ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، ظهر اليوم، كلمةً خلال الجلسة الافتتاحيَّة للملتقى الثقافي للشباب، الذي ينظِّمه المجمع بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، بمركز الأزهر للمؤتمرات، تحت عنوان: (الشباب وتحديات العصر)، وذلك بحضور فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة أ.

د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة، وفضيلة أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والسفيرة سامية بيبرس، الأمين العام لمجلس الشباب المصري، والدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء المجلس، ولفيف من علماء الأزهر والباحثين والشباب.

وأكَّد الدكتور الجندي في كلمته أنَّ وقوفه أمام الشباب وقوف أبٍ شفوق يرى في عيونهم آمال الغد، ويستشعر في همَّتهم قوَّة المستقبل، موضِّحًا أن عنوان الملتقى يعبِّر عن واقع متشابك ومستقبل يتطلَّب إعدادًا جادًّا ورؤًى واضحة، وأنه يخاطب في الشباب العقلَ المستنير والضميرَ الحي والهمَّةَ الوثَّابة، وأنَّ الأمَّة الإسلامية تجاوزت على مر العصور تحدياتٍ كثيرةً بفضل الله ثم بفضل سواعد أبنائها وشبابها الذين تحرِّكهم طاقات الإيمان والعلم والعمل، وأنَّ التحديات الراهنة، رغم اختلافها في صورتها، تحتاج إلى الروح والعزيمة نفْسِها التي تحلَّى بها أسلافنا.

هل يجوز قضاء صلاة الضحى إذا فات وقتها؟.. الإفتاء تجيب3 أدعية تقيك شر الظالم وتفتح لك أبواب الخير والرزقدعاء واظب عليه سيدنا النبي بعد الصلاة.. تنال خير الدنيا والآخرةحكم تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة رغبةً في الطمأنينة؟.. الإفتاء تجيب

وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ جيل اليوم يواجه ضغوطًا غير مسبوقة في ظل تنافسيَّة شديدة على الفُرَص، وتطلُّعٍ واسعٍ للرفاهيات، بجانب الحاجيات الأساسية، فضلًا عن تحديات فكريَّة ومعرفية خطيرة قد تتسلَّل خفيةً لتشكِّل الهُويَّة، وتحدِّد الطموحات، وتتحكَّم في الوجهة؛ حتى يجد الشاب نفْسَه يلاحق سرابًا لا ينتهي.

وبيَّن فضيلته أننا نعيش عصرًا تتعدَّد فيه مصادر المعرفة، وتتنازع فيه الروايات، وتروَّج فيه الشُّبهات في قوالبَ برَّاقةٍ، ممَّا يجعل التمييز بين الحق والباطل ضرورةً لا رفاهية، خاصَّة أنَّ الانحراف الفكري هو أوَّل خطوة أسقطت كثيرًا من المجتمعات في هاوية سحيقة.

ووجَّه الدكتور محمد الجندي عدَّة رسائل مباشرة إلى الشباب؛ دعاهم فيها إلى تحصين عقولهم بالعِلم النافع والمعرفة المنهجيَّة؛ بوصفها الدِّرع الواقية ضد التضليل والأفكار الدخيلة، وإلى امتلاك وعي نقدي لا يقبل الأفكار على عِلاتها بل يسأل: «لماذا؟» و«كيف؟» و«ما الدليل؟»، ويحكم على كل معلومة بالعقل والحُجَّة.

وشدّد الدكتور الجندي على ضرورة التمسُّك بالهُويَّة والثقافة والقِيَم الدِّينيَّة والوطنيَّة واللُّغة والتاريخ والتراث؛ بوصفهم السياج الذي يحمي الشباب من الذوبان في ثقافات التغريب والاستهلاك، مؤكِّدًا أنَّ الانفتاح لا يعني التنازل عن الثوابت، وأنَّ الانغلاق لا يغني عن الحوار، كما حثَّ الشباب -عند الاختلاف في الرأي- على التحلِّي بعقل متفتِّح، والسعي لأفكار توسِّع الآفاق وتثري الفهم، دون الانجراف إلى جدل عقيم يرهقهم، أو تعصُّب قد يرديهم، مبيِّنًا أن الشباب هم نبض الأمَّة وسرُّ نهضتها؛ ففي سواعدهم قوة البناء، وفي عقولهم نور الإبداع، وفي قلوبهم حرارة الإيمان والعزيمة، وأنهم مَن يَكتب تاريخًا جديدًا للوطن، ويحيي فيه روح الحضارة والتقدُّم.

