حماية المنافسة يلزم الشركات بزيادة الطاقة الإنتاجية.. مَن وراء ارتفاع أسعار الأسمنت؟
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
وصف تجار الأسمنت والعاملين في مجال البناء والتشييد خفض إنتاج الأسمنت، وإيقاف بعض خطوط الإنتاج في العديد من المصانع بأنه أزمة مفتعلة، وتعطيش متعمد لرفع أسعاره حيث بلغ حجم الاستهلاك المحلي في عام 2023 حوالي 47 مليون طن، وقفز إلى 50 مليون طن في عام 2024م.
الجدير بالذكر أن حجم الاستثمارات في تصنيع الأسمنت المسلح قد تضاعف من 10 شركات في 2015 إلى 19 شركة حاليًا برأس مال 4.
ويرى العاملون في مجال البناء والتشييد أن الشركات المنتجة لم تراع الأزمات التي لحقت بقطاع البناء والتشييد خلال الفترة الماضية نتيجة وقف تصاريح المباني، وقانون التصالح مع المخالفات، وغيرها من القوانين التي أثرت بالسلب على العقارات في مصر.
وأكد أحمد الزينى رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة أن ما يحدث الآن من قبل الشركات المنتجة للأسمنت هو أزمة مفتعلة، وغير حقيقية هدفها تحقيق أرباح أكبر على حساب المستهلكين، موضحًا أن تلك الشركات لديها ما يكفي من المواد الخام اللازمة للإنتاج الذى يكفي احتياجات السوق المحلي، ويكون هناك فائض للتصدير إلا أنها لجأت منذ بداية العام الحالي إلى إغلاق بعض خطوط الإنتاج بحجة عدم توافر العملة الصعبة لاستيراد الفحم الحجري، وبعض المواد الخام الأخرى التي تدخل في تصنيع الأسمنت مما ترتب عليه انخفاض المعروض أمام زيادة الطلب خاصة في ظل انتعاشه كبيرة الآن في سوق البناء والتشييد في المدن الجديدة، ورأس الحكمة والساحل الشمالي، وسعى شركات التطوير العقاري للانتهاء من التزاماتها مع العملاء قبل نهاية العام حتى لا تقع تحت وطأة الغرامات المالية بالإضافة لعودة العمل بقانون البناء القديم.
واستمرار تعطيش السوق سوف يؤدى إلى خسائر كبيرة للقطاع، مشيرًا إلى أن ارتفاع تكاليف مواد البناء سوف تضاف في النهاية إلى ثمن الوحدة والعقار.
وكشف الزينى أن الشركات المنتجة زادت معدلات التصدير للخارج بنسبة ٢٠% عن العام الماضي، وهذا ساهم في قلة المعروض، وتفاقم أزمة الأسعار.
وتقدمت الشعبة بطلب لجهاز حماية المنافسة الذى بدوره أصدر قرارًا ألزم هذه الشركات بالعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، وبالتالي عودة الأسعار لمعدلاتها الطبيعية.
أما أحمد شرين كريم رئيس شعبة الأسمنت بغرفة مواد البناء فيقول إن شركات الأسمنت عانت منذ فترة طويلة من نقص العملة الأجنبية التي تدير حركة الإنتاج نظرًا لاعتمادها على 60% من المواد الخام من الخارج، وهذا ترتب عليه خروج عدد لا بأس به من خطوط الإنتاج في بعض المصانع عن العمل، والبعض الآخر خفض طاقته الإنتاجية خوفًا من الخسائر، ومع توفر الدولار بدأت عجلة الإنتاج تعود لوضعها الطبيعي، ولكن لم تعد كما كانت في السابق. هذا بالإضافة إلى ارتفاع الطلب بشكل مؤقت نتيجة عوامل موسمية أهمها زيادة حجم الاستهلاك خلال الفترة الحالية مع اقتراب إجازة عيد الأضحى، والتي تمتد لفترات طويلة وفى الوقت نفسه تسعى شركات المقاولات والمطورون العقاريون لتسريع وتيرة أعمال البناء للحصول على مستحقاتهم المالية قبل نهاية السنة المالية، كما أن الدولة لعبت دورًا كبيرًا في انتعاش قطاع البناء والتشييد خلال الربع الأخير وبداية العام الجاري، ووضعت سقفًا للاستثمارات العامة حوالي تريليون جنيه، أي ما يعادل 20 مليار دولار.
وأكد شرين أن الفترة القادمة سوف تشهد أسعار الأسمنت انفراجه خاصة وأن الشركات المنتجة زادت من طاقتها الإنتاجية لتلبية احتياجات السوق المحلي بناء على طلب جهاز حماية المنافسة.
