الرصاصة لا تزال في جيب الدكتور مدبولي!
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
في مثل هذا اليوم – ذكرى نصر أكتوبر المجيد – وعلى مدى نصف قرن، اعتاد المصريون أن يشاهدوا فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، لكن هذا العام، لم تعد الرصاصة في جيب "محمد أفندي" بطل الفيلم، ولا في جيبي، ولا في جيبك… بل في جيب الدكتور مصطفى مدبولي!
الرصاصة التي في جيب رئيس الوزراء ليست خيالًا، ولا مجازًا، ولا مبالغة، ولا كناية، ولا استعارة أو تشبيه، بل هي قرار حقيقي يوشك أن يصدره: بزيادة أسعار البترول.
فعندما يخرج الدكتور مدبولي قلمه من جيبه ليوقّع هذا القرار، فإنه في الحقيقة يخرج رصاصة من جيبه ويُطلقها على الاسعار فتنفجر في وجه المصريين، ورصاصته تلك ستقتل البعض، وتحطم رأس البعض، وتمزق قلب البعض الآخر، وتحوّل حياة ملايين المصريين إلى جحيم لا ينتهي.
وليس السؤال هنا عن تفاصيل القرار أو نسب الزيادة، بقدر ما هو عن توقيته وأثره: فكيف يمكن لملايين الأسر التي تتنفس بصعوبة تحت ضغط الغلاء أن تتحمل رصاصة جديدة؟.. وبأي منطق تُحمّل الطبقة المتوسطة والفقيرة أعباء أخطاء مالية لم تصنعها؟
وبأي ضمير يُطلب من المواطن أن يدفع ثمن كل خلل في الموازنة؟
ثم هل عجزت عقول الوزراء ومعاونيهم ومساعديهم ومستشاريهم عن إيجاد حلول لعجز الموازنة بعيدًا عن جيوب المصريين؟
هل فكروا مثلًا في تقليل نفقات مكاتب الوزراء، أو خفض بدلاتهم، أو ترشيد مواكبهم، أو تقليص أعداد المستشارين، أو محاربة الفساد المالي والإداري في الوزارات والهيئات الحكومية، وهو ما سيوفر مليارات الجنيهات لموازنة الدولة؟
الحقيقة التي لا ينكرها أحد هي: أن الشعب المصري صبور حمول، ولا يرفض الإصلاح مهما كانت مرارته، ولكن ما يرفضه هو أن يكون الإصلاح على حساب الفقراء، أو أن تتحول دعاوى الإصلاح إلى دوامة لا نهاية تجرّ الأسر المستورة إلى بحور الفقر والعوز والمهانة.
وطوال عقد كامل من الزمان تحمّل المصريون تبعات دواء الإصلاح المر، ولم يعد في قوس الصبر منزع.
وقبل أن يطلق الدكتور مدبولي رصاصته أدعوه أن يقرأ ما شهدته مصر في واحدة من أصعب فترات تاريخها، وهي الفترة التي سبقت المعركة الفاصلة بين الجيش المصري وجيش المغول.
وقتها كان المغول قوة لا تُقهر؛ أسقطوا الدولة العباسية، واستولوا على إيران والعراق وسوريا، ولم يبق أمامهم سوى مصر.
وكانت مصر في وضع سياسي بالغ السوء؛ فالسلطان الصالح أيوب، آخر حكام الدولة الأيوبية، توفي، وتولت الحكم من بعده زوجته شجرة الدر فقُتلت، وتولى الحكم توران شاه ابن الصالح أيوب فقُتل هو الآخر، ثم تولى الحكم قطز، والبلاد غارقة في اضطرابات سياسية، والناس يعانون ضنك الحياة.
أراد "قطز" أن يفرض ضرائب على المصريين ليجهّز الجيش للتصدي للمغول.
كان المطلب منطقيًا ومقبولًا جدًا، لكن رجلًا عاقلًا حكيمًا اسمه" العز بن عبدالسلام "رفض وقال لـ "قطز": لا تفرض ضرائب على المصريين إلا بعد أن تأخذ أموال المماليك كلها لتجهّز بها الجيش، فإن لم تكفِ فحينها فقط افرض الضرائب على المصريين".
وهذا ما حدث، تم تجهيز الجيش من أموال المماليك، حتى أن بعضهم لم يعد يملك إلا منزله وحصانه وسيفه، ووقتها حقق المصريون نصرًا أسطوريًا على المغول الذين كانوا لا يُقهَرون.
فهل نتعلم شيئًا من هذه الواقعة التاريخية؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات ي مثل هذا اليوم دكتور مصطفى فی جیب
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد: نصر أكتوبر حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأثبت للعالم إرادة المصريين
شهد اللواء أ ح محب حبشي، محافظ بورسعيد، مساء أمس، احتفالات محافظة بورسعيد بالذكرى الـ 52 لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، والتي أقيمت بساحة مصر المطلة على ضفاف قناة السويس، في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز ببطولات القوات المسلحة المصرية.
جاء ذلك بحضور الدكتور شريف صالح رئيس جامعة بورسعيد، والدكتور عاطف علم الدين رئيس جامعة شرق بورسعيد، العميد أ ح مظهر الهبيان، المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وممثل الاوقاف والكنيسة، والمهندس محمد سلامة، عضو مجلس الشيوخ، والاستاذ احمد جوهر عضو مجلس الشيوخ، وعدد من القيادات العسكرية والشعبية والتنفيذية والأمنية، وأبطال القوات المسلحة وأسر الشهداء، فضلًا عن مشاركة طلاب المدارس والشباب وعدد من أهالي بورسعيد.
بدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه عرض فيلم تسجيلي تناول بطولات القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، وما قدمه أبناء الوطن من تضحيات لاسترداد الأرض والعزة والكرامة.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد اللواء محب حبشي أن نصر أكتوبر المجيد سيظل علامة مضيئة في تاريخ الوطن وملحمة خالدة عبرت بمصر إلى مستقبل مشرق، مشيرًا إلى أن هذا النصر أعاد للأمة العربية هيبتها وكرامتها، وقدم درسًا خالدًا في الإرادة والتخطيط والإيمان بالوطن.
وأضاف المحافظ “اليوم ليس يومًا عاديًا، فالنصر العظيم في السادس من أكتوبر حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأثبت للعالم أن إرادة المصريين لا تهزم حيث زرع الله في قلوب أبطالنا الإيمان والعزيمة، فقدموا أروع صور البطولة والفداء. ونحن اليوم نستلهم من هذا النصر روح التحدي والعطاء تحت قيادة وطنية حكيمة تعمل من أجل مستقبل أفضل لمصر.
واختتم محافظ بورسعيد كلمته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار جهود التنمية في مختلف القطاعات، مؤكدا أن بورسعيد ستعاد إلى شكلها التاريخي المميز الذي يليق بعراقتها ومكانتها كأول محافظة رقمية ونموذج يحتذى به في التطوير والتحديث، موجها التهنئة لأبناء بورسعيد وللشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، داعيا الله أن يحفظ مصر قيادة وشعبا.
وتضمن الحفل فقرات فنية واستعراضية قدمتها فرقة ريفيرانس لفن الباليه التابعة لمديرية الشباب والرياضة بقيادة وتدريب الكابتن فيكتوريا، إلى جانب عروض فرقة بورسعيد للموسيقى العربية بقيادة المايسترو رجب الشاذلي، التي قدمت عددا من الأغاني الوطنية التي جسدت روح الانتصار والانتماء للوطن وسط تفاعل كبير من الحضور.
وخلال الإحتفال تم تكريم عدد من أبطال القوات المسلحة المشاركين في حرب أكتوبر وأسر الشهداء تقديرا لعطائهم وتضحياتهم من أجل الوطن.