اسوأ تطبيقات حروب الجيل السادس على السودان .. منظومة (علم الجهل) نموذجاً ..!
مصعب برير
▪️يقول تعالى (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) ، البقرة ، الآية (67) ، ويقول الامام الطبرى فى تفسيره ، يعني من السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل والعياذ بالله .. تم تزويد الإنسان بالمعرفة وأساسها الأسماء بمجرد تكليفه بخلافة الأرض {وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا} ، ومذ ذاك الوقت تنافست الإنسانية في محاولة احتكار المعرفة والتي هي قوةٌ لا تقل عن قوة المال والعتاد ، بل وتزيد عنهما كثيراً ، ولذلك اهتمت وزارة الدفاع الأمريكية مبكراً بما أسمته (إدارة الفهم) ، وقبل ذلك في ١٩٠٧م شدَّد اتفاق كامبل على حرمان دول الشرق الأوسط وافريقيا من المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة .

.

▪️المؤرخ روبرت.ن.بروكتور، صاغ ما أسماه اصطلاحاً (عِلم الجهل) Agnatology ، ويركز هذا العلم على إدارة عملية التجهيل للمجتمعات والشعوب والأمم من خلال هندسةٍ دقيقةٍ ومدروسةٍ تعتمد على علم النفس والسلوك والإدراك بغرض صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة عبر صناعة (قطيع مطيع) يتم انتقاؤه وبرمجته بعناية من ذات المجتمعات المستهدفة بهذه التقنية اللا اخلاقية ، ليكون راس الرمح فى نشر أدوات التجهيل التى تم تصميمها وهندستها بعناية فائقة لتجهيل المجتمعات المستهدفة ..

▪️(علم الجهل) ليس انعدام المعرفة ، بل هو تضليلٌ مدروسٌ وممنهج لخدمة أهدافٍ إستراتيجية ، ويتم استغلال أدواتٍ متعددةٍ لهندسة الجهل وإدارة عملية التجهيل ، وعلى رأسها (الدعاية الشعبية الزائفة) ، (المزارع الإلكترونية) ، (سلاسل البث عن طريق الكُتل) ، (العلاقات العامة) ، (وسائل الإعلام) ، (وسائل التواصل الاجتماعي) ، (استخدام برامج التزييف العميق) بواسطة (الذكاء الإصطناعي) ، وليس انتهاءً (بتعليم بلا فائدة) لا يدعم سوق العمل ولا يُثقِّف حامله ، عبر استهداف المناهج التعليمية و افراغها من القيم و التقاليد و المعتقدات التى تشكل هوية وممسكات الوحدة الوطنية وصيانة اخلاقها ..

▪️و تستند هذه العملية على مرتكزات ثلاث : أولا : (بث الخوف) من خلال صناعة الأعداء (كيزان، قحاتة) ، ثانيا : (إثارة الشكوك) بصناعة او اصطياد و نشر الفساد بأنواعه وتضخيمه مع استهداف ركائز هوية الأمة ، القيادات و الائمة و المعلمين والاجهزة الامنية ، ثالثا : (صناعة الحيرة) من خلال بث الخوف والتشكيك وتضارب المعلومات وإخفاء وطمس بوارق الأمل ، فيسقط المجتمع في دوامة الحيرة والإرباك ، فيتحقق بذلك (طاعة المجتمع وخنوعه) (نحن فقط من يتظاهر هذه دولتنا) ، وانشغال المجتمع بعيداً عن قضاياه المصيرية (سنبل الكوز حتى لو كان الشريف الرضى) ، (وتمرير الأجندات الخبيثة) (سيداو) التي تخدم أصحاب سياسة التجهيل ومنفذي هندسة التجهيل ، فيتم القبول بما كان مستحيلاً القبول به بعد أن يتم تصويره على أنه المخرج الوحيد (علمانية الدولة ، حقوق المثليين ، طمس الهوية الاسلامية للامة ، الترخيص لطائفة عبدة الشيطان ، التطبيع مع اسرائيل .. الخ) ..

▪️النجاة من الوقوع في براثن (عملية التجهيل) الممنهجة تتطلّب جهوداً ذاتية ، ووعياً مستقلاً يبحث عن الحقيقة بعيداً عن العاطفة و الأمنيات ، وسيكون من قصر النظر و فرط السذاجة لو اعتقدنا أن (علم الجهل) و (إدارة الفهم) و (العلاقات العامة) و (الدعاية الشعبية الكاذبة) وغيرها ليست هي ما يشكل وعينا الجمعي في منطقتنا ..

▪️أخطر مافي عملية (هندسة الجهل) أن معظم ضحاياها لديهم ثقة يقينية بمستوى ثقافتهم ومعرفتهم .. يقول برتراند راسل : مُشكلة العالم أنَّ الأغبياءَ دائماً واثقون بأنفسهم أشدّ الثقة ، أمّا الحكماء فتملؤهم الشكوك .. ويقول استيفن هوكينج : أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة .. ويقول جورج برناردشو : إذا قرأ الغبي الكثير من الكُتب الغبية ، سيتحول إلى غبي مُزعج وخطير جداً ، لأنه سيصبح غبي واثق من نفسه و هنا تكمُن الكارثه .. (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) ..

????بُعد أخير ????
حينما بدا تحدى العولمة والغزو الثقافى المفتوح بظهور الفضائيات الموجهه والإنترنت ، اذكر اننى حضرت محاضرة قيمة للبروف على شمو ، تحدث فيها باسهاب عن هذه التحديات الحديثة على حاضر ومستقبل قيمنا وموروثنا الثقافى والفكرى ، لا سيما باسهدافها الواضح لاطفالنا وتشكيل وعيهم عبر قنوات الاطفال المتخصصة ، ودق بروف شمو ناقوس الخطر للدولة والقيادات المجتمعية والسياسية بضرورة البدء الجاد بانشاء اليات ونظم صناعة المحتوى الثقافى والفكرى السودانى وتشكيلها فى قوالب جاذبة تنافس المحتوى الدخيل لتكون خيارات متاحة للمتلقى السودانى ، وان يتم مراجعة المنظومة التعليمية لتواكب التطور والتحديات التى فرضتها عصر العولمة ، حتى نقلل من خسائر السودان المحتملة ان لم يتم وضع إستراتيجية تتعاطى مع هذه المستجدات .. كانت رؤية طموحة ونصيحة غالية ، ولكن للأسف لم تجد اذانا صاغية او اهتماما فى اولويات دولتنا الرشيدة ، فاحزابنا السياسية لا هم لها سوى فش الغبينة واقصاء الاخرين .. اعوذبالله ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاربعاء (30 اغسطس 2023م)

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تحذير ات .. حروب المستقبل ستدار بالخوارزميات قبل الرصاص

 

في عصر أصبحت فيه الحروب تتجاوز الأسلحة التقليدية كالمدافع والدبابات، لتُخاض بالعقول والخوارزميات، يتصدر الذكاء الاصطناعي المشهد بوصفه أحد أخطر الأدوات في النزاعات الحديثة، مما يجعله سلاحًا حاسمًا في ترسانة الحروب الرقمية.

ولم تعد الجيوش بحاجة لاجتياح الحدود بأسلحة تقليدية، فهجوم سيبراني واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي قادر على شلّ شبكة كهرباء دولة، أو اختراق أنظمة دفاعها الجوي، أو حتى التأثير على الرأي العام من خلال موجات تضليل معلوماتي منظمة.

لذا بات الذكاء الاصطناعي العنصر الأهم في معادلة “الحروب الهجينة”، حيث تلتقي الحرب السيبرانية بالحرب النفسية، ويتحول الهجوم الرقمي إلى سلاح استراتيجي يعيد رسم موازين القوى دون إطلاق رصاصة واحدة.

وكشف الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” دور الذكاء الاصطناعي في ساحة القتال، وقال إن دوره “يتم من خلال تحليل البيانات الضخمة في الزمن الحقيقي لتحديد الأهداف بدقة، وتوقّع تحركات العدو قبل أن تحدث، وشنّ هجمات سيبرانية مؤمنة تستطيع التكيف مع نظم الحماية التقليدية، والتسلل من الثغرات قبل أن تُكتشف”.

وأضاف أن “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم في قيادة الطائرات المُسيّرة وأنظمة الأسلحة الذاتية لاتخاذ قرارات ميدانية بدون تدخل بشري، ونشر الأخبار الزائفة عبر روبوتات المحادثة والمنصات الاجتماعية لتفكيك الجبهة الداخلية للدول المستهدفة.

وأوضح مستشار الأمن السيبراني أنه في الحروب الحديثة، “اعتمدت الأطراف المتنازعة على الذكاء الاصطناعي لتوجيه الطائرات بدون طيار، وإدارة حملات التأثير المعلوماتي، واختراق البنية التحتية الرقمية، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع أهداف الضربات الجوية بدقة عالية، بل والتشويش على أنظمة الاتصال والتحكم العسكرية”، لافتا إلى أنه في الحروب القادمة، “ستكون الخوارزميات أسرع من الرصاص”، موضحا أنه ربما يكمن التهديد الأكبر في فكرة “القرار الآلي بالقتل”، حيث تتخذ الأنظمة الذكية قرارات فتاكة دون إشراف بشري مباشر.

وقال إن “هذا النوع من التطور يفتح الباب على مصراعيه لمخاطر أخلاقية وقانونية غير مسبوقة، وقد عبّر عن هذه المخاوف كبار علماء التقنية، حيث أكدوا أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أخطر على البشرية من الأسلحة النووية”.

وتابع الخبير المصري أنه أمام هذه التحديات، بات الأمن السيبراني، “درعاً وطنياً” إذ تحتاج الدول إلى تعزيز قدراتها في الرصد المبكر للهجمات الذكية، والاستثمار في التشفير المتقدم والحوسبة الكمية، وبناء جيوش إلكترونية قادرة على الردع والردّ، وتطوير إطار قانوني دولي ينظّم استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات القتالية، مضيفا بالقول “إننا نعيش لحظة تاريخية يعاد فيها تعريف معنى “الحرب” و”السلام”، فالتحدي لم يعد فقط كيف نحارب؟، بل كيف نمنع آلة بلا مشاعر من إشعال فتيل حرب بلا نهاية؟”.

واختتم الخبير المصري قائلا “إنه لم يتم إحكام السيطرة على استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد يتحول من أداة بناء إلى آلة هدم، ولذا لا خوف من الآلة الذكية، بل من الإنسان الذي يبرمجها للقتل

 

مقالات مشابهة

  • ميناء جدة الإسلامي يستقبل آخر فوج من حجاج السودان
  • مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد.. دبي أرست منظومة قضائية متقدمة
  • تحذير ات .. حروب المستقبل ستدار بالخوارزميات قبل الرصاص
  • بلدية الشارقة تشيد بجهود «الخدمات الإنسانية»
  • المسيرات لا تحسم حروب بدأت من المسافه صفر
  • عملية كلينتون واسلحة مونيكا الكيمائية في السودان
  • زيادة عدد!!
  • محمد بن راشد: نجدد دعوتنا لإعلام عربي تنموي.. يبني ولا يهدم.. يوحد ولا يفرق.. يحارب الجهل
  • باحثون يطورون نموذجا لخلايا جزر البنكرياس البشرية
  • اختتام الدورة التدريبية للنيابة الإدارية عنإشكاليات التحقيق والتصرف تطبيقات عملية