تغريدة كشفت.. ومصادر أكدت
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
تغريدة كشفت.. ومصادر أكدت
أحمد عثمان جبريل
ليست كل الحروب تُخاض بالسلاح، ولا كل مسارات السلام تُعلن في وضح النهار.
ما يجري في الظل أحيانًا، هو ما يملك القدرة على كسر الجمود، وإعادة هندسة الأمل.
هذا المقال محاولة للاقتراب من تلك التحركات غير المعلنة التي بدأت تتشكّل، بهدوء، بين فاعلين حقيقيين في المشهد السوداني.
ما بين تسريبات وتأكيدات، وشواهد تتقاطع بين الداخل والخارج، نحاول هنا أن نقرأ ما لم يُكتب بعد، وأن نستبق اللحظة التي قد تصبح عنوانًا جديدًا لبداية سودان مختلف.
❝السلام ليس أن تُسكت البنادق، بل أن تُنصت القلوب لبعضها البعض.❞
— جبران خليل جبران
1في الوقتٍ الذي تتقاطع فيه مسارات الحرب والأمل في السودان، وتتشابك الخطوط بين الانقسام والسعي نحو التلاقي، تبرز إشارات تحمل بين طياتها ملامح تحولات حقيقية في المشهد السياسي والإنساني على السواء. فبحسب ما أفضت به مصادر رفيعة في تحالفي «صمود» و«تأسيس» فقد شهدت الأيام الماضية فعلا، لقاءات غير مسبوقة بين قيادات بارزة في هذين التحالفين وعدد من أعضاء مجلس السيادة، في محاولة وُصفتها ذات المصادر بأنها اختبار جاد لإمكانية فتح مسار للحوار المباشر، يعيد ترتيب أولويات الحرب، ويفتح بابًا لتسوية طال غيابها.
2وقد أكدت المصادر، التي تحدثت إلينا، انعقاد تلك اللقاءات فعلاً مع المكون العسكري تحديدًا، في خطوة غير معلنة، مبينة بأنها جاءت متسقة تمامًا مع ما كشفته تغريدة لافتة نُشرت أمس لرئيس تحرير صحيفة “السوداني”.. التغريدة بدت إشارة مبكرة إلى ما يجري خلف الأبواب المغلقة، وهو ما أكدته لاحقًا مصادر مطلعة من داخل التحالفين، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات ليست معزولة بل “مبنية على تفاهمات داخلية بدأت تنضج في صمت”.
3وفي موازاة هذا الحراك الداخلي، أفادت مصادر دبلوماسية متقاطعة أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” أجرى زيارة إلى دولة عربية مهمة خلال اليومين الماضيين، ناقش فيها تطورات الوضع في السودان وسبل تفعيل الوساطات الإقليمية. ووصفت هذه اللقاءات بـ”الإيجابية” وقالت إنها قد تفتح المجال أمام دعم دولي أكثر تنسيقًا، يواكب الحراك الجاري داخل السودان نفسه.
4هذه التطورات جاءت في وقت تعمل فيه الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر) بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، على إعادة تفعيل المسار السياسي السوداني على قاعدة جديدة.. حيث تشير المعطيات إلى أن الفاعلين الإقليميين والدوليين باتوا أكثر حسماً في ضرورة كسر الجمود، وعدم ترك المشهد رهينة لأجندات تعرقل فرص السلام أو تحوّله إلى تفاهمات فوقية لا تعالج جذور الأزمة.
5غير أن هذه التحركات لم تمر دون انزعاج في معسكر الإسلاميين، الذين يرون في أي مفاوضات تجري خارج إشرافهم أو معرفتهم تهديدًا وجوديًا لموقعهم في مستقبل السودان. وتقول مصادر مطلعة إن التسريبات التي بدأت تظهر حول هذه اللقاءات، تُشبه إلى حد كبير ما جرى سابقًا من تسريبات تتعلق بمفاوضات المنامة، وإن هناك أصابع معروفة من داخل تيار الإسلاميين هي من قامت بذلك عمدًا لعرقلة المسار، وخلط الأوراق إعلاميًا قبل نضجها سياسيًا.
6وتضيف ذات المصادر، أن المكون العسكري، بخلاف ما يروَّج في بعض الدوائر، يبدو اليوم “على قلب رجل واحد” في مقاربته للحوار، وهو ما يُقلق التيار الإسلامي، الذي اعتاد الرهان على التناقضات داخل المؤسسة العسكرية.
ويبدو أن هذا الانسجام النسبي أضعف قدرة الإسلاميين على المناورة، وجعلهم في موقع دفاعي مع تزايد الضغط الرباعي والدولي عليهم لتقليص نفوذهم في المشهد، في عملية تشبه- بشكل متدرج- ما جرى مؤخرًا مع حركة حماس في قطاع غزة، من تحجيم سياسي وعزلة إقليمية ودولية، انتهت بهم إلى خروجهم من المعادلة السياسية وتسليم سلاحهم.
7وبينما تستمر اللقاءات في الظل، يتساءل كثيرون: هل نحن أمام لحظة انفراج حقيقي؟ أم مجرّد جولة أخرى من محاولات جس النبض؟.. المؤشرات حتى الآن توحي بأن الحراك هذه المرة أكثر جدية، وأكثر تماسكًا من سابقاته، خصوصًا في ظل انخراط عناصر من عمق القوى المتصارعة، وليس من الأطراف غير المؤثرة.
