بيانات عشائرية لا تكفي… المطلوب ردٌّ بمستوى الدولة
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم: د. خلدون نصير
في اليومين الماضيين، شهدنا سيلاً من البيانات العشائرية والمناطقية التي ندّدت بخطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وما تضمّنه من نبرة عدائية تتجاوز حدود فلسطين لتطال الأردن وبعض الدول العربية. لا شك أن الغضب الشعبي مشروع، وأن البيانات تعبّر عن حساسية الناس تجاه أمن وطنهم وسيادته، لكن السؤال الجوهري يبقى: هل تكفي هذه البيانات كإجابة على خطاب بهذا المستوى من التهديد؟
الجواب قطعًا: لا.
الرد الحقيقي لا يكون ببيانات تصدر باسم عشيرة هنا أو منطقة هناك. حتى لو اجتمعت بيانات العشائر جميعًا فلن تغيّر شيئًا في موازين القوة السياسية ولا في الرسائل الدبلوماسية. ما لم يصدر الموقف على مستوى الدولة، فإن تأثيره سيبقى محدودًا، وربما يفسَّر في الخارج على أنه مجرد انفعال عاطفي، لا أكثر.
المطلوب موقف رسمي حاسم، يوازي خطورة الخطاب الذي أطلقه نتنياهو. والموقف الحاسم لا يعني إصدار بيان استنكار من وزارة الخارجية، بل التلويح بخيارات استراتيجية: مراجعة معاهدة السلام، إغلاق سفارة الكيان في عمّان، سحب السفراء من تل أبيب، ودعوة الدول العربية التي تعرّض لها الخطاب إلى موقف موحد يضع نتنياهو أمام مأزق سياسي ودبلوماسي. عندها فقط سيتراجع، أو على الأقل سيدرك أن كلماته ليست مجرد “خطاب انتخابي” يمكن أن يمر دون ثمن.
إن بيانات العشائر تعبّر عن حرارة الانتماء، لكن الوطن ليس مجموعة جزر عشائرية ومناطقية، بل كيان سياسي موحد. والرد على من يحاول المساس بسيادته لا يكون إلا بموقف رسمي يترجم وحدة الشعب والدولة معًا، لا أن يكتفي الناس بالغضب بينما تبقى الإجراءات على الورق.
الأردن أكبر من أن يُختزل بردود عاطفية. الرسالة التي يجب أن تُفهم في تل أبيب واضحة: أمن الأردن ليس مجالًا للتجربة، وكرامة الأردنيين لا تُقايض بخطابات انتخابية. وهنا، يتأكد أن الردّ المطلوب ليس بيانًا، بل قرارًا.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
تعرف على الدولة الخليجية التي تصدرت دول العالم في جذب الاستثمار الأجنبي
تصدرت الإمارات، للعام الثاني على التوالي، قائمة أفضل الدول أداءً في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، نسبة إلى حجم اقتصادها، تلتها ناميبيا وكوستاريكا، وفقاً للنسخة العاشرة من مؤشر «الأداء في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الجديدة» الصادر عن مؤسسة «إف دي آي إنتليجنس».
وأظهر التقرير أن الإمارات حققت أعلى نسبة جذب للاستثمار الأجنبي المباشر مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي، من بين 105 دول شملها التقييم. وسجل نحو 85 من هذه الدول نتيجة مؤشر تفوق 1.0، ما يعني أن حصتها من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة حول العالم في 2024 كانت أكبر من حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في العام نفسه، في حين جاءت 20 دولة أخرى بنتيجة أقل من 1.0، ما يشير إلى أنها جذبت استثمارات أقل من نصيبها العادل قياساً بحجم اقتصادها.
وحافظت ثقة المستثمرين في الإمارات، بوصفها مركز الأعمال الأبرز في منطقة الخليج، على قوتها خلال العام الماضي؛ إذ سجل مؤشرها 14.26 نقطة، ما يعني أنها استقطبت أكثر من 14 ضعف حجم مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المتوقع، قياساً بحجم اقتصادها.
ورغم أن نمو عدد المشاريع في عام 2024 كان متواضعاً عند 1.8%، حلت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً كونها أكثر الوجهات جذباً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر بعد الولايات المتحدة.
وتصدرت قطاعات خدمات الأعمال والتكنولوجيا والخدمات المالية قائمة القطاعات المستقطبة للاستثمارات، مع تسجيل القطاع المالي نمواً ملحوظاً في عدد المشاريع خلال 2024، كما شهدت قطاعات النقل والتخزين والاتصالات والمنتجات الاستهلاكية زيادات بارزة في الاستثمارات.
وتبقى تقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحوسبة السحابية من أبرز المحركات الجاذبة للاستثمارات في الدولة، إذ تمتلك الإمارات العديد من المبادرات الطموحة للتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، من بينها «استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031» و«استراتيجية مئوية الإمارات 2071»، اللتان تركزان على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز الابتكار.
وقد لاقت هذه المبادرات تجاوباً واسعاً من المستثمرين، إذ أعلنت «مايكروسوفت» أواخر 2024 عن خطط لإنشاء مركز عالمي جديد للتطوير الهندسي في أبوظبي، وفي عام 2025 كشفت الشركة عن مشروع مشترك مع شركة «جي 42» لبناء بنية تحتية سحابية وسيادية للذكاء الاصطناعي في الدولة.
ويعود نجاح الإمارات في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى جانب عوامل أخرى، إلى بيئة أعمالها المواتية، واستقرارها النسبي في منطقة مضطربة، حيث تدار إماراتها السبع بنظام الحكم الملكي المطلق، إضافة إلى اتباعها سياسة خارجية غير منحازة تُبقي أبوابها مفتوحة أمام المستثمرين من الشرق والغرب على حد سواء. كما تمتلك الدولة إطاراً قانونياً متيناً ومبادرات خاصة للهجرة مثل "التأشيرة الذهبية" و"التأشيرة الخضراء" لاستقطاب الكفاءات.
وعلى مدى السنوات الماضية، تمكنت الإمارات من تحويل الاستثمارات الأجنبية إلى فرصة محورية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز، الذي تتركز احتياطاته في أبوظبي. وبفضل مناطقها الحرة الواسعة، تشهد اقتصادات مثل دبي ورأس الخيمة والشارقة، إلى جانب أبوظبي، نمواً وتنوعاً متزايداً، مما يعزز من مكانة الدولة كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي.