قال خبير استراتيجي للاحتلال، إن إيران نجحت بالتعافي بصورة جزئية من الهجوم القاسي الذي تلقته من الاحتلال، فجر الجمعة الماضية، عبر سلسلة إجراءات سريعة في المناصب المستهدفة وضرب الاحتلال بالصواريخ، فضلا عن وجود التفاف شعبي حول النظام.

راز تسيميت رئيس برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أكد أنه "بعد ساعات طويلة من الصدمة والحرج من الضربة الافتتاحية القوية التي تلقتها، يبدو أن إيران نجحت بالتعافي، ولو جزئياً، من الضربة التي تلقتها، وبدأت بإطلاق مئات الصواريخ على دولة الاحتلال، وتم استغلال الساعات التي مرت منذ بدء الحملة لتقييم الوضع، والأهم من ذلك تعيين بدلاء للقادة الكبار الذين تم تصفيتهم، وأبرزهم رئيس الأركان، وقائد الحرس الثوري، وقائد قيادة الطوارئ، وقائد القوات الجوية للحرس الثوري".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الضربة الافتتاحية الاسرائيلية أوجدت صعوبة يواجهها الإيرانيون، وأثارت تساؤلات في طهران وتل أبيب عن طبيعة السياسة القادمة، في ضوء اعترافات ايرانية ضمنية لوجود اختراق استخباراتي من قبل العدو، مما استلزم تأمين الأفراد والمنشآت قبل تنفيذ الرد، واعتراف بأن قيادة العمليات العليا تعرضت لأضرار بالغة، وأن إعادة تنظيمها أمر ضروري لاستمرار العمليات".

وأشار إلى أن "علامات الاستفهام تلاشت بسرعة عندما بدأت إيران بإطلاق رشقاتها الصاروخية في أوقات متأخرة من ليالي تل أبيب، لكن ذلك لا يخفي أن قيادتها تواجه معضلة كبيرة: إما الاستمرار في موقفها الحازم والمتحدي، مع المخاطرة بمزيد من التصعيد، أو الاعتراف بفشلها، والموافقة على العودة لطاولة المفاوضات، وربما حتى الموافقة على تنازلات كبيرة بشأن برنامجها النووي، بما فيه حقها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، كما هو مطلوب منها في المفاوضات مع الولايات المتحدة."



وأكد أنه "في هذه المرحلة، لا ينبغي أن نتوقع أي مرونة من جانبها، فقد تعرضت لحالة من عدم الثقة الأساسية تجاه الولايات المتحدة، لكن ايران في الوقت ذاته لا مصلحة لها بأن تنجر لمواجهة عسكرية مباشرة معها، مما قد يشكل تهديداً حقيقياً، بل وحتى وجودياً، لأمنها القومي وبقاء النظام، رغم تأكدها أن دولة الاحتلال لم تهاجمها دون تنسيق أو تعاون، أو على الأقل ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، لكن القرار النهائي لن يتم اتخاذه إلا بعد أن تتضح نتائج الحملة الحالية، وتداعياتها".

وأوضح أنه "سيطلب من طهران بعد ذلك أن تدرس ما إذا كانت لديها قدرات نووية كافية لتكون قريبة من الوصول لسلاح نووي في غضون فترة قصيرة من الزمن، وما إذا كان مثل هذا القرار سيتم الكشف عنه في الوقت الحقيقي من قبل تل أبيب وواشنطن، خاصة في ضوء الخروقات الاستخباراتية التي تم الكشف عنها مؤخرا، وما إذا كانتا عازمتين على مواصلة الحملة العسكرية ضدها إذا رفضت العودة لطاولة المفاوضات، والموافقة على الشروط الأمريكية".

وأضاف أنه "في هذه المرحلة فقط سيقف المرشد خامنئي عند منعطف حاسم: فإما أن يكون مستعداً لتجرع الكأس المسمومة، كما فعل سلفه الخميني عام 1988، عندما اضطر للموافقة على وقف إطلاق النار مع العراق لإنقاذ بلاده ونظامه، أو يستمر على المسار المعاكس، ويخاطر بتصعيد الهجمات من الاحتلال، وربما أيضاً من الولايات المتحدة، التي قد تنضم بنشاط للحملة العسكرية".

وأشار أن "من الواضح بالفعل أن الحل للتهديد الإيراني، على الأقل في هذه المرحلة، لن يأتي على الأرجح من انهيار النظام من الداخل، لأن إسقاطه يعتمد على تغيير التوازن الداخلي للقوى بين النظام ومؤيديه ومعارضيه، وقد يحدث هذا التغيير من خلال الانهيار الداخلي لمؤسساته، خاصة الأجهزة الأمنية، أو تجدد الاحتجاجات الشعبية، وتكثيفها، وفي المرحلة الراهنة، يبدو أنه يحافظ على تماسكه وعزيمته وحيويته، بل ويوحد صفوفه في مواجهة التهديد الخارجي".

وأوضح أن "غضب الجمهور الإيراني، الذي لا شك في عدائه للنظام، يتزايد بالفعل بسبب فشله في توفير الأمن والحماية له، ويبدو أن موقفه لا يزال متأثرًا بصور المدنيين المصابين والأضرار التي تسببها هجمات القوات الجوية الاسرائيلية على الأحياء السكنية في طهران، مما يساهم بتعزيز الشعور بالتضامن الوطني، والتعبئة حول علم الدولة".

وأكد أن "الأمر الأكثر أهمية أنه بجانب النجاحات الكبيرة التي سجلها الاحتلال في المراحل الأولى من الحملة، فمن الجدير أن يتذكر أن هدفه الرئيسي يظل هو نفسه: إحباط البرنامج النووي، ورغم الهجوم على مواقع التخصيب الرئيسية، مثل ناطانز وفوردو وأصفهان، واغتيال العلماء المرتبطين بإنتاج الرأس الحربي النووي، فيبدو أن معظم البرنامج لا يزال سليما، على الأقل في الوقت الحالي".

وختم بالقول أن "قدرة الاحتلال على منع إيران بالكامل من الحفاظ على قدرات نووية متبقية كبيرة أمر مشكوك فيه دون مشاركة أمريكية نشطة، وفي الواقع المصطنع، قد تستغل هذه القدرات لمحاولة الوصول للأسلحة النووية بعد الحملة، سراً، وربما حتى أثناء المفاوضات، كما فعلت كوريا الشمالية في ذلك الوقت".

https://www.ynet.co.il/news/article/h1iwmpq7lx

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران الاحتلال إيران امريكا الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سرايا القدس تبث مشاهد لتفجير دبابة ميركافا إسرائيلية ببيت حانون / فيديو

#سواليف

بثت #سرايا_القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء مشاهد من #تفجير #دبابة #ميركافا إسرائيلية بـ” #عبوة_برميلية #شديدة_الانفجار ” غربي #بيت_حانون شمالي قطاع #غزة.

سرايا القدس تبث مشاهد لتفجير دبابة ميركافا إسرائيلية ببيت حانون pic.twitter.com/okz4AQ7j6M

مقالات ذات صلة الملك: عندما يفقد العالم قيمه الاخلاقية نفقد قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل والعالم خذل غزة 2025/06/17 — fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) June 17, 2025

وأظهرت المشاهد عملية تجهيز العبوة البرميلية وزراعتها في الطريق المتوقع لعبور آليات تابعة لجيش الاحتلال، وبعدها رصد الدبابة وهي تقترب، ثم تمت عملية التفجير وظهور احتراق كامل للدبابة.

وكتبت السرايا على شاشة المقطع فيما مشاهد احتراق الدبابة مستمرة “تدمير كامل الآلية واحتراقها بمن فيها”.

وفي نهاية المشاهد تحدّث أحد مقاتلي سرايا القدس دون إظهار ملامحه، والذي قال “لن نتزحزح عن أماكننا ولن نخرج منها، دخلوا علينا بالروبوتات وفجروا كل المناطق وما زلنا موجودين”.

وتابع “نحن هنا أعددنا العدة، ونصبنا العبوات بعد تفجير الروبوتات، وفجرنا الآليات واشتبكنا مع جنودهم، ونحن ننتظرهم ولن نتراجع عن القتال لأنه في سبيل الله”.

وفي وقت سابق، قالت سرايا القدس إنها استهدفت قوة صهيونية -بمنزل في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس- في كمين محكم ومركب بصواريخ 107.

وأضافت “نفذنا بالتزامن قصفا بالهاون، ورصدنا هبوط طائرة مروحية في الموقع المستهدف لإجلاء القتلى والجرحى”.

ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال.

كما دأبت على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

مقالات مشابهة

  • مكاتب متفحمة واستوديوهات مدمّرة.. مشاهد تُظهر الأضرار التي لحقت بمبنى التلفزيون الإيراني
  • خبير تربوي يقدم روشتة نصائح للاستعداد النفسي والعلمي لامتحانات المواد الأساسية بالثانوية العامة
  • التجسس أونلاين.. جيش الاحتلال يدعو الإيرانيين للتواصل مع الموساد
  • نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـانتفاضة شاملة
  • محلل سياسي: إيران أفشلت لعبة الوقت الأمريكية ودخلت المواجهة باستعداد ميداني كامل
  • إعلام إسرائيلي: ترجيحات بانتهاء الحرب ضد إيران خلال أسبوعين
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • سرايا القدس تبث مشاهد لتفجير دبابة ميركافا إسرائيلية ببيت حانون / فيديو
  • سرايا القدس تبث مشاهد لتفجير دبابة ميركافا إسرائيلية ببيت حانون