رسوب قياسي في طب قنا.. هل حصدت الجامعة ثمار الغش في الثانوية العامة؟!
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
للعام الثالث على التوالي، تتصدر نسب رسوب طلاب كلية الطب بجامعة جنوب الوادي المشهد الأكاديمي في قنا، مثيرة جدلا واسعا بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة في ظل تمسك إدارة الجامعة بتطبيق معايير صارمة لضمان جودة التعليم الطبي، ورفضها أي استثناءات أو تهاون في معايير النجاح.
ويأتي ذلك في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بدراسة الظاهرة من منظور تربوي شامل، لفهم أسبابها العميقة، سواء كانت مرتبطة بالمنظومة التعليمية الجامعية، أو بقدرات الطلاب، أو بالفجوة الكبيرة بين التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي في كليات القمة، وهي فجوة تفاقمت في السنوات الأخيرة نتيجة ارتفاع معدلات الغش في الثانوية العامة، عبر استخدام وسائل تقنية مثل السماعات الدقيقة وتسريب الامتحانات، ما سمح لبعض الطلاب بالانتقال إلى كليات القمة دون امتلاك المهارات والمعارف الحقيقية اللازمة لمواصلة الدراسة الجامعية بنجاح.
** رئيس الجامعة: معاييرنا غير قابلة للتفاوض
الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، شدد في تصريح خاص لـ"الأسبوع" على أن الجامعة ملتزمة التزاما كاملا بتطبيق معايير الجودة والمخرجات التعليمية المستهدفة، مؤكدًا أن أي طالب يلتحق بالجامعة لن ينتقل إلى الفصل الدراسي التالي ما لم يستوفِ تلك المخرجات، بغض النظر عن خلفيته التعليمية أو النظام الذي جاء منه.
وقال عكاوي "كون الطالب يتعثر هذه ليست مشكلتنا، نحن مسؤولون عن حياة الناس، ولن نسمح بخلل في المنظومة الأكاديمية، ربما يكون الطالب غير مؤهل من الأساس لدخول البرنامج، وهذا أحد التفسيرات المحتملة لحالات الرسوب"، موضحا أن الجامعة تراجع بشكل دوري طرق التدريس، واستراتيجيات التقييم، وتكافؤ الفرص بين الطلاب، فضلا عن مكافحة الغش وأي ممارسات قد تضر بالمستوى الأكاديمي المطلوب.
** عميد طب قنا: ثبات المعايير وزيادة الرسوب مرتبطة بالطلاب
من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن غويل، عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، أن تقييم نسب الرسوب لا يمكن حسمه إلا بعد إعلان نتائج الدور الثاني، مشيرًا إلى أن كلية الطب في قنا حاصلة على شهادة الجودة، وأن مناهجها يتم إعدادها واختيارها بعناية فائقة وفق المعايير الأكاديمية المعتمدة.
وأضاف غويل أن معايير النجاح والانتقال ثابتة ولم تتغير، إلا أن ارتفاع نسب الرسوب يعود إلى أسباب تتعلق بالطلاب أنفسهم، منها عدم التأقلم مع طبيعة الدراسة الجامعية، والانتقال المفاجئ من التعليم قبل الجامعي إلى بيئة تعليمية أكثر صرامة وتطلبا، لافتا إلى أن هذه العوامل تحتاج لدراسة من المتخصصين في التربية لمعرفة أسباب تراجع مستوى بعض الطلاب مقارنة بالأعوام السابقة.
** الخبراء: الفجوة التعليمية تحتاج خطة إصلاح
يرى الدكتور أحمد شورى خبير تربوى والعميد السابق للمعهد العالي للخدمه الاجتماعيه أن ما تشهده كلية الطب بجامعة جنوب الوادي يعكس فجوة أوسع بين مخرجات التعليم قبل الجامعي ومتطلبات الدراسة الجامعية، خاصة في الكليات العملية، مؤكدًا أن انتشار الغش في الثانوية العامة خلال الأعوام الأخيرة، بوسائل تكنولوجية متطورة أو عبر تسريب الامتحانات، أدى إلى وصول بعض الطلاب إلى الكليات الطبية دون تأهيل حقيقي، ما ينعكس لاحقا في ضعف الأداء الأكاديمي وارتفاع نسب الرسوب، مشددا على أن الحل لا يكمن فقط في تشديد المعايير، بل في وضع خطط إصلاحية تشمل تأهيل الطلاب الجدد، وتدريبهم على مهارات البحث والتحليل، وتوفير بيئة تعليمية محفزة تقلل من نسب الرسوب، بما يحقق التوازن بين جودة التعليم وحق الطالب في فرصة عادلة للنجاح.
