قال خليل هملو مراسل قناة القاهرة الإخبارية من دمشق، إنّ زيارة الوفد السوري رفيع المستوى، والذي ضمّ وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات، جاءت في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصعيد عسكري تشهده مناطق عدة في سوريا، خاصة شمال البلاد وشمالها الشرقي، حيث جرى خلال الزيارة توقيع مذكرات تفاهم رسمية تتعلق بإعداد وتسليح وإدارة الجيش السوري، وهي ملفات كانت محور بحث موسع في لقاءات سابقة، إلا أن التوقيع عليها اليوم يعكس تحولًا نوعيًا في التعاطي مع المستجدات الأمنية والعسكرية.

وأضاف في تصريحات مع الإعلامي محمد عبيد، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ  التطورات في الشمال السوري، لاسيما في مناطق انتشار القوات التركية ضمن عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام"، تشير إلى تصعيد متزايد، إذ تنتشر هناك عشرات الآلاف من القوات التركية، إلى جانب مئات الآليات العسكرية، وسط تنامي الشكوك لدى الحكومة السورية بشأن جدية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تنفيذ تعهداتها بالانسحاب من الرقة ودير الزور، خصوصًا بعد الزيارة التي أجراها وفد من قسد إلى دمشق، برئاسة إلهام أحمد، والتي لم تُعلن رسميًا حتى الآن.

وتابع، أنّ اللقاء الذي جرى بين إلهام أحمد ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وفقًا للتسريبات، لم يدم أكثر من ربع ساعة، وقد تخلله تأكيد من الجانب السوري على أن مؤتمر باريس المتعلق بقسد قد انتهى، وأن أي مفاوضات مستقبلية ستعقد في دمشق فقط.

وذكر، أنه بعد عودة الوفد الكردي إلى شمال شرق سوريا، أصدرت قوات قسد بيانًا وُصف من قبل المحللين السوريين بأنه يحمل نذر تصعيد، إن لم يكن إعلانًا مبكرًا للحرب، بعد مطالبتهم بلجان تحقيق ومراقبة دولية، وأن يكونوا طرفًا في هذه اللجان.

ولفت، إلى أنّ مجريات زيارة الوفد السوري، وما تضمّنته من لقاءات وخطط عسكرية، تعكس قناعة رسمية في دمشق بأن قوات قسد لن تتخلى عن مناطق شمال شرق سوريا بسهولة، وأن الخيار العسكري بات مطروحًا بقوة. فالسلطات السورية، كما قال، ترى أن المماطلة من قبل قسد، إلى جانب الدعم الخارجي الذي تتلقاه، قد يدفع باتجاه عملية عسكرية قريبة، لا سيما في ظل ما تعتبره القيادة السورية تصعيدًا من قبل الطرف الآخر.
 

طباعة شارك وزير الخارجية الوفد السوري سوريا الجيش السوري المستجدات الأمنية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الخارجية الوفد السوري سوريا الجيش السوري المستجدات الأمنية

إقرأ أيضاً:

تصعيد خطير شمال سوريا.. مواجهات عنيفة مع «قسد» وتركيا تلوّح بالتدخل

تجددت الاشتباكات العنيفة مساء الإثنين، بين القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى عدد من المدنيين، في تصعيد هو الأعنف منذ توقيع اتفاق العاشر من آذار بين الطرفين.

وكانت قناة الإخبارية السورية، أفادت اليوم الثلاثاء، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن أصوات إطلاق النار ما تزال مسموعة في محيط الحيين.

وأفادت القناة بأن “قسد” استهدفت حواجز الأمن الداخلي بمحيط الشيخ مقصود والأشرفية بالهاون والرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين العناصر والمدنيين، مؤكدة أن القوات الحكومية بدأت عمليات إجلاء لعائلات من الأحياء المتوترة، كما أظهرت مقاطع مصورة تصاعد أعمدة الدخان ودوي انفجارات متواصلة في المنطقة.

