مختصون: فجوة مخرجات التعليم والاعتماد الكبير على الوافدين من أبرز تحديات توظيف المواطنين
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
◄ تحديات الباحثين عن عمل تتطلب "حلولًا جرئية"
◄ مشاريع القيمة المحلية المضافة تفتح آفاقًا أوسع لفرص العمل
◄ دعوات بزيادة الاستثمار في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية
◄ ضرورة اتباع "آليات مرنة" في التعمين تُراعي "خصوصية" كل قطاع
الرؤية- ريم الحامدية
مع تزايد الاهتمام بقضايا التوظيف وقلة فرص العمل، يُجمع خبراء على أن التعمين يمثل إحدى الركائز الأساسية لتعزيز المحتوى المحلي ودعم الاقتصاد الوطني وتمكين الكفاءات الوطنية، مشيرين إلى أنه رغم الجهود الحكومية والقطاع الخاص المتواصلة، ما يزال سوق العمل الوطني يواجه تحديات عدة، تستدعي البحث عن حلول شاملة ومتكاملة.
وناقش المختصون في مشروعات القيمة المحلية المضافة، عبر منصة "قيمة" على تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، سياسات التعمين وأثرها على تعزيز المحتوى المحلي، مُسلطين الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الباحثين عن العمل في السلطنة، والتي تتعلق بفجوة مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، والاعتماد الكبير على العمالة الوافدة، وقلة التنوع الاقتصادي.
وأشار المشاركون في هذا النقاش المفتوح إلى ضعف برامج التدريب والتأهيل الموجهة نحو الوظائف النوعية، وبطء نمو القطاعات التي تستوعب القوى العاملة الوطنية، إضافة إلى وجود وظائف حرجة لا تزال مهيمنة عليها العمالة الوافدة. ورصدت جريدة "الرؤية" هذه المناقشات الموسعة التي شهدت حضور عدد من الخبراء والمختصين في سوق العمل والمحتوى المحلي.
حوكمة التعليم
وأكد المختصون ضرورة مواءمة التعليم الجامعي والمهني مع متطلبات السوق عبر نظام حوكمة يشمل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة العمل، إلى جانب تحفيز الشباب على ريادة الأعمال وتمكينهم من خلال دعم المشاريع الصغيرة، وإلزام الشركات بخطط تعمين فعلية ضمن سياسات المحتوى المحلي مدعومة بمشاريع ذات عائد اقتصادي كافٍ.
وشملت الحلول المقترحة تقديم برامج تأهيل تخصصية سريعة مرتبطة مباشرة بالوظائف المتاحة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتوفير فرص تدريب وتوظيف حقيقية، بالإضافة إلى تطوير بيئة العمل في القطاع الخاص لتكون أكثر جذبًا للمواطنين. كما نوه المختصون إلى أهمية وضع خطة إحلال مدروسة تشمل إدراج تخصصات جديدة في الجامعات والكليات، ومتابعة التدريب أثناء الدراسة لضمان مصداقية وجودة التدريب العملي.
تحديات التعمين
ولفت النقاش إلى تحديات ملموسة تواجه التعمين مثل تهافت الشركات على جلب العمالة الوافدة دون الاهتمام بتوظيف العُمانيين بما يتناسب مع المخرجات التعليمية سنويًا، إضافة إلى تشريعات وشروط عمل قد تُعيق فرص المواطن، منها تحديد سن معين أو اشتراط شهادات تختلف بين العُماني والوافد، إلى جانب تفاوت في الرواتب رغم تساوي المؤهلات.
وأكد المختصون على فعالية نموذج "التدريب المقرون بالتوظيف" الذي نجح في توفير وظائف حقيقية مع تأهيل عملي على رأس العمل؛ مما أسهم في الإحلال التدريجي للعمالة الوافدة، مُستشهدين بنجاحات شركات مثل "تنمية نفط عُمان” التي خلقت آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة من خلال تبني سياسة المحتوى المحلي.
وأضافوا أن الغرامات المرتفعة تُعد أداة ضغط فعالة لإلزام الشركات بالالتزام بنسب التعمين، مُشددين على أن توطين الوظائف الناجح هو نظام مُتكامل يربط بين التعليم الجيد، الصناعة التنافسية، والسياسات الاقتصادية الذكية، مستفيدين من تجارب دول مثل كوريا الجنوبية التي استثمرت طويل الأمد في تطوير الكفاءات الوطنية.
قرارات جريئة
وفي الوقت نفسه، شدد المشاركون على أهمية اتخاذ قرارات جريئة ومدروسة للإحلال على المدى القصير مع تحمل التكلفة المصاحبة، والعمل على وضع استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز المقاومة الثقافية وتغيير الصورة النمطية لبعض المهن، وضمان رواتب تنافسية، وسد الفجوات المهارية عبر التدريب المُمَنهَج، إضافة إلى الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لاستشراف احتياجات السوق المستقبلية.
وتُعد الرقابة الصارمة على العقود وضمان تنفيذ نسب التعمين بشكل فعلي من أبرز التحديات، حيث ما يزال غياب التمكين الحقيقي للعُمانيين في المشاريع ملموسًا، ويُكتفى بتحقيق النسب رقميًا دون وجود أثر عملي حقيقي.