ويقول أحمد عبد التواب صاحب أحد مستودعات الأسمنت، إن الأسمنت في الفترة الماضية كان متوافرًا في السوق، وكان هناك ركود كبير لدرجة أن الشحنة الواحدة تستغرق شهرًا إلى شهرين نتيجة إيقاف أعمال البناء ثم عادت إلى الانتعاش مرة أخرى منذ بداية العام نتيجة إلغاء قانون الاشتراطات الفنية، والعمل بقانون البناء القديم وفى نفس الوقت انطلاق مشروعات عملاقة في الساحل والمدن الجديدة مما أدى إلى عدم قدرة المصانع على تلبية احتياجات السوق، وتحمل المستهلك أسعار زيادة حوالى 500 إلى 600 جنيه في سعر الطن الواحد، وبالإضافة إلى زيادة تكلفة الشحن والنقل.
اقرأ أيضاً«عز بكام؟».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025
طن عز بكام؟.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 26 مايو 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأسمنت جهاز حماية المنافسة تعطيش السوق ارتفاع أسعار الأسمنت مجال البناء والتشييد البناء والتشیید الشرکات المنتجة
إقرأ أيضاً:
تقلبات حادة في مصر.. خبير: التغير المناخي وراء ارتفاع درجات الحرارة
أكد الدكتور تحسين شعلة، خبير البيئة والمناخ، أن التقلبات الحادة والسريعة في درجات الحرارة التي تشهدها مصر خلال يومين فقط تعود إلى عوامل متعددة، منها التغير المناخي العالمي والتأثيرات البشرية على البيئة.
وطمأن المواطنين ، بأن هذه الظواهر طبيعية نسبيًا مقارنة بالكوارث المناخية ، التي تواجهها دول أخرى حول العالم.
وقال شعلة، خلال لقائه مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير في برنامج «صباح البلد»، على قناة «صدى البلد»، إن مصر لا تزال في فصل الربيع رغم ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وهو فصل معروف بتقلباته الجوية الحادة.
لكنه أشار إلى أن هذا العام يشهد ما يمكن وصفه بـ"التطرف المناخي"، حيث تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية ثم تهبط فجأة إلى 31 درجة في اليوم التالي، بفارق يصل إلى 12 درجة في يوم واحد فقط.
موجات الحر وظاهرة النينيو وتأثيرها على نسبة الأكسجينوأوضح الدكتور شعلة، أن العام الماضي شهد موجات حر طويلة، بسبب ظاهرة النينيو التي أثرت بشكل مباشر على نسبة الأكسجين في الهواء نتيجة انخفاض الأكسجين القادم من البحار، والتي توفر حوالي 50% من الأكسجين الذي نتنفسه. وأكد أن هذا الانخفاض تسبب في شعور الكثيرين بالخنقة والاختناق خلال الصيف الماضي.
صعوبة التنبؤ بحالة الطقس والتقلبات اللحظيةوأشار خبير المناخ، إلى أن التغير المناخي أصبح شديد السرعة والتقلب، لدرجة أن التنبؤ بحالة الطقس خلال اليوم نفسه أصبح أمرًا صعبًا للغاية. وأضاف أن تطبيقات الطقس على الهواتف المحمولة تضطر إلى تحديث بياناتها أكثر من مرة يوميًا بسبب التغيرات اللحظية في الظروف الجوية، ما يعكس مدى عدم الاستقرار المناخي الذي نعيشه حاليًا.
مقارنة بين مصر والدول الكبرى في مواجهة الكوارث المناخيةطمأن الدكتور تحسين شعلة المواطنين قائلاً: "علينا أن نحمد الله أن مصر لا تواجه كوارث مناخية كالتي تحدث في دول مثل الولايات المتحدة أو البرازيل أو كندا أو أستراليا". وشرح أن الولايات المتحدة تشهد حوالي 1500 إعصار سنويًا، خاصة في منطقة تُعرف باسم "زقاق الأعاصير"، حيث تلتقي الرياح الباردة القادمة من كندا مع الدافئة من خليج المكسيك، مسببة أضرارًا واسعة وتدميرًا واسع النطاق.
وأضاف أن الآثار الاقتصادية لتلك الكوارث تتجاوز كثيرًا معاناة المصريين من ارتفاع درجات الحرارة المؤقت خلال يوم أو يومين، مشيرًا إلى أن مصر لا تزال في وضع أفضل نسبيًا مقارنة بهذه الدول من حيث الأضرار والمخاطر.