدلية حديثة كانت تعمل بها منذ عام 2010.

تقول غدير بينما تفرز علب الأدوية على الرفوف الخشبية، إن النزوح المتكرر وغلاء الإيجارات جعلاها تفكر " ليه ما ا فتح صيدليتي هنا"، مؤكدة أن غيرتها الشديدة على مهنتها التي خسرت العمل بها كانت سببا قويا لإنشاء الصيدلية والعمل بكل إرادة وعزيمة في سبيل خدمة النازحين والتسهيل عليهم ولتوفير مصدر دخل لعائلتها.

تواصل غدير التي تعمل بمهنتها مند 12 عاماً عطائها دون كلل أو ملل رغم الدمار الذي خلفته الحرب على القطاع الصحي فقد دُمر ما بين 28-30 مستودع أدوية كانت تزود الصيدليات بنحو 25٪ من الأدوية حسب ما قال نائب مجلس إدارة شركة "أليكس ميديكال" للأدوية حازم عبد العال لصحيفة الأيام، مما زاد معاناة المرضى وقلل فرص الحصول على العلاج.

الا أن غدير بإصرارها وعزيمتها تواصل البحث في المستودعات بقدر استطاعتها لتوفير الدواء للمرضى مؤمنة أن كل حبة دواء قد تكون سبباً في إنقاذ حياة بشر هي انتصار للإنسانية في ظل هذه الحرب الطاحنة لأرواح البشرية.

أصبحت هذه المبادرات الفردية من الصيادلة خط دفاع طبي ورمز للصمود والتحدي، حيث المواطنون الذين يتوافدون لها بحثا عن المسكنات وأدوية الضغط والسكري وحتى حليب الأطفال ومراهم الجلد كونها الأكثر طلبا حسب قولهم.

المصدر : وكالة سوا - سجود شخصة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصطفى: إسرائيل توظف المجاعة كجزء من عدوانها الحربي ضد شعبنا داخلية غزة: الاحتلال يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بمؤسسة مشبوهة نساء غزة يختزن الألم لمواجهة قهر الواقع الأكثر قراءة ألوية الناصر: استشهاد القائد أحمد سرحان بعد إفشاله عملية إسرائيلية خاصة معاناة نزوح جديدة: الجيش الإسرائيلي يُحذّر بإخلاء مناطق واسعة في خانيونس سموتريتش: لا مساعدات لغزة إلا بالحد الأدنى وسندمّر ما تبقى من القطاع إسرائيل تُصادق على إقامة جدار على الحدود مع الأردن عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

تشكيك دانماركي بدور أميركا في ضمان أمن أوروبا

شككت المخابرات العسكرية الدانماركية في دور الولايات المتحدة في ضمان أمن أوروبا وقالت إن الدانمارك تواجه في الوقت الراهن أكبر قدر من التهديدات الخارجية منذ سنوات طويلة، في ظل تصاعد الصراعات الجيوسياسية وتزايد الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا.

وأضافت في تقريرها السنوي الصادر اليوم الأربعاء أن "القوى العظمى في العالم باتت تعطي الأولوية بشكل متزايد لمصالحها الخاصة، وتستخدم القوة لتحقيق أهدافها"، مشيرة إلى روسيا والصين كأبرز الدول التي تشكل تحديات للدانمارك.

وأوضحت أن الحرب التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا عامل رئيسي في تشكيل التطورات الأمنية في أوروبا.

وحسب تقرير المخابرات العسكرية الدانماركية "نشأت حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة كضامن للأمن الأوروبي، وهذا سيزيد من استعداد روسيا لتكثيف هجماتها ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

كما اعتبر التقرير أن التهديد العسكري من روسيا لحلف شمال الأطلسي سيزداد، على الرغم من عدم وجود تهديد بهجوم عسكري نظامي ضد مملكة الدانمارك في الوقت الحالي".

وخلال استضافتها قمة قادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حذرت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن، من أن أوروبا في خضم حرب هجينة تشنها روسيا، مؤكدة أن على القارة تسليح نفسها.

وقالت فريدريكسن إن "هناك بلدا واحدا على استعداد لتهديدنا، وهو روسيا، ونحن في حاجة إذن إلى رد قوي جدا".

وجاء تصريحها بعدما حلقت طائرات مسيرة -لم يتم التعرف على هويتها- مرارا فوق بلادها في سبتمبر/أيلول الماضي.

مقالات مشابهة

  • تأخر الإجلاء الطبي يودي بحياة أكثر من 1000 مريض في غزة
  • الجبهة الديمقراطية: ربط العدو الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية باستعادة جثة آخر أسير صهيوني هو محاولة مكشوفة لتعطيلها
  • 11شهيدًا جراء انهيار منازل وسقوط جدران وخيام في غزة
  • انهيار 3 مبانٍ وغرق آلاف الخيام في غزة وسط أمطار غزيرة وأزمة إنسانية حادة
  • من يتحمل تكاليف رفع الركام من غزة.. إعلام عبري يكشف مفاجأة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • المجلس النرويجي: لابد من تجهيز مناطق الإيواء لإنقاذ حياة 1.29مليون غزاوي
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • مفوض أممي: يجب ضمان حماية المدنيين في غزة وتقصي الحقائق لما يحدث بها
  • تشكيك دانماركي بدور أميركا في ضمان أمن أوروبا