مع تصاعد التوتر العسكري بين إيران و”إسرائيل” منذ فجر 13 يونيو/حزيران، وتهديد طهران بتوسيع الحرب لتشمل القواعد الأمريكية، عاد الحديث بقوة عن شبكة القواعد العسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ودورها الحاسم في أي تصعيد محتمل.

تهديد مباشر من طهران

نقلت وكالة أنباء “فارس” عن مصدر عسكري إيراني أن الحرب “ستمتد قريبًا إلى كل الأراضي المحتلة والقواعد الأمريكية بالمنطقة”، ما يثير تساؤلات خطيرة بشأن جاهزية تلك القواعد ومدى تعرضها للخطر في حال تحوّل التصعيد إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.

القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.. خارطة النفوذأولاً: دول الخليج.. العمق الاستراتيجي قطر: أكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدةقاعدة “العديد” الجوية: تضم نحو 13 ألف جندي أمريكي، وتعد أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.تحوي أكبر مخزون استراتيجي للأسلحة الأمريكية بالمنطقة.تضم القيادة الوسطى الأمريكية، والقيادة المركزية للقوات الجوية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية.تضم أكثر من 100 طائرة، وأطول ممر للهبوط الجوي في الخليج.قاعدة “السيلية”: افتُتحت عام 2000 وتعد مستودعًا استراتيجيًا للمعدات العسكرية. الكويت: البوابة اللوجستية لغزو العراقأكثر من 13 ألف جندي أمريكي (2021).أبرز القواعد:قاعدة عريفجان: أكبر قاعدة أمريكية ومقر القيادة الرئيسية.قاعدة علي السالم الجوية: تضم فرقة القوة الجوية 386، محور للنقل الجوي.معسكر الدوحة: مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي.قاعدة بيورينغ: تضم رادارات متطورة تستخدم في الهبوط الجوي.الإمارات: 3 قواعد حيوية على أطراف الخليجقرابة 5 آلاف جندي أمريكي.قاعدة “الظفرة” الجوية: مقر وحدة الانتشار الجوي 380، تقدم دعمًا لوجستيًا.ميناء “جبل علي”: رصيف مخصص لحاملات الطائرات، مقر للقوات البحرية.قاعدة “الفجيرة”: صلة لوجستية بديلة في حال إغلاق مضيق هرمز. السعودية: وجود محدود ومهام دفاعيةحوالي 2700 جندي أمريكي.القواعد:قاعدة “الإسكان” الجوية: تضم المجموعة الجوية 320 ومجموعة الاستطلاع 64.قاعدة “الأمير سلطان”: كانت مقرًا رئيسيًا قبل الانسحاب عام 2003، ثم عادت القوات عام 2020. البحرين: مركز الأسطول الخامسأكثر من 9 آلاف جندي أمريكي.القواعد:قاعدة الجفير البحرية: مقر الأسطول الخامس والقيادة المركزية للقوات البحرية.قاعدة الشيخ عيسى الجوية: استخدمت في الحرب على أفغانستان.قاعدة المحرق الجوية: جزء من مطار البحرين الدولي. سلطنة عُمان: 24 مرفقًا عسكريًا أمريكيًانحو 600 جندي أمريكي.أبرز القواعد:قاعدة “مصيرة”: محطة مراقبة وتسيير طائرات تجسس.قاعدة “المسننة”: تضم مخازن ذخيرة، تستخدم للإمداد الجوي.قاعدة “ثمريت”: مخازن للعتاد والسلاح الأمريكي.ثانيًا: العراق – وجود رغم التوترحوالي 2500 جندي أمريكي (2021).أبرز القواعد:قاعدة حرير: مزودة بصواريخ دفاعية ورادارات.قاعدة بلد: أكبر قاعدة أمريكية بالعراق.قاعدة الحبانية: منشآت للجنود ومقرات للسيطرة.قاعدة عين الأسد: مركز لانطلاق العمليات الخاصة.قاعدة التاجي: مطار وقاعدة ومستودعات ذخيرة.قاعدة سبايكر: مركز للعمليات الجوية والصاروخية في شمال العراق. اقرأ أيضا

تركيا تُعلن دخول طائرة KAAN مرحلة الإنتاج الضخم

الخميس 19 يونيو 2025ثالثًا:  سوريا – تقليص محتمل للوجود

في منتصف أبريل/نيسان المنصرم، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير استندت فيه إلى مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن وزارة الدفاع “بنتاغون” تستعد لإغلاق 3 من أصل 8 قواعد شمال شرقي سوريا.

ولفت التقرير إلى أن هذه الخطة ستؤدي إلى خفض عدد الجنود الأمريكيين في سوريا من 2000 إلى 1400 جندي.

وأشار إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين سيقيّمون إمكانية إجراء تقليص إضافي للقوات بعد 60 يوما.

و يتمركز الجيش الأمريكي في 21 قاعدة ونقطة عسكرية، في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور الواقعة شرقي الفرات، فضلا عن عين العرب التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

يُذكر أن واشنطن عززت وجودها العسكري في سوريا أواخر العام الماضي، ورفعت عدد قواتها إلى 2000 جندي، بدعوى خطر تنظيم داعش الإرهابي وهجمات المليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأمريكية في المنطقة.