8ما يعزّز جدية هذا المسار هو وجود إرادة إقليمية واضحة في الدفع نحو تسوية، بالإضافة إلى أن القوى المحلية باتت تدرك تدريجيًا أن الحرب لم تعد تُنتج واقعًا جديدًا، بل تستنزف الجميع.. ومع هذا الفهم المشترك، تصبح طاولة الحوار أقل تكلفة من كلفة الميدان، وأقل إيلامًا من دوامة التصعيد المفتوح.
9إن ما يجري اليوم، برغم طابعه الهادئ، قد يكون البذرة التي طال انتظارها، والتي يمكن أن تُثمر إذا ما جرى تحصينها من التسريبات، ومن محاولات الإرباك السياسي.. الشعب السوداني، الذي أنهكته الحرب، يستحق مسارًا مختلفًا، يُبنى على الإنصات، لا على الاستعراض. وهذه الاختراقات، مهما بدت متواضعة، قد تكون بداية لانعطافة وطنية، يتقدّم فيها صوت الوطن على صدى السلاح.
إنا لله ياخ.. الله غالب.
الوسومأحمد عثمان جبريل الإسلاميين الإمارات الاتحاد الأفريقي الجيش الرباعية الدولية السعودية السودان المنامة الولايات المتحدة تحالف تأسيس تحالف صمود مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإسلاميين الإمارات الاتحاد الأفريقي الجيش الرباعية الدولية السعودية السودان المنامة الولايات المتحدة تحالف تأسيس تحالف صمود مصر
إقرأ أيضاً:
المصريين : كلمة الرئيس السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر أكدت جاهزية الجيش ووطنيته
قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر 1973 تعد خطابًا وطنيًا بامتياز، يجمع بين الفخر بالتاريخ العسكري المجيد والرؤية الثاقبة للمستقبل التنموي والسياسي لمصر، موضحًا أنها كلمة ذات أبعاد متعددة، تستحق الإشادة لعمق رسائلها وقوة تأثيرها.
وأضاف "أبو العطا"، في بيان، أنه من أبرز جوانب الإشادة في خطاب الرئيس السيسي هو الربط المُحكم بين إرث أكتوبر ومسيرة البناء الحالية، ولم يجعل الرئيس الكلمة مجرد استذكار احتفالي، بل حولها إلى منهج عمل ودفعة معنوية للمرحلة الراهنة، موضحًا أن الإشارة إلى أن النصر لا يمنح، بل ينتزع وأن التخطيط المحكم، وتماسك الجبهة الداخلية، والعمل المخلص هي مفاتيح النصر، هي رسالة واضحة لكل مصري بأن معركة التنمية والبناء اليوم تتطلب نفس العزيمة واليقين التي خاض بها أبطال أكتوبر حربهم.
وأوضح رئيس حزب "المصريين"، أن الربط بين روح أكتوبر وبناء مصر الجديدة يمنح المشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها البلاد شرعية وطنية وتاريخية، مؤكدًا على العمل الجاد لجعل مصر في مصاف الدول الكبرى في عالم لا يعترف إلا بالقوياء تعد دعوة صريحة للعمل والتفوق، مشيرًا إلى أن حكمة القيادة المصرية تتجلى في تناول ملف السلام، حيث يُرسخ الخطاب ثوابت السياسة الخارجية المصرية، والتأكيد على أن السلام يجب أن يُبنى على دعائم العدالة والإنصاف وليس بالقوة، هو موقف راسخ ومبدئي.
ولفت إلى أن الإشادة بالسلام الذي أسسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات كنموذج تاريخي للسلام العادل والشجاع تؤكد على أن الحلول يجب أن تضمن الحقوق، موضحًا أن وضع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية كشرط أساسي لتحقيق السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، هو تأكيد على عمق الموقف المصري وصدقه تجاه القضية المحورية للأمة العربية، منوهًا بأن توجيه التحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته لوقف إطلاق النار في غزة يعكس الدور المصري المحوري كضامن للاستقرار ومهندس للسلام، مع التأكيد على أن وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو المسار السياسي العادل والدائم.
ونوه بأن خطاب الرئيس السيسي تضمن رسالة طمأنة بالغة الأهمية للشعب المصري حول جاهزية الجيش ووطنيته، حيث أن الإشارة إلى أن جيش مصر قائم على رسالته وجيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم تمنح الشعب شعورًا بالأمان في ظل التحديات الإقليمية، موضحًا أن التحية المجددة لأرواح الشهداء الأبرار والجنود الأبطال هي تكريم يليق بتضحياتهم، وتجديد للعهد بين القيادة والقوات المسلحة والشعب.
وأكد أن كلمة الرئيس السيسي تعد مرجعًا مهمًا في الأدب السياسي، فهي تذكير بالماضي يُلهم الحاضر، وتثبيت للأسس التنموية والسياسية التي تقود بها مصر سفينتها بثبات وحكمة، موضحًا أنها كلمة ترفع الروح المعنوية وتؤكد على أن إرادة المصريين، التي صنعت الانتصار، قادرة على تحقيق الازدهار والعدل.