تعيد المجموعة القصصية "النباح الأخير"، الصادرة عن "ناشرون وموزعون" في عمّان، إحياء المكان الأردني واستحضاره مجددا من خلال 140 صفحة من القطع الصغير، وتضم 14 قصة قصيرة.

وتتخذ المجموعة من البحر الميت، وأهل الكهف، والزرقاء، والمفرق، ووادي رم، وسيل الحوريات، وغيرها من الأمكنة الأردنية، فضاء سرديا، ليس من باب استدعاء البعد التاريخي فحسب، بل لحماية الذاكرة والتاريخ من التزوير والسرقة، ليكون ذلك أساسا يُبنى عليه فنيا وإبداعيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأدب والألم: كيف يولد الجمال من رماد البؤس؟list 2 of 2رواية “الهرّاب” تفتح ملف اليهود في الجزائر خلال حقبتي الاستعمار والعشرية السوداءend of list

يقول مؤلفها، القاص والروائي وكاتب السيناريو "مفلح العدوان":

"عجيبةٌ هذه الأماكن القديمة، كيف تُغيّر أسماءها، وكأنها خائفة ومرعوبة من شيء يتعقّبها، فتحاول التخفي كلَّ زمن خلف اسم جديد، كأنما تعمل على تعميد ذاتها وتطهير روحها من إثم قديم يتجدد… كلُّ القصص مقرونة به، ومكتوبة على جذوره العتيقة التي تعرف الحقّ ولا تماري فيه".

في إشارة إلى تغيّر أسماء الكثير من الأماكن. ويحذّر العدوان، في تقديمه لـ"النباح الأخير"، قائلا:

"الذاكرة في طريقها إلى خزائن النسيان… قصص المكان موزعة بين الآلهة والبشر… ولا شاهد عليها إلا ما تبقّى من نقوش الحجر".

مفلح العدوان يستنطق في مجموعته القصصية الأمكنة وأحداثها وشخوصها الواقعية (الجزيرة) إضافة ثقافية ونص يغذي الوعي

وفي استعراضٍ متسارع للمجموعة القصصية، نلمس أن مفلح العدوان يستنطق الأمكنة وأحداثها وشخوصها الواقعية بلغة شفافة، وبليغة، ومبسطة، تليق بعظمة الموروث، بعيدة عن الاستعراض أو امتحان ثقافة المتلقّي، وأحيانا باللهجة المحكية، كما في عبارة: "إله هذه البلاد أنقذنا".

وقد خضعت المجموعة للنقد من قِبل 3 نقاد خلال حفل إشهارها الذي أقيم قبل عدة أيام في منتدى شومان الثقافي. ورأت المؤرخة هند أبو الشعر أن القصص "معجونة بروح المكان"، وأن علاقة القاص بالمكان "أسطورية"، تعكس عشقا عميقا للمكان الأردني. أما الدكتور والناقد راشد عيسى، فرأى أن المجموعة تمثل "إضافة ثقافية شفافة ومؤثرة لحضارة المكان الأردني"، إلى جانب كونها "إبداعية لفن القصة القصيرة". في حين وصفت الناقدة الدكتورة أماني سليمان النص بأنه "نصّ مثقّف لا يمنح المتلقي وجبة جمالية فحسب، بل يُغذّي الذهن والفكر والوعي".

قصة "النباح الأخير"، التي تحمل المجموعة اسمها، فهي قصة ذات دلالات ترتبط بحدود المكان، وتنطوي على نوع من التحذير والخوف والاستحضار. تُعدّ واحدة من قصص المجموعة المرتبطة بموقع أهل الكهف (الرقيم)، حيث يتم استحضار الفتية النائمين وعودتهم، مع إسقاط جانب من الواقع المعيش على تلك "العودة الأخيرة". وربما يكون أحد أبطال القصة هو الكلب "قطمير"، كلب أهل الكهف، الذي حُمّل الكثير من الأسئلة، وعلامات الاستفهام، وعذابات الواقع المعيش، ليصبح: "الكلب الذي أصبح أشهر كلب في التاريخ".

أما قصة "النباح الأخير"، التي تحمل المجموعة اسمها، فهي قصة ذات دلالات ترتبط بحدود المكان، وتنطوي على نوع من التحذير والخوف والاستحضار. تُعدّ واحدة من قصص المجموعة المرتبطة بموقع أهل الكهف (الرقيم)، حيث يتم استحضار الفتية النائمين وعودتهم، مع إسقاط جانب من الواقع المعيش على تلك "العودة الأخيرة". وربما يكون أحد أبطال القصة هو الكلب "قطمير"، كلب أهل الكهف، الذي حُمّل الكثير من الأسئلة، وعلامات الاستفهام، وعذابات الواقع المعيش، ليصبح: "الكلب الذي أصبح أشهر كلب في التاريخ".

مفلح العدوان يُعرف باشتغاله على الذاكرة الشعبية، والمكان الأردني، والأسطورة (الجزيرة) قصص تطرح الأسئلة

وهنا يطرح مفلح العدوان حزمة من الأسئلة: كيف أصبحت للكلاب هذه القيمة؟ ومن أعطاها هذا المقام الرفيع لتقترن بسيرة القديسين؟ بل إن "قطمير" مُبشَّر بالجنة، هو وناقة صالح، وذئب يوسف، وبقرة اليتامى. ويورد العدوان استجواب المحقق لـ"يمليخا"، الذي ذهب لإحضار الطعام، كما جاء في سورة الكهف:

"هربنا من الظلم، أنا ورفاقي الذين اضطهدنا الملك أدريانوس… كنا سبعة، وكان ثامننا هذا المخلص لنا، كلبنا قطمير. هل تريدني أن أكمل حكايتنا؟ لا بد أنك تعرفها… هناك لوح من الرصاص عليه القصة كاملة وأسماء أصحابها… هناك، في الكهف الذي ستغلقونه".

إعلان

وكما جاء في قصة "النباح الأخير"، وفي طريقهم رأوا شاعرا مثل الخيال، يتكئ على عكاز طويل، يريد الدفاع عن حرمة الكهف وقداسته. رفع صوته في وجه الجميع قائلا:

"أنصتوا له قبل أن يختفي…
وليس بها إلا الرقيمُ مجاورا .. وصيدُهم والقوم في الكهف هجّدوا"

هذه الحبكة القصصية زرعت تساؤلات يمكن إسقاطها على الواقع المعيش، مثل: هل أجاز المسيح الظلم؟ فيُجيب الراهب: لا. إذن، لماذا يحتلنا الرومان ونحن أهل البلاد، ثم يتمسّحون بالدين ليزيدوا من جورهم علينا؟ من يريد أن يحرر بلاده، هل يغضب المسيح؟ المشكلة ليست في الدين، لأنه واحد وإن تعددت أسماؤه، لكن المعضلة في الروم الذين صادروا إرادتنا وأبادونا.

تبدو المجموعة ثرية بالحوار، وكأنها تستنطق المكان وكبرياءه وشخوصه. ففي قصة "برج الناقة"، جاء الحوار على الشكل التالي:

"قُدِّدتُ من صخر، وأنا وليد عرس الرمل والضياء… أنا عصارة السماء…
أعلنتُ ذاتي على غفلة من الفجر، قبل أن يدري المساء…
دائما أنا هنا، حينا في نبع العين، وجبل الخزعلي، والمعبد…
لكني لا أخرج من حدود وادي رم، جنوب الأردن، ويُسمى أيضا وادي القمر، لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر."

ويُعتقد أن اسم "رم" جاء من "إرم ذات العماد"، أرض قوم عاد.