رابعًا: الأردن – شريك موثوق

للأردن تعاون عسكري وثيق مع الولايات المتحدة، التي توفد مئات من المدربين الأميركيين لإجراء مناورات عسكرية مكثفة، ولها أكثر من 2800 عسكري في الأردن، بهدف تعزيز أمن البلاد، ودعم الاستقرار الإقليمي (بحسب مصادر رسمية أميركية صيف 2022).

وتتمركز القوات الأميركية في “قاعدة موفق السلطي الجوية”، ويوجد بعضها في موقع عسكري صغير يُدعى “قاعدة البرج 22″، وقواعد أخرى لا تصرح أميركا بها.

كما يقدم الأردن تسهيلات عسكرية للقوات الأميركية في ميناء العقبة.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: أخبار تركيا إسرائيل إيران الأمن الإقليمي الجيش الأمريكي الحرب في الشرق الأوسط الخليج العربي القواعد الأمريكية

إقرأ أيضاً:

الصراع الاستخباراتي بين إيران وإسرائيل

في لحظة فارقة على خارطة الصراع المعاصر، نفّذت إيران عملية استخباراتية عاجلة، ومفاجِئة، وحاسمة، عملية لم تعد مجرد إنجاز تقني أو ترويج إعلامي، بل نقطة تحوّل استراتيجي تُعيد رسم معادلات النفوذ والقدرة على الضرب ضد خصمها اللدود إسرائيل. ما أعلنته إيران من نقل مئات آلاف الوثائق السرية من داخل مرافق إسرائيل الحساسة، وبث مقاطع من داخل مواقع لم تكن لتُعرض للعامة أبدا، وتفعيل شبكة عملاء داخل إسرائيل يعملون لصالح إيران؛ لم يكن مجرد تصريح؛ بل هو إعلان صعود قوة استخباراتية قادرة على تحويل المعلومات إلى سلاح يغيّر نتائج الحروب.

الوثائق التي أُحضرَت إلى قلب إيران لم تكن أوراقا عادية؛ بل كانت شَرَكات معلوماتية كاملة: خرائط تشغيلية، وسجلات فنية، وقوائم بالعاملين والروابط، وملفات تقنية تضبط إيقاع تشغيل المنشآت الحيوية مواقع وتفاصيل منشآت عسكرية ونووية. تحويل هذا الكمّ من البيانات إلى إحداثيات تنفيذية أعطى القيادة العسكرية لإيران قدرة لم تكن متاحة في السابق وهي القدرة على استهداف دقيق، وتصغير هامش الخطأ، وزيادة فاعلية الضربات لتصل إلى قلب البنى الحيوية للخصم بأقل تكلفة ممكنة. هذا التحول ليس تكتيكا عابرا؛ إنه تغيير معمّم في مفهوم القوة.

ما يعزز هذه المعادلة هو الاعتراف الرسمي بأن إيران لم تكتفِ بالحصول على المعلومات، بل شاركتها مع وحداتها القتالية في حرب حزيران/ يونيو الأخيرة مع تل أبيب؛ إحداثياتٌ مُحدّدة، وجداول زمنية فعلية، ومشاهد داخلية تُسهِم في وضع خطة ضربات مفصّلة. إن وجود إحداثيات دقيقة يعني أن الزمن الذي كان يفصل بين جمع المعلومة وتنفيذ الضربة قد تقلّص إلى درجات قريبة من الصفر، ما يجعل الاستجابة المضادة للخصم شبه مستحيلة إذا لم يملك درعا استباقيا فعّالا وحقيقيا.

ومن زاوية أخرى، لعبت الشبكة البشرية دورا مهما. فالعملاء داخل إسرائيل يعملون ليلا ونهارا لمصلحة إيران، وهم ليسوا مجرد ناقلين لمعلومات سطحية، بل مُعطّون للمفاتيح التشغيلية مثل خرائط داخلية، طرق إدخال معدات، أسماء مُحدّدة لوحدات وموظفين حاسمين. هذه الشبكات البشرية، قلبت موازين الاستخبارات التقليدية: فجأة، لم تعد البيانات تُستخرج بالقوة التكنولوجية فقط، بل عبر قنوات محلية قادرة على فتح أبواب لا تستطيع التكنولوجيا وحدها تجاوزها.

النتيجة؟ حالة من الذعر الإداري داخل إسرائيل واعتقالات متواصلة بتهم "التعاون"، وتحقيقات موسّعة، وإجراءات أمنية مطوّلة تُكبد المؤسسة الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية تكاليف بشرية ومادية وتنظيمية هائلة. كل اعتقال وكل كشف داخلي هو بمثابة مؤشر على ضعف يُستغل سياسيا وإعلاميا. إيران، بعرضها للوثائق السرية، لم تنجح فقط في ضرب البنية التشغيلية؛ بل استطاعت أن تزجّ الرأي العام في دوامة الشك تجاه مؤسسات الخصم الأمنية، فتقوّض ثقة الجمهور وتزيد الضغوط السياسية على القيادة.