وقالت إدارة الإعلام في وزارة الدفاع السورية إن تحركات الجيش تأتي ضمن خطة لإعادة الانتشار على بعض المحاور شمال وشمال شرق البلاد بعد “اعتداءات متكررة من قسد ومحاولاتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة”، مؤكدة التزام دمشق باتفاق 10 مارس وعدم وجود نية لشن عمليات عسكرية واسعة.

وفي المقابل، نفت قوات سوريا الديمقراطية في بيان رسمي استهدافها لأي حواجز حكومية، مؤكدة أنها انسحبت من المنطقة بموجب تفاهم 1 أبريل، وأن التصعيد الحالي سببه “استفزازات فصائل الحكومة السورية التي تفرض حصارا خانقا على حيي الشيخ مقصود والأشرفية وتقطع الإمدادات والمواد الطبية”.

وأضافت قسد أن “القوات الحكومية تحاول التوغل بالدبابات والمدرعات وتقصف الأحياء السكنية بالطيران المسير”، محملة حكومة دمشق “المسؤولية الكاملة عن التصعيد ومعاناة السكان”. ودعت المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإنهاء الحصار على الأحياء ذات الغالبية الكردية.

وشهدت حلب مظاهرات محدودة لسكان الشيخ مقصود احتجاجا على الحصار، فيما ذكرت وكالة “سبوتنيك” أن الجيش السوري أقام سواتر ترابية وأغلق الطرق المؤدية إلى الحيين، قبل أن تصل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط المنطقة.

كما أعلن محافظ حلب عزام الغريب تعطيل الدوام في المؤسسات وتأجيل الامتحانات حرصا على سلامة الطلاب، مع استثناء الجهات الطبية والخدمية.

وأكد قائد الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، أن القوات الحكومية تعمل على “تأمين مداخل الحيين ومنع تهريب الأسلحة لقسد”، مشددا على أن “خروج المدنيين متاح وأن الجيش يضمن سلامتهم”.

وفي الساعات الأخيرة، أفادت مصادر ميدانية بأن الجيش السوري فجّر نفقا تابعا لقسد في محيط حي الأشرفية كان معدا لأعمال تخريبية، فيما سُمع إطلاق نار متقطع رغم إعلان اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وفي تطور لافت، ذكرت صحيفة “تركيا” الموالية للحكومة أن الجيش التركي قد يتدخل في حال فشلت محادثات دمشق مع قوات قسد في تحقيق اندماج الأخيرة ضمن الجيش السوري، مشيرة إلى إمكانية تنفيذ “عملية مشتركة” بين الجيشين السوري والتركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من إسرائيل، بحسب الصحيفة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من توقيع اتفاق مبدئي في 10 مارس بين الحكومة السورية الانتقالية وقسد، يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في إطار الدولة السورية، دون التوافق على آلية دمج القوات، إذ تطالب قسد بالانضمام كتكتل موحد، بينما تصر دمشق على دمج الأفراد ضمن هيكل الجيش.

مقالات مشابهة

  • سمير عمر: ما ارتكبته إسرائيل في غزة جرائم حرب.. واجتماعات الغد في شرم الشيخ ستشهد مشاركات رفيعة المستوى
  • وزيرا الداخلية ونظيره السوري يبحثان تعزيز التعاون الأمني والحدودي ومكافحة المخدرات
  • الرئيس السوري يستقبل وفدا أمريكيا في دمشق لبحث تفعيل اتفاق العاشر من مارس
  • وزير الدفاع السوري يعلن الاتفاق مع قائد قسد على وقف شامل لإطلاق النار
  • صحيفة تركية: أنقرة قد تنفذ عملية مشتركة مع دمشق ضد قسد
  • وزير الدفاع السوري يعلن الاتفاق مع قائد قسد على وقف فوري لإطلاق النار
  • تصعيد خطير شمال سوريا.. مواجهات عنيفة مع «قسد» وتركيا تلوّح بالتدخل
  • مظلوم عبدي يلتقي أحمد الشرع في دمشق
  • عاجل | القناة 13: الوفد الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات وصل لشرم الشيخ بتشكيلة أولية دون مشاركة المستوى القيادي الأعلى
  • وزيرا الخارجية والتعليم العالي يزوران بيت مصر في باريس ويلتقيان بالطلاب المصريين