نزع السلاح يبدأ رسميًا... هل يكتب التاريخ نهاية الصراع بين أنقرة والكرد؟
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
بدأ مقاتلون من حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، تسليم أسلحتهم رسميًا في مراسم رمزية جرت قرب مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، في خطوة وُصفت بأنها تحول مفصلي في مسار الصراع الممتد منذ عقود بين الحزب والسلطات التركية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن إعلان سابق للحزب في 12 مايو/أيار الماضي عن حل نفسه وإنهاء العمل المسلح، استجابة لنداء زعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل في سجن جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ عام 1999، والذي دعا في 27 فبراير/شباط إلى وقف الصراع والانتقال إلى العمل السياسي السلمي.
وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب – المصنف كتنظيم "إرهابي" من قبل أنقرة وعدد من الدول الغربية – وقف إطلاق النار من طرف واحد، ما مهّد الطريق لمفاوضات غير مباشرة ترعاها الحكومة التركية.
وقال مسؤول في حزب العمال الكردستاني مطلع الشهر الجاري، إن حوالي 30 مقاتلاً ممن شاركوا في القتال خلال السنوات الماضية ضد القوات التركية، سيقومون بتدمير أسلحتهم كعلامة على حسن النية، قبل أن يعودوا إلى المناطق الجبلية في شمال العراق.
وشارك في مراسم اليوم عدد من نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، والذي لعب دور الوسيط بين أنقرة وأوجلان خلال المحادثات الجارية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما حضر المراسم عدد من الصحفيين المحليين والدوليين.
وفي مقطع فيديو مؤرخ في 19 يونيو/حزيران وبُث يوم الأربعاء، شدد أوجلان (76 عامًا) على أهمية "الانتقال الطوعي إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية"، داعيًا إلى إنشاء آلية رسمية لإلقاء السلاح وإنهاء الصراع المسلح.
وقد خلّف النزاع بين الطرفين منذ اندلاعه عام 1984 أكثر من 40 ألف قتيل، وأدى إلى توترات سياسية وأمنية داخل تركيا ومع دول الجوار، خاصة مع وجود قواعد عسكرية تركية في شمال العراق منذ أكثر من 25 عامًا لمحاربة عناصر الحزب.
وفي أول رد رسمي، قال مسؤول تركي لوكالة رويترز إن الخطوة تمثل "نقطة تحول لا رجعة عنها وفرصة لبناء مستقبل خالٍ من الإرهاب". كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في تسريع عملية السلام، قائلاً للصحفيين السبت الماضي: "ستتسارع جهودنا عندما تبدأ المنظمة تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".
وأضاف خلال اجتماع لحزبه الأربعاء: "ندخل مرحلة جديدة نأمل أن نحصد خلالها أخبارًا إيجابية في الأيام المقبلة"، مؤكدًا أن أنقرة تتطلع إلى إنهاء العملية بنجاح "دون عراقيل أو محاولات تخريب".
من جانبه، قال مصدر أمني عراقي إن عملية نزع السلاح يُتوقع أن تمتد حتى عام 2026، وتشمل إعادة تنظيم الحزب ليشكّل كيانًا سياسيًا جديدًا داخل تركيا.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
أوجلان يعلن نهاية الكفاح المسلح ويدعو إلى انتقال ديمقراطي
أعلن عبد الله أوجلان، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني والمعتقل في تركيا منذ عام 1999، عن طي صفحة الكفاح المسلح الذي خاضه الحزب ضد الدولية التركية على مدى 4 عقود.
ودعا أوجلان في رسالة مصورة نشرت اليوم الأربعاء، ويعود تاريخ تسجيلها إلى يونيو/حزيران الماضي، إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية وسيادة القانون.
وقال أوجلان في الرسالة التي نشرتها وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب، إن "المرحلة الجديدة تتطلب إنهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي، والانتقال إلى العمل السياسي القانوني"، مشددا على أن إلقاء السلاح "سيتم تحديده بالطرق المناسبة وبخطوات عملية سريعة".
وحث البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على عملية نزع السلاح، وإدارة عملية سلام أوسع نطاقا.
وقال إن حزب العمال الكردستاني، أنهى أجندته الانفصالية، واصفا هذا التحول بأنه "فوز تاريخي"، معتبرا، أن هذه الخطوة "بادرة حسن نية" يجب البناء عليها لتحقيق سلام دائم.
وأعلن حزب العمال في 12 مايو/أيار حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك أكثر من 4 عقود من التمرّد على الدولة التركية الذي خلّف ما لا يقلّ عن 45 ألف قتيل.
وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، حضّ فيها مقاتليه على إلقاء السلاح وحلّ الحزب.
وفي تطور آخر، أعلن الحزب في 3 يوليو/تموز أن مقاتليه في شمال العراق سيبدؤون تسليم أسلحتهم، في أول خطوة عملية ضمن عملية السلام.
ومن المقرر أن تُقام أولى مراسم نزع السلاح هذا الأسبوع في شمال العراق، حيث يتمركز معظم مقاتلي الحزب منذ سنوات.
محادثات في دمشقمن ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة، أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وصل إلى العاصمة السورية دمشق، لإجراء محادثات بشأن استكمال اتفاق العاشر من مارس/آذار الماضي.
إعلانوفي العاشر من مارس/آذار الماضي، أعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وأوضحت الرئاسة، أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، موضحة أن الاتفاق ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.
كما ينص على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، وأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.
وأضافت الرئاسة، أن الاتفاق ينص كذلك على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.
وتأسست قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" بدعم أميركي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، في محافظة الحسكة بسوريا، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتألف القوات بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب، وهي القوة الكردية المسلحة الرئيسية، وتعد العمود الفقري لقسد. كما تتألف من وحدات حماية المرأة، وهو جناح عسكري نسائي مرتبط بوحدات حماية الشعب.
وتضم هذه القوات فصائل عربية وسريانية آشورية، انضمت إلى قسد لتوسيع قاعدتها الشعبية والعسكرية، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العربية.