واختتم المختصون نقاشهم بالتأكيد على أهمية دعم الحاضنات وربطها باحتياجات المشاريع لتطوير مؤسسات عُمانية حقيقية، وتمكينها من المنافسة الفعلية في السوق المحلي؛ مما يفتح آفاقًا واعدة لتعزيز المحتوى المحلي وتحقيق التنمية المُستدامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التدريب المهني: بدء استقبال طلبات القبول والتسجيل إلكترونيا للعام التدريبي 2025-2026
صراحة نيوز – أعلنت مؤسسة التدريب المهني فتح باب استقبال طلبات القبول والتسجيل للتخصصات المهنية الأكثر طلبا في سوق العمل من العام التدريبي 2025–2026، اعتبارا من الاثنين، عبر المنصة الإلكترونية الرسمية.
وحثت المؤسسة في بيان الأحد، جميع الطلاب والطالبات من خريجي امتحان الثانوية العامة ومن حملة شهادة الدبلوم والجامعيين الباحثين عن عمل ومن لم يستكملوا دراستهم والراغبين في اكتساب مهارات مهنية وتقنية تمكنهم من دخول سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، للالتحاق ببرامج المؤسسة المقدمة في جميع معاهدها المنتشرة في مختلف محافظات المملكة.
وأكدت المؤسسة جاهزيتها لتقديم الدعم الفني للمتقدمين، من خلال المرشدين المهنيين المنتشرين في جميع معاهدها بالمحافظات، لمساعدة من يواجهون صعوبات في إتمام عملية التسجيل الرقمي، بهدف تسهيل انضمام الشباب والشابات إلى التخصصات المهنية التي تلبي تطلعاتهم وتعزز فرصهم في سوق العمل المحلي والإقليمي من خلال 32 معهدا تدريبيا منتشرا في جميع المحافظات.
وقامت المؤسسة بتخصيص رقم ساخن للإجابة على استفسارات الشباب والشابات الراغبين بالتسجيل، بالإضافة إلى تقديم الدعم التقني عبر قناة الواتساب على الرقم: 0798137070، لتوفير المساعدة الفورية والرد على كافة التساؤلات المتعلقة بعملية التسجيل.
وأوضح مدير عام المؤسسة، أحمد الغرايبة، أن خطوة التسجيل الإلكتروني تأتي استمرارا لجهود التحول الرقمي التي تنتهجها المؤسسة واستخدام أحدث التقنيات الرقمية لتعزيز مفهوم المواطنة الرقمية، بما يتوافق مع المعايير الدولية.
وأضاف، إن المؤسسة تعمل على توفير بيئة تدريبية حديثة تسهل وصول المتدربين إلى خدمات التسجيل والدفع الإلكتروني وتساعد في بناء قاعدة بيانات رقمية شاملة للمتدربين والتخصصات المطلوبة في سوق العمل، ما يعزز قدرة المؤسسة على تصميم برامج تدريبية تلبي احتياجات الاقتصاد الوطني.
وأوضح الغرايبة، أن المؤسسة أنهت جميع استعداداتها لاستقبال المتدربين الجدد في البرامج التدريبية المتنوعة التي تشمل مختلف التخصصات المهنية والفنية، مؤكدا أن خطة القبول والتسجيل تعتمد كليا على التقديم الإلكتروني عبر الرابط المعتمد: https://ereg.vtc.gov.jo، الذي تم نشره على المنصات الرسمية ووسائل الإعلام لضمان وصول الإعلان إلى أكبر عدد من الفئات المستهدفة في جميع مناطق المملكة.
وأشار إلى أن خطة المؤسسة الاستراتيجية تنسجم مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي المرحلة القادمة 2026 –2029، التي تركز على تطوير وتأهيل الكوادر الوطنية، ومواءمة برامج التدريب مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، إلى جانب رفع كفاءة المدربين من خلال برامج التطوير المستمر وتحديث البنية التحتية والمعامل والمشاغل في معاهد التدريب لتكون بيئات جاذبة ومؤهلة بأحدث التقنيات.
وأضاف، إن المؤسسة مستمرة في توسيع برامج التدريب المهني والتقني وإعادة تأهيل المعاهد وتزويدها بالمعدات الحديثة لتواكب التقدم التكنولوجي، بالإضافة إلى تطوير آليات الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير فرص التدريب العملي ورفع جاهزية الخريجين لسوق العمل.
وتعمل المؤسسة من خلال شراكاتها الاستراتيجية مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني إلى جانب التعاون المستمر مع المنظمات الدولية، على تصميم برامج تدريبية تركز على تزويد المتدربين بالمهارات العملية والتقنية اللازمة، بحيث تكون منتهية بالتشغيل وتهدف إلى خلق فرص عمل حقيقية وغير تقليدية تلبي متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي وتدعم الاقتصاد الوطني وتنمي قدرات الشباب الباحثين عن فرص عمل مستدامة.
من جانبه، أكد مدير القبول والتسجيل بالمؤسسة، ضرار الرواشدة، أن الملتحقين ببرامج التدريب سيحصلون على شهادات معتمدة ومعترف بها محليا ودوليا مع تنوع البرامج التي تضمن حصول المتدربين على مهارات عملية وتقنية تلبي احتياجات سوق العمل.
وتؤكد المؤسسة أن البرامج التدريبية متاحة على مدار الساعة وتشرف عليها كوادر تدريبية ذات كفاءة عالية، مدعومة بمختبرات ومشاغل مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات المتطورة، لضمان تقديم تدريب عملي وفعال يعزز فرص المتدربين في الحصول على فرص عمل حقيقية ومستدامة.