من إدلب إلى غزة ريشة ترسم الحياة على جدران الموت
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
من جدرن إدلب إلى غزة الجرح النازف، تتجسد روح التآخي إحساسا بالألم وعجز عن التضامن إلا من بعيد، فما زالت جدران إدلب المهدّمة تحتفظ ببصمات الحرب، وما زالت الحياة تُقتل في غزة، في واقع لم تعد فيه الكلمات تفيد فأصبحت الريشة بالألوان ترسم ملامح التضامن.
حمل الفنانان التشكيليان عزيز الأسمر وأنيس حمدون ريشتهما ليحوّلا الركام إلى لوحة تنطق بالإنسانية، على ما تبقى من تلك الحيطان المتشققة، ارتسمت وجوه أطفال غزة وأمهاتها الثكالى، كأن الألوان تنسج حكاية مدينة تعيش الموت مع كل طرفة عين، لتطلق صرخةً صامتة تروي للعالم أن الحياة لا تزال ممكنة وستنهض يوما من تحت الرماد.
الجداريات التي يرسمها الفنانان لم تكن مجرد ضربات فرشاة، بل كانت لغة دموعٍ وأمل، وجسورا بين مدينتين وحدتهما الجراح، لتكون هذه اللوحات في شوارع إدلب تاريخا وأرشيفا يقرؤه كل المارة لتبقى قضية فلسطين العربية حاضرة.
الفنان الغرافيكي عزيز الأسمر في حديث خاص للجزيرة نت قال إن القضية واحدة من سوريا إلى غزة ونحمل الوجع نفسه الذي يذوقه الشعب في غزة لأننا في إدلب ذقناه على يد إجرام النظام البائد وحلفائه، ونحن نعيش التوأمة مع أهلنا في فلسطين، فالذي يؤلمهم يسبب لنا نفس الألم.
وأوضح الفنان التشكيلي أنيس حمدون في حديثه الخاص للجزيرة نت أن هذه الرسومات على الجدران المدمرة هي بمثابة توجيه رسالة إلى كل العالم لما يحصل من إجرام إسرائيلي بحق أهل غزة من خلال جدران المدارس في سوريا.
وأضاف أن الرسالة التي نريد إيصالها بكل وضوح أن استهداف واغتيال وإسكات عين الحقيقة المتمثلة في الصحفيين في غزة من قبل العدوان الإسرائيلي، تضعنا أمام واجب النصر من خلال الريشة التي نملك ونستطيع من خلالها الرسم لتكون السبيل الذي يقف لجانب الصحفيين الذين يضحون بأنفسهم لتصل صورة الإبادة الجماعية بحق الشعب في غزة للعالم.
إعلانأما الفنان الغرافيكي عزيز الأسمر فقال إننا هنا في سوريا ومن إدلب نعتبر القضية الفلسطينية قضيتنا، والشعب الفلسطيني اليوم يتعرض لانتهاك حقوق الإنسان من دون أي قيم أو مراعاة للحقوق التي تنص عليها القوانين الدولية، فالأطفال يقتلون والصحفيون يتم اغتيالهم لإسكات صوتهم.
وأضاف أننا منذ بدء الحرب في غزة نواكب الأحداث كلها التي تحدث في فلسطين بشكل عام، وفي غزة بشكل خاص، بعد العدوان الإسرائيلي، ونعبر عن تضامنا معهم من خلال نقش الرسومات على الجدران، وتحديدا على جدران بيوتنا التي هدمت على يد طيران بشار الأسد وحلفائه، وهذا ما نستطيع أن نتضامن فيه معهم.
ويقول الأسمر: الرسومات التي تحملها الجدران المدمرة وجدران المدارس بمثابة رسالة لأهلنا في فلسطين "نحن معهم، والشعب واحد، والجرح واحد، والقضية واحدة"، إذا تألموا، نتألم نحن أيضا.
رسمنا الصحفي أنس شريف مراسل الجزيرة ورسمنا الصحفية مريم أبو دقة، الذين استشهدوا على يد الإسرائيليين، لتوثيق هذا الإجرام. وقد وضعنا هذه الرسومات على جدران المدارس، حتى يعرف الطلاب، خاصة الصغار منهم، عن القضية الفلسطينية، ويتعلموا التاريخ من خلال الفن، فهذه اللوحات تعتبر وسيلة توثيق وأرشفة للأحداث لأنها على جدران مدارسهم. ففي كل صباح يشاهدونها.
