أزمة في الجيش الإسرائيلي بعد مئات الطلبات لإنهاء الخدمة والتقاعد المبكر
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
يشهد الجيش الإسرائيلي موجة غير مسبوقة من طلبات إنهاء الخدمة والتقاعد المبكر، في مؤشر جديد على تفاقم أزمة القوى العاملة داخل الوحدات العسكرية.
وأعلن الجيش أن 300 ضابط وجندي من أصحاب الخدمة الدائمة قدّموا طلبات رسمية لإنهاء خدمتهم العسكرية فورا، في خطوة وصفت بأنها غير معتادة من حيث العدد والتوقيت.
600 طلب للتقاعد المبكروفي تطور آخر، عرضت مديرية شؤون الأفراد في الجيش أمام اللجنة الفرعية للقوى العاملة في لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست إحصائية تكشف عن أن نحو 600 جندي نظامي -بينهم ضباط كبار وضباط صف ذوو خبرة- تقدموا بطلبات للتقاعد المبكر.
ووفق ما قُدّم في الجلسة، فإن هذه الظاهرة تمثل جزءا من أزمة واسعة في صفوف الجنود ذوي الخبرة مرتبطة بتدهور ظروف الخدمة والضغوط المالية ومطالب وزارة المالية بخفض الامتيازات الممنوحة للعسكريين.
وأفاد مسؤولون عسكريون بأن المؤسسة العسكرية اضطرت، خلال الأشهر الماضية، إلى تأجيل تقاعد عدد من العناصر الحيويين بسبب مواقعهم الحساسة داخل وحداتهم، مؤكدين أنه "لا يوجد بديل جاهز يحل محلهم" في ظل استمرار الاحتياجات العملياتية.
وتشير هذه التطورات، وفق ما عُرض أمام اللجنة، إلى تراجع القدرة على الاحتفاظ بالقوى المهنية داخل الجيش في وقت تعاني فيه المؤسسة من ضغط متزايد على الموارد البشرية، وتوترات مستمرة تتعلق بظروف الخدمة ورواتب الجنود الدائمين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
تحقيقات تكشف شبكة مجهولة هجرت مئات الفلسطينيين عبر مطار رامون الإسرائيلي
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن معلومات مثيرة بشأن منظمة تدعى "المجد أوروبا" وارتباطها بتنظيم رحلات جوية لنقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى وجهات دولية، فيما تتصاعد الشكوك حول كون هذه العمليات واجهة لعمليات اتجار بالبشر أو تهجير قسري تحت ستار العمل الإنساني.
وتجمع التحقيقات الصحفية وتقارير إعلامية دولية بين دلائل مباشرة تشير إلى تنسيق رسمي إسرائيلي من جهة، ومؤشرات خداع وتمويه رقمي من جهة أخرى.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
الأدلة والادعاءات
قائد المنظمة: بحسب تحقيق هآرتس، يقف وراء "المجد أوروبا" رجل إسرائيلي يُدعى تومر جانار ليند، يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية.
التنسيق الرسمي: تشير الصحيفة إلى أن الإدارة الإسرائيلية المكلفة بملف تهجير الغزيين أو ما تسمى "مديرية الهجرة الطوعية" في وزارة الحرب أحالت المنظمة إلى دائرة الهجرة الإسرائيلية لتنظيم مغادرة السكان، وأن المنظمة تعمل بتنسيق مع وزارة الجيش الإسرائيلي ووزارة الهجرة.
رحلات جوية مستأجرة: في الأشهر الأخيرة انطلقت عدة رحلات جوية مستأجرة من مطار رامون قرب إيلات، تقل مجموعات من عشرات إلى مئات الغزيين إلى وجهات مثل إندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا.
وجهة مثار جدل: أفادت تقارير بأن رحلة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أقلت 153 فلسطينيا من غزة إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وهي الرحلة الثانية خلال أسبوعين وفق ما نقلته وسائل إعلام.
