هل يعيد الأمير محمد الحسن الرضا المملكة السنوسية إلى ليبيا؟
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
وتشهد ليبيا حراكا ينادي بعودة الملكية، وخصوصا بين الأجيال الجديدة التي لم تعش فترة السنوسية ولا فترة معمر القذافي، والتي بدأت تتعرف على الشكل الحقيقي للملكية التي تم تشويهها، كما قال الأمير محمد الحسن الرضا، خلال بودكاست "مغارب".
ولا يبدو العمل على إحياء الملكية جديدا، فقد بدأ العمل عليه بعد وفاة ولي العهد السابق الحسن الرضا سنة 1992، حيث كانت الأوضاع متأزمة في ليبيا، حسب المتحدث.
وقد تعالت الأصوات المنادية بعودة الملكية، التي أقيمت في ديسمبر/كانون الأول 1952، لإنقاذ البلاد من المستنقع الآسن الذي وقعت فيه، حسب وصف السنوسي، الذي قال إن الوضع الراهن "لا يليق بليبيا ولا بشعبها، وهو ما وسع رقعة المطالبين بعودة الملكية التي يمثلها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
ويجد هذا المطلب رواجا -حسب السنوسي- في أوساط الشباب الذين لن يعاصروا الملكية ولا القذافي، بعد اكتشافهم ما كانت تعيشه ليبيا من استقرار سياسي ودستوري، كما يقول السنوسي.
ليس حنينا وإنما اكتشاف للحقيقةولا يعتبر السنوسي هذا نوعا من الحنين إلى أساطير لم تكن موجودة، لكنه يصفه بأنه "حراك مدفوع باكتشافهم لحقيقة أن الملكية لم تكن على هذه الصورة الوحشية التي صبغتها بها آلة القذافي الإعلامية".
ولا يريد السنوسي التنكيل بمن أسقطوا نظام أجداده ولا الثأر منهم، ويقول إن عائلته كانت دائما في خدمة الليبيين والمسلمين، ولم تنتقم لنفسها أبدا رغم ما تعرضت له من تنكيل وصل حد نبش قبور سادتها وعلى رأسهم الإمام محمد بن علي السنوسي، الذي ألقيت رفاته في الصحراء ولم يعرف له مكان حتى اليوم.
وعلى عكس ما رسخته السينما العالمية للدولة السنوسية كمتحالفة مع الاستعمار، يقول السنوسي، إن الحركة السنوسية هي من قادت الجهاد ضد الاستعمار وتنظيم صفوف المجاهدين، وإن عمر المختار كان يعمل تحت إمرة السيد أحمد الشريف والملك إدريس شخصيا.
إعلانوأسس إدريس السنوسي حركة تعليمية وإصلاحية لتنشئة المواطن الليبي ونشر الإسلام في بعض مناطق أفريقيا، ولم يكن متحالفا مع الاستعمار ولا فاسدا كما يشاع، حتى لو كانت لديه سلبيات ككل الأنظمة الحاكمة.
كما أسس أيضا نظاما برلمانيا ودستوريا وإداريا قويا من لا شيء وفي ظروف صعبة لأنه لم يرث عرشا، كما بنى المدارس والمستشفيات وأسس لدولة حديثة، لكن نظام القذافي دفع أموالا طائلة لتشويه سمعة الملكية السنوسية.
ومع ذلك، يرفض الأمير محمد رضا ممارسة هذا السلوك مع نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، ويقول إن وضعه في المناهج أمر ضروري، حتى يحدد الليبيون بأنفسهم إن كان صالحا أو طالحا.
وحتى من انقلبوا على السنوسي، من جيشه الذي أسسه سنة 1940، تعلموا في المدارس التي أنشأها وفي الكلية العسكرية التي أسسها وأقسموا على الولاء له ثم انقلبوا عليه.
الحل الوحيدوولد الأمير سنة 1962، في عهد الملكية، وكان أبوه وليا للعهد، ثم سقطت الملكية في 1969، وآنذاك وصلت "فرقة بقيادة أحد الانقلابيين، لكنها غادرت لأنها ظنت البيت خاليا من سكانه.
ثم جاءت فرقة أخرى بقيادة أحمد الحريري فاقتحمت البيت من النوافذ وعندما دخل وجد ولي العهد أمامه فأدى له التحية العسكرية، وعندما تفوه بعض الجنود بكلمات غير لائقة نهرهم الحريري وأمرهم بالانصراف.
وبعد ذلك، أبلغ الحريري ولي العهد أنه مكلف بالقبض عليها، فذهب معه، وبقيت الأسرة في البيت حتى جاء جد الأمير محمد لأمه واصطحبهم معه إلى بيته.
ولم يتطلب الانقلاب كثيرا من الجهد لاعتقال ولي العهد، لأنه لم تكن هناك حراسات كبيرة ولا اتصالات سوى هاتف منزلي تم قطعه، وانتهى الأمر.
ورأى السنوسي أن عودة الملكية ستكون جامعة دون تمييز، وقال إنها ستضم كافة الأطياف، وستعمل على تقريب وجهات النظر وتجنيب لغة السلاح، لأنها ستستمد شرعيتها من الملك السنوسي الذي لم يفرض نفسه ملكا وإنما طُلب للحكم، وجاهد الاستعمار.
ومع اختلاف الزمن وتغير الظروف، فإن الشكل الجديد للملكية التي يريد الأمير محمد حسن الرضا، يقوم على التوافق وعدم الإقصاء، ويقول إنه لم يعد هناك بديل لهذا النظام الذي يخضع فيه الجميع بمن فيهم الملك للدستور، بعدما وصلت البلاد لطريق مسدود، باعتراف الجميع.
Published On 10/9/202510/9/2025|آخر تحديث: 18:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:43 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الأمیر محمد ولی العهد
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.
وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.
وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".
وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.
وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".