قال مراسل الجزيرة في طهران، نور الدين الدغير إن إيران تتحرك حاليا على المستويين العسكري والسياسي، في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية لها، والهادفة إلى دفعها إلى تقديم تنازلات في جولة المحادثات المقبلة بينها وبين واشنطن أو مواجهة الخيار العسكري.

وبشأن ردة فعل طهران على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس، الذي اتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها بالضمانات النووية، أشار الدغير، إلى أن إيران تتوقع هذا القرار وعلمت بذلك من خلال وثيقة قدمتها المجموعة الأوروبية.

ويسعى الجانب الأوروبي -وفق مراسل الجزيرة- إلى الضغط على طهران لفتح المجال أمام الوكالة الطاقة الذرية بشكل كبير لزيارة المنشآت النووية الإيرانية، وإلا فإن الخيار الثاني هو العودة إلى مجلس الأمن الدولي ومحاولة فرض عقوبات على إيران.

وفي المقابل، يسعى الجانب الإيراني لرفع وتيرة التخصيب، حتى يضع هذه النقطة على طاولة المباحثات مع المفاوضات وربما للحصول على امتيازات مهمة وأساسية، حسب الدغير الذي أشار إلى أن إيران تتحرك سياسيا ودبلوماسيا في ظل الأجواء الراهنة.

وفي البعد العسكري، تدرك إيران أن هناك تهديدات قادمة من إسرائيل ومن الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك لا تريد أن تترك المجال فارغا، وكشف مراسل الجزيرة أن الجهات العسكرية الإيرانية بدأت تتحرك سواء بتحريك أجهزة الدفاعات الجوية وبتحليق الطائرات المطاردة لاستقصاء الأوضاع الجوية في طهران ومنع أي توغل، بالإضافة إلى تحريك منظومات الصواريخ، و"هو ما تم اليوم فعلا عبر هيئة الأركان".

إعلان

كما أعلنت طهران عن القيام بمجموعة من المناورات العسكرية، ما يعني -وفق الدغير- تحريك جميع الفروع العسكرية الإيرانية التابعة لـ الحرس الثوري الإيراني وتحريك المنظومة الصاروخية التي تقع تحت إدارة الحرس، بالإضافة إلى تحريك القوات التابعة للجيش الإيراني والقوات الجوية التي تقع تحت قيادته، وكذلك تحريك الدفاعات المدنية التابعة للحرس الثوري أو للجيش الإيراني.

دوافع

وحول دواع هذا التحرك السياسي والعسكري، يشير الدغير إلى قراءة داخل إيران تقول إن اللاعب الأكبر في ما سماها اللعبة التي تحدث على قاعدة البرنامج النووي الإيراني هي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي -كما تفيد معلومات لدى الإيرانيين- أنها تحارب بسيفين، السيف الأوروبي من خلال محاولة فرض العقوبات على طهران وجرها إلى مجلس الأمن الدولي.

وتحارب إدارة ترامب أيضا بسيف الحرب عن طريق إسرائيل، ويقول الدغير إن الهدف من هذه السياسية التي يتبعها ترامب، هو تحصيل مكاسب في الجولة المقبلة من المحادثات بين طهران وبين واشنطن، ودفع طهران لتقديم تنازلات جوهرية، في مسألة تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن كل هذه التطورات تجعل الجلسة المقبلة مفصلية.

وتظل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في وقت سابق عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس ترامب اقترحت ترتيبا يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة.

غير أن المرشد الإيراني علي خامنئي شدد في خطاب بداية الشهر الجاري على أن "تخصيب اليورانيوم يظل أمرا أساسيا في البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية".

وكان وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي أعلن -اليوم الخميس- أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستجري الأحد في مسقط.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج تخصیب الیورانیوم مراسل الجزیرة

إقرأ أيضاً:

العواصم الأوربية الكبرى تريد إحياء المفاوضات النووية مع إيران

11 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: ابدت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الجمعة “عزمها على إحياء المفاوضات مع ايران” حول برنامجها النووي.

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك “نحن عازمون على إحياء المفاوضات مع ايران والولايات المتحدة بهدف التوصل الى اتفاق شامل ودائم ويمكن التحقق منه، يضمن عدم امتلاك إيران ابدا للسلاح النووي”.

واضافت “نرى أن تفعيل آلية إعادة العقوبات كان أمرا مبررا”، معتبرة ان “البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا خطيرا للسلام والامن العالميين”.

واعادت الامم المتحدة فرض عقوباتها على ايران في 28 ايلول/سبتمبر، بعد عشرة أعوام من رفعها اثر إخفاق المفاوضات مع الدول الغربية. وهي تبدأ بحظر على الاسلحة وصولا الى إجراءات اقتصادية.

وسبق ان اعلنت فرنسا وبريطانيا والمانيا أنها ستواصل السعي الى “حل دبلوماسي” للازمة، لكن طهران اكدت بداية الاسبوع أنها ليست في وارد استئناف المباحثات “في الوقت الراهن”.

وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في سعي ايران الى حيازة سلاح نووي، الامر الذي تنفيه طهران مؤكدة حقها في الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وفي العام 2015 وبعد مفاوضات استمرت أعواما، توصلت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين الى اتفاق مع طهران ينص على تأطير انشطتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها.

وقررت الولايات المتحدة في 2018، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، الانسحاب من الاتفاق وأعادت فرض عقوباتها الخاصة على طهران.

وردا على ذلك، تخلت ايران تدريجيا عن تنفيذ بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق، وفي مقدمها تخصيب اليورانيوم، مما دفع الترويكا الأوروبية الى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط يتوحّد خلف اتفاق غزة.. فهل باتت إيران خارج المشهد؟
  • كيف تنظر إيران لمشاركة أميركا بمشروع باسني الباكستاني؟
  • عاجل | مراسل الجزيرة: شاحنات مساعدات تدخل معبري كرم أبوسالم والعوجة للتفتيش قبل دخولها إلى قطاع غزة
  • إيران: لا نرى أي مبرر لإجراء محادثات نووية مع الدول الأوروبية
  • عاجل.. مراسل الجزيرة عن مصدر أمني: اشتباكات بين القوات الأفغانية والباكستانية على الحدود بين البلدين
  • طهران: القوة البحرية للجيش الإيراني ركيزة أساسية لتوسيع العلاقات مع دول العالم
  • العواصم الأوربية الكبرى تريد إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • 3 دول تؤكد عزمها على إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • من «طوفان الأقصى» إلى «خريف طهران».. تفكك محور المقاومة الإيراني
  • عاجل | مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية وقصف مدفعي وإطلاق نار من طائرات مروحية شرقي مدينة غزة