شهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا لتيارات اليمين المتطرف في مناطق عدة، من أوروبا إلى آسيا وأمريكا، مستفيدة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وخطابات الهجرة والأمن القومي، حيث تتبني هذه الحركات سياسات قومية متشددة، وتروج للقيم التقليدية، وتشكك في المؤسسات الدولية، مما أعاد تشكيل المشهد السياسي الداخلي والدولي

وارتبط صعود اليمين المتطرف بالعديد من الانتهاكات والتصرفات العنصرية، كما تزايد تأثيرها على القضايا العالمية الحساسة، مثل النزاعات الإقليمية وحقوق الأقليات، بما في ذلك حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حيث تتبنى بعض هذه الأحزاب مواقف داعمة للاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر ودعما لمجازره مما زاد من تأثير اليمين المتطرف بعد "عامين من الإبادة" التي يمارسها الاحتلال في القطاع المحاصر فكشفته أمام العالم أجمع وكشفت إجرامه بحق الإنسانية، كما ساهم اليمين بتلك التصرفات بفضح نفسه وكشف الوجه الحقيقي له.



عامان على الإبادة في غزة يكشفان الوجه الحقيقي

وشهد الاحتلال الإسرائيلي صعودا ملحوظا لأحزاب اليمين المتطرف حيث أسفرت انتخابات 2022 عن فوز تحالف "الصهيونية الدينية" بـ14 مقعداً في الكنيست، وهو ما ساهم في تشكيل حكومة ائتلافية بقيادة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

وضمت حكومة نتنياهو شخصيات يمينية متشددة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، واعتمدت سياسات متشددة تجاه الفلسطينيين، تضمنت توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والاقتحامات وزيادة صلاحيات جيش الاحتلال وشرطة في الأراضي الفلسطينية، حيث أظهر تقرير للأمم المتحدة أن هذه السياسات أدت إلى تصاعد التوترات وزيادة عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية مما كشف للعالم أجمع الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، عقب التفات العالم للإبادة الجماعية في غزة.


من جانبه، أشار مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي إلى ارتفاع عدد عمليات العنف ضد الفلسطينيين، بما في ذلك هجمات المستوطنين على المدنيين والممتلكات، مما يعكس تأثير السياسات الحكومية على الواقع الميداني في الأراضي المحتلة.

#شاهد| مستوطنون يقتحمون حائط البراق في المسجد الأقصى؛ لأداء طقوس تلمودية بالتزامن مع دخول "عيد العرش العبري". pic.twitter.com/xHRjV9ekeo — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 6, 2025

 صعود اليمين المتطرف في أوروبا
شهدت أوروبا خلال العامين الأخيرين صعودًا غير مسبوق لأحزاب اليمين المتطرف، في موجة وصفت بأنها "التحول الأخطر" داخل القارة منذ الحرب الباردة، ففي انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024، حققت الأحزاب اليمينية مكاسب كبيرة، إذ تصدر حزب "التجمّع الوطني" الفرنسي بزعامة مارين لوبان النتائج بنسبة 31 بالمئة من الأصوات، فيما فاز حزب الحرية النمساوي (FPÖ) بـ 28.8 بالمئة محققًا أفضل أداء انتخابي له منذ تأسيسه.

 كما واصل اليمين الشعبوي تحقيق تقدم في إيطاليا والمجر وهولندا، حيث أصبحت الأحزاب اليمينية جزءًا من الائتلافات الحاكمة أو القوى المؤثرة في صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي، بحسب بيانات المفوضية الأوروبية وتقارير البرلمان الأوروبي.

اليمين الأوروبي والتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي
ورافق صعود اليمين المتطرف في أوروبا مع تحولات واضحة في المواقف تجاه الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهرت دراسة أجرتها شبكة European Leadership Network (ELNET)  على 317 نائبًا من 29 دولة أوروبية أن نحو 83 بالمئة من المشاركين أكدوا أهمية العلاقة مع إسرائيل، فيما دعا 72 بالمئة منهم إلى توسيع التعاون السياسي والعسكري معها.


