سودانايل:
2025-05-27@22:27:22 GMT

حاميها حراميها !

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

مناظير الثلاثاء 27 مايو، 2025


زهير السراج


manazzeer@yahoo.com


* في مشهد مخزٍ ومهين ظل يتكرر عشرات المرات، باتت منازل المواطنين في الخرطوم، بحري، أم درمان، الجزيرة، والنيل الأبيض، وغيرها من المناطق التي تخضع لـ "سيطرة" القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها، تُنهب وتُفرغ من محتوياتها بالكامل! لا يتركون شيئًا: لا كرسيًا، لا سريرًا، لا ثلاجة، لا ملاية ولا حتى ملعقة … كل شيء يُحمل على ظهر الشاحنات وعربات الدفع الرباعي العسكرية التي تحمل المسروقات ثم تختفي وسط صمت مريب ومباركة ضمنية من الفئة الباغية الحاكمة في بورتسودان!


* آخر هذه الفصول السوداء كان في منطقة "صالحة" جنوب أم درمان، حيث اقتحمت قوات الجيش والقوات المتحالفة معها بيوت المواطنين، طردوا أهلها بقوة السلاح، ثم انقضوا على الأثاث والممتلكات، وحملوها في وضح النهار دون حياء أو خجل أو وازع من دين أو ضمير… وكأنهم في سوق للغنائم، يتنافسون على النهب والسرقة والخطف !


* قد لا يرى البعض هذا السلوك غريبا على قوات الدعم السريع الذين جُبلوا على هذه الممارسات المشينة منذ سنوات طويلة، وهي جزء من ثقافتهم التي خرجت من بيئة النهب والسلب والاعتداءات في الأطراف البعيدة… ولكن ماذا نقول حين نرى "الجيش الوطني"، الذي كان الناس ينتظرونه بفارغ الصبر ليحميهم، يرتكب نفس الجرائم؟!


* كيف يستقيم عقلاً ومنطقًا أن ينهب الجيش بيوت المواطنين الذين فرحوا بقدومه، واعتبروه ملاذًا آمنًا بعد انسحاب المليشيا؟! وكيف نُقنع أنفسنا أن "جيش السودان" الذي يفترض أنه حامي البلاد والعباد، صار مثل المليشيا التي يقاتلها، لا فرق بينهما إلا في اللون والشعار؟!


* وإذا كان هذا الجيش يرتكب نفس الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع، فما هي الفائدة من "انتصارات" الجيش المزعومة؟! أي انتصار هذا الذي ينتهي بسرقة بيوت المواطنين وتجريدهم من أبسط حقوقهم؟! وهل يعقل أن يتحول الجيش إلى عصابة منظمة، تسرق باسم الوطن، وتنهب باسم استعادة الأراضي؟!


* الأغرب من ذلك هو تبرير بعض أنصار الحرب لهذه الجرائم البشعة باعتبارها "غنائم حرب مشروعة" مقابل الجهد الذي بذلته القوات في استعادة المناطق… وكأنهم يعيشون في زمن الغزوات القبلية، لا في القرن الحادي والعشرين! أىُّ عقول مريضة هذه التي تُشرعن السرقة والنهب؟ وأىُّ وطنٍ هذا الذي يُحكم بعقلية النهب و"الغنائم"؟!


* أما الاكثر غرابة ووقاحة فهو السكوت المخزي من العصابة الحاكمة في بورتسودان على هذه الجرائم البشعة، وهو اكبر دليل على أن اللصوصية والنهب والسرقة منهجٌ متكامل للنظام الانقلابي القائم… فلا غرابة أن يُقلّد الصغار الكبار، ويقتدي العسكر بالقادة… أو كما قال الشاعر:


إذا كان رب البيت للدف ضاربًا… فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!


 .

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز السودانيين وتنشر تقرير تتهم فيه الجيش باستخدام “السلاح الكيماوي” في حربه ضد قوات الدعم السريع

واصلت المذيعة السودانية, المعروفة تسابيح مبارك خاطر, استفزاز جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بتقرير قام بنشره عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد نشرت تسابيح خاطر, تقرير اتهمت فيه الجيش السوداني, باستخدام “السلاح الكيماوي” في حربه ضد قوات الدعم السريع.

واستندت مذيعة قناة سكاي نيوز عربية, في اتهامها للجيش, على تصريحات سابقة لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان, ومساعده الفريق أول ياسر العطا.

وبحسب متابعات محرر موقع النيلين, فقد اتهمت تسابيح خاطر, كتائب البراء بن مالك, والمتحالفة مع الجيش, في استخدام غاز محرم دولياً خلال تحريرها مباني الإذاعة والتلفزيون بأم درمان, والقصر الجمهوري بالخرطوم.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 36 خدمة.. ما الذي تقدمه المنصة الإلكترونية لخدمات المواطنين بالمدن الجديدة
  • بعد الإشكال الذي أوقع 3 جرحى أمس.. الجيش يُداهم منازل في حوش العرب
  • ديفيد زيني حصان طروادة الذي يتحدى به نتنياهو الجيش والقضاء
  • في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية
  • قوات الجيش تتقدم نحو مدينة بارا وتقترب من تحريرها
  • المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز السودانيين وتنشر تقرير تتهم فيه الجيش باستخدام “السلاح الكيماوي” في حربه ضد قوات الدعم السريع
  • الجيش المصري يعلن إحباط مخطط كبير وعمليات تهريب أسلحة وذخائر
  • الجيش السوداني يوسع تحركاته في إقليم كردفان ..يتجه نحو مدينة “بارا”
  • مروحيات عسكرية تنقل جنودا إسرائيليين جرحى إلى المستشفيات تزامنا مع إرسال الجيش قوات ضخمة إلى غزة