ومن الحوارات اللافتة في ذات المقام:

قلت: لماذا حاولوا عقر الناقة؟
قال: لأنهم سرقوا خيرها.
قلت: كانت ضرعنا الوحيد.
قالوا: كان حماتنا اللصوص!
قلت: كل هذا الزمان ولم نكتشفهم؟
قالوا: لو لم يجف ضرع الناقة، لخدعونا إلى الأبد.
كانت زادهم وشرابهم، فكيف تآمروا عليها ما إن جف ضرعها؟
ولماذا بقي الجميع صامتين ولم يتحدثوا؟
تُرى، هل نلمس إسقاطا آخر على الحاضر؟

ويخاطب العدوان في مجموعته أقواما شغلوا المكان:

"كلهم مرّوا من هنا… وكانت معهم جماعة هاربة…
كلما استراحت عند ظل جبل، أخذت تُخربش حروفا ثمودية -نسبة إلى ثمود- على جسد صخرة…
حاولتُ تحليل النقش، فأحسستُ الصخر يشلعني من خاصرة الانبساط، باتجاه ذؤابة القمّة…
استوى عاليا، قائلا: هناك مقامي، وأبدأ حجّي نحو الفضاء".

مفلح العدوان خلال توقيع مجموعته القصصية الجديدة "النباح الأخير" (الجزيرة) دعوة لقراءة التاريخ

ومن قصة "لفائف القلعة"، جاء الحوار بين الخضر، الذي ورد ذكره في سورة الكهف، والراهب عجلون:

الراهب: انتظرتك طويلاً… انتظرتك وحيدًا… انتظرتك وأنا أعلم أنك لا تُخلف الوعد، لكنك تأخرت كثيرًا.
الخضر: أما أنا، فلا أنسى وعدي لصاحبي.
الراهب: أما ديري، فهو أمانة في عنقك.
الخضر: سأشيده قلعة.

وفي حديث خاص لموقع الجزيرة نت، قال مفلح العدوان: "من لا يقرأ التاريخ لا يعرف ذاته، ولا يعرف قيمة ما أسماه الكنز التاريخي الذي تستضيفه بلادنا. علينا إعادة اكتشافه وتقديمه وفق الرؤية العربية الإسلامية المسيحية، وبما يليق به، وحمايته من السرقة أو التجيير لإدعاءات توراتية تبحث لها عن موطئ قدم في بلادنا".

الكاتب مفلح العدوان أوضح أن الأرضية المشتركة بين المجموعة القصصية "النباح الأخير" وروايته "العتبات" قد تعود إلى ترحاله في القرى الأردنية (الجزيرة) النباح الأخير والعتبات.. هل هناك تقارب!!

وبشأن وجود تقارب في روح النص بين المجموعة القصصية "النباح الأخير" وروايته "العتبات"، أوضح مفلح العدوان أن الأرضية المشتركة بين العملين قد تعود إلى ترحاله في القرى الأردنية، من خلال مشروع نشره بين عامي 2005 و2016، هدف إلى توثيق أكثر من 300 موقع وقرية في الأردن على امتداد مساحته. وقد كان هدف المشروع تسجيل وحفظ الذاكرة، وحكايات تلك الأمكنة والقرى، وتوثيقها بشكل علمي وإعلامي وإبداعي.

إعلان

وفي رواية "العتبات"، بحسب العدوان، كان التركيز على التطور الاجتماعي الذي شهدته القرى الأردنية، وكيف تشكلت وتكوّنت، وحال الإنسان ما بين الذاكرة البعيدة والذاكرة الحديثة المعيشة.

بينما في "النباح الأخير"، هناك تركيز على 14 مكانا في الأردن، بهدف استنهاض التاريخ والذاكرة والأساطير الموجودة، والبناء على حكاية حاضرة، بأسلوب انسياب الزمان، يتحدث عن تلك الحكايات وتكرارها، ويضيف عليها حكايات أخرى في المكان ذاته، بكثير من التساؤلات والإضافات على ما هو مرويٌّ رسميا من حكايات لتلك الأماكن المختارة.

كذلك، فإن في المجموعة القصصية "النباح الأخير"، يكون المكان ثابتا، ولكن تكرار الأزمنة يصاحبه تكرار القصص والحكايات والشخصيات، التي تُعاد إلى جذرها الأول. وعندما تكتمل الحكاية، تعود إليها مرة أخرى. والرسالة الأهم في "النباح الأخير"، بحسب العدوان، هي التأكيد على أهمية اكتشاف وإعادة توثيق هذه الأمكنة، بسرديتها، وحقيقة قصصها، وثقافتها، حتى لا يكون هناك إحلال لروايات أخرى، وكأن ذلك احتلال لها.