ورغم التأييد الرسمي للاحتلال الإسرائيلي كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة "يوغوف" في ست دول أوروبية (ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، الدنمارك والمملكة المتحدة) عن تراجع التأييد الشعبي لإسرائيل إلى أدنى مستوياته، إذ عبر ما بين 13 بالمئة و21 بالمئة فقط من المشاركين عن نظرة إيجابية تجاهها، بينما أبدى أكثر من 60 بالمئة مواقف سلبية، معتبرين أن الحرب على غزة "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

تأثير صعود اليمين المتطرف على القضية الفلسطينية
أثر صعود اليمين المتطرف في إسرائيل وأوروبا بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، ففي إسرائيل، تتبنى الحكومة سياسات تزيد من تعقيد الوضع، مثل توسيع المستوطنات، وفرض قيود على الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، ما أدي إلى كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد طوفان الأقصى، وذلك رغم سنوات من المعاناة لم يعترف أحد بما يحدث في فلسطين.

أما في أوروبا، رغم تزايد التأييد للأحزاب اليمينية المتطرفة إلا أن الوعي الشعبي الذي تسبب فيه طوفان الأقصى، زاد من الغضب من مواقف الاحتلال الإسرائيلي، ومن يؤيده.

ياغي: طوفان الأقصى كشف الوجه الحقيقي لليمين الإسرائيلي وأحلام "إسرائيل الكبرى"

قال المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة الحدث الفاصل الذي كشف الوجه الحقيقي لليمين المتطرف في إسرائيل، مبيّنًا أن ما جرى فضح النوايا الكامنة وراء فكر "إسرائيل الكبرى"، وأظهر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرى نفسه بمثابة "رسول للشعب اليهودي" الساعي لتحقيق حلم إقامة "المملكة الإسرائيلية" التي طالما بشر بها التيار الديني المتطرف.

نتنياهو: أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية، فأنا مرتبط جداً برؤية "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزء مصر. pic.twitter.com/5d52e1KHR9 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 12, 2025
وأضاف ياغي في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن هذا التيار الديني اليميني يسعى إلى بسط نفوذه الإقليمي من خلال السيطرة الاقتصادية والعسكرية، سواء عبر الشركات متعددة الجنسيات أو عبر التحكم في موارد الطاقة مثل الغاز والنفط في البحر المتوسط والساحل السوري واللبناني، مشيرًا إلى أن ذلك يندرج ضمن مشروع اليمين لتوسيع الهيمنة الإسرائيلية على حساب الجغرافيا والسيادة الإقليمية لدول المنطقة.

وأوضح ياغي أن اليمين الإسرائيلي ينقسم داخليًا إلى تيارين رئيسيين؛ الأول هو الصهيونية الدينية، التي يمثلها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهي الأكثر تطرفًا وحدة من حيث الأيديولوجيا والمعتقدات الدينية، حيث تؤمن بإقامة "مملكة إسرائيل التوراتية". أما التيار الثاني فهو اليمين المتدين الصهيوني الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يعد أقل تشددًا نسبيًا لكنه يلوح دائمًا بالانسحاب من الحكومة لإبقاء الضغط على الائتلاف الحاكم.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير يهدد بالاستقالة إذا توقف العدوان الإسرائيلي على #غزة بعد الهدنة#حرب_غزة pic.twitter.com/FrvJ7GNXT8 — قناة الجزيرة (@AJArabic) November 23, 2023


وأشار ياغي إلى أن اليمين الإسرائيلي لم يكن ليصل إلى هذا القدر من التأثير لولا التحالف الحكومي الحالي، الذي سمح له بفرض أجندته داخل الكنيست، مضيفًا أن هذا التيار يتبنى سياسات تهدف للسيطرة على القضاء وتقليص صلاحيات المحكمة العليا، إذ يرى أنها تمثل "عائقًا أمام تنفيذ المشروع التوراتي"، ويسعى لتغيير القوانين بما يتناسب مع أيديولوجيته الدينية المتشددة.

يضغط على الحكومات الأوروبية
وبيّن ياغي أن التطرف المتزايد داخل إسرائيل بدأ يثير قلقًا واسعًا في أوروبا، حيث باتت الأحزاب اليمينية الأوروبية تتحفظ على دعم حكومة نتنياهو بسبب تجاوزاتها القانونية والأخلاقية، بخلاف اليمين الأوروبي الذي، رغم تطرفه، يلتزم بالقانون والمؤسسات، أما داخل إسرائيل، فيرى اليمين نفسه فوق كل سلطة، بما في ذلك القضاء، مما جعله "عبئًا على حلفائه الغربيين".

ممارسات قبل السابع من أكتوبر
وأكد ياغي أن ممارسات اليمين الإسرائيلي في الضفة الغربية قبل السابع من تشرين الأول / أكتوبر، من توسع استيطاني وتضييقات وانتهاكات إنسانية، لم تكن تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، لكن الحرب على غزة كشفت للعالم الوجه الحقيقي لهذا التيار، وأدت إلى تحوّل جذري في الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل.

وختم ياغي بالقول إن تداعيات الحرب الأخيرة أظهرت أن "اليمين المتطرف أصبح وباءً سياسيًا يهدد إسرائيل من الداخل"، بعدما تسبب في عزلة دولية متزايدة، مضيفًا أن تلك التحولات تصب في مصلحة القضية الفلسطينية بعد انكشاف سياسات الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة.


متابعة صحفية| قوات الاحتـ ـلال تطلق قنابـ ـل الغاز خلال المواجهـ.ـات المندلعة مع الشبان في بلدة كفر عقب شمال القدس المحـ ـتلة pic.twitter.com/SNQrlwXhYn — قناة القدس (@livequds) October 7, 2025
صورة زائفة كشفها طوفان الأقصى
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21” أكد عضو المكتب التنسيقي لمبادرة فلسطينيي أوروبا نور الدين عبد الرزاق، إن صعود التيارات اليمينية المتطرفة في العالم، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة واليابان، أسهم بشكل غير مباشر في فضح الاحتلال الإسرائيلي، وكشف حقيقته أمام الرأي العام الدولي، بعد سنوات من الترويج لصورة زائفة عن "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، وأن كان الأصل هو أن طوفان الأقصى هو من كشف تلك الحقائق وكشف زيف اليمين المتطرف.

وأكد عبد الرزاق أن اليمين المتطرف، الذي كان يسعى إلى دعم الاحتلال ومساندته سياسيًا وإعلاميًا، ارتكب أخطاءً استراتيجية فادحة جعلته يظهر أمام العالم كوجه مكشوف للعنصرية والعنف، الأمر الذي أيقظ الضمير الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، وولد موجة تضامن عالمية غير مسبوقة منذ عقود وكشفته حرب غزة وطوفان الأقصى.

المجرم بن غفير يهدد الأسير مروان البرغوثي في زنزانته...
البرغوثي ظهر نحيلا هزيلا وبشكل يظهر ما يتعرض له الأسرى في السجون pic.twitter.com/Q77z9Hlzes — د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) August 14, 2025
فضيحة أخلاقية للاحتلال أمام العالم
وشدد عضو مبادرة فلسطينيي أوروبا على أن الاحتلال الصهيوني، بعد طوفان الأقصى ومن خلال سياسات اليمين المتطرف الذي يهيمن على حكومته، أظهر وجهه الحقيقي أمام العالم، حيث لم يعد يخجل من المجاهرة بسياسات الاستيطان، أو من استهداف المدنيين في غزة والضفة الغربية، أو من مخالفة القوانين الدولية.

وقال إن هذه الممارسات الوحشية، خصوصًا خلال الحرب الأخيرة على غزة، أدت إلى انكشاف الصورة الزائفة التي روّج لها الاحتلال لعقود، باعتباره "الجيش الأكثر أخلاقية" أو "الواحة الديمقراطية" في الشرق الأوسط، لتتحول تلك الادعاءات إلى مادة للسخرية في الإعلام الغربي ذاته.

#عاجل | قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين بقنابل الغاز خلال اقتحامها بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة pic.twitter.com/5tgR48J6Ku — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 7, 2025
إحياء عالمي للقضية وتراجع مكانة الاحتلال
وأكد عبد الرزاق أن هذه التطورات ساهمت في إعادة إحياء القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، بعد فترة من الفتور والنسيان، إذ خرجت مظاهرات حاشدة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وكوريا الجنوبية دعماً لفلسطين، وبدأت أجيال جديدة من الشباب في التعرف على القضية ومتابعة تفاصيلها اليومية.

وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا أظهرت تراجعاً غير مسبوق في تأييد الاحتلال، مقابل تنامي التعاطف مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة.


مواجهة انتخابية عبر بوابة فلسطين
وتحدث عبد الرزاق عن البعد السياسي داخل أوروبا، موضحًا أن القضية الفلسطينية أصبحت محورًا في التنافس بين اليمين واليسار داخل القارة، بعد أن كانت سابقًا قضية هامشية لا تذكر في البرامج الانتخابية.

وقال إن كثيرًا من الأحزاب الأوروبية، خصوصًا اليسارية، بدأت تستخدم موقفها من فلسطين كجزء من خطابها الانتخابي لجذب الناخبين، إذ أظهرت الاستطلاعات أن المواطن الأوروبي بات يحدد صوته بناءً على الموقف من العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أن هذا التطور جعل فلسطين حاضرة بقوة في الخطاب السياسي الأوروبي، سواء من زاوية إنسانية أو حقوقية، مؤكداً أن "القضية لم تعد محصورة في الشرق الأوسط، بل أصبحت معياراً لضمير الإنسانية المعاصر".

