حزن وحسرة وألم لما يحصل لهم، في شوارع صنعاء، تظهر معاناة حقيقية لرجال عاشوا حياتهم في خدمة الرياضة اليمنية. اللاعبين القدامى، الذين أفنوا حياتهم في العمل الرياضي ومع الأندية والمنتخبات، يعيشون اليوم في ظروف مأساوية. يتضورون جوعًا والأمراض تنهش أجسادهم، في ظل إهمال تام من الجهات المعنية، وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم والأندية.
للمرة الثالثة والعاشرة والمئة سنبقى نكتب عن أبطال اليمن واللاعبين القدامى لنذكر القيادات والمعنيين والمسؤولين عنهم لنلفت أنظار الجميع نحوهم حقيقة هذا المقال هو المقال الثالث عن هذه الفئة المنسية خلال عامين تقريباً، لأنه من المحزن أن نرى معاناة أبطالنا وهم بهذه الحالة ولا نتكلم ونكتب عن معاناتهم ومشاكلهم وظروفهم القاسية، ليحصلوا على حقوقهم الضائعة وأنصارهم إن كان هناك ضمير قبل المسؤولين في الدولة.
هؤلاء الرجال، الذين كانوا يومًا ما أبطالًا في الملاعب، يعيشون اليوم معاناة حقيقية. إنهم يتذكرون أيامهم الذهبية، عندما كانوا يمثلون اليمن في المحافل الدولية، ويحققون الإنجازات الرياضية. ولكن اليوم، يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات الحياة اليومية، بدون دعم أو رعاية من الجهات المعنية.
أين المبادرة التي قدمت لوزارة الشباب من أجل رعاية هؤلاء الرجال من أهل الزمن الجميل؟ لماذا لم يتم تنفيذها حتى الآن؟ أين دور صندوق النشء والشباب من القيام بهذه المهمة وهو معني بالشباب والرياضة؟ لماذا لا يقوم بتبني هذه المبادرة والعمل على توفير الدعم اللازم لهؤلاء اللاعبين القدامى؟.
إن هذه القضية تتطلب اهتمامًا عاجلًا من الجهات المعنية. يجب على وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم والأندية العمل سويًا لتوفير الدعم المالي والطبي لهؤلاء اللاعبين القدامى. كما يجب على صندوق النشء والشباب أن يلعب دورًا أكبر في رعاية هؤلاء الرجال، الذين قدموا الكثير للرياضة اليمنية.
في الختام، نأمل أن تلقى هذه القضية الاهتمام اللازم من الجهات المعنية، وأن يتم توفير الدعم اللازم لهؤلاء اللاعبين القدامى، الذين يستحقون كل الاحترام والتقدير. إنهم رجال عظام، قدموا الكثير للرياضة اليمنية، ويستحقون أن يعيشوا حياة كريمة في نهاية المطاف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نقص الملابس وارتفاع أسعارها.. معاناة أخرى تُثقل كاهل الغزيين
غزة- مدلين خلة - صفا "نحن لا نبحث عن الجديد، فقط نريد ما يسترنا".. بهذه الكلمات تصف الخمسينية ليندا معروف حال أبنائها في ظل شح الملابس والأحذية، وانعدام القدرة الشرائية على اقتناء المتوفر منها، بسبب ارتفاع ثمنها. لم يكن أمام معروف حلٌ سوى ترقيع الثياب البالية وخياطة الأحذية المهترئة يدويًا، في محاولة منها لستر أبنائها واستخدام القطعة منها لوقت أطول من المعتاد على أمل انتهاء الأزمة في وقتٍ قريب. معاناة لا تتوقف تقول معروف لوكالة "صفا": "لا يوجد أمامي حلول سوى إعادة خياطة الممزق من ثياب أبنائي القديمة عدة مرات، نحن نتطلع إلى تغطية الجسد لا إلى المظهر العام". وتضيف "في الوقت الذي اهترئّت فيه ثياب ابني الصغير قررتُ التوجه إلى السوق لشراء غيارين له، إلا أنني صُعقت بالثمن الباهظ لزي الرياضة، البالغ ثمنه 45 شيقلًا، بعدما كان يُباع سابقًا بـ5 شواقل فقط". وتتابع "واصلتُ بحثي كي أحظى ببائع لم تُغيره الحرب، لكن دون جدوى، فالأسعار فلكية، ولا نستطيع اقتناء الملابس الجديدة لأطفالنا، لذلك قررتُ العودة أدراجي وترقيع ما لديه من ثياب". و"لا يختلف سوق الأحذية عن الملابس، فالباعة هنا يتحججون بغلاء التنسيق وتكدس بضاعتهم على المعابر وعدم السماح بدخولها، الأمر الذي يجعلهم يرفعون ثمن ما لديهم من بضاعة لتقليل خسائرهم". وتشير معروف إلى أنها اعتمدت على الخياطة اليدوية، لإصلاح المهترء والممزق من ملابس وأحذية أبنائها. وتساءلت "ما هو الذنب الذي ارتكبه الصغار حتى تتحول حياتهم إلى جهنم؟، ألا يجدوا ما يستر أجسادهم ويقيهم حرارة شهر آب؟". ولم تعد المعاناة في قطاع غزة تقتصر على الجوع والقصف والقتل اليومي، بل تعدى ذلك ثانويات الحياة، وأدق تفاصيلها من انعدام الملبس والسير بأقدام حافية تحت لهيب الصيف، لينتهي الحال بهم يعانون من ضربة شمس وارتفاع في الحرارة دون دواء يُخفف حدة ألمهم. لا مكان لرفاهية الاختيار في غزة، لأن الحصول على حذاء بدون نعلٍ أصبح أمنية يحلم بها أهالي غزة الذي يقاسون الوجع والألم تحت وطأة حرب إسرائيلية مدمرة طالت كل مناحي الحياة. ومنذ حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، يمنع جيش الاحتلال إدخال معظم السلع والبضائع لغزة، بما فيها الملابس الجاهزة والأحذية، ما فاقم معاناة المواطنين. أسعار مضاعفة المواطنة شيماء الهسي تقول لوكالة "صفا": "اضطررتُ إلى التوجه لمحل (البالة)، بيع الملابس المستخدمة، على أمل أن تكون الأسعار مناسبة وأشتري بعض الملابس لشقيقاتي، لكتي تفاجأتُ بارتفاع ثمن القطع أضعاف مضاعفة". وتضيف "حاولت تفصيل ملابس من أقمشة حصلت عليها من مركز إيواء، لكن دون جدوى، لأن الثياب ممزقة، وغير صالحة، والأقمشة لا تكفي، حتى الإبر والخيط ارتفع ثمنها". وتضطر الهسي إلى ارتداء ما كانت ترتديه منذ العام 2023، قائلة: "كل شيء تغيّر إلا ثيابنا، ومع الحرب، ونقص الماء، باتت الملابس متسخة طوال الوقت، فلا كهرباء لنغسل، ولا مياه كافية لتنظيفها". وتردف "في مخيم الإيواء نُغطي أقدامنا ببعض قطع القماش أو البطانيات الممزقة، والتي تم خياطتها على شكل حذاء أو جوارب سميكة تقي حرارة الرمال، أما حين نضطر للخروج فهناك حذاء وحيد مهترئ ومشقوق، لكنه ما زال يصلح للمشي". وعمّد حيش الاحتلال خلال حربه المتواصلة، إلى تدمير معظم المصانع والمنشآت الاقتصادية والتجارية في القطاع، ما أدى إلى توقف تام في خطوط الإنتاج المحلية، والتي كانت تُغطي جزءًا من احتياجات السكان.