ويؤكد العدوان في حديثه:

"ما نستطيع تقديمه من خلال روايتنا الوطنية العربية الإسلامية المسيحية هو الحديث عن الصحراء، والنهر، والبحر، والجبل، بما فيها من حكايات وقصص، تم تقديمها في مجموعة "النباح الأخير" بشكل فنيّ إبداعيّ سرديّ قصصيّ، يوثق للسردية الحقيقية، لا للآخرين الذين يريدون مصادرة أو سرقة السردية العربية الإسلامية، وتجييرها لخدمة أهدافهم المشبوهة".

مفلح العدوان يوثّق في كتابه "سماء الفينيق" العلاقات الإنسانية، والأساطير، والذاكرة الشعبية والتاريخ المشترك بين الأردن وفلسطين (الجزيرة) سرقوا مخطوطات البحر الميت

وقال مفلح العدوان: "نحن في زمن العولمة والانفتاح عالميا، وهناك خوف على ثقافتنا وإرثنا وسرديتنا، وسط محاولات من الآخرين الذين يحاولون السطو والهيمنة على ثقافتنا وتاريخنا ومرويتنا وسرديتنا. لأن السردية التي نمتلكها تمحو سرديتهم: سردية المحتل، سردية الآخر. نلحظ تغولا عالميا لا يريد لأيّ من الهويات الثقافية أن تبقى، رغم بعدها الإنساني، الذي نحن معنيون به. لذلك، لا بد من استنهاض الوعي لدى النخب والعامة، وجيل المستقبل في الجامعات والمدارس، لحماية إرثنا، كنزنا التاريخي، من مخططات الآخر".

وحسب رأي العدوان، فإنهم -"الصهاينة المحتلين"- ومن خلال رواياتهم المستندة لوعود توراتية، سرقوا مخطوطات البحر الميت، وحاولوا إخفاءها، لأنها تدحض أكاذيب سرديتهم، التي يزعمون فيها أن "المغطس" في غور الأردن هو موقع تعميد المسيح لهم وليس لنا. وأحيانا، كما يقول، يضعون دفائن أثرية مفتعلة في المواقع الأثرية، لإثبات تاريخهم المزعوم، ويدّعون أنهم بنوا المدينة الوردية-البتراء.

ويوضح أن المجموعة القصصية "النباح الأخير" تسعى إلى كشف زيف السردية الإسرائيلية وتزويرها، وتؤكد في المقابل الرواية العربية الإسلامية المسيحية الصحيحة والحقيقية لهذه الأماكن، بما تحمله من عمق تاريخي وثقافي. ويقول: "هناك تواصل أردني فلسطيني قوي بهذا الشأن".

ويضيف: "خلال تجوالي في الأماكن واكتشافها، تعثرتُ أحيانا بعدم الفهم لهذا الإرث التاريخي والوعي به. وأحيانا يتم التعبير عنه بطريقة مغلوطة، أو التعامل معه بطريقة متحفية وسياحية، بينما هو إرث ثقافي تاريخي، إرث الحق في مواجهة الباطل، ويمثّل عمق التمسّك بالأرض. ولهذا وجب علينا الكتابة، والتصحيح، والتأكيد على هذا الكنز التاريخي، الذي يحتاج إلى حفر أعمق، والتعبير عنه بطريقة تجذب المتلقي".

وطالب العدوان الجهات المعنية بإيلاء هذه الأمكنة -التي وصفها بـ"الكنز"- الاهتمام الواجب بتاريخها، وكتابتها بطريقة فنية قريبة من المتلقي، لتكون جزءا من المناهج المدرسية والتعليم العالي، وأن يُضاف إليها مسار ثقافي قائم على تطبيقات سردية فنية، علمية، وعملية.

إعلان

وختم قائلا: "أنا معنيّ بالتاريخ، وحتى بالتراث الشفوي والأساطير. وعلينا اكتشاف العمق المعرفي، وتقديمه بما يليق بالمكان، وبثقافتنا العربية".