ودعا فضيلته الشبابَ إلى عدم الالتفات إلى اليأس أو الانسياق وراء الإحباط، مؤكِّدًا أنهم جيلٌ خُلِقَ ليُغيِّر ويحمل الرسالة بعقل واعٍ وقلب صادق، وحثَّهم على استثمار كل يوم في تحصيل علمٍ نافع أو فكرةٍ بنَّاءة، وأن تكون رؤيتهم واسعة كالأفق، وهمَّتهم عالية كالجبال، وخطواتهم ثابتة أمام العثرات، خاصَّة في ظل التحديات الإقليميَّة.

وقدَّم الأمين العام للشباب عدَّة نصائح مباشرة قال فيها: «حافظوا على هُويَّتكم في عالَم تتعدَّد فيه النعرات والتيارات؛ فهُويَّتكم هي سر قوتكم، طوِّروا من أنفسكم باستمرار، ولا تتوقفوا عن التعلُّم، فالعالَم لا ينتظر المتأخرين، احذروا من الأفكار الهدَّامة والمتطرِّفة؛ فالعقل النَّقي لا يسمح للشر أن ينمو فيه، واجعلوا لكم أثرًا طيبًا في أُسَركم ومجتمعكم ووطنكم؛ فالنجاح الحقيقي أن ينفع الإنسان غيره، اصنعوا المستقبل بأيديكم ولا تنتظروا الظروف المثاليَّة؛ بل اصنعوها بعزيمتكم وجهدكم الصادق، وكونوا قادةً لا تابعين؛ ولا تنسوا أنَّ القيادة الحقيقيَّة تبدأ من الانضباط الذاتي والأخلاق العالية».

وأوضح الدكتور الجندي أنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف دِين عقل وفِكر يدعو إلى النظر والتدبُّر، ويحترم كرامة الإنسان، ويحثُّ على العمل والبناء، ويرفض الجمود والانغلاق، وأنَّ الانتماء للإسلام لا يتعارض مع الإبداع والانفتاح، بل يوجِّهه ويهذِّبه لخدمة الإنسان والمجتمع.

واختتم فضيلته بتأكيد أنَّ الأزهر الشريف -بعلمائه ومؤسَّساته- سيبقى حريصًا على دعم الشباب وتأهيلهم والوقوف إلى جوارهم؛ إدراكًا لحجم التحديات، وثقةً في قدرتهم على تجاوزها، سائلًا الله -تعالى- أن يسدِّد خطاهم، ويوفقهم لما فيه خير الأمَّة وصلاح المجتمع، وأن يكونوا من الذين يحملون الرسالة بوعي، ويؤدُّون الأمانة بإخلاص.

وتستمر أعمال ملتقى (الشباب وتحديات العصر) على مدار يومَي الأحد والاثنين، ويناقش مجموعةً مِنَ المحاور المهمَّة التي تمسُّ واقع الشباب بشكل مباشر؛ من بينها: مخاطر الانحرافات السلوكيَّة وسُبُل معالجتها، والتحديات التي يفرضها الغزو الثقافي وآليَّات مواجهته، والانحرافات المعاصرة المرتبطة بقضايا المرأة والأسرة وما تمثِّله من تهديد للمجتمع، إضافةً إلى تسليط الضوء على الاضطرابات النفسيَّة وتأثيراتها السلوكيَّة، وكيف عالجتها الشريعة الإسلاميَّة بمنهجٍ متكامل يجمع بين الجوانب الدِّينيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة.
 

طباعة شارك ملتقى الشباب وتحديات العصر الشباب محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة الشباب وتحديات العصر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشباب محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامي ة الشباب وتحديات العصر البحوث الإسلامی الأمین العام

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحلف الناتو يحذر: روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف خلال خمس سنوات

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته من احتمال شن روسيا هجوما على دولة عضو في الحلف خلال السنوات الخمس المقبلة، في أخطر تصريح يصدر عن قيادة الناتو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. 

وقال روته، في خطاب ألقاه بألمانيا، إن موسكو “تصعد بالفعل حملتها السرية ضد مجتمعاتنا”، مؤكدا ضرورة استعداد أوروبا لـ“حرب تشبه ما خاضه أجدادنا”.

وجاءت تصريحات روته متطابقة مع تقييمات استخباراتية غربية تتحدث عن نوايا روسية توسعية محتملة، وهي تقديرات وصفتها موسكو بأنها “هستيرية”. 

ويأتي التحذير في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيه للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، بينما يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الأوروبية بإعاقة الجهود الأمريكية للوصول إلى تسوية.

ورغم تأكيد بوتين مؤخرا أن روسيا “لا تخطط لخوض حرب مع أوروبا”، إلا أنه قال إن موسكو “جاهزة الآن” إذا ما بدأت أوروبا صراعا. وأعادت هذه التصريحات إلى الأذهان تطمينات مماثلة سبقت دخول 200 ألف جندي روسي إلى أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.

روته شدد في خطابه على أن بوتين “لم يكن صادقا”، معتبرا أن دعم أوكرانيا يشكل “ضمانة مباشرة للأمن الأوروبي”. وأضاف: “تخيلوا لو حقق بوتين ما أراد: أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي، وحدود أطول مع الناتو، وخطر الهجوم ضدنا يرتفع بشكل كبير”.


وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام للناتو إلى أن الاقتصاد الروسي يعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات بأقصى طاقته لخدمة المجهود الحربي. 

وبحسب تقرير حديث لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، تنتج روسيا شهريا نحو 150 دبابة، و550 مركبة قتال مشاة، و120 طائرة مسيرة من طراز “لانست”، وأكثر من 50 مدفعا، ما يعكس تفوقا واضحا في القدرات العسكرية مقارنة بمعظم دول الحلف.

كما شهد العام الجاري تصاعدا في الحروب “الهجينة” التي تشمل هجمات إلكترونية، ونشر معلومات مضللة، واستخدام طائرات مسيّرة قرب منشآت عسكرية في دول الناتو، وهي عمليات يحذر الخبراء من أنها تمهّد لبيئة صراع أوسع.

وفي ظل هذه التحولات، حذر روته من “شعور زائف بالطمأنينة” داخل أوروبا، داعيا الدول الأعضاء إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتسريع إنتاج الأسلحة. وقال: “يمكن لدفاعات الناتو الحالية أن تصمد الآن، لكن الصراع على الأعتاب، والكثيرون لا يقدرون الحاجة إلى التحرك سريعا”.

ويضم حلف الناتو 30 دولة أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، فيما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على دول الحلف لرفع إنفاقها العسكري، التزاما بمقتضيات الدفاع المشترك.

روته ختم تحذيره بالتشديد على أن القوات المسلحة في دول الحلف “يجب أن تحصل على كل ما تحتاجه للحفاظ على أماننا”، في رسالة تعكس إدراكا متزايدا لمرحلة قد تكون الأسخن أمنيا في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.

مقالات مشابهة

  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل الأمين العام للأونكتاد
  • بحثا مجالات التعاون.. وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل الأمين العام للأونكتاد
  • أمين رابطة العالم الإسلامي: الرابطة الأممية في حاجة إلى نتائج ملموسة لترسيخ الصداقة بين الشعوب
  • وكيل الأزهر وأمين البحوث الإسلامية يتفقدان انطلاق المرحلة الثانية من اختبارات الابتعاث العام
  • وكيل الأزهر وأمين البحوث يتفقدان انطلاق المرحلة الثانية من اختبارات الابتعاث العام
  • مساحته 5600 متر.. أمين البحوث الإسلامية يشارك في وضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة
  • وزير الخارجية يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية
  • وصول الأمين العام للأمم المتحدة إلى العاصمة بغداد
  • الأمين العام لحلف الناتو يحذر: روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف خلال خمس سنوات
  • الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا