في ذكرى تنصيبه واليًا على مصر.. كيف وصل محمد علي باشا إلى الحكم؟
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
في شهر يونيو عام 1805م، بدأت مصر عهدًا جديدًا بتنصيب محمد علي باشا واليًا عليها، بعد ثورة الشعب والعلماء التي أنهت سنوات من الفوضى والصراعات بين الجنود، والمماليك، والولاة. وفي ذكرى تنصيب محمد على باشا واليًا على مصر سنتعرف خلال السطور التالية على طريقة وصوله إلى الحكم.
. تعرف على طريقة تصنيف شركة آبل للأجهزة
كان محمد علي يدرك حجم المعاناة التي يتكبدها المصريون من تعسف المماليك ونهبهم، فرفع شعار "تحرير القطر المصري من جور المماليك"، وبدأ فعليًا بتقديم نفسه كبديل يحمي الشعب ويعيد النظام، ولما علم أن الباب العالي عيّن واليًا جديدًا بدلًا من خسرو باشا، أطلق سراح الأخير مؤقتًا احترامًا لأوامر الدولة العثمانية، لكنه لم يستطع حمايته من رفض الجنود، فأُجبر على نفيه إلى رشيد.
والي ضعيف وجنود جشعونعندما وصل الوالي الجديد أحمد خورشيد باشا، أظهر في البداية قدرة على كسب ولاء الجنود الأتراك والألبان، لكنه سرعان ما أثبت عجزه عن إدارة البلاد، فلم يتمكن من دفع رواتب الجنود، ما أدى إلى عودة الفوضى والسلب والنهب.
في المقابل، اتبع محمد علي نهجًا مخالفًا، فحرص على منع أتباعه الألبان من الاعتداء على الأهالي، بل اجتهد في حمايتهم من تعسف الأتراك، وعندما رأى الشعب ذلك، لجأوا إليه وطلبوا منه أن يكون حاميًا لهم، فوافق على ذلك مقابل أن يوفروا له المال اللازم لتأمين جنوده.
محمد علي بين جيوش الداخل والدلاةصدر أمر من الباب العالي باستدعاء محمد علي وجنوده الألبانيين، فاستعد للرحيل، لكن كبار العلماء والأعيان رجوه في البقاء، خوفًا من بطش الأتراك، في تلك الأثناء، كانت جموع المماليك تستعد للهجوم على القاهرة، فكُلِّف محمد علي بقيادة الجيش ضدهم.
وأثناء هذه المواجهات، وصل إلى مصر جيش من "الدلاة" الأكراد، أكثر عنفًا ووحشية. فشعر محمد علي بالخطر، وعاد إلى القاهرة، وواجه هذا الجيش عند منطقة البساتين، مدعيًا أنه جاء من أجل دعم السلطان، لا لمعارضته. وبذكائه، كسب ولاء الدلاة بالعطاء والهدايا، وجعلهم ينقلبون على الوالي خورشيد، مما منحه فرصة لدخول القاهرة منتصرًا.
ثورة الشعب والعلماء على خورشيد باشاعاثت جنود الدلاة في الأرض فسادًا، مما دفع الأهالي إلى الثورة مجددًا، وهذه المرة ضد خورشيد باشا نفسه، توجهت الأنظار إلى محمد علي باعتباره المنقذ الحقيقي، فطلبوا منه أن يتولى الحكم رسميًا، ووافق على ذلك، ثم حاصر القلعة وأطلق عليها المدافع في مايو 1805م.
البيعة التاريخية وتنصيب محمد عليفي لحظة حاسمة، اجتمع علماء مصر وأعيانها وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوي والسيد عمر مكرم نقيب الأشراف، وألبسوه "الكرك" إيذانًا بتنصيبه واليًا على مصر، لعب عمر مكرم دورًا محوريًا في تثبيت حكم محمد علي، مستغلًا نفوذه الشعبي، واستمر في دعمه لأكثر من أربع سنوات.
أرسل العلماء رسالة إلى السلطان العثماني يلتمسون فيها العفو عما مضى، ويطلبون اعتماد محمد علي واليًا رسميًا. ولما أدرك السلطان مدى التأييد الشعبي له، وافق على تعيينه واليًا في ربيع الآخر 1220هـ / 1805م، وعند وصول هذا الخبر، سلّم خورشيد باشا القلعة وتخلى عن الحكم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد علي مصر محمد علي باشا والي مصر المماليك محمد علی والی ا
إقرأ أيضاً:
المكاتب التنفيذية في تعز تُحيي ذكرى يوم الولاية
الثورة نت/..
نظمت مكاتب المالية والجمارك و الضرائب ووحدات الضرائب على كبار المكلفين وريع العقارات وبيع القات، فعالية خطابية بذكرى يوم الولاية، تحت شعار” من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
وفي الفعالية أشار مسؤول قطاع التخطيط بالمحافظة محمد الوشلي إلى أن مبدأ الولاية هو الضمان الوحيد لتحصين الأمة من أي اختراق.. مشيرا إلى أن ما تواجهه الأمة من نكسات هي نتاج انحراف عن هذا المبدأ، كون العزة والنصر والفلاح مرتبط بالولاية.
ولفت إلى أن غياب مبدأ الولاية أوصل الأمة إلى حالة الشتات التي هي عليها اليوم.. مؤكدا أن الطريق إلى النصر لن يكون إلا بالتولي الصادق لله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى.
فيما أكد مدير مكتب الجمارك محمد المحفدي، أن الولاية ليست فقط محبة بل اتباع وطاعة والتزام.. مشيرا إلى أن الإمام علي عليه السلام كان رمزا للعدالة والشجاعة والعلم والزهد في الدنيا وهو النموذج الذي يجب أن يحتذى به في الحياة.
وتطرق إلى دلالات إحياء يوم الولاية للإمام علي عليه السلام، كمشروع حياة، وتعزيز الارتباط بمنهجه والاقتداء بمنهجة.. لافتا إلى أهمية استلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي – بالتولي الصادق والجاد من أجل التغلب على كل طغاة العالم.
بدور أشار نائب مدير الوحدة التنفيذية لضرائب كبار المكلفين محمد الجنيد، إلى أهمية إحياء هذه المناسبة التي تأتي هذا العام والأمة تمر بأخطر المراحل في تاريخها وأعدائها يستبيحون حرماتها ومقدساتها.
وأكد أهمية مبدأ الولاية في تحصين الأمة من مؤامرات قوى الاستكبار والهيمنة.. موضحا أن ولاية الإمام علي -عليه السلام- ضمانة لوحدة وقوة الأمة في مواجهة التحديات.
تخلل الفعالية قصيدة قدمها احمد السيد.