معهد إعداد القادة ينظم زيارة ميدانية لمشروعات حياة كريمة بمركز قوص بقنا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
نظم معهد إعداد القادة زيارة ميدانية لمشروعات حياة كريمة بمركز قوص بقنا تفق خلالها المشروع القومي لتطوير الريف المصري وتحقيق حياة كريمة لابناء المجتمع.
وهدفت هذه الزيارة إلى تعريف الطلاب بأهمية المشروعات القومية ودورها فى تحسين الظروف المعيشية للمجتمع، بما يساهم فى تعزيز الانتماء لدى الطلاب.
. قواعد التسجيل
وقام بتنسيق الزيارة دكتورة نجوى الهوارى، دكتورة سميحة عبد الرحيم منسقي حياة كريمة بقنا .
جاء ذلك خلال البيان الصادر من معهد إعداد القادة والذي يقوم بتنظيم ملتقى إعداد قادة الجمهورية الجديدة بالتعاون مع جامعة جنوب الوادى، تحت شعار سفراء الجنوب، ويضم جامعات" سوهاج - جنوب الوادي وفرع الغردقة - جامعة الأقصر - أسوان).
تُعقد فعاليات الملتقى تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، الدكتور بدوي شحات نائب رئيس الجامعة، الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة، وإشراف الدكتور حسام الشريف وكيل المعهد، الدكتور ربيع سيد منسق الأنشطة
وخلال كلمته أوضح الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادى، إن الرسالة من هذا الملتقى هو تخريج شباب لديهم وعي ليكونوا سفراء الجنوب من خلال بناء قدرات الطلاب وتطوير المهارات وتطوير الذات، مؤكدا أن هؤلاء الطلاب على عاتقهم رسالة مهمة لا من نقلها إلى بقية زملائهم لنشر الوعي، ويكونوا على قدر كبير من تحمل المسئولية تجاه النفس أولاً وتجاه البلد.
وأشاد الدكتور كريم همام في تصريحه خلال اليوم الختامي لملتقى سفراء الجنوب بمدى التزام الطلاب ورؤيتهم البناءة، مؤكدا أن القيادة السياسية تولي إهتمامًا كبيرًا لدور الشباب في بناء الجمهورية الجديدة، إيمانًا بأهمية بناء جيل مبدع ومبتكر وكوادر شبابية تستطيع مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء المجتمع.
واستكملت فعاليات اليوم الختامي بمحاضرة بعنوان الحوار الوطنى وقضايا الشباب (الأزمة الاقتصادية العالمية ودور الدولة في مجابهتها) وحاضر فيها اللواء أركان حرب دكتور بهجت فريد مدير كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا سابقا، وتناولت المحاضرة جوانب متعددة من قضية هامة تشغل الشباب الا وهي الأزمة الاقتصادية العالمية وتوضيح دور الدولة في التصدي لهذه الأزمة، وتم تحليل تأثيرات الأزمة على الاقتصاد العالمي والسياسات الممكنة للتخفيف من تلك التأثيرات.
وتم التأكيد على أن الدولة المصرية نفذت العديد من المشروعات وما زالت تنفذ من اجل الشباب فمصر لها شخصية المكان وشخصية الهوية.
واختتمت فعاليات الملتقى بحفل ختامي أحياه فريق كورال كلية التربية النوعية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معهد اعداد القادة ملتقى سفراء الجنوب مشروعات حياة كريمة
إقرأ أيضاً:
الرفض الإستراتيجي.. فن القادة في عصر الأهداف المستحيلة
استوقفتني مؤخرًا مقالة قرأتها حول موضوع يهمّ كل من يعيش في بيئة عمل ديناميكية تتغير باستمرار، وتُلقى على كاهله مسؤوليات ضخمة قد تتجاوز حدود المعقول. المقالة تحدّثت عن مفهوم بالغ الأهمية في عالم الإدارة، وهو “الرفض الاستراتيجي”، ووجدت فيه ما يستحق أن يُشارك مع القارئ، لأننا جميعًا، بدرجات مختلفة، نعيش تحت وطأة مطالب تفوق طاقتنا، ونقف حائرين بين القبول الذي قد يهلكنا، والرفض الذي قد يُساء فهمه.