** مطالب بحلول متوازنة
وفي ظل استمرار الجدل، يطالب العديد من أولياء الأمور والطلاب بضرورة إيجاد حلول عملية تراعي مصلحة الطلاب دون المساس بجودة التعليم، مثل توفير برامج دعم أكاديمي، أو محاضرات تقوية، أو خطط إرشاد تعليمي تساعد الطلاب على التأقلم مع طبيعة الدراسة في كلية الطب، حتى لا تتحول الظاهرة إلى أزمة متكررة تؤثر على مستقبل أجيال كاملة من الأطباء.
وفي المقابل، تتمسك إدارة الجامعة بموقفها الحازم، مؤكدة أن "لا نجاح بلا استيفاء المخرجات التعليمية"، وأن أي تهاون في المعايير الأكاديمية قد ينعكس سلبا على سمعة الكلية ومستوى خريجيها في سوق العمل المحلي والدولي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قنا جامعة جنوب الوادي الثانوية العامة طب قنا رسوب جماعي جنوب الوادی نسب الرسوب کلیة الطب
إقرأ أيضاً:
كيف تلتحق بجامعات راسل؟ بوابة النخبة إلى قمة التعليم البريطاني
هل تساءلت يوما ما السر وراء تهافت آلاف الطلاب من مختلف أنحاء العالم على جامعات بريطانيا العريقة؟ ولماذا يُنظر إلى بعض الجامعات هناك وكأنها تذكرة عبور إلى قمة النجاح الأكاديمي والمهني؟ الجواب يكمن في اسم واحد: "مجموعة راسل البريطانية" (Russell Group).
هذه المجموعة، التي تضم 24 جامعة بريطانية من أعرق وأقوى المؤسسات التعليمية، ليست مجرد أماكن للتعلم، بل مراكز لإنتاج المعرفة وصناعة القادة. من أروقة أكسفورد وكامبريدج العريقتين، إلى معامل إمبريال كوليدج لندن المتطورة، تصنع الابتكارات، وتفتح أمام الطلاب أبواب العالم.
والتحاقك بجامعة من هذه المجموعة لا يعني فقط الحصول على شهادة، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل مليء بالفرص، حيث السمعة الأكاديمية العالمية، والتدريب العملي، والروابط القوية مع كبرى الشركات والمؤسسات.
لماذا تُعد جامعات راسل مميزة؟هناك عدة عوامل تجعل جامعات مجموعة راسل مختلفة عن غيرها من الجامعات البريطانية:
جودة التعليم والمناهج: تعتمد على برامج دراسية قوية بإشراف نخبة من الأكاديميين والباحثين العالميين.
السمعة الدولية: تُصنف باستمرار ضمن أفضل الجامعات في العالم، مما يمنح شهاداتها قوة في أسواق العمل الدولية. البحث العلمي: الجامعات الأعضاء تنفق مليارات الجنيهات سنويًا على الأبحاث، وتسهم بنسبة كبيرة من الاكتشافات والابتكارات في بريطانيا.
الفرص الوظيفية: أكثر من 80% من خريجيها يحصلون على وظائف خلال 6 أشهر من التخرج، برواتب تفوق المعدل الوطني بنسبة تتراوح بين 20 و30%. حيث يشير تقرير نشر في "ستيب أورغنايزيشن" إلى أن خريجي "راسل" يحصلون على فرص أفضل في سوق العمل التنافسي، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمالية.
شبكات العلاقات: بفضل شراكتها مع الصناعات والشركات الكبرى، تمنح الطلاب فرص تدريب وتوظيف استثنائية.
جامعات راسل في التصنيفات العالميةوفي تصنيف "كيو إس" (QS) العالمي للجامعات لعام 2026، تواصل جامعات "راسل" التربع على المراتب الأولى عالميًا.
إعلان إمبريال كوليدج لندن: الثانية عالميًا، ورائدة في الطب والهندسة والتكنولوجيا. جامعة أكسفورد: الثالثة عالميًا، أعرق جامعة ناطقة بالإنجليزية ومتقدمة في العلوم الإنسانية والطبيعية. جامعة كامبريدج: الخامسة عالميًا، ومركز عالمي للبحث في الفيزياء والاقتصاد. جامعة لندن الجامعية (UCL): التاسعة عالميًا، متميزة في الطب والقانون والبحوث المتعددة التخصصات. جامعة إدنبره: الثانية والعشرون عالميًا، متفوقة في الطب والعلوم البيئية والتكنولوجيا.هذه التصنيفات لا تعكس فقط قوة التعليم، بل أيضًا الاستمرارية في التميز عبر القرون.
إن الالتحاق بإحدى هذه الجامعات يتطلب تحضيرا جادا، خاصة بالنسبة للطلاب الدوليين، وتشمل متطلبات الالتحاق:
التحصيل الأكاديمي:
للبكالوريوس: معدل لا يقل عن 3.0/4.0 أو ما يعادله في"A-levels" وهي اسم الدراسة البريطانية في آخر عامين قبل الجامعة، بتقدير كلي (AAA أو AAB)
للدراسات العليا: شهادة جامعية قوية، غالبًا مع مرتبة شرف من الدرجة الأولى أو الثانية.
إتقان اللغة الإنجليزية: "آيلتس" (IELTS) بدرجة 6.5 على الأقل (مع عدم انخفاض أي قسم عن 6.0)، أو "توفل" (TOEFL iBT) بدرجة لا تقل عن 90.
الوثائق الداعمة: رسالة شخصية (Personal Statement) تعكس دوافع الطالب وإنجازاته.
رسائل توصية أكاديمية من معلمين أو مشرفين للطالب.
اختبارات إضافية لبعض التخصصات، مثل UCAT للطب أو LNAT للقانون.
التأشيرة: بعد القبول، يحتاج الطالب إلى تأشيرة Tier 4 Student Visa، مع إثبات القدرة المالية لتغطية تكاليف المعيشة (نحو 12 ألف جنيه إسترليني سنويًا في لندن).
الدعم المالي والمنح الدراسيةعلى الرغم من ارتفاع الرسوم الدراسية، فإن جامعات راسل توفر فرصًا واسعة للمنح، خاصة للطلاب الدوليين الذين يتميزون بالجدارة الأكاديمية أو يحتاجون إلى دعم مالي.
المنح عادة تُمنح للفئات التالية:
الطلاب من دول ذات دخل منخفض أو متوسط. المتفوقين أكاديميًا ممن يحققون معدلات عالية. المهتمين بالبحث العلمي، خصوصًا في مجالات ذات أولوية إستراتيجية. الطلاب ذوي القدرات القيادية أو المساهمات المجتمعية المميزة.قد تغطي هذه المنح الرسوم الدراسية بشكل جزئي أو كامل، وأحيانًا تشمل تكاليف المعيشة. لذلك ينصح دائمًا بمتابعة المواقع الإلكترونية للجامعات لمعرفة أحدث المنح المتاحة.
قصة التسمية: لماذا "راسل"؟يعود الاسم إلى فندق راسل (Russell Hotel) في لندن، حيث اجتمع عام 1994 رؤساء بعض الجامعات المرموقة لمناقشة مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في بريطانيا. ومن ذلك الاجتماع، وُلدت المجموعة التي تضم اليوم 24 جامعة.
منذ ذلك الحين، أصبحت "مجموعة راسل" علامة على الجودة الأكاديمية والتميز البحثي، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها النسخة البريطانية من جامعات "آيفي ليغ" (Ivy League) الأميركية.
لم تكتفِ هذه الجامعات بتخريج طلاب ناجحين فحسب، بل أنتجت شخصيات غيّرت مجرى التاريخ:
جامعة أكسفورد: الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، وعالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ.
إعلانجامعة كامبريدج: إسحاق نيوتن، وتشارلز داروين، والممثلة إيما طومسون.
إمبريال كوليدج لندن: ألكسندر فليمنغ (مكتشف البنسلين).
كلية لندن الجامعية (UCL): المهاتما غاندي (الزعيم الهندي)، كريستوفر نولان (مخرج عالمي).
جامعة إدنبره: ألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف)، آرثر كونان دويل (مؤلف شيرلوك هولمز).
هذا الإرث يضيف قيمة معنوية كبيرة لخريجي هذه الجامعات، إذ يصبحون جزءًا من شبكة عالمية من القادة والمبدعين.
المزايا الوظيفية لشهادة من راسليحصل خريجو جامعات راسل على عدة مزايا تجعلهم مطلوبين بشدة في سوق العمل:
السمعة القوية: مجرد ذكر اسم الجامعة في السيرة الذاتية يُعطي انطباعًا إيجابيًا.
التدريب العملي: فرص تدريب مع كبرى الشركات خلال فترة الدراسة.
المخرجات البحثية: الشهادة غالبًا مدعومة بخبرة عملية وبحثية.
الاعتراف الدولي: تفتح الأبواب أمام أسواق العمل والمؤسسات الأكاديمية حول العالم.
وشركات مثل غوغل وغولدمان ساكس ومايكروسوفت تفضل توظيف خريجي هذه الجامعات لما يتمتعون به من كفاءة ومهارات.
إذا كنت طالبًا دوليًا تطمح إلى مستقبل مشرق، فالطريق قد يكون صعبًا ومليئًا بالتحديات، لكنه يستحق كل جهد يُبذل. ابدأ من الآن بتقوية ملفك الأكاديمي وتجهيز متطلبات القبول، فهذه الفرصة قد تكون مفتاحًا لمستقبل مهني وعلمي عالمي.