عربي21:
2025-11-02@11:25:58 GMT

أسباب موجبة لمصالحة فلسطينية، ولكن!

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

تتراكم الأدلة فوق الأدلة، على أن واقع السلطة الفلسطينية الحالي، مع بقية العناصر المكونة لفصائل وقوى فلسطينية، غير قادر على تغيير مجرى الأحداث تغييراً كلياً نحو القوة الهائلة والكامنة في تحقيق مصالحة فلسطينية، توفر مصلحة فلسطينية خلافاً للإحساس المنتشر والواسع في الشارع الفلسطيني باليأس منذ أكثر من عقد ونصف، محاولات متكررة بحفنة ضخمة من العناوين والخطط والوعود والبرامج والشعارات، حُذف معظمها في الاختبارات القاسية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري على أرض فلسطيني.



وقد حدث أن يكون تأثير هذا الانقسام على القضية الفلسطينية والبالغ اتساعاً؛ وجه من وجوه "الهوية الفلسطينية" المنقسمة منذ أوسلو وإلى اليوم، وهو تتويج صعب لوهم مستمر بأن "التمسك بالسلام" من جانب الضحية ستكون له فوائد كثيرة. وتبعاً للأهمية التافهة لهذا التمسك بالهروب من الواقع ودلالاته والانحناء أكثر أمام "صلابة" الفاشية الصهيونية، يبقى الشارع الفلسطيني بريء من هذا الضرر ووافر بحيوية قادرة على التغيير إذا تم النظر إليه كمصدر للقوة والسلطة.

ما زال الموقف الفلسطيني الرسمي يسعى لتجميل كل قبيح في التنسيق الأمني والاستثمار العبثي بقضية الانقسام الفلسطيني، وإن كنا لم نفاجأ بعدم استعادة وحدة فلسطينية بالحد الأدنى، وفشل معظم خطوات المصالحة واجتماعاتها، بسبب المعرفة الطويلة بالسلطة القائمة بالحد الأقصى من التمسك بتعاون وتنسيق أمني مع المُحتل يقوم على إجهاض مقاومة الاحتلال ومشاريعه
فكلما وأينما أرادت المؤسسة الصهيونية، في حكوماتها وأقطابها المختلفة دون استثناء تقريباً، التعبير عن فاشية صهيونية ودينية توراتية بالعمل على إتلاف الأدلة على سلام ووعود فارغة بفرض سيطرة مُطلقة على الأرض، وتكريس لنظام الفصل العنصري (أبارتايد) على الأرض. وتصريحات وزير الأمن الصهيوني المأفون بن غفير، أن حرية حركة المستوطنين في الضفة الغربية أهم من حرية الحركة أو التنقل للعرب أو الفلسطينيين، ما هي إلا تعبير متأصل في الأيديولوجيا الصهيونية ودولتها اليهودية.

على نقيض ذلك، ما زال الموقف الفلسطيني الرسمي يسعى لتجميل كل قبيح في التنسيق الأمني والاستثمار العبثي بقضية الانقسام الفلسطيني، وإن كنا لم نفاجأ بعدم استعادة وحدة فلسطينية بالحد الأدنى، وفشل معظم خطوات المصالحة واجتماعاتها، بسبب المعرفة الطويلة بالسلطة القائمة بالحد الأقصى من التمسك بتعاون وتنسيق أمني مع المُحتل يقوم على إجهاض مقاومة الاحتلال ومشاريعه. والأهم أن السلطة والاحتلال فشلا بجدارة لا يُحسدان عليها مع استمرار المقاومة بأشكال مختلفة في مدن الضفة والقدس المحتلة لمواجهة الحقبة الصهيونية الأشد تطرفاً وعنصرية.

وإذا كان الواقع الفلسطيني الرسمي، يمر بأزمة نخرية وأليمة في انقسامه وتشظيه، فهو لن يستعيد عافيته ببيانات وتصريحات كما كانت دون أن يتعلم من درسه القاسي والتاريخي كي ينقذ نفسه أولاً وقضيته ثانياً، فإن لم يتعلم، فإنه لن يتعلم، لا الآن ولا في المستقبل. فالمصيبة تكمن في الأثمان التي يجبيها المحتل من هذا الواقع على صعيد التغول في العدوان والقتل، والتدمير للمنازل واتساع دائرة الاستيطان والتهويد للأرض، فضلاً عن اتساع رقعة التطبيع العربي مع المؤسسة الصهيونية المبتهجة بين فترة وأخرى "بفتحٍ مبين" من التطبيع؛ ليس آخره لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير خارجية الاحتلال في إيطاليا، فقد سبقها حديث صهيوني بقرب التطبيع مع السعودية. وبغض النظر عن نجاح أو فشل الجهود المبذولة في هذا المضمار، فإن الخسارة محققة للطرف الفلسطيني في كل تقارب عربي مع المؤسسة الاستعمارية الصهيونية على حساب الحقوق الفلسطينية، رغم تأخر البعض الرسمي الفلسطيني في اكتشاف ما آلت اليه سياسات التهافت على "سلام" غير موجود، وخضوعه لمهمة إضافية لحراسة الأمن الإسرائيلي بشكل عام والاستيطاني بشكل خاص.

لا يمكن دحر هذا المشروع دون رؤية إسرائيل كمشروع استعماري في فلسطين، ودون الارتقاء لمستوى معرفي وحضاري لهذا المشروع، والاستجابة الصحيحة الوحيدة ليست الاستسلام لواقع التطبيع وأوسلو والتنسيق الأمني، إنما في النظر لواقع عربي كما يمكن أن يكون ولو بعد حين من الثورات والثورات المضادة
هنا تبدو المعادلة أكثر وضوحاً، فالسلام الذي جاء به اتفاق أوسلو مع ذريعة التمسك بمبادرة عربية لتحقيقه، جعل من الإرهاب الصهيوني ينتشر على طول أرض فلسطين وعرضها، وأصبح ذريعة وجسرا للتطبيع مع المحتل والطعن بالقضية وتشويه تاريخها وشعبها ومدخلا للتحلل الرسمي منها. ثم إن تناغم موجات التفاؤل بمصالحة فلسطينية كل عام وغداة كل اجتماع موسمي لنفس السبب دون إنجاز فعلي للعودة لما قبل أوسلو أو تصحيح ودرء الكوارث، لن يكون له تأثير بشكل واضح وجلي على القضية الفلسطينية، وذلك بفضل سلسلة التراجعات عن موجة التفاؤل التي تعقب الحديث عن مصالحة بعد كل جولة من جرائم الاحتلال، مما يظهر معها العجز الفلسطيني والعربي عن التصرف حيال تلك الجرائم التي من شأنها أن توحي بحجم الضرر على مستقبل الشعب والأرض الفلسطينية.

أخيراً، لا يمكن دحر هذا المشروع دون رؤية إسرائيل كمشروع استعماري في فلسطين، ودون الارتقاء لمستوى معرفي وحضاري لهذا المشروع، والاستجابة الصحيحة الوحيدة ليست الاستسلام لواقع التطبيع وأوسلو والتنسيق الأمني، إنما في النظر لواقع عربي كما يمكن أن يكون ولو بعد حين من الثورات والثورات المضادة. والمؤشرات المتوفرة حتى الآن تؤكد أن فلسطين بوصلة حرية وكرامة ومواطنة إنسانية في الوجدان العربي، وأن النزعة الصهيونية نحو الفاشية والعدوان أفشلت كل الألاعيب الإسرائيلية الممكنة والمتوقعة عن سلام وأمن هدوء ورخاء للطغاة والمطبعين ولحماة التنسيق الأمني.

وبكلمة أخيرة، بديهي فقط رؤية نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يكملان بقية المشروع الاستعماري في فلسطين، أسباب كافية وموجبة لتحقيق وحدة وإجماع فلسطيني وعربي لإحباطه، ولكن هناك من يستعمي لرؤية الأدلة.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الإسرائيلي الانقسام المقاومة التطبيع إسرائيل فلسطين المقاومة التطبيع الانقسام مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

جدل في إسرائيل بعد ترشيح نجل نتنياهو لـ منصب رفيع في المنظمة الصهيونية العالمية

بحسب وسائل إعلام عبرية، فإن المنصب المقترح يشمل مكتبًا وسيارة وراتبًا يعادل راتب وزير في الحكومة الإسرائيلية.

أفاد موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن حزب الليكود الحاكم رشّح، مساء الأربعاء، يائير نتنياهو، الابن الأكبر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمنصب في مجلس إدارة المنظمة الصهيونية العالمية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وهددت بانهيار اتفاقية التوافق التي تم التوصل إليها في وقت سابق بشأن التعيينات في المؤسسات الصهيونية الرئيسية.

تأجيل التصويت وتصاعد المعارضة

أعلنت وزارة الثقافة في الليكود، برئاسة ميكي زوهار، تأجيل التصويت على ترشيح يائير نتنياهو لرئاسة قسم الإعلام والدعاية والعلاقات العامة لمدة أسبوعين.

وردت أحزاب المعارضة، بما في ذلك "يش عتيد" و"الديمقراطيون"، بأنها لن توافق بعد الآن على الاتفاق المتعلق بقيادات المنظمة الصهيونية العالمية والصندوق القومي اليهودي .

Related الإسرائيلي يائير غولان.. من جنرال يحمي المستوطنين إلى نائب يهاجم الاستيطانفضيحة نتنياهو.. نجله يائير ينشر رسما معاديا للساميةيائير نتنياهو إلى الواجهة مجددا... حراسة نجل رئيس الوزراء في ميامي كلفت إسرائيل مليون شيكل يائير نتنياهو: حياة بين ميامي ووسائل التواصل

يشتهر يائير نتنياهو بنشاطه المثير على وسائل التواصل الاجتماعي وارتباطه بعدد من الشخصيات والسياسيين اليمينيين المتطرفين في أوروبا وأمريكا. وقد أمضى العامين الماضيين في مدينة ميامي بفلوريدا، بعيداً عن الأضواء الرسمية في إسرائيل.

وبحسب الموقع العبري، فإن المنصب المقترح يتضمن مكتباً وسيارة وراتباً يعادل راتب وزير في الحكومة.

رفض واسع من المعارضة

وصفت قيادة حزب "يش عتيد" القرار بـ"الحقير" وأكدت أنها "لن توقع أي اتفاق من هذا النوع". وقال زعيم الحزب، يائير لابيد: "لن يحدث ذلك. نقطة أول السطر".

بدوره، وصف رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير جولان، يائير نتنياهو بأنه "شخص كرّس حياته للتدمير والانقسام" وأكد أنه "غير مؤهل لتمثيل الشعب اليهودي".

دفاع زوهار: هجوم مزدوج على الليكود

دافع وزير الثقافة ميكي زوهار عن الخطوة، مؤكداً على منصة "إكس" أن الشخصيات اليسارية كانت على مدى سنوات "تعمل على تعيين أقارب ومقربين في المؤسسات الوطنية". وأضاف أن الهجوم على الليكود ونتنياهو يمثل "عاصفة غير مبررة" بينما يسعى الحزب فقط لتعزيز النشاط الصهيوني في الشتات.

وبموجب الاتفاق غير الموقع، كان من المقرر أن يتولى الحاخام دورون بيريز، رئيس حركة ميزراحي الصهيونية الدينية، رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية، وهو والد القبطان دانييل بيريز الذي قُتل في هجوم حماس في 7 أكتوبر واحتُجزت جثته في غزة لمدة عامين.

وسيتم استبداله خلال منتصف فترة ولايته، التي تمتد لخمس سنوات، بممثل عن حزب «يش عتيد».

وفي الوقت نفسه، كان من المقرر أن يتولى عضو الكنيست عن «يش عتيد» مير كوهين رئاسة الصندوق القومي اليهودي ، مع التقاعد من الكنيست بعد 12 عاماً، ليحل محله ممثل عن الليكود في منتصف الفترة.

ووصف مصدر في المنظمة الصهيونية العالمية الاتفاق بأنه «تسوية متوازنة بين الكتل الليبرالية والمحافظة، وفقاً للحجم النسبي لكل منها»، مشيراً إلى أن محاولات الفصائل اليمينية للسيطرة على كلا المنصبين أُحبطت بفضل موقف موحد من الأحزاب التعددية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة صهيونية بنيامين نتنياهو الكنيست اعلان اعلان اخترنا لك بعد ثلاثة عقود.. الولايات المتحدة تستأنف اختبار الأسلحة النووية بأمر من ترامب مجزرة الفاشر تتسبب بنزوح جماعي واستنكار دولي واسع: 36 ألف شخص فرّوا من المدينة خلال أيام ضربة روسية على مستشفى أطفال في خيرسون.. وكييف تتهم موسكو بارتكاب "جريمة حرب جديدة" الشرع: سوريا جذبت استثمارات بقيمة 28 مليار دولار منذ سقوط الأسد السلطات التشيكية ترحّل جنديا إسرائيليا شارك في حربي غزة ولبنان بعد تحذير فرنسي بحقه اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 عاجل. إسرائيل تقتل لبنانياً خلال اقتحام مبنى بلدية جنوبية.. وعون يأمر الجيش بـ "التصدي لأي توغّل" 2 مباشر. الأمم المتحدة تندد بغارات إسرائيل على غزة.. وتل أبيب تقر بناء مستوطنات جديدة جنوب القدس 3 اتفاق على "كل شيء تقريبًا" بين ترامب وشي.. وموعد جديد للدبلوماسية ببكين في نيسان المقبل 4 عملية ضد عصابات المخدرات تتحول إلى مجزرة في ريو دي جانيرو: 119 قتيلاً ونداءات دولية للتحقيق 5 عقاران لتخفيف الألم يُظهران فعالية غير متوقعة في محاربة السرطان اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث علمي الصحة روسيا اقتصاد السرطان - بحث علمي قصف الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • بعد تألقه..برشلونة يقرر تفعيل خيار شراء راشفورد ولكن بشرط
  • الزمالك يسعى لمصالحة جماهيره على حساب طلائع الجيش بالدورى الليلة
  • البرلمان العربي يدعو لإعمار غزة بإدارة فلسطينية مستقلة
  • ضياء الدين بلال: شكراً عادل، ولكن..!
  • لا أمطار قريباً.. ولكن الطقس سينقلب وتنخفض الحرارة في هذا الموعد
  • دراما رمضان 2026| ميمي جمال تكشف عن شخصيتها في مسلسل أب ولكن.. خاص
  • الرئيس الفلسطيني يكرم أحمد أبو الغيط تقديرًا لجهوده في دعم القضية الفلسطينية
  • نزع السلاح ونزع الذاكرة.. الحرب الصهيونية على الوعي
  • بتروجيت: هناك عقد ثلاثي لانتقال حامد حمدان إلى الزمالك ولكن !
  • جدل في إسرائيل بعد ترشيح نجل نتنياهو لـ منصب رفيع في المنظمة الصهيونية العالمية