القصة التي افتُتحت بها المقالة تدور حول “جون”، وهو مدير تنفيذي في شركة تقنية ناشئة، وُضِع أمامه هدف ضخم لا يمكن تحقيقه: زيادة غير واقعية في المبيعات ضمن إطار زمني قصير، مع تنفيذ تحوّل شامل في نموذج العمل، وتحديثات تقنية كبرى، وإعادة هيكلة شاملة، بل وإلزام الموظفين بالعودة إلى المكاتب. تلك المهام، لو طُلبت من عدة فرق على مدار أعوام، لربما كانت ممكنة، لكن أن تُطلب دفعة واحدة من فريق واحد؟ فتلك وصفة حتمية للفشل أو الانهيار.
هنا تبرز المعضلة التي يواجهها كثير من المدراء: هل يقولون “نعم” على أمل إثبات الذات؟ أم يتحلّون بالشجاعة ليقولوا “لا”، ولكن بطريقة مدروسة ومبنية على معطيات واقعية؟ فالقول “نعم” قد يُرضي رؤساءهم على المدى القصير، لكنه يضعهم في دوامة من التوتر والضغط والفشل المحتمل. أما “الرفض الاستراتيجي”، فهو لا يعني الهروب من المسؤولية، بل هو ممارسة واعية للحفاظ على استدامة الأداء وحماية الفرق من الإنهاك.
الرفض الاستراتيجي لا يقوم على العاطفة أو التهوّر، بل على معادلة عقلانية تُوازن بين أهمية المهمة وإمكانية تنفيذها. فهناك مهام قد تبدو جذابة أو ضرورية، لكنها في الواقع تُهدد التوازن العام للمؤسسة. هنا يصبح الرفض هو القرار الحكيم. ويمكن التعبير عن هذا الرفض بلغة ذكية لا تُقلّل من أهمية المقترح، وإنما تُعيد توجيهه نحو ما هو أكثر جدوى. فبدلاً من أن يقول المدير: “لا يمكننا تنفيذ هذا”، يستطيع أن يقول: “يمكننا تنفيذه، ولكن بشرط تأجيل مشروع آخر أكثر أهمية، فهل توافقون؟”.
القادة الناجحون لا يخشون هذا النوع من المحادثات، لأنهم يعلمون أن وظيفتهم ليست تنفيذ كل ما يُطلب منهم، بل قيادة فريقهم نحو أفضل النتائج بأقل التكاليف البشرية والمادية الممكنة. وهم يدركون أن الرفض الذكي قد يكون أعظم أداة لحماية جودة العمل وسمعة المؤسسة، لا سيما عندما يكون مبنيًا على بيانات واضحة، وتحليل للموارد، وتقييم للأولويات.
بعض المؤسسات المتقدمة باتت تُدرج أدوات عملية لدعم هذا التوجه، مثل “مراجعات الفريق الأحمر” التي تختبر واقعية أي مشروع قبل اعتماده، أو جلسات “التحليل المسبق للفشل” التي تفترض أسوأ السيناريوهات لتجنّبها مسبقًا. والهدف من هذه الممارسات ليس تثبيط المبادرات، بل التأكد من أنها قابلة للتنفيذ دون استنزاف الفرق أو إضعاف الثقة الداخلية.
القيادة ليست في عدد المشاريع التي تُطلق، بل في نوعية القرارات التي تُتخذ. القائد القوي هو الذي يملك الشجاعة ليقول “لا” في الوقت المناسب، وبالطريقة الصحيحة، من أجل “نعم” أكثر فاعلية في المستقبل. إن التوازن بين الطموح والواقعية، وبين الحماس والانضباط، هو ما يصنع الفرق بين مدير منهك يلهث خلف إنجازات متفرقة، وقائد ملهم يعرف طريقه جيدًا نحو النجاح المتوازن.
لا يجب ان نخجل من استخدام كلمة “لا”، ليس كرفض عبثي، بل كأداة استراتيجية ترسم لنا خارطة أولويات واقعية، وتعيد للعقل مكانه الطبيعي في قيادة القرار. فبعض النجاحات تبدأ بكلمة: “لا”.
jebadr@