آلية العرض والدفع: تظهر تقارير إسرائيلية أن المنظمة عرضت على الفلسطينيين دفع ما يقارب ألفي دولار أمريكي لتأمين مقعد على متن الطائرة، بينما أشار بعض الركاب في مقابلات لوسائل إعلام إلى أنهم دفعوا 5 الآف دولار لكل شخص.
موقع إلكتروني مضلل: يتبنى موقع المنظمة Narrative يصفها بأنها "منظمة إنسانية متخصصة في مساعدة وإنقاذ المجتمعات المسلمة من مناطق الحرب"، ويذكر في الموقع أنها تأسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية، مع أن تحقيق هآرتس وجد دعما لشبكة استشارية مسجلة في إستونيا، وأن موقع المنظمة مسجل عبر نطاق في آيسلندا.
تمويه رقمي وشفافية مشبوهة: اعتمد الموقع في صور إدارة المنظمة على صور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، كما يعتمد في استقبال التبرعات على العملات الرقمية فقط، ما يعقد تتبّع التمويل ويثير شكوكا حول مصداقية الجهة.
غياب رد المنظمة: لم ترد "المجد أوروبا" على محاولات التواصل وطلبات التعليق، ما زاد من غموض عملياتها.
شهادات ومسار الرحلات
أفاد ركاب أنهم قدموا طلباتهم عبر الإنترنت ونقلوا من غزة إلى داخل الأراضي المحتلة قبل أن تقلع بهم رحلات مستأجرة من رامون. وقال بعض المسافرين إنهم دفعوا مبالغ كبيرة للحضور على قوائم الرحلات، بينما شهدت صور ووثائق نشرها تحقيق مصور بثته قناة الجزيرة الإنجليزية تفاصيل الرحلة إلى جوهانسبرغ مرورا بنيروبي.
ردود فعل دولية ومحلية
جنوب أفريقيا: قال الرئيس سيريل رامافوزا إن بلاده "فوجئت" بوصول الرحلة، ونقل عنه قوله إن وزير الداخلية أبلغه بالأمر وهو يسأل عن طريقة التعامل مع القادمين، مضيفا: "لا يمكننا إعادتهم، حتى لو لم يمتلكوا الوثائق؛ هؤلاء جاؤوا من بلد مزقته الحرب ومن باب الرحمة والتعاطف يجب أن نستقبلهم".
السلطة الفلسطينية: أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن امتنانها لجنوب أفريقيا على "موقفها المبدئي" ومنح تأشيرات مؤقتة ومعاملة إنسانية، وأقرت بحقها السيادي في السماح بالدخول.
لكنها في الوقت نفسه حذرت بشدة من "خداع الفلسطينيين ودفعهم للنزوح"، وأدانت الشركات والأفراد المتورطين في الاتجار بالبشر أو استغلال اللاجئين، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال "غير القانونية ستواجه ملاحقة قانونية".
جهات تحقيق دولية: بحسب تقارير، فتحت جهات تحقيق دولية قضايا استقصائية حول نشاط "المجد أوروبا" بعد بث تقارير وصور توثق رحلات من غزة إلى دول مثل جنوب أفريقيا. وتتركز التحقيقات حول ما إذا كانت هذه الرحلات توظف أساليب غير قانونية لنقل أشخاص، مستغلة حالة الطوارئ الإنسانية.
مؤشرات الخداع وأساليب العمل
أشارت التحقيقات المشتركة بين وسائل إعلامية إلى عدد من عناصر الخداع والتمويه:
اعتماد طرق دفع عبر العملات المشفرة التي تصعب التتبع المالي.
صور نظم إدارة وأشخاص تستخدم عليها صور مولدة بالذكاء الاصطناعي، ما يفقد الموقع موثوقيته.
تسجيلات نطاقات إلكترونية وعناوين غير متسقة بين ما يعلن عنه الموقع وما تظهره السجلات، إذ ذكر أن عنوانا مسجلا في ألمانيا ومكاتب في القدس، بينما يتم تمويل ودعم فعلي عبر شركة استشارية إستونية ونطاق آيسلندي.