الناقد الدكتور خالد الجبر: مجموعة "النباح الأخير" لمفلح العدوان تمثّل تحولا سرديّا حادّا، ينأى بالنصوص عن الأطر القصصية التقليدية (الجزيرة) أمكنة تختزن سرديات منسية

وعلى صعيد متصل، يرى الناقد الدكتور خالد الجبر أن مجموعة "النباح الأخير" لمفلح العدوان تمثّل تحولا سرديّا حادّا، ينأى بالنصوص عن الأطر القصصية التقليدية، ويفتحها على أفق تأمليّ رؤيويّ تتداخل فيه الأسطورة بالنبوءة، والتاريخ بالجرح الجمعي.

ويرى أن المجموعة تمثّل تتويجا لاشتغال طويل على هذه الرؤية في نتاج العدوان السردي. ويلحظ القارئ انشغالا فذّا بطبقات المعنى، وحفرا في ذاكرة مكانية مثقلة بالتصدّع والتكرار، حيث تبرز الكتابة بوصفها أثرا يترك الحكاية مفتوحة على احتمالات الخذلان والانبعاث معا.

ويضيف الجبر أن المكان يتجلى فاعلا رمزيا، تتجسد فيه الخيانة، والانتظار، والتدنيس، والمقدّس، بعيدا عن كونه حيزا جغرافيا، بل هو أقرب إلى الحيز التاريخي. فالكهف، ووادي رم، والزرقاء، والبحر الميت، وميفعة، جميعها أمكنة تتكلم بلغة الأسى، وتختزن سرديات منسية، يتردد صداها في وجدان القارئ، كما تتردد في الأطلال.

أما الشخوص، والحديث للدكتور الجبر، فهم تمثّلات سردية لوعي مشروخ، لا تسعى إلى البطولة بمفهومها التقليدي، بل تكشف عن هشاشة المصير الإنساني حين يعجز عن الفعل، ويُقصى من التاريخ.

"قطمير، الغزال، الجذامي، الراهب وغيرهم، يظهرون بوصفهم علامات وجودية، تضيء لوهلة في عتمة السرد، ثم تختفي، تاركة أثرا لا يُمحى.

ولهذا، فإن الزمن في هذه النصوص ينبني على دائرة مغلقة من الخسارات، إنه زمن لا يراكم فعلا، إلا ليعيد استحضار الفقد بأشكال متعددة، زمن ينكفئ على ذاته، محاطا بلعنات لا تنفكّ، وبانتظارات تتكلس في صيغ رمزية كثيفة، كتمثال الملح أو قلاع الحِيرة، دون أن ينهض نحو مستقبل."

"النباح الأخير" تمزج بين تناصات توراتية وقرآنية

وحسب الدكتور خالد الجبر، فإن اللغة في مجموعة "النباح الأخير" تنهض بوظيفة مزدوجة: سردية من جهة، وتأملية رؤيوية من جهة أخرى. يمزج مفلح العدوان بين تناصات توراتية، وقرآنية، وتاريخية، وشعبية، ليخلق نسيجا لغويا كثيفا ينبض بالإيقاع، دون أن يفقد دقته أو شحنته الرمزية.

ويؤكد الجبر أن الجملة في هذه المجموعة غير معنية بنقل الحدث، إنما تحمل صداه الداخلي، وتسعى إلى أن تكون أثرا لغويا يجاور الجرح، دون أن تكون وصفا مباشرا له. ويقول: "إنها عملٌ يختبر طاقة الحكاية على استيعاب ما تجاوزها، نصٌّ يمتحن حدود اللغة، ويُعيد للقَصّ دوره الطقسي، بوصفه مقاومة للنسيان، واستدعاء للأصوات التي هُمّشت وأُقصيت طويلا عن السرد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات العربیة الإسلامیة المجموعة القصصیة الواقع المعیش أهل الکهف من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

وزير النقل: بدء تشغيل محطة الحاويات بالإسكندرية تجاريًا بالربع الأخير من 2025

كتب - محمد نصار:

أجرى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، جولة تفقدية موسعة لمتابعة مشروعات وزارة النقل بميناءي الإسكندرية والدخيلة، والتي تُنفذ ضمن خطة إنشاء "ميناء الإسكندرية الكبير" وربطه بالممر اللوجستي المتكامل السخنة/الدخيلة.

