البكالوريا الجديدة.. معركة تحرير التعليم من قبضة «السناتر»
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
فى مصر، لا يوجد بيت لم يكتوِ بنار الثانوية العامة. سنوات طويلة عاش فيها الطلاب وأولياء الأمور تحت رحمة امتحان واحد يحدد المصير، ودفتر حسابات ثقيل يبتلع مدخرات الأسر فى دروس خصوصية و«سناتر» عملاقة. ولم يكن غريبًا أن تتحول هذه «الثانوية» إلى كابوس جماعى، يتوارثه جيل بعد جيل، حيث باتت قيمة الطالب فى «درجاته» لا فى عقله، ومستقبل الأسرة مرهوناً بملخص أو درس خصوصى أو توقعات معلم شهير.
لكن حين ظهر النظام الجديد، البكالوريا الجديدة، بدا الأمر أشبه بزلزال تربوى يهدد أركان «إمبراطورية السناتر». فجأة، أصبح الخطر يهدد جيوباً امتلأت لعقود، ونفوذاً ترسخ حتى صار فوق المدرسة نفسها. ومن هنا بدأت الحرب.
لماذا يخشون البكالوريا الجديدة؟
١- لأن الامتحان لم يعد «فرصة واحدة»
النظام القديم كان يقوم على ورقة امتحان واحدة، تسقط أو ترفع، تحدد العمر كله. وهذا جعل الطالب يعيش فى حالة رعب دائم، والأسر تدفع الغالى والنفيس خوفاً من الرسوب.
أما فى البكالوريا الجديدة، فالتقييم أصبح ممتداً ومتدرجاً، بفرص متعددة تعطى الطالب أكثر من مساحة للنجاح والتقدم. وبذلك ينهار «سلاح الخوف» الذى كان أساس تجارة «السناتر».
٢- لأن المواد الدراسية أقل
أكبر ضربة وجهتها البكالوريا الجديدة لأصحاب «السناتر» أنها قلّلت عدد المواد الدراسية. وهذا يعنى أن سوق الدروس الخصوصية سينكمش تلقائياً إلى أقل من النصف، وأن أرباحاً طائلة ستتبخر فى الهواء. فكيف لهم أن يقبلوا بذلك؟
٣- لأن الفهم حلّ محل الحفظ
كانت تجارة «السناتر» قائمة على الملخصات والمذكرات «السحرية»، والاعتماد على التوقعات وحفظ نماذج الإجابة. لكن البكالوريا الجديدة جاءت بأسئلة تقيس الفهم، التفكير النقدى، والقدرة على التحليل. ومع هذا التغيير، تفقد تجارة «الحفظ الأعمى» قيمتها بالكامل.
٤- لأن المدرسة عادت إلى قلب المشهد
فى النظام القديم، كان الطالب يذهب إلى المدرسة فقط من أجل الحضور الشكلى، بينما حياته التعليمية الحقيقية تدور داخل «السنتر». لكن اليوم، مع النظام الجديد، المدرسة استعادت مكانتها، والمعلم داخل الفصل أصبح المرجع الأول، لا معلم «السنتر» الذى كان يتعامل مع الطالب كـ«زبون» لا «إنسان».
٥- لأن الأسرة تتحرر من الابتزاز المالي
مليارات الجنيهات كانت تذهب كل عام إلى جيوب أصحاب «السناتر»، على حساب لقمة العيش، وراحة الأسر، وكرامتها أحياناً. اليوم، مع البكالوريا الجديدة، بدأت الأسر تلتقط أنفاسها. العبء المالى أخف، والقلق أقل، والطالب لم يعد بحاجة إلى «تذكرة نجاح» من «السنتر».
أسلحة الحرب ضد البكالوريا الجديدة
حين شعر أصحاب المصلحة بالخطر، لم يواجهوا النظام بالحجج العلمية، بل أطلقوا قذائف من الشائعات:
«النظام معقد ومستحيل».
«الطلاب لن ينجحوا».
«الامتحانات غير مفهومة».
«المستقبل فى خطر».
لكن الحقيقة أن هذه الادعاءات ليست سوى فزاعات لإبقاء الطالب أسيراً للخوف، وإبقاء الأسرة رهينة لجيوبهم.
من الرابح ومن الخاسر؟
الخاسرون:
أصحاب «السناتر» الذين خسروا نصف تجارتهم على الأقل.
المعلمون الذين اعتادوا الشهرة والسطوة بعيداً عن المدرسة.
تجار الملخصات والمذكرات.
الرابحون:
الطالب الذى صار يُقاس بقدراته لا بدرجة عابرة.
الأسرة التى تحررت من نزيف الجيوب المستمر.
المدرسة والمعلم الشريف الذى يعمل بضمير داخلها.
الوطن الذى يربح جيلاً جديداً يفكر ويبدع بدلاً من أن يحفظ ويكرر.
