مالي تبدأ في بناء مصفاة جديدة للذهب بالتعاون مع روسيا
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
أشرف رئيس المجلس العسكري الانتقالي في مالي الجنرال عاصمي غويتا أمس الاثنين على وضع حجر الأساس لمشروع مصفاة الذهب الجديد، والذي ستكون له القدرة على معالجة 200 طن سنويا.
وخلال حفل التدشين، قال غويتا إن مالي منذ عام 1980 تصدّر ذهبها الخام إلى الخارج حيث يتم تكريره وبيعه، وهذا يحرم البلاد من عوائد مالية كبيرة يمكن أن تستخدم في تنمية الاقتصاد المحلي.
ووفقا للمصادر الحكومية في باماكو، فإن المشروع الجديد هو ثمرة شراكة بين الدولة المالية من جهة، وشركة يادران الروسية من جهة أخرى، وتبلغ الحصة الرسمية فيه أكثر من 60%، وبعد تشغيله ستنتج البلاد 4 أضعاف إنتاجها الحالي الذي توقّف في الماضي عند عتبة 51 طنا.
مركز إقليميمن جهته، قال إيرك ساليخوف رئيس مجموعة يادران الروسية التي تتولّى بناء المشروع، إن المصفاة الجديدة ستكون مركزا إقليميا في غربي أفريقيا لتكرير الذهب المستخرج، ليس فقط في مالي، وإنما سيشمل بعضا من دول الجوار مثل بوركينا فاسو.
وتعدّ منطقة غرب أفريقيا من أبرز الأماكن المنتجة للذهب في العالم، لكنّها تفتقر إلى مصفاة محلّية معترف بها عالميا، رغم محاولات الحصول عليها سابقا من قبل دولة غانا المدرجة في قائمة البلدان المنتجة للمعدن الأصفر.
ويسهم غياب مصافي التكرير في تهريب الذهب من منطقة غربي أفريقيا إلى العديد من بلدان العالم، وعدم القدرة على ضبط كميات الإنتاج بشكل دقيق.
ووفقا لتقارير دولية، فإن منطقة الساحل الأفريقي تشهد سنويا تهريب مئات الأطنان من الذهب، وباتت الحركات المسلحة تعدّه مصدرا للتمويل وجني الأرباح.
وفي بداية الأسبوع الجاري، قال تقرير صادر عن منظمة "سويس إيد" إن دولة غانا خسرت في 5 سنوات 11 مليار دولار بسبب عمليات الذهب الحرفي الذي يتنتشر على نطاق واسع في الدولة.
إعلان توجه نحو الإصلاحاتوتزامن تدشين المصفاة الجديدة مع مساع أطلقها المجلس العسكري منذ مجيئه للسلطة عام 2021، تعهد فيها بإعادة السيطرة على الموارد المعدنية، وخاصة الذهب الذي يشكل أكثر الصادرات الوطنية.
وفي سنة 2023، أقرّت الحكومة قانونا جديدا للتعدين يسمح للدولة بامتلاك حصص كبرى في كل المناجم الوطنية، ويعفي الشركات الغربية من امتيازات كانت تتمتّع بها مثل الإعفاء الضريبي على بعض المعدّات المستوردة.
وتسبّب قانون 2023 في أزمة بين الحكومة والشركات العاملة في مجال التعدين، لكن أغلبها استجاب لمطالب السلطات ودفع ضرائب تصل إلى مئات ملايين الدولارات، وهذا الأمر رفضته شركة باريك غولد الكندية ودخلت في نزاع قانوني مع الدولة المالية.
وبعد نزاع قانوني وصلت مرافعاته إلى مركز تسوية المنازعات التجارية التابع للبنك الدولي في واشنطن، أصدر قطب القضاء التجاري في مالي قرارا بتشغيل منجم لولو غونغوتو تحت إدارة مستقلة لمدة 6 أشهر.
وقال رئيس المجلس العسكري الجنرال عاصمي غويتا إن المصفاة الجديدة ستُمكّن بلاده من تتبع صادراتها بدقة في ظل غياب مصافٍ معتمدة وبرامج لتتبع الإنتاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المجلس العسکری
إقرأ أيضاً:
الذهب والنفط والأسهم.. التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يهز الأسواق العالمية|
أدى التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل إلى إحداث اضطراب واسع في الأسواق المالية العالمية، حيث دفعت حالة التوتر المتزايدة المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، مفضلين التوجه نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والنفط، هذا التحول المفاجئ أثّر بشكل مباشر على أداء الأسهم الأمريكية والأوروبية، في حين قفزت أسعار الطاقة والمعادن النفيسة إلى مستويات قياسية.
شهدت الأسواق الأمريكية تراجعًا ملحوظًا، نتيجة للغارات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، وما تبعها من رد إيراني عبر قصف تل أبيب، هذا التصعيد العسكري دفع المستثمرين إلى البيع الجماعي للأسهم، مما تسبب في خسائر أسبوعية ثقيلة.
تراجع أسهم بعض الشركات الكبرىتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "نفيديا" و"تسلا"، والتي كانت قد قادت موجة الانتعاش الأخيرة في السوق، بينما ارتفعت أسهم شركات النفط والدفاع مثل "إكسون موبيل" و"لوكهيد مارتن" نتيجة ارتفاع الطلب على هذه القطاعات خلال فترات الأزمات.
خسائر متواصلة في الأسواق الأوروبيةالبورصات الأوروبية شهدت تراجعًا هو الخامس على التوالي، مما أدى إلى تكبد خسائر أسبوعية، تأتي هذه التراجعات وسط حالة من الحذر والترقب لما قد تسفر عنه المواجهة بين إيران وإسرائيل، والتي تهدد بإشعال صراعات أوسع نطاقًا في المنطقة.
الذهب يتألق كملاذ آمن في أوقات الأزماتمع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ارتفع سعر الذهب العالمي إلى أعلى مستوياته منذ شهرين، حيث اتجه المستثمرون نحوه بوصفه أحد أهم الملاذات الآمنة في فترات عدم اليقين.
سعر الذهب ارتفع بنسبة 3.7% خلال الأسبوع، ليصل إلى 3432 دولارًا للأونصة. سجّل الذهب أعلى مستوى له منذ أبريل الماضي، مقتربًا من حاجز 3500 دولار.ويُعزى هذا الارتفاع إلى الزيادة الكبيرة في الطلب على الذهب من قِبل البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات، في ظل التخوفات من انفجار صراع إقليمي طويل الأمد.
النفط يقفز إلى أعلى مستوياته في 6 أشهرقفزت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من نصف عام، مدفوعة بمخاوف تتعلق بتعطّل محتمل في إمدادات النفط العالمية، وتُعزز هذه المخاوف تصريحات سابقة من طهران تهدد فيها بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية، هذه الزيادة في أسعار النفط قد تؤدي إلى موجة تضخمية جديدة.