يأتي ذلك؛ في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتطوير كافة الموانئ المصرية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت،

متابعة أداء محطة تحيا مصر

استهل الوزير جولته بزيارة شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض، حيث ترأس أعمال الجمعية العامة للشركة، بحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وعدد من قيادات الوزارة والجهات المساهمة.

وأكد الوزير أهمية مواصلة تحقيق أعلى معدلات الأداء العالمي بالمحطة التي تم افتتاحها رئاسيًا قبل عامين، مشيرًا إلى الدعم المستمر لتوفير بيئة عمل مناسبة تضمن استدامة النجاح في هذا المشروع المحوري بقطاع النقل البحري.

استعراض المؤشرات التشغيلية والمالية

قدم اللواء عبد القادر درويش، رئيس مجلس إدارة الشركة، عرضًا شاملاً حول التحديات التشغيلية والنتائج المحققة، حيث سجلت المحطة تداولًا بلغ 13 مليون طن منذ بدء التشغيل التجريبي، منها 40% ترانزيت و30% صادرات. كما تم عرض الأداء المالي، والذي تضمن إجراءات تعظيم الاستفادة من الأرصدة والتسويات مع الجهات الحكومية، ما أسفر عن وفورات كبيرة.

وزير النقل: بدء تشغيل محطة الحاويات تجاريًا بالربع الأخير من العام الجاري

ناقشت الجمعية العامة فرص الاستثمار والشراكات المرتقبة، ومنها مشروع محطة الصب متعدد الأغراض بميناء المكس، وميناء جرجوب، إضافة إلى مشروع محطة الحاويات RCS، التي دخلت مرحلة التشغيل التجريبي في يناير 2025 واستقبلت حتى الآن 45 قطارًا، ومن المنتظر بدء تشغيلها التجاري بالربع الأخير من العام الجاري.

جولة ميدانية بمحطات الحاويات والصب الجاف

تفقد الوزير محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، ومبنى الفحص المشترك، والمستودع رقم (أ)، كما تابع استقبال أحد قطارات الشحن بمحطة RCS، مؤكدًا أهميتها في ربط الموانئ البحرية والجافة وخدمة سلاسل الإمداد الصناعي والزراعي.

كما شملت الجولة مشروع محطة تحيا مصر 2 برصيف 100 بالدخيلة، والتي تهدف لزيادة الطاقة الاستيعابية بـ1.5 مليون حاوية و4 ملايين طن بضائع سنويًا، حيث تم الانتهاء من الأرصفة وجارٍ استكمال أعمال الردم وتحسين التربة بنسبة إنجاز تجاوزت 60%.

كذلك تفقد مشروع محطة الصب الجاف بميناء الدخيلة المخصصة لتداول الحبوب والغلال، بطاقة استيعابية تصل إلى 7 ملايين طن سنويًا، بنسبة إنجاز بلغت 70.5%.

مشروعات لوجستية كبرى لتكامل منظومة الموانئ

اطلع الوزير على تقدم العمل بمنطقة لوجستية متكاملة على مساحة 273 فدانًا، بلغت نسبة تنفيذها 75%، وتستهدف إنشاء مساحات تخزينية وموانئ نهرية. كما تفقد تنفيذ ستة حواجز أمواج ضمن مشروع "ميناء الإسكندرية الكبير"، بطول إجمالي 8.4 كم، حيث تم إنجاز أكثر من 54% منها.

نقلة نوعية في قطاع النقل البحري

في ختام جولته، أكد الفريق كامل الوزير أن النقل البحري المصري شهد قفزة نوعية بإضافة 3 موانئ جديدة، ليصل إجمالي الموانئ إلى 18 ميناء، و100 كم أرصفة بأعماق تصل إلى 22 مترًا، إلى جانب إنشاء 50 كم من حواجز الأمواج وتعميق الممرات الملاحية، مما يتيح تداول 40 مليون حاوية و400 مليون طن سنويًا.