الحرب على البكالوريا الجديدة ليست صراعاً على ورق امتحان، بل على مستقبل وطن بأكمله. فمن يريد أن يبقى النظام القديم إنما يريد أن يبقى الطالب زبوناً، والأسرة ممولاً، والتعليم سلعة. أما البكالوريا الجديدة فهى محاولة جادة لإعادة التعليم إلى جوهره: رسالة لبناء العقول والإنسان.
ولذلك، كلما ارتفع صراخ أصحاب «السناتر»، تيقنّا أكثر أن التغيير أصابهم فى مقتل… وأننا نسير بالفعل على الطريق الصحيح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دروس خصوصية البکالوریا الجدیدة
إقرأ أيضاً:
عقب وفاة طالب.. عزل مديرة مدرسة STEM ببني سويف وإحالة الواقعة للنيابة العامة بعد ثبوت الإهمال
أحال الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، واقعة وفاة الطالب أدهم عاطف بالصف الأول الثانوي بمدرسة STEM للمتفوقين ببني سويف، للنيابة العامة، وذلك بناءً على تقريري مديريتي التربية والتعليم والصحة، واللذين أثبتا وجود إهمال جسيم في التعامل مع حالة الطالب الصحية.
محافظ بني سويف يحيل واقعة وفاة طالب STEM للنيابة
وتواصل محافظة بني سويف التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بشأن الواقعة والإجراءات المتخذة تجاهها، حيث أنه تم عزل مديرة المدرسة من منصبها بالتنسيق مع الوزارة بعد ثبوت الإهمال الجسيم وفقًا لتقارير مديريتي الصحة والتعليم، مع التأكيد على أن المدرسة تتبع الإدارة المركزية بالوزارة وليست تابعة لمديرية التربية والتعليم بالمحافظة.
وبحسب تقرير مديرية الصحة ببني سويف، فقد تعرض الطالب لبرد شديد، وأن سوء التعامل الإداري مع حالته أدى إلى حدوث مضاعفات، فيما أكد وكيلا الصحة والتعليم أن الوضع داخل المدرسة آمن ومطمئن، وأن هناك متابعة مستمرة لضمان سلامة جميع الطلاب.
روايات متداولة حول وفاة طالب STEM ببني سويف
وفي سياق متصل، تداولت منشورات لعدد من الطلاب وأولياء الأمور بمدرسة المتفوقين STEM ببني سويف روايات حول وفاة الطالب، مساء أمس، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة داخل المدرسة لكونها مدرسة داخلية، وسط اتهامات للإدارة بعدم التعامل بالشكل المناسب مع حالته. وبحسب المصادر، فإن ولي أمر الطالب كان قد أبلغ المدرسة بأن ابنه مريض وغير قادر على الحضور، إلا أن الإدارة ـ وفقًا للروايات ـ تمسكت بضرورة حضوره بسبب وجود امتحانات.
وجاء بمنشورات الطلاب المتداولة أن الطالب بدأ يعاني من أعراض شديدة داخل المدرسة، وكان يتردد على الممرضة التي اكتفت بإعطائه مسكنات، فيما استمرت الإدارة في مطالبته بحضور الحصص، وأنه نُقل لاحقًا إلى غرفة معزولة تُستخدم عادة للعمال وبعيدة عن الفصول، وتم تقديم الطعام له داخل الغرفة رغم عدم قدرته على تناوله، قبل أن تتدهور حالته بشكل ملحوظ ليُنقل إلى المستشفى حيث توفي أمس متأثرة بحالته المرضية.
الطلاب غادروا المدرسة خوفًا من وجود فيروس
وجاء برويات بعض اولياء الأمور، أن مديرة المدرسة جمعت الطلاب عقب إعلان الوفاة، وأخبرتهم ـ حسب ما نُشر ـ بأن المدرسة غير مسؤولة عن الحادث تمامًا، وقد غادر بعض الطلاب السكن عقب الواقعة خوفًا من وجود فيروس، متهمين إدارة المدرسة بالإهمال الطبي والتضييق على الطلاب.
تقديم 1172 خدمة طبية في قافلة مجانية بني سويف محافظ بني سويف يتابع تنفيذ حلول شكاوى المواطنين باللقاء المفتوح الأخير مستشفيات جامعة بني سويف تصدر بيانًا بشأن حالة مريضة أثارت جدلًا على السوشيال ميديا ضبط 15 إشغال طريق و8 محال دون ترخيص بمدينة بني سويف الجديدة محافظ بني سويف يوجه برفع حالة الطوارئ استعدادًا لمواجهة تقلبات الطقس الشتاء دّق البيبان.. أمطار غزيرة تضرب بني سويف والمحافظة تدفع بسيارات شفط المياه (صور) محافظ بني سويف يلتقي رئيس هيئة تنمية الصعيد لمتابعة المشروعات الجارية (صور) بتوجيه محافظ بني سويف.. تمثال الإمام البوصيري يستعيد بريقه بميدان المحطة محافظ بني سويف يكرّم مشرف عمليات الإسعاف لإنقاذه عامل نظافة تعرض لتوقف تنفس مفاجئ بني سويف تخصص أرقام بديلة للإسعاف عقب عطل مفاجئ في خط الطوارئ 123