على مستوى الاستراتيجية، ما أظهرته إيران يفضي إلى ثلاثة نتائج قاطعة:

أولا، نقل اليد العليا: القدرة على جمع وتحليل وتحويل المعلومة إلى مخرجات تنفيذية منحت إيران اليد العليا في ميدان الاستخبارات.

 ثانيا، تغيير أدوات الردع: الردع لم يعد يقتصر على التفوق التقليدي في الأسلحة أو القدرات الجوية؛ المعلومات التي تُترجم إلى ضربات دقيقة أصبحت عنصر ردع جديد وفعّال.

 ثالثا، إعادة تعريف الأمن الداخلي: على من يُستهدف أن يعيد هندسة دفاعه من داخل المؤسسة نفسها، لا فقط من الحواجز الخارجية أو الحوافظ الإلكترونية.

أكثر ما يخيف إسرائيل في هذا السياق هو الفاعلية المتكاملة فعندما تتوافر المعلومة البشرية، والإمكانات السيبرانية، والقدرات التنفيذية على الأرض، تتلاشى الفوارق بين التخطيط والاستخدام. إيران لا تتباهى فقط بكثرة الوثائق؛ بل بالتكامل بين المعرفة والقدرة على الإجراء. وهذا ما يجعل إعلانها عن تقديم إحداثيات حساسة أثناء حرب حزيران/ يونيو الماضية بمثابة إعلان نية ملموس أن الأولوية لم تعد للوقاية وحدها، بل للقدرة على الضرب بدقة متناهية عندما تتوفر اللحظة المناسبة.

الآثار المباشرة على مضمار العمليات واضحة؛ منشآت كانت تُدار بمنطق الغموض والإنكار لم تعد محمية عمليا إذا وقعت إحداثياتها في يد إيران، شبكات الإمداد، ونظم الدعم الفني، والموارد البشرية الحساسة، كلها أهداف عرضة لإعادة هندسة الساحة بما يخدم الطرف الذي يملك المعلومات. وهذا يخلق ديناميكية جديدة: بدلا من الاشتباك التقليدي المباشر فقط، يبرز اشتباك معلوماتي -تشغيلي- نفسي يودي إلى نتائج استراتيجية بطيئة ولكنها حاسمة.

إن خطاب إيران، وعرضها الوثائقي المصاحب، ليس موجها ضد عدوّ واحد فقط؛ إنه إشارة إلى العالم بأسره بأن عصر المواجهات صار يعتمد على جودة وعمق الوصول المعلوماتي، وأن تملك قواعد بيانات تشغيلية وتحويلها بسرعة إلى ضربات فعلية هو ما يمنح السيادة الفعلية في ساحة المعركة المستقبلة. هذا التحوّل يفرض على الدول أن تعيد النظر في أولوياتها في حماية المصادر البشرية لا تقل أهمية عن حماية الشبكات السيبرانية، والتعامل مع العمليات الاستخبارية لم يعد وظيفة وزارة واحدة فقط، بل مهمة وطنية تتداخل فيها كل الأجهزة.

في الخلاصة، العملية التي نفّذتها إيران ليست مجرد فوز دعائي، فهي انقلاب في أدوات القوة. اليد العليا التي تتحدث عنها قيادة إيران ليست مجرّد مزحة أو تهويل؛ هي نتيجة لعملية استخباراتية متكاملة مكنت الدولة من تحويل المعرفة إلى فعل، والفعل إلى نتيجة سياسية وعسكرية ملموسة. في ميداني الاستخبارات والعمليات، الطرف الذي يحصد ويستثمر المعلومات هو الذي يملك اليوم مفتاح السيطرة ومن هذا المنظور، تقول قيادة إيران بوضوح بأن اليد العليا ليست بعد الآن مجرد ادّعاء، بل واقعٌ يفرض نفسه على موازين القوة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يستقبل عائلة جندي إسرائيلي أمريكي قُتـ.ـل في 7 أكتوبر
  • شرم الشيخ تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. مفاوضات شاقة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية .. وضغوط أمريكية لإنهاء حرب غزة
  • رئيس الوزراء: تلال الفسطاط في اللمسات النهائية.. وستكون أكبر حديقة عامة على مستوى الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: حديقة تلال الفسطاط أصبحت اليوم في مرحلة اللمسات النهائية وستكون بحق أكبر حديقة عامة على مستوى الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: تلال الفسطاط ستكون أكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط
  • أبرز ما خرجت به المباحثات الأولى بين "حماس" وإسرائيل بشأن غزة
  • أكبر القلاع الصناعية العسكرية فى الشرق الأوسط.. وزير الإنتاج الحربي يتابع مراحل التصنيع بمصنع 300 الحربي
  • “طالبان”: لن نسلم قاعدة باغرام الجوية أبدا إلى الولايات المتحدة
  • طالبان ترفض دعوة ترمب لاستعادة قاعدة باغرام الجوية
  • الصراع الاستخباراتي بين إيران وإسرائيل