وأشار إلى نجاح مصر في جذب أكبر 6 خطوط ملاحية في العالم، وأبرز 7 مشغلين دوليين، إلى جانب اختيار المنظمة البحرية الدولية "IMO" لمصر كمقر لمكتبها الإقليمي للدول العربية.

كما أشاد بتشغيل خط الرورو بين ميناءي دمياط وتريستا الإيطالي، وسعي الوزارة لزيادة الأسطول التجاري إلى 36 سفينة بحلول 2030 لنقل 25 مليون طن سنويًا، مقابل 9 ملايين حاليًا.

وأكد الوزير أن هذه المشروعات تمثل ترجمة حقيقية لرؤية القيادة السياسية في جعل مصر مركزًا لوجستيًا عالميًا ومساهمًا فاعلًا في سلاسل التجارة الدولية.

اقرأ أيضًا:

أسعار العمرة الاقتصادية والخمس نجوم 2026.. تبدأ من 20 ألف جنيه

من الصادق؟.. مجدي الجلاد يعلق على أزمة الحبتور والحكومة

شبورة كثيفة وارتفاع الحرارة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

كامل الوزير مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل جولة تفقدية ميناء الإسكندرية ميناء الدخيلة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بالصور.. كامل الوزير يتفقد محطة الركاب السياحية بميناء الإسكندرية أخبار وزير الصحة يبحث التوسع في خدمات مبادرة "صحة المرأة" أخبار مدبولي: الدولة تعمل على تنفيذ رؤية شاملة لتهيئة البيئة الاستثمارية أخبار عملة تذكارية من الفضة احتفالًا بمرور 45 عامًا على تأسيس اتحاد كتاب مصر أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس "احصل عليها فور إعلانها".. ننشر رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع مدارس لطلاب الإعدادية.. فتح باب التقدم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية مدارس رابط التقديم في مدارس المتفوقين STEM 2025.. تعرف على الأوراق المطلوية مدارس موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025.. خطوات الاستعلام مدارس تأجيل شرط الكشف الطبي للتقديم بالصف الأول الابتدائي بالجيزة -(تفاصيل)

أخبار رياضية

المزيد رياضة عربية وعالمية 15 دقيقية بمليوني ريال.. قرار جديد من الهلال بشأن عبد الرزاق حمدالله رياضة عربية وعالمية لاعب منتخب مصر يكشف "لمصراوي" سبب رحيله عن الهلال السعودي رياضة عربية وعالمية لاعب أتلتيك بلباو يتعرض للإيقاف بسبب دواء "الصلع" مصراوي ستوري "قصص متفوتكش".. إمام عاشور في حفل محمد رمضان.. وزواج كريم بنزيما رياضة محلية هم أحرار.. لاعب الأهلي السابق يعلق على إمكانية رحيل وسام أبو علي

إعلان

أخبار

وزير النقل: بدء تشغيل محطة الحاويات بالإسكندرية تجاريًا بالربع الأخير من 2025

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

من الصادق؟.. مجدي الجلاد يعلق على أزمة الحبتور والحكومة 36

القاهرة - مصر

36 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بعد القرار الأخير لـ البنك المركزي.. رسوم من البنوك وATM وإنستاباي
  • وزير النقل: بدء تشغيل محطة الحاويات بالإسكندرية تجاريًا بالربع الأخير من 2025
  • تأكيدات أممية ودولية على وقف الهجمات الحوثية وحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • إبراهيم سعيد يقاضي طليقته وابنته بتهمة التزوير
  • مراحل غسل الكعبة.. عناية ودقة تجسّد شرف المكان وقدسيته
  • انتخاب رئيس جهاز حماية المنافسة المصري لمنصب نائب رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة للمنافسة وحماية المستهلك
  • لمواجهة حر الصيف.. أسعار شواطئ الإسكندرية وأفضل الأماكن
  • بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير
  • القدس الجديدة في روسيا.. مشروع يحاكي الأماكن المقدسة في فلسطين