ولفت إلى أن الرسم على الجدران تجسيد لإجرام الإسرائيليين، قصفوا المشافي والمدارس، وحتى الأماكن التي كان فيها الجامعات، لذلك رسمنا لوحة عن "مجزرة المصلين" التي أدت لاستشهاد العشرات أثناء تأديتهم الصلاة في المسجد.
وفي هذا السياق، رسمنا طفلا فلسطينيا صامدا، حاملا خبزا وقطعة نقدية، وكانت الرسالة موجهة للعالم أن الإسرائيليين في إجرامهم لم يكتفوا بالحصار، بل رافقه القصف والتدمير الذي طال حتى الأطفال الذين أصبح الجوع يتملك من أجسادهم النحيلة بسبب الحصار.
كما جسدنا بالرسومات الهدنة التي جاءت بعد 466 يوما منن الحرب على غزة، والتي استبشرنا بها خيرا لعل أهل غزة يلملمون بها جراحهم ولكن سرعان ما تم نقضها وعادت إسرائيل لتنفيذ إجرامها.
وأضاف الأسمر: كنا دائما نحاول الربط بين أحداث الثورة السورية وما يحدث في غزة، في ظل القيود المفروضة على الصحفيين، وأحيانا تعرضهم للاستهداف الجسدي، واستشهاد العديد منهم. كان دورنا تقديم الصورة للعالم كجهة ثالثة، لتأكيد أهمية حرية التعبير والوصول إلى الحقيقة، وضمان توثيق الأحداث كما هي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات على جدران إلى غزة من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
تامر حسني يعيد الحياة لأساطير المسرح المصري بالذكاء الاصطناعي (فيديو)
#سواليف
أحيا الفنان #تامر_حسني ذكرى #رموز_الفن و #المسرح_المصري بطريقة مبتكرة خلال مشاركته في حفل الدورة الثامنة لمهرجان نقابة المهن التمثيلية.
وقدم تامر حسني لأول مرة أغنيته الجديدة “من كان ياما كان” بشكل حي، مصحوبة بفيديو كليب أُنتج باستخدام تقنية #الذكاء_الاصطناعي من إعداد شركة TH Productions.
أنا عينيا دمعت من الفيديو الرائع ده ????????????????????????
برافو #تامر_حسني فكره جميله لتكريم عظماء المسرح في #مصر حركت وأحيت جوانا ذكريات ومشاعر جميله
من الزمن الجميل ???? pic.twitter.com/sLLh11P0og
واستعرض الفيديو أبرز عمالقة المسرح المصري منذ تأسيسه، من بينهم: شريهان، عادل إمام، محمد صبحي، أحمد بدير، سهير البابلي، سميحة أيوب، يوسف وهبي، وعلي الكسار، وغيرهم من الأساطير الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ الفن العربي.
كما تضمن العمل المبتكر مقتطفات صوتية من مسرحيات أيقونية مثل “مدرسة المشاغبين” و”ريا وسكينة”، إلى جانب لقطات بارزة من عروض شريهان وسمير غانم، ما أضفى على الحفل أجواءً عميقة من الحنين والبهجة أثرت في نفوس الحاضرين.
احنا المصريين يا جدعان????????????????
تامر حسني يقدم أغنية تكريم عظماء تاريخ المسرح والفن المصري والعربي
(من كان ياما كان) من حفل مهرجان نقابة المهن التمثيلية pic.twitter.com/JKcnljnr3w
ونال الفيديو استحسانًا واسعًا من نقابة المهن التمثيلية والجمهور على حد سواء، ما دفع النقابة إلى تكريم تامر حسني بمنحه شهادة تقدير لجهده الإبداعي واحترامه لتاريخ الفن المصري.
ومن جانبه، عبر الفنان عن امتنانه عبر منشور على إنستغرام، شكر فيه القائمين على الحفل، وعلى رأسهم النقيب أشرف ذكي، وطلاب معهد الفنون التمثيلية، وجميع أعضاء فريق العمل الذين ساهموا في إعداد هذا العمل الفني المميز.