كشف محافظ البنك المركزي، عن أكثر من 147 مؤسسة حكومية وإيرادية لا تذهب إيراداتها إلى البنك المركزي الذي يواجه صعوبات عدة ساهمت في تعقيد الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية إلى أدنى مستوى قياسي لها، ملوحا بجرعة جديدة من خلال تحرير الدولار الجمركي.

 

جاء ذلك في مقابلة أجراها الصحفي فتحي بن لزرق ونشر ملخصا لها في صفحته بمنصة فيسبوك.

 

وقال المحافظ المعبقي، إن إدارة البنك المركزي اليمني في عدن تخوض حربًا صعبة ومعقدة، لكنها رغم ذلك ترفض الاستسلام.

 

وأوضح أن من أبرز المشاكل التي واجهتها الحكومة الشرعية هي توقف تصدير النفط، وهو ما أرهق كاهل الدولة، وجعلها تواجه التزامات تفوق قدراتها، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل منذ 2019 دون ميزانية رسمية، وهو ما صعّب مهامها وأربك أداء مؤسساتها، مؤكدًا أن وجود ميزانية حقيقية لدى الحكومة سيمكنها من معرفة واجباتها والتزاماتها والتخطيط المالي السليم.

 

ولفت إلى واحدة من أعقد المعضلات التي تواجه البنك، حيث أن موارد الدولة لا تصل كاملة إلى البنك المركزي، بل يذهب جزء كبير منها إلى محلات صرافة أو يُصرف خارج الأطر دون رقابة، وذكر أن ما يصل للبنك لا يغطي 25% الالتزامات، وهي نسبة ضئيلة لا تسمح له بالقيام بوظائفه المالية والنقدية على النحو المطلوب.

 

وأشار إلى أن أكثر من (147 مؤسسة حكومية إيرادية) لا تخضع لأي رقابة حقيقية، ولا يعرف البنك المركزي أين تذهب إيراداتها، كما أوضحها رئيس الوزراء الأسبق وأن ضبط هذه الموارد وتوجيهها للبنك ليس من صميم اختصاص البنك ذاته، بل مسؤولية مشتركة تتحملها الجهات التنفيذية والرقابية بالحكومة والدولة.

 

وقال المعبقي، إن بعض المحافظات تقوم بالعبث بمواردها، وتتصرف بها خارج الأطر القانونية، دون تخطيط ودون مراعاة للأولويات الملحة بينما كان الأولى أن تذهب تلك الأموال لتمويل الرواتب وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

 

وأضاف أن بعض المحافظات تدير ميزانيات وصرفيات خاصة بها لا تخضع لأي تقييم حقيقي، ولا رقابه من الحكومة وما يتبقى من الفتات يُرسل للبنك، بينما تُحمّله في الوقت ذاته مسؤولية تغطية كافة التزاماتها دون مراعاة للموارد الموردة إلى خزينة الدولة ولا التمويل المتاح من مصادر غير تضخمية.

 

وأكد أن الحل يكمن في تحرك فعلي للدولة بجميع مؤسساتها، بما في ذلك الرئاسة والحكومة والبنك المركزي، كمنظومة واحدة تتحرك بتناغم نحو هدف واحد وهو "إنقاذ الاقتصاد الوطني".

 

وأوضح المحافظ أن المتبقي من الوديعة السعودية لا يتجاوز 225 مليون دولار، وان البنك المركزي لا يملك التصرف بها دون اذن المودع وأن ما تم تحويله إلى حساب البنك استخدم لتغطية المرتبات والنفقات الحكومية الأساسية، وهو ما يعني أن الاعتماد على موارد غير مستدامه لم يعد ممكنًا.

 

وفيما يتعلق بملف الصرافة، قال المحافظ إن البنك المركزي اتخذ ولا يزال يتخذ إجراءات حازمة بحق محلات الصرافة المخالفة في عدن وما حولها ضمن نطاق قدراته، إلا أن بعض محلات الصرافة في المحافظات البعيدة تمارس دورًا سلبيًا دون أن يتمكن البنك من الوصول إليها أو إخضاعها لنفس الضوابط.

 

واتهم الحوثيين بشكل مباشر بممارسة المضاربة بالعملة في عدن عبر ما يمتلكونه من نقد محلي، في محاولة لتخريب السوق، مؤكدا أن البنك يحاول التصدي لهذه التدخلات رغم محدودية الإمكانيات.

 

وتطرق المحافظ إلى الدولار الجمركي، مؤكدا أن تحريره بات ضرورة، مشيرا إلى أن التجار أصلًا يتعاملون وفق سعر الصرف اللحظي، وأن دعمهم بسعر منخفض لن يحقق الاستقرار.

 

ودافع عن سياسة المزادات العلنية لبيع الدولار، مؤكدًا أن البنك لا يتدخل في تحديد السعر، وإنما يتيح آلية شفافة للمنافسة.

 

وخلص المحافظ إلى أن الطريق إلى وقف انهيار أسعار الصرف يمر بأربعة محاور أساسية: استئناف تصدير النفط، وتوجيه موارد الدولة للبنك المركزي، ووجود ميزانية حكومية حقيقية، وتحرير سعر صرف الدولار الجمركي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البنك المركزي المعبقي اليمن انهيار الاقتصاد الريال اليمني البنک المرکزی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مخالفا للتوقعات.. «البنك المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة 300 نقطة أساس

قرر البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 300 نقطة أساس دفعة واحدة، ليصل إلى 43%، مقارنة بتوقعات خفض أقل إلى 43.5%، في خطوة غير متوقعة.

وكان قد خفضالبنك المركزي التركي سعر الفائدة لأول مرة خلال عام 2025 في شهر مارس الماضي، ليليه الخفض الثاني في شهر يوليو 2025، بعد أن كانت توقعات الأسواق في تركيا تشير إلى إجراء جديد اليوم بالإبقاء على سعر الفائدة.

وتشهد معدلات التضخم في تركيا استقرارا نسبيا، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 35.1% سنويًا في يونيو، مقارنة بـ35.4% في مايو، ما زاد من ضغوط المطالب بخفض الفائدة.

يأتي ذلك في ظل وجود معركة سياسية قائمة في تركيا بعدما أرجأت المحكمة قضية سياسية حساسة قد تؤثر على المشهد الانتخابي، وتشمل احتمال استبعاد زعيم المعارضة الرئيسي أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.

اقرأ أيضاًللمرة الخامسة على التوالي.. البنك المركزي التركي يرفع الفائدة 5%

لمواجهة التضخم.. البنك المركزي التركي يرفع سعر الفائدة 5%

المركزي المصري: متوسط عائد أذون خزانة وزارة المالية بأجل 3 أشهر يبلغ 30.62%

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي يوقف تراخيص خمس شركات صرافة مخالفة في اليمن
  • محافظ بنك عدن يكشف: 147 مؤسسة تتهرب من الرقابة وتحجب الإيرادات عن الدولة
  • جدل علني بين ترامب وباول داخل مقر البنك المركزي الأمريكي
  • ترامب يضغط على باول لخفض الفائدة خلال زيارة للبنك المركزي
  • ؤمصعب المهيدب: استثمارات جديدة في سوريا بمجال الصناعات الثقيلة بقيمة 200 مليون دولار
  • البنك المركزي يصدر قرارات جديدة بشأن خدمات الدفع الإلكتروني (وثيقة)
  • مخالفا للتوقعات.. «البنك المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة 300 نقطة أساس
  • استقرار في أسعار الصرف بعدن.. تحركات جديدة للبنك المركزي
  • باستثمارات إجمالية 65.5 مليون دولار.. رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع 3 عقود صناعية جديدة