فيديو | تظاهرة حاشدة تضامنا مع قطاع غزة في مدينة كراتشي الباكستانية pic.twitter.com/eRe8qWzDbz — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 5, 2025
القانون العنصري وفضح الدعاية الصهيونية
وأشار عبد الرزاق إلى أن إقرار الاحتلال لقانون "القومية اليهودية" عام 2018، الذي ينص على أن إسرائيل هي الدولة القومية لليهود فقط، مثّل تتويجا لسياسات اليمين المتطرف، وكشف طبيعة النظام العنصري بشكل رسمي أمام المجتمع الدولي.

وأوضح أن هذا القانون وغيره من الممارسات، مثل مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات وتجريف أشجار الزيتون وبناء جدار الفصل العنصري، أظهرت أن الكيان الصهيوني قائم على منظومة استعمارية لا تختلف عن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقًا.

نتائج عكسية للعدوان
واختتم عضو المكتب التنسيقي لمبادرة فلسطينيي أوروبا حديثه بالتأكيد على أن سياسات الاحتلال العدوانية، رغم إجرامها، أدت إلى نتائج عكسية تمامًا لما أرادته إسرائيل، إذ ساهمت في توحيد صفوف المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم، وفي إعادة بناء الوعي العالمي بعدالة القضية.

وقال إن "اليمين الصهيوني، بجرائمه وغطرسته، لم يقدم خدمة لفلسطين عن قصد، لكنه أيقظ العالم على حقيقة الاحتلال، وأعاد للقضية زخمها الأخلاقي والإنساني، وهو ما يجب أن نبني عليه في المرحلة القادمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليمين المتطرف عامان على الإبادة اليمين المتطرف طوفان الاقصي عامان على الإبادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی للاحتلال الإسرائیلی صعود الیمین المتطرف القضیة الفلسطینیة الیمین المتطرف فی کشف الوجه الحقیقی طوفان الأقصى أمام العالم عبد الرزاق فی أوروبا pic twitter com بن غفیر فی غزة صعود ا إلى أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز إسرائيل (أرقام)

تعمّقت خسائر الاحتلال الإسرائيلي مع دخول حربه المستمرة على قطاع غزة عامها الثالث، إذ أظهرت المعطيات الرسمية والتقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث في تل أبيب حصيلة هي الأثقل منذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية، على المستويين البشري والاقتصادي، نتيجة اتساع رقعة المواجهات وتعدد جبهات القتال.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية "طوفان الأقصى"، ووصفتها برد مباشر على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

ونفذ المئات من عناصر النخبة في كتائب القسام اختراقًا غير مسبوق عبر 110 نقاط من السياج الحدودي المحيط بغزة، وتوغلوا مسافة وصلت إلى 22 كيلومترًا داخل أراضي الاحتلال، مستهدفين 12 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة.

ووفق معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أسفرت العملية عن مقتل 1179 شخصًا وأسر 251 آخرين، فيما اعتبرت وسائل إعلام عبرية ذلك اليوم "الأكثر سوداوية" في تاريخ الاحتلال.

وزارة الدفاع التابعة للاحتلال أعلنت لاحقًا أن عدد القتلى العسكريين منذ بداية الحرب بلغ 1152، بينهم 487 دون سن 21 عامًا، و141 فوق سن الأربعين، إضافة إلى 6313 مصابًا في صفوف الجيش، منهم قرابة 3000 أصيبوا خلال العمليات البرية في غزة التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023. بينما أشار تقرير معهد الأمن القومي إلى أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 20 ألف مصاب.

الحصيلة تضم قتلى من الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات العمليات الخاصة وأفراد الاستعداد السريع المنتشرين في جبهات غزة، جنوب وشمال فلسطين المحتلة، الضفة الغربية، ولبنان.

وبحسب القناة 12 العبرية، توزعت الخسائر بين 1035 جنديًا، و100 عنصر من الشرطة، و9 من جهاز الشاباك، و8 من حراس السجون.

على صعيد المدنيين، أفادت مؤسسة التأمين الوطني التابعة للاحتلال أن الحرب أسفرت عن مقتل 978 مدنيًا، بينهم 84 أجنبيًا، وأن يوم 7 أكتوبر وحده شهد مقتل 778 مدنيًا. كما قُتل 200 آخرون خلال العمليات اللاحقة، و30 مدنيًا في هجوم "الأسد الصاعد" ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي.

المؤسسة أشارت كذلك إلى معالجة أكثر من 80 ألف مصاب مدني، بينهم 24 مبتوري أطراف، إضافة إلى أكثر من 36 ألف طلب للحصول على "إثبات إعاقة"، تمت الموافقة على ما يقارب 34 ألفًا منها.

الإعاقات توزعت على النحو التالي:

30 ألفًا و462 حالة نفسية

1592 حالة جسدية

1929 حالة مزدوجة (نفسية وجسدية)

ويُظهر توزيع القتلى بحسب الجبهات أن:

1721 قتيلا، بينهم 870 عسكريا، سقطوا في جبهة غزة

78 قتيلا، بينهم 31 عسكريا، في الضفة الغربية

132 قتيلا، بينهم 86 عسكريا، في جبهة لبنان

33 قتيلا خلال القصف المتبادل مع إيران

قتيل واحد و100 جريح جراء هجمات من اليمن

5 قتلى بعمليات مسلحة عند الحدود مع الأردن

كما تسببت الحرب في نزوح نحو 164 ألفًا و500 مستوطن، عاد منهم حوالي 85% بحلول مطلع 2025. وتشير التفاصيل إلى:

74 ألفًا و600 نزحوا من "غلاف غزة"، عاد منهم 90%

68 ألفًا و500 من مستوطنات الشمال

21 ألفًا من مناطق مختلفة بعد القصف الإيراني

وبحسب ذات التقرير، هاجر حوالي 76 ألفًا من الأراضي المحتلة خلال العام الأول من الحرب، فيما تقدم 119 ألفًا بطلبات تعويض عن أضرار لحقت بممتلكاتهم، منها 44 ألفًا بسبب الصواريخ الإيرانية، و27 ألفًا جراء القصف من لبنان.

على صعيد الهجمات الصاروخية، قال معهد الأمن القومي إن الاحتلال تعرض منذ اندلاع الحرب إلى:

17,300 صاروخ و593 طائرة مسيرة من لبنان

10,200 صاروخ و51 طائرة مسيرة من غزة

950 صاروخًا و1380 طائرة مسيرة من إيران

500 صاروخ من اليمن

45 صاروخًا من سوريا

وتشير الخلاصة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه منذ بدء الحرب خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية غير مسبوقة منذ تأسيسه، وسط تصاعد الضغط الداخلي، وتزايد معدلات الهجرة، واستنزاف في الموارد، وتوتر في الجبهة الداخلية.

ومن الجدير بالذكر، أن الإعلام الرسمي لجبهات المقاومة ، قد شكك في عدة مناسبات بالرواية الرسمية للاحتلال الإسرائيلي حول الخسائر البشرية في صفوف القوات المقاتلة، إذ تؤكد الجبهات أن العدد الحقيقي للخسائر يصل لعدة أضعاف ما يعترف به الاحتلال، وذلك ضمن سياسة إعلامية ونفسية، وهو ما يؤكده محللون وخبراء عسكريون بناء على معطيات المعارك والمشاهد المصورة التي تبثها فصائل المقاومة.

في المقابل، ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ نحو 67 ألفًا و173 شهيدًا، و169 ألفًا و780 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب استشهاد 460 شخصًا بسبب التجويع ونقص العلاج، بينهم 154 طفلًا، في ظل الدعم الأميركي المستمر لحكومة الاحتلال.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز "إسرائيل" (أرقام) قرى وأراضٍ في مصر عرضة للغرق بعد إجراءات أثيوبية أحادية الحدود تشتعل مجددًا: هجوم على الحرس الثوري يهدد اتفاقًا أمنيًا مع العراق انضمام شخصيات رفيعة لمحادثات "شرم" وحماس: مستعدون أزمة سياسية غير مسبوقة في فرنسا.. مخاض عسير لتشكيل حكومة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 8 أكتوبر
  • عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز إسرائيل (أرقام)
  • بين طوفان الأقصى وتسونامي الأكاذيب .. الأمم المتحدة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي
  • في الذكرى الثانية لـ طوفان الأقصى | محلل يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال في العلن
  • "الشعبية": "طوفان الأقصى" شكلت صرخةً مدوية في وجه الطغيان الإسرائيلي
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 7 أكتوبر
  • كيف كشف طوفان الأقصى حلم دولة الاحتلال لمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • "طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 6 أكتوبر