نتنياهو: نعيد رسم ملامح الشرق الأوسط بعد القضاء على البرنامج النووي الإيراني
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أن إسرائيل باتت على أعتاب "تحقيق أهدافها الاستراتيجية" في إيران، مشدداً على أن العملية العسكرية الجارية بالتنسيق مع الولايات المتحدة تستهدف تغيير ملامح الشرق الأوسط بشكل جذري.
وخلال مؤتمر صحفي متلفز، قال نتنياهو إن "إسرائيل حققت مكاسب كبيرة حتى الآن، وبفضل الدعم الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب، أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق أهدافنا".
وأشار نتنياهو إلى أن أحد أبرز هذه الأهداف يتمثل في "تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية"، مؤكداً أن منشأة "فوردو" النووية الإيرانية تعرضت لأضرار بالغة جراء الضربات الأخيرة، على الرغم من أن حجم الضرر الكامل لم يُعرف بعد بدقة.
وشدد نتنياهو على أن بلاده "لا تسعى إلى الانزلاق في حرب استنزاف طويلة"، لكنها أيضاً "لن تتوقف قبل تحقيق الأهداف الموضوعة". وأوضح: "الحملة لن تتوقف قبل أن يتم ضمان إزالة التهديد النووي الإيراني، لكننا لن نتجاوز حدود الضرورة".
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن التنسيق الأمني والعسكري مع واشنطن أتاح تنفيذ عمليات نوعية، وصفها بـ"الإنجازات غير المسبوقة"، لافتاً إلى أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية دقيقة بشأن المواقع التي تحتفظ فيها إيران بكميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
وفي ختام حديثه، أشار نتنياهو إلى أن التحرك الإسرائيلي الأخير يأتي ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات في المنطقة، قائلاً: "نحن لا نرد فقط على التهديد، بل نعيد رسم خريطة الشرق الأوسط".
وتأتي اتصريحات نتنياهو في أعقاب الهجمات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية، في عملية وصفتها تقارير صحفية دولية بأنها منسقة بشكل غير مسبوق بين تل أبيب وواشنطن.
إيرانالشرق الأوسطإسرائيلنتنياهوالبرنامج النووي الإيرانيقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: إيران الشرق الأوسط إسرائيل نتنياهو البرنامج النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
ما واقع البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟
قال مدير عمليات التفتيش السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، روبرت كيلي، إن من المبكر الجزم بحجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم الأميركي، مشيرا إلى أن بعض المواقع -كمنشأة أصفهان- ربما تعرضت لتدمير تام، مما قد يشكل ضربة قاصمة للبنية التشغيلية للبرنامج.
وأوضح كيلي، في مقابلة مع قناة الجزيرة من فيينا، أن منشأة فوردو لا تزال المعطيات حولها غير مكتملة، رغم ما أظهرته صور الأقمار الصناعية من وجود أضرار سطحية عقب الضربة، مما يعزز فرضية أن التحصينات العميقة لم تُخترق بشكل كامل.
واعتبر أن الأهمية الكبيرة لمنشأة أصفهان تكمن في كونها مركزا لمعالجة اليورانيوم المستخرج وتعدينه، مما يعني أن تدميرها من شأنه أن يعطل أحد المفاصل الأساسية لسلسلة إنتاج الوقود النووي، ويجعل البرنامج يترنح إن لم يكن قد توقف فعليا.
وفجر اليوم الأحد، أعلنت واشنطن عن تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، هي فوردو ونطنز وأصفهان، وذلك في إطار انخراط مباشر في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي بدأت منذ 13 يونيو/حزيران الجاري.
الأثر العملياتي
ورغم إعلان إيران نقل كميات من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة، فإن كيلي قلّل من الأثر العملياتي لذلك، موضحا أن هذه الكميات لا تشكل تحديا لوجيستيا كبيرا لنقلها أو إخفائها، كما أن غياب أجهزة الطرد المركزي الفاعلة يحدّ من قدرة إيران على الاستفادة منها.
وأشار إلى أن البرنامج الإيراني اعتمد في بداياته على تقنيات حصلت عليها طهران من باكستان، واصفا الرواية الإيرانية بشأن "الاعتماد الكامل على المعرفة الذاتية" بأنها لا تعكس الحقيقة الكاملة، رغم التطويرات اللاحقة التي أدخلتها إيران على هذه التقنيات.
وفي السياق نفسه، ردّ كيلي على تصريحات إيرانية تتعلق بإمكانية إعادة بناء البرنامج في وقت قصير، مشددا على أن المعرفة المتوفرة لا تكفي وحدها، وأن امتلاك البنية التحتية والأدوات المتقدمة شرط أساسي لتشغيل البرنامج مجددا، لا سيما في ظل استهداف منشآت ومرافق حيوية.
إعلانواعتبر أن اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين لا يعني بالضرورة انهيار قاعدة المعرفة، لافتا إلى أن مثل هذه البرامج عادة ما تضم آلاف الكوادر المدربة، مما يجعل من الصعب القضاء على القدرات البشرية بشكل كامل، لكنه أكد أن المجتمع العلمي الدولي يجب أن يدين عمليات الاغتيال دون تردد.
تطور خطير
وبشأن تهديد طهران بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، قال كيلي إن ذلك قد يؤدي إلى إنهاء خضوع إيران لنظام التفتيش الدولي، وهو تطور خطير، لكنه أشار إلى وجود بنود قانونية تمكّن الوكالة الدولية من مراقبة البرنامج حتى في حال الانسحاب الرسمي من المعاهدة.
ولمّح إلى أن إيران ترى في الانسحاب خطوة مبررة بعد تعرضها لهجمات عسكرية مباشرة، وهو ما قد يغيّر من نهجها في التعامل مع المجتمع الدولي، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والرقابي حول برنامجها النووي في المستقبل القريب.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة واحدة من أعنف موجات التصعيد بين إيران وإسرائيل، إذ تبادل الطرفان الضربات المباشرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في تصعيد غير مسبوق منذ عقود، مما يهدد بانزلاق المنطقة إلى صراع أوسع يصعب احتواؤه.
وفجر الأحد، أعلنت إيران أنها أطلقت دفعتين من الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في تل أبيب وحيفا ونيس تسيونا، مخلّفة دمارا واسعا، وذلك في أول ردّ مباشر على الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها النووية ومرافقها الدفاعية.
وتواصل الولايات المتحدة التأكيد على أن تحركها الأخير جاء لحماية أمن إسرائيل ومنع إيران من امتلاك قدرات نووية تهدد الاستقرار الإقليمي، بينما تؤكد طهران أن الضربات ستزيدها تصميما على تعزيز قدراتها الدفاعية والنووية في وجه ما تصفه بـ"العدوان السافر".