القاتل الخفي.. بكتيريا «صامتة» تهدد ملايين البشر بسرطان المعدة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
كشفت دراسة دولية حديثة صادرة عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori) تمثل عامل خطر رئيسي وراء معظم حالات سرطان المعدة عالمياً، وقد تؤدي إلى إصابة ملايين الأشخاص بالمرض ما لم تُتخذ إجراءات وقائية فعالة.
وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، فإن هذه البكتيريا مسؤولة بشكل مباشر عن نحو 76% من حالات سرطان المعدة المتوقعة لدى الأشخاص المولودين بين عامي 2008 و2017.
ويتوقع الباحثون أنه في حال استمرت الاتجاهات الحالية، سيُصاب ما يقارب 15.6 مليون شخص من هذه الفئة خلال حياتهم، من بينهم نحو 11.9 مليون حالة ناجمة عن العدوى بهذه البكتيريا.
وأشار التقرير إلى أن العبء الأكبر من هذه الحالات سيتركز في قارة آسيا، خصوصاً في الصين والهند، حيث يُتوقع تسجيل 10.6 مليون إصابة، كما تُقدّر الإصابات في الأمريكيتين بنحو مليوني حالة، و1.7 مليون في إفريقيا، و1.2 مليون في أوروبا، إضافة إلى عشرات الآلاف في أوقيانوسيا.
وتُعد الملوية البوابية من أكثر البكتيريا انتشاراً، حيث تستقر في بطانة المعدة وتنتقل عبر الاتصال المباشر أو من خلال تناول طعام أو ماء ملوثين، ورغم أن الكثيرين قد يحملونها دون أعراض، إلا أن البعض قد يعاني من اضطرابات مزمنة في الجهاز الهضمي، وقد تتطور العدوى في بعض الحالات إلى أمراض خطيرة مثل سرطان المعدة أو ليمفوما اللاهودجكين.
ويؤكد الباحثون أن التشخيص المبكر للبكتيريا باستخدام اختبارات الدم أو التنفس أو البراز، إلى جانب العلاج المناسب، يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة تصل إلى 75%، ودعوا إلى توسيع برامج الفحص والعلاج على مستوى السكان، خاصة في الدول ذات المعدلات المرتفعة من الإصابة.
كما شدد الأطباء على ضرورة الانتباه إلى الأعراض المبكرة المحتملة لسرطان المعدة، مثل حرقة المعدة، صعوبة البلع، الغثيان، الشبع السريع، فقدان الوزن أو الشهية، وألم أعلى البطن، مؤكدين أن الكشف المبكر يظل العامل الحاسم في الوقاية والتدخل الفعال.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اختبارات الدم بكتيريا حرقة المعدة سرطان المعدة
إقرأ أيضاً:
ثلاثية الجوع والمرض والجفاف تهدد ملايين الأطفال في السودان
تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان يومًا بعد يوم، وسط تحذيرات متتالية من منظمات دولية، كان أحدثها ما كشفته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من بيانات مقلقة حول تصاعد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال في إقليم دارفور، حيث سجلت المنظمة زيادة بنسبة 46% منذ بداية عام 2025 وحتى مايو الماضي، مع تلقي أكثر من 40 ألف طفل العلاج في شمال دارفور وحدها.
وبحسب التقرير الذي عرضته قناة القاهرة الإخبارية، فإن معدل سوء التغذية الحاد تجاوز مستويات الطوارئ التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في 9 مناطق من أصل 13 في الإقليم، مما ينذر بكارثة صحية تهدد حياة الآلاف، خاصة في ظل اقتراب مناطق واسعة من المجاعة. وتزداد المأساة عمقًا مع بلوغ موسم الجفاف ذروته، ما يعزز مخاوف من وفاة جماعية للأطفال، في وقت تنهار فيه البنية التحتية الصحية ويستمر انتشار الأمراض المعدية.
في السياق ذاته، يفاقم تفشي وباء الكوليرا مأساة المدنيين، وسط انهيار شبه تام للخدمات الصحية في كثير من مناطق النزاع، ما يضاعف معاناة الأطفال الضعفاء ويجعل فرص النجاة أقل من أي وقت مضى. ومع ارتفاع معدلات النزوح وانعدام المياه النظيفة، تصبح الأمراض المعدية أكثر فتكًا، ما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.
من جانبها، جددت منظمة اليونيسف مناشدتها للمجتمع الدولي من أجل تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بالكامل، مؤكدة حاجتها إلى 200 مليون دولار لضمان استمرار سلاسل إمدادات الغذاء والعلاج والأدوات الطبية الأساسية. وفيما خصصت الأمم المتحدة 5 ملايين دولار لمكافحة الكوليرا، أعلن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر أن الشركاء الإنسانيين بحاجة إلى 50 مليون دولار إضافية لضمان استمرارية عمليات الإغاثة حتى نهاية عام 2025، في ظل وصف الأمم المتحدة لما يحدث بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث".