أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده لن تترك سوريا لوحدها وستقف إلى جانبها دائما، مضيفا أن "الأكراد أينما عاشوا هم إخواننا".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من الصين التي زارها للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، يومي الأحد والاثنين.


وقال الرئيس التركي :"لن يتمكن أحد إن شاء الله من منع نهوض سوريا مجددا، مضيفا:" من يحاول عرقلة المسار القائم في سوريا سيدفع ثمن ذلك والأكراد أينما عاشوا هم إخواننا ولا أحد يستطيع أن يفرق بيننا"، وشدد على أنّ تركيا لن نتغاضى عمّن يريد خلق الفوضى في الأراضي السورية وأن الحكومة في دمشق لن تقبل بذلك أيضا.



وبشأن حرب الإبادة في غزة، قال الرئيس التركي أردوغان، إنه من غير الممكن البقاء متفرجين أمام ما يجري في فلسطين من جرائم يرتكبها ذلك الطاغية الكافر المدعو "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

الرئيس #أردوغان:

◾️لا يمكن أن نبقى متفرجين أمام ما يجري في #فلسطين من جرائم يرتكبها ذلك الطاغية الكافر المدعو #نتنياهو

◾️إذا كان نصف قلوبنا هنا الآن فإن نصفها الآخر في #غزة وفلسطين واليمن والسودان وأفغانستان حيث جراح الأمة الإسلامية النازفة

◾️لسنا يائسين أو متشائمين ولن نكون… pic.twitter.com/kFyK18mnFt — Anadolu العربية (@aa_arabic) September 3, 2025
وخلال كلمة له من مركز المؤتمرات والثقافة بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أضاف: "إذا كان نصف قلوبنا هنا الآن فإن نصفها الآخر في غزة وفلسطين واليمن والسودان وأفغانستان حيث جراح الأمة الإسلامية النازفة، مؤكدا بالقول أنه: "لسنا يائسين أو متشائمين ولن نكون كذلك، ورغم ما تشهده منطقتنا من ظلم وغياب للعدالة فإننا لن نسمح لليأس أبدا بالسيطرة علينا".

وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، قال الرئيس أردوغان:" تركيا شكلت مثالاً بقدرتها على التواصل مع روسيا وأوكرانيا وكسب ثقتهما منذ بداية الحرب، وأضاف :" منذ البداية بحثنا إمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية عبر المفاوضات ومحادثات إسطنبول دليل على أن هذا المسار مفتوح"، 
وأكد أن تحقيق السلام العادل والدائم بين روسيا وأوكرانيا منوط بتعزيز أرضية المفاوضات دون إقصاء أي طرف".


وحول قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وصف الرئيس أردوغان اللقاء بأنه إيجابي واستراتيجي ثمين، وأنّ الحوار الهادف للسلام السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان أردوغان تركيا والاكراد تركيا وروسيا تركيا وسوريا تركيا وفلسطين سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أمامة اللواتي ليست وحدها

شاركت أمامة اللواتي في أسطول الصمود العالمي بهدف كسر الحصار عن غزة، وكنتُ قد تحدثتُ سابقًا عن الأسطول في مقال منشور (جريدة عمان، 9 سبتمبر 2025) فهذا ليس حديثا عن الأسطول، لكنه حديث عن أمامة التي واجهت المخاطر في سبيل قضية إنسانية عادلة، لكن بعد أن تم أخذها مع آخرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، اختلفت ردات الفعل بين مؤيد ومناصر وبين معارض لاعتبارات الواقعية السياسية و«المحرمات الدينية»، لكن المهم في ذلك، هو أن أمامة اللواتي التي غامرت بنفسها استطاعت أن تجسد -مثل الآخرين الذين شاركوا في أسطول الصمود كذلك- صفات العارف المسؤول، وتكون وسيطًا بين المرء ونفسه ليعلم كيف يُمكن أن يكون كائنًا عارفًا (إبستيميًا) ومسؤولًا في الأزمنة الرمادية.

ناقشت ليندا زاجزيبسكي الفضائل الفكرية والتي تتحقق في العارف المسؤول، فالمعرفة تكتسب من الرغبة التي تنبع من ضمير حي للوصول إلى الحقيقة، مما يحقق لدى المرء مزايا مكتسبة منها الفضائل التي تكتسب بجهد مثل الشجاعة والرحمة والأمانة الفكرية والانفتاح الذهني، ومن هنا يمكن النظر إلى أن المعرفة ليست تلك المتعلقة بحيازة أكبر قدر من المعلومات، بل المعرفة باعتبارها فعلًا أخلاقيًا ومسؤولًا اتجاه المعرفة ذاتها أولا، واتجاه ما يُفعل بها ثانيا، وهذا يتطلب في العموم صدقًا وشجاعةً للوصول إليه، ودربة نفسية مستمرة. وهكذا يُمكن القول إن معرفة أمامة اللواتي وحسها الأدبي والأخلاقي دفعها لأن تخاطر بكل ما عندها، وبأغلى شيء يملكه الإنسان- حياته- من أجل قضية عادلة تؤمن بها، فحولت هذه الفضائل الفكرية إلى واقع، وجعلت من نفسها في موقع المسؤولية عن كسر الحصار.

وفي محاولة تحليل للمقطع الأخير الذي ظهرت فيه أمامة بعد أن تم اختطافها من قبل إسرائيل مع آخرين في أسطول الصمود، يمكن تلمس أنها قد استخدمت جمل مثل «محاولتي للقيام بمهمة إنسانية ملتزمة بالقانون الدولي وذلك لكسر الحصار عن غزة» والضمائر في هذه الجملة تدل على الفاعلية في إنتاج الفعل، ما يشير إلى مسألة الوعي بخطورة المهمة والمخاطرة فيها، مع الوعي بالدافع الإنساني والقانون الدولي وأهمية كسر الحصار عن غزة، وهو تحدٍّ واضح لسردية عدم القدرة على القيام بأي شيء سوى الأفعال الناعمة، بل يتعدى الأمر ذلك إلى الفعل الحقيقي وقدرة هذه التحركات على كسر الحصار، فضلا عن ذلك تبدو النبرة في المقطع هادئة دالة عن المعرفة المسؤولة لا الانفعال العاطفي فقط. وفي العموم، تتضح الصورة الإطارية الأكبر أن امرأة عربية من عمان تواجه جميع السلطات الكولونيالية والتعسف الإسرائيلي، وأهمية موقعها في المشاركة في كسر هذا الحصار، متحدية بذلك القوى الكبرى في العالم.

إن المنتقدين لها بعد ظهور المقطع في مواقع التواصل الاجتماعي ينطلقون من منطلقين هما الواقعية السياسية و«التحريم الديني»، والمنطلق الأول يفترض أن هذه المهمة فاشلة من البداية لذا لا يجب الذهاب فيها، وهذا منطلق تبريري لا معنى له، لأنه يفترض أنه يجب حساب موازين القوى في أي تحرك، إضافة لإلقاء المسؤولية على صنّاع القرار فقط دون الفاعل الاجتماعي، فكيف يكون كذلك والمهمة تقع على الجميع من حيث هي مسؤولية تاريخية وإنسانية وأخلاقية لا يُمكن التملص منها، فهي واقعة على كل كائن عارف، ويدرك مقدار ما يحدث من ظلم وإبادة جماعية في غزة. وكذلك تنطلق هذه الفرضية من أن الواقع لابد أن يبقى كما هو دون القدرة على تغييره، مما يصنع أشخاصًا يلغون وجودهم تمامًا وقدرتهم على الاختيار الحر، مع تفويض آخرين للاختيار بدلا منهم، ليتماهوا بذلك في وسط هلامي يحسبونه موجودًا في الواقع، وليس له وجود إلا في الخيال.

أقول إن أمامة ليست وحدها لسببين، الأول أنها ليست وحدها من شاركت في هذا الأسطول، بل عشرات الأشخاص الذين آمنوا بأهمية دورهم في كسر الحصار عن غزة وقدرتهم على التأثير في العالم الذي بقي في حالة المتفرج دون أن يقوم بأي شيء، فهؤلاء آمنوا بمعرفتهم وإنسانيتهم وأخلاقياتهم وانطلقوا منها. أما الثاني فهو أن حالة أمامة الحالية في السجون الإسرائيلية يجعلنا أمام مسؤوليتنا في الحيلولة دون تمادي الاحتلال الصهيوني أن يتمادى أكثر، فكل منطلق يُمكن أن يعرف المرء به نفسه من خلاله يحتم عليه هذه المسؤولية، فالعماني ينطلق من عمانيته للمطالبة بتحرير المختطفين الذين من بينهم عمانية، والإنسان ينطلق من إنسانيته في هذا التحرك كذلك، والمتدين، بل وحتى الذي لا يجعل هويته إلا منطلقة من حيث هو كائن عقلاني، عليه أن يتحمل مسؤوليته العقلانية. أمامة ليست وحدها المسؤولة، وليست وحدها في قبضة الاحتلال، وفي الوقت نفسه ليس عليها أن تبقى وحدها، بل ألقت الصوت وعلينا أن نكون الوسيط بين هذا الصوت وبين التحرك لتحريرها ومن معها للعودة إلى أوطانهم سالمين، ولا يجب أن تكون هذه المبادرة هي الأخيرة لكسر الحصار على غزة، لأن المسؤولية الفردية والجماعية ليس لأحد أن يعتذر منها، بل هي واجب على الجميع حتى تزول إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • قطر تُعلن حضورها القمة "الروسية العربية" في موسكو
  • مظاهرات حاشدة أمام منزل نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف
  • الرئيس السوداني المعزول ضمن المتهمين.. «الجنائية الدولية» تدين «كوشيب» بجرائم حرب في دارفور
  • تظاهرة أمام منزل نتنياهو تطالب بصفقة تبادل أسرى
  • أمامة اللواتي ليست وحدها
  • الشؤون الخارجية للبرلمان الإستوني: الحرب الروسية في أوكرانيا تمثل اختبارا قويا لحلف الناتو
  • بوتين: المملكة رفضت الانحياز إلى أي طرف بالحرب الأوكرانية
  • هيومن رايتس: خطة ترامب لا تتناول المساءلة عن جرائم الحرب في غزة
  • السنغال تحقق في جرائم عهد الرئيس السابق ماكي صال
  • جدعون ليفي: العالم لن ينسى إبادة غزة وسيتوارث الناس ذكراها جيلا بعد جيل