صحيفة أمريكية: ترامب وزيلينسكي يبحثان ضمانات أمنية وتسوية بتبادل أراضٍ مع روسيا
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المقرر عقده في واشنطن يوم الاثنين المقبل، سيبحث ملفين أساسيين: الضمانات الأمنية لأوكرانيا وملف تبادل الأراضي بين موسكو وكييف كجزء من مقترحات التسوية السياسية للحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وبحسب ما نقلته الصحيفة استنادًا إلى مكالمات هاتفية أجراها ترامب مع زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، فإن الرئيس الأمريكي أثار بشكل متكرر مسألة تقديم ضمانات أمنية لكييف، وهو طرح لقي انفتاحًا مبدئيًا من جانب القيادة الأوكرانية وبعض العواصم الأوروبية.
بعد قمة ترامب وبوتين.. قادة أوروبيون يجددون دعمهم لأوكرانيا
خطة سلام روسية.. بوتين يقترح على ترامب صفقة حول دونيتسك
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعترض على فكرة منح أوكرانيا ضمانات أمنية، شرط ألا تكون تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما لم يُبد رفضًا لمشاركة قوات أميركية في إطار هذه الضمانات.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب اقترح على زيلينسكي إنهاء الحرب عبر تنازل أوكرانيا لموسكو عن كامل إقليم دونباس شرق البلاد، إضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا بالفعل، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول مدى قبول كييف بهذا الطرح.
ويأتي هذا التطور عقب قمة جمعت ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا الجمعة الماضية، تحت شعار "السعي لتحقيق السلام"، حيث ناقش الزعيمان وقف إطلاق النار المحتمل بين موسكو وكييف، إلى جانب مستقبل العلاقات الثنائية.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، السبت، أنه سيتوجه إلى واشنطن للقاء ترامب، مؤكدًا أن جدول الأعمال سيركز على آليات إنهاء الحرب مع روسيا، ومبديًا تأييده لمقترح عقد اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا لبحث سبل التوصل إلى تسوية شاملة.
وتأتي هذه التحركات في ظل استمرار الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير 2022، والذي تشترط موسكو لوقفه تخلي كييف عن الانضمام إلى التحالفات العسكرية الغربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا انتهاكًا لسيادتها وقرارها الوطني المستقل.
ويرى مراقبون أن طرح الضمانات الأمنية خارج إطار الناتو يعكس رغبة واشنطن وموسكو في استكشاف صيغة وسطية لتقليص التوتر، لكن الحديث عن تبادل الأراضي يبقى الملف الأكثر حساسية، نظرًا لارتباطه بمسائل السيادة الوطنية والشرعية الدولية.
كما يعتبر الاجتماع المرتقب في واشنطن اختبارًا مهمًا لمدى قدرة ترامب على تحويل مقترحاته المثيرة للجدل إلى خطة عملية تحظى بقبول الأطراف، خاصة أن أي اتفاق محتمل ستكون له انعكاسات مباشرة على الأمن الأوروبي وموازين القوى العالمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي واشنطن أوكرانيا موسكو ترامب
إقرأ أيضاً:
قمة حاسمة في واشنطن.. ترامب يدعو زعماء أوروبيين وزيلينسكي لاجتماع بشأن أوكرانيا
تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة اجتماع رفيع المستوى يوم الاثنين، يجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب عدد من قادة الدول الأوروبية.
وتأتي هذه القمة في أعقاب لقاء القمة الذي جمع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والذي لم يسفر عن أي اتفاق رسمي.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وجه ترامب دعوة لزعماء أوروبيين بارزين للحضور إلى البيت الأبيض، في خطوة فسرت على أنها محاولة لإشراك الحلفاء الأوروبيين في جهود التوصل إلى اتفاق سلام شامل في أوكرانيا، بدلا من الاكتفاء بوقف إطلاق نار مؤقت.
ورغم فشل التوصل إلى اتفاق في قمة ألاسكا، أكد ترامب عبر منشور له على منصة "تروث سوشيال" أن اللقاء مع بوتين "سار بشكل جيد"، مشيرا إلى أن الجميع بات متفقا على ضرورة التوجه نحو تسوية شاملة لإنهاء الحرب.
وأضاف أن زيلينسكي سيصل إلى البيت الأبيض الاثنين، مؤكدًا إمكانية تحديد موعد لاحق للقاء يجمعه بالرئيس الروسي.
في المقابل، أعربت مصادر أوروبية عن قلقها من تغير مواقف ترامب تجاه أوكرانيا بعد كل لقاء مع بوتين. وأكدت الرئاسة الفرنسية أن زعماء "التحالف الأوروبي" سيعقدون مكالمة فيديو تنسيقية قبل زيارة زيلينسكي، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وأعلن زيلينسكي بدوره استعداده للمشاركة في اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا، مؤكدًا عبر حسابه على منصة "إكس" أن "القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القيادة"، مضيفا أن المشاركة الأوروبية ضرورية لضمان أمن أوكرانيا.
وأشارت تقارير إلى أن تغيير ترامب لموقفه تجاه "وقف إطلاق النار أولا" منح روسيا فرصة أفضل للتفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تقدمها على الأرض، ما أثار تحفظات أوروبية واضحة.
تأتي هذه التحركات وسط مؤشرات إيجابية عن نية واشنطن تعزيز التزامها بضمانات أمنية لكييف، في وقت حرج من الحرب التي دخلت عامها الرابع، وسط جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع.