غزة - صفا

قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن عملية السابع من أكتوبر شكلت صرخةً مدوية في وجه الطغيان الصهيوني أعادت القضية الفلسطينية إلى الوعي العالمي.

وأضافت الجبهة في بيان وصل وكالة "صفا" بالذكرى السنوية الثانية لمعركة "طوفان الأقصى" يوم الثلاثاء، أن العملية شكلت محطةً مهمةً من محطات شعبنا النضالية المستمرة منذ احتلال فلسطين، وكانت ردًا طبيعيّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة والضفّة والقدس، وضدّ الحصار والاستيطان والتهويد.

وتابعت "نستحضر لحظة فاصلة في مسيرة شعب لم يعرف الاستسلام أو الخضوع، أكدت المقاومة في ذلك اليوم أنها جوهر الوجود الفلسطيني وروحه الحيّة".

وأوضحت أن الشعب الفلسطيني أكد بأنه ثابت في أرضه وهويته، ومتمسك بحقه في الحرية والكرامة.

ورأت أن "طوفان الأقصى" شكلت منعطفًا استراتيجيًا غيّر معادلات الصراع وأعادت القضية الفلسطينية إلى قلب الوعي.

وأكدت أن الإجرام الإسرائيلي المدعوم مباشرةً من الإمبريالية الأمريكية واللوبيات الغربية، لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل تجسيدًا صارخًا لإرهاب الدولة المنظم كأداة استعمارية بامتياز.

وأشارت إلى أن العالم شهد إبادة ممنهجة لم تعرفها الإنسانية منذ عقود، ليس فقط من حيث الوحشية، بل من حيث عقلية الاستعمار التي تبرر المجاعة كسلاح، والحصار كأداة خنق جماعي، وتدمير البنى التحتية الحيوية كجزء من مشروع إبادة منظّم.

وقالت الجبهة إن انضمام قوى المقاومة في لبنان واليمن وإيران والعراق إلى جبهة الإسناد لغزة يعكس وحدة المصير وعمق التضامن، مؤكدة أن فلسطين ليست وحدها في مواجهة الاحتلال.

واعتبرت أن الحراك العالمي غير المسبوق ضد الاحتلال، والضغط الدولي على الإدارة الأمريكية وقادة الدول الغربية أثبتا أن الوعي الإنساني بدأ يستعيد بوصلته الأخلاقية تجاه فلسطين.

 

وأضافت أن "طوفان الأقصى" أعادت الاعتبار لقضيةٍ حاول الاحتلال طمسها لعقود. بينما بات الكيانُ الإسرائيلي منبوذًا ومارقًا على القانون الدوليّ والضمير الإنسانيّ، محاصرًا بالغضب الشعبيّ وبعزلةٍ أخلاقيةٍ متناميةٍ تكشف هشاشة سرديّته وزيف ادّعائه بالديمقراطية والإنسانية.

ووجهت الجبهة تحية فخر لشهداء شعبنا الأبطال، لا سيما القادة والمقاتلين في غزة والضفّة وفي سائر ساحات المواجهة، الذين امتزجت دماؤهم لتؤكد صمود غزة، وكذلك للأسرى والجرحى، مؤكّدة أن تضحياتهم ستظل خالدة ومصدر فخر وإلهام.

وأكدت أن صمود شعبنا ومشروعية قضيته سيظلان راسخين وثابتين، وإن دماء الشهداء وعزيمة الأبطال هي منارنا الذي يضيء الطريق نحو العودة والحرية، وصوت شعبنا الحر سيبقى أعلى من كل آلة القتل والإجرام الإسرائيلي.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الشعبية طوفان الأقصى غزة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً

 

في السابع من أكتوبر 2023، شهد العالم حدثًا استثنائيًا لم يترك له التاريخ مثيلاً منذ سبعة وسبعين عامًا. رغم محاولات البعض التقليل من شأن ذلك اليوم أو تحميل حركة حماس مسؤولية ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، فإن الحقيقة واضحة: ما حدث كان لحظة فاصلة لقضية فلسطين، أعادت للرواية الفلسطينية حقيقتها وأطاحت بالأوهام التي استمرت عقودًا.

إذا كان علماء الفوضى يتحدثون عن «تأثير الفراشة» وكيف يمكن لرفرفة جناح صغير أن تثير إعصارًا بعيد المدى، فإن 7 أكتوبر لم يكن رفرفة عادية، بل كان جناح صقرٍ فلسطيني؛ تحرك بسرعة، أحدث موجات هائلة على مستوى العالم، وحقق ما عجز العالم العربي والإسلامي عن تحقيقه طوال 77 سنة.

لم يعد الحدث مجرد عملية عسكرية محدودة النطاق، بل أصبح نقطة تحول كونية في السياسة، القانون، الرأي العام، الإعلام، والفن. «طوفان الأقصى» كشف زيف الروايات المزيفة، وهز الحصانة التي طالما اعتقدت إسرائيل أنها فوق المساءلة، وأظهر للعالم حجم المخطط الاستعماري الذي حاول فرضه على فلسطين.

الثورة / عبدالرحمن العابد

وفيما يلي، سنستعرض تأثير 7 أكتوبر على فلسطين والعالم من خلال عدد من الزوايا والمحاور الأساسية التي توضح كيف غيّر هذا اليوم وجه التاريخ، وكشف المستور، وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.

. تحوّل الاعتراف الدولي بفلسطين

على مدى سبعة وسبعين عاماً، ظلّ الاعتراف بدولة فلسطين معلقاً في ميزان السياسة الغربية، رهينة للابتزاز الإسرائيلي وهيمنة السردية الصهيونية على القرار الدولي.

لكن في ما بعد السابع من أكتوبر 2023، تغيّر المشهد بصورة دراماتيكية. فقد وجدت الحكومات الغربية نفسها أمام رأي عام غاضب، ومشاهد لا يمكن تبريرها، وضغط أخلاقي هائل لم يعد يحتمل صمتها الطويل.

في سبتمبر 2025، أعلنت بريطانيا رسمياً اعترافها بدولة فلسطين، لتكسر أقدم محرم سياسي في تاريخ علاقتها بالمنطقة. وسرعان ما لحقت بها كندا وأستراليا في خطوة غير مسبوقة داخل المعسكر الغربي، بينما أكدت فرنسا دعمها للاعتراف وأعلنت نيتها المضي في إجراءات مماثلة.

كانت تلك التحولات بمثابة زلزال دبلوماسي أعاد رسم خريطة المواقف الدولية، وأضعف تدريجياً الاحتكار الإسرائيلي للرواية داخل المؤسسات الغربية.

اليوم، باتت 157 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة تعترف رسمياً بدولة فلسطين، أي ما يعادل أكثر من 80٪ من دول العالم.

إنها النتيجة الأوضح لـ»طوفان الوعي» الذي أطلقه السابع من أكتوبر؛ إذ لم يعد الاعتراف بفلسطين مجرد موقف سياسي، بل تحوّل إلى إعلان ضمير عالمي يضع الغرب أمام مرآة قيمه المزدوجة، ويُسقط القناع عن زيف الخطاب الإنساني الذي طالما استخدم لتبرير الاحتلال.

2. التحول في مواقف الدول الأوروبية الكبرى

شهدت الساحة الأوروبية بعد السابع من أكتوبر تحوّلاً جذرياً في الموقف من إسرائيل، لم يكن وليد ضغط الشارع فحسب، بل نتيجة انكشاف أخلاقي عميق هزّ الوعي الأوروبي الرسمي والشعبي على حد سواء.

فقد خرجت أصوات داخل الحكومات والبرلمانات الأوروبية تتحدث للمرة الأولى بوضوح عن «جرائم حرب» و»حصار لا إنساني» تمارسه إسرائيل في غزة، بعد أن كانت مثل هذه المصطلحات محرّمة سياسياً لعقود.

في فرنسا، وصفت وزيرة الخارجية السابقة كاثرين كولونا في ديسمبر 2024 القصف الإسرائيلي على رفح بأنه «انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني»، وهو توصيف لم يكن وارداً في الخطاب الفرنسي الرسمي منذ قيام الكيان.

وفي بلجيكا ولوكسمبورغ وإيرلندا، تصاعدت المطالب داخل البرلمانات بفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وبدأت حكوماتها مراجعة اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري معها.

أما في ألمانيا، التي كانت لعقود الحليف الأوروبي الأوثق لإسرائيل، فقد بات النقاش العام حول «حدود التضامن التاريخي» موضوعاً مطروحاً على الساحة السياسية والإعلامية لأول مرة، وسط انقسام حاد بين من يتمسك بخطاب الذنب التاريخي ومن يرى أن استمرار الصمت يعني مشاركة في الجريمة.

هذه المراجعات الأوروبية لا تعبّر فقط عن ضغط الشارع الذي امتلأت به ميادين باريس ولندن وبروكسل بملايين المحتجين، بل عن تحول بنيوي في الإدراك السياسي: فالدفاع عن إسرائيل لم يعد يحقق مكاسب استراتيجية، بل صار عبئاً أخلاقياً وسياسياً يهدد مصداقية أوروبا أمام شعوبها والعالم.

3. المقاطعة الأكاديمية والعلمية

تحت ضغط الرأي العام ووعي الضمير الأكاديمي، بدأت الجامعات الغربية الكبرى في إعادة تقييم علاقاتها مع المؤسسات البحثية الإسرائيلية. بعد السابع من أكتوبر، ومع تفاقم الصور والمشاهد من غزة، طالبت هيئات طلابية وأساتذة الجامعات بإجراءات ملموسة أوقفت Trinity College Dublin في أيرلندا التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية بشكل صريح، بينما قيدت جامعات مثل University of Oxford وUniversity of Amsterdam شراكاتها البحثية في المجالات ذات الاستخدام المزدوج العسكري. وأصدرت اتحادات الطلاب الأوروبية بيانات رسمية داعمة للفلسطينيين، تطالب فيها بوقف المشاريع المشتركة التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال.

هذا التحول في قطاع العلم لم يكن رمزياً فحسب، بل يكسر واحدة من أدوات «القوة الناعمة» التي استخدمتها إسرائيل لعقود لتجميل صورتها على الساحة العالمية. فالأكاديميا التي طالما كانت مساحة للتواصل والتعاون، أصبحت بعد طوفان الأقصى ساحة ضغط أخلاقي وسياسي، تظهر فيها مسؤولية العلماء والطلاب عن مدى مساهمة البحث العلمي في تعزيز العدالة أو الظلم.

4. تحوّل الرأي العام الغربي

منذ السابع من أكتوبر، لم تعد الحكومات الغربية قادرة على الادعاء بأنها تمثل رأي شعوبها في دعم إسرائيل. خرجت ملايين الأصوات في شوارع لندن وباريس ونيويورك ومدريد لتؤكد بصوت واحد: «الحرية لفلسطين».

استطلاعات الرأي المنشورة في بريطانيا (YouGov، 2024) أظهرت أن نسبة من رفضوا العمليات العسكرية الإسرائيلية ارتفعت بنسبة 42٪ بين الشباب الجامعي، فيما سجل التأييد لإسرائيل في الولايات المتحدة أدنى مستوياته منذ عقود، مع تفاقم التراجع بين فئة الشباب والمهنيين المتعلمين.

ولم يقتصر التأثير على الشارع، بل وصل إلى البرلمانات والحكومات، حيث بدأت بعض الدول الأوروبية الكبرى إعادة تقييم سياساتها تجاه غزة ووقف الدعم العسكري المباشر أو غير المباشر. كما لاحظت وسائل الإعلام الغربية تغيّرًا في تغطيتها، من التركيز على روايات الأمن الإسرائيلي إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، ما يعكس تحوّلًا عميقًا في السرد العام.

5. توحيد الفصائل الفلسطينية

لقد أحدث السابع من أكتوبر زلزالًا داخليًّا داخل فلسطين نفسها، أعاد ترتيب الأولويات السياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني. طوفان الأقصى لم يكن مجرد حدث عسكري، بل كان صرخة وطنية وحدّت الصفوف، وأظهرت أن الانقسام الداخلي لم يعد مقبولاً أمام لحظة تاريخية تهدد مستقبل القضية الفلسطينية بأكملها.

إعلان «بيجينغ» في يوليو 2024 لتقوية الوحدة بين فتح وحماس كان خطوة رمزية نحو كسر الانقسام السياسي التاريخي، مدفوعاً بإدراك جماعي بأن اللحظة تتطلب جبهة موحدة سياسياً وشعبياً. لكن الأهم من ذلك كان التقارب الشعبي الفلسطيني: داخل فلسطين وفي الشتات، شهدت المدن والقرى واللاجئين في المخيمات موجة من التضامن والانصهار، حيث تلاشت الخلافات البينية التقليدية، وتوحدت الجهود لدعم المقاومة والدفاع عن الأرض والكرامة.

حتى الشباب والمثقفون والنشطاء في الداخل والخارج أصبحوا صوتًا واحدًا ينادي بالحرية، متحدين في شعاراتهم، وتنسيقهم لمبادرات الدعم والإغاثة، ونشر الرواية الحقيقية لما يجري في غزة والضفة الغربية. طوفان الأقصى لم يعيد فقط رسم الخارطة السياسية، بل أعاد رسم الخريطة الاجتماعية والهوية الوطنية الفلسطينية، فبات الوصل بين الداخل والخارج أقوى من أي وقت مضى، ما يجعل القضية الفلسطينية أكثر صلابة أمام الضغوط الدولية والمحاولات لتجزئتها.

6. سقوط أسطورة الحصانة الإسرائيلية: العدالة الدولية تواجه الاحتلال

لسنوات طويلة، كانت إسرائيل تُعامل وكأنها فوق المساءلة، وأي نقد لها يُصنَّف تلقائياً كـ»معاداة للسامية». صورة الدولة المحصنة، التي لا يُمسّها القانون الدولي، كانت راسخة في العقل الجمعي، محمية بدعم أعمى من بعض الحلفاء الغربيين وغطاء إعلامي عالمي.

لكن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب. ما شاهدته العالم لم يكن مجرد حرب محدودة، بل مجازر مباشرة ضد المدنيين، تدمير للبنى التحتية المدنية، استهداف مستشفيات ومدارس، ومعاناة الأطفال والنساء، كل ذلك يُوثّق بالصوت والصورة، ويصل إلى مكتب كل صانع قرار دولي.

رد الفعل الدولي لم يتأخر. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية لأول مرة مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء دولة إسرائيل الديمقراطية، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأداة حرب، استهداف المدنيين، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية. لم يكن هذا مجرد إجراء قانوني، بل زلزال دولي يضع حداً لأسطورة الحصانة المزعومة، ويعلن أن أي تجاوز للمعايير الإنسانية لن يمر دون مساءلة.

هذا الحدث يحمل أبعاداً رمزية وسياسية واسعة:

1. إرسال رسالة للعالم: لم يعد هناك أي دولة، مهما كانت قوتها أو تحالفاتها، فوق القانون الدولي. الانتهاكات ضد المدنيين، حتى في سياق حروب حديثة، أصبحت قابلة للمحاسبة الدولية. 2. تأكيد دور القانون الدولي: الوثائق، الفيديوهات، وشهادات منظمات حقوق الإنسان مثل «هيومن رايتس ووتش» و»العفو الدولية»، تمثل أدلة قوية أمام المحكمة، لتوثيق الجرائم بشكل لم يسبق له مثيل في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

3. تأثير على السياسات الغربية: العديد من الحلفاء التقليديين لإسرائيل في أوروبا وأمريكا بدأوا إعادة تقييم علاقاتهم العسكرية والسياسية معها، خشية تورطهم أو تواطؤهم في جرائم حرب أو انتهاكات حقوقية.

4. إعادة النظر في الدعم الدولي: مؤسسات الأمم المتحدة، وكالات الإغاثة، والمنظمات الإنسانية، التي كانت مترددة أو متواطئة في الصمت، بدأت مراجعة شراكاتها، وفرض معايير صارمة على التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية.

5. تأثير داخلي وإعلامي في إسرائيل: الإعلان عن مذكرات التوقيف أحدث صدمة في الرأي العام والسياسة المحلية، وأعاد طرح التساؤلات حول شرعية السياسات الحكومية، مع تصاعد النقد الداخلي في وسائل الإعلام والشارع الإسرائيلي.

6. ربط المحور بطوفان الأقصى:

بدون حدث 7 أكتوبر، من الصعب تصور أن هذه الخطوات القانونية والسياسية كانت لتحدث. الطوفان أخرج الانتهاكات إلى الضوء، وفرض على المجتمع الدولي والشارع الغربي إعادة النظر في الحصانة المفترضة لإسرائيل، فكانت هذه اللحظة محطة فاصلة في تاريخ العدالة الدولية وقضية فلسطين.

باختصار، سقوط أسطورة الحصانة الإسرائيلية ليس مجرد عنوان إعلامي، بل واقع ملموس على الأرض والقانون والسياسة، يشكل تطوراً غير مسبوق في مسار محاسبة الاحتلال، ويُعيد فلسطين إلى قلب العدالة الدولية.

7. تغيّر المعادلات الإقليمية: طوفان الأقصى يكشف الحقائق

بعد 7 أكتوبر، لم يعد الشرق الأوسط كما كان. الزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى لم يكن محصورًا في فلسطين وحدها، بل امتد ليكشف حقيقة كل دولة عربية وإقليمية أمام شعوبها. تلك الحكومات التي كانت تراهن على التطبيع أو الصمت إزاء الانتهاكات الإسرائيلية وجدت نفسها مضطرة لكشف أوراقها أو مواجهة غضب شعبي هائل.

لقد أصبح واضحًا أن أي تواطؤ أو مواربة في المواقف لم يعد مقبولًا. الطوفان سلط الضوء على المخطط الإسرائيلي في المنطقة، وأظهر أن بعض الدول لم تكن مجرد متفرجة، بل جزء من شبكة مصالح ترتبط بالكيان الإسرائيلي، وأن خطاب «السلام الاقتصادي» الزائف كان مجرد ستار لتجميل الاحتلال.

التحولات الإقليمية الأساسية بعد الطوفان:

1. إعادة التموضع السياسي: دول مثل الإمارات، البحرين، والمغرب بدأت مراجعة تحالفاتها وسلوكها تجاه إسرائيل، خشية موجة الغضب الشعبي أو ضغط الرأي العام الداخلي. بعض السياسات السابقة لم تعد قابلة للاستمرار، ما أدى إلى تغير قواعد اللعبة الإقليمية.

2. إضعاف فكرة التطبيع الأحادي: طوفان الأقصى أكد أن التطبيع بدون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ليس مستدامًا، وأن الدعم الشعبي لأي سياسة من هذا النوع أصبح مرتبطًا بالشفافية والمصداقية.

3. تأكيد «الكرامة السياسية»: تحوّل التركيز من منطق «المصالح الاقتصادية» الزائف إلى مفهوم الكرامة السياسية والموقف الأخلاقي في السياسة الإقليمية. أصبح من الضروري لأي دولة أن توازن بين مصالحها و طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فوراً في مناطق مثل رفح وخان يونس، مؤكدة أن استخدام القوة ضد المدنيين يشكل خرقًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني. هذه المرة، لم يقتصر الأمر على بيانات رمزية، بل جاء ضمن توصيات قابلة للمتابعة، مع تحديد آليات لرصد الانتهاكات وتقديم التقارير الدورية.

اللجنة الدولية للتحقيق في الأراضي الفلسطينية

أصدرت اللجنة الدولية للتحقيق سلسلة تقارير موثقة، تناولت جرائم الإبادة الممنهجة، استهداف البنية التحتية المدنية، وتشريد ملايين الفلسطينيين. تضمنت التقارير شهادات مباشرة، صورًا جوية، وفيديوهات من مواقع القصف، مما أعطى مصداقية لا تقبل الشك للتحقيقات. اللجنة طالبت الدول الأعضاء بفرض آليات مراقبة وإجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن استمرار الحصار والاعتداءات يمثل جريمة ضد الإنسانية.

الجمعية العامة للأمم المتحدة

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2024 عدة قرارات تاريخية تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967. جاءت هذه القرارات بعد أن ضغطت موجة الاحتجاجات العالمية وأدلة الانتهاكات المباشرة، لتعيد الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية كأولوية عاجلة، وليس مجرد قضية سياسية ثانوية.

الموقف الدولي للأمم المتحدة

إلى جانب القرارات، بدأت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقديم مقترحات لإجراءات ملموسة، منها: مراقبة دولية لمناطق القتال، فرض حظر على نقل الأسلحة، وقيود على التمويل العسكري الإسرائيلي في مناطق النزاع. حتى الدول التقليدية الحليفة لإسرائيل، مثل بعض الدول الأوروبية، اضطرت إلى إعادة تقييم موقفها لتجنب التورط في انتهاكات القانون الدولي، وهو تحول لم يكن ليتحقق لولا الصدمة العالمية التي أحدثها طوفان الأقصى.

تأثير مباشر على إسرائيل

الانعكاسات القانونية لم تقتصر على مجرد بيانات رمزية، بل أحدثت ضغطًا سياسيًا ملموسًا:

انخفاض الدعم الدولي المباشر للعمليات العسكرية.

تعزيز فرص المساءلة أمام المحاكم الدولية.

إرغام بعض الدول على مراجعة اتفاقيات التعاون العسكري والاستخباراتي مع إسرائيل.

زيادة العزلة القانونية والدبلوماسية على المستوى الدولي، بما في ذلك تحركات ملموسة لمقاطعة أو تقييد الشراكات الاقتصادية والعسكرية.

الربط بطوفان الأقصى

يمكن القول إن كل هذه التحركات لم تكن لتحدث لولا طوفان الأقصى الذي كشف الوجه الحقيقي للصراع، وأرغم العالم على رؤية حجم الانتهاكات المباشرة، والتأثير الإنساني الكارثي. كان الحدث بمثابة قفزة نوعية في الوعي القانوني الدولي، حيث لم يعد بالإمكان تبرير الانتهاكات باسم «الأمن» أو «الدفاع عن النفس» كما كان يُروّج سابقاً.

9. الفن والإعلام: من أدوات الترويج إلى سلاح للوعي

لم يقتصر أثر طوفان الأقصى على السياسة والقانون فحسب، بل امتد إلى ميادين كانت تُعتبر حتى وقت قريب حصرية للدوائر الغربية واليهودية المؤثرة في صناعة الرأي العام. لقد تحوّل الفن والإعلام إلى أدوات مقاومة للرواية الرسمية، بعد أن كانت لسنوات طويلة تُستخدم لتجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي وتهميش الواقع الفلسطيني.

النجوم العالميون يرفعون الصوت

فنانون عالميون من طراز Mark Ruffalo وAngelina Jolie وBella Hadid وKehlani وCharles Dance وJavier Bardem أعلنوا دعمهم العلني لفلسطين، متجاوزين التقليد الذي كان يُفضّل تجنّب أي موقف سياسي صريح من هذه القضايا. لم يعد الأمر مجرد موقف شخصي، بل أصبح رسالة قوية للعالم مفادها أن الضمير الإنساني يمكن أن يغلب المصالح السياسية والتجارية، وأن الفن أصبح منصة لتسليط الضوء على الظلم.

المنصات الإعلامية الكبرى تعيد تقييم سياساتها

على صعيد الإعلام، بدأت شركات غربية كبرى مثل Meta وBBC وNetflix بمراجعة سياسات الرقابة على المحتوى الفلسطيني بعد موجة اتهامات بالتحيز والتمييز في التغطية. بعض وسائل الإعلام دفعت إلى إعادة النظر في طريقة عرض الأخبار والبرامج الوثائقية، بحيث تتيح مساحة أكبر للتعبير الفلسطيني، وتحجب الرواية الموحدة التي كانت تهيمن لعقود.

تحوّل الرأي العام من الاستهلاك إلى المشاركة

لقد أصبح الفن والإعلام وسيلة لنقل الواقع مباشرة إلى الجماهير، وتفعيل الوعي الشعبي حول العدالة والقضية الفلسطينية. تأثير هذا التحول ليس رمزيًا فحسب، بل يمتد إلى تغيير السلوك الاستهلاكي والثقافي؛ حيث ارتفعت نسبة متابعة الأفلام والبرامج الوثائقية التي تتناول الانتهاكات الإسرائيلية، كما ارتفعت حملات التضامن الرقمية، مثل مشاركة الفيديوهات والصور والقصص الفلسطينية على نطاق عالمي.

طوفان الأقصى كشرارة الانخراط الرمزي ما جعل هذا التحول ممكنًا هو الصدمة البصرية والمعنوية التي أحدثها طوفان الأقصى: صور الأطفال تحت الأنقاض، المدن المدمرة، ومستشفيات غزة المستهدفة، لم تعد تُحتمل صمتاً، ودفع الفنون والإعلام إلى التفاعل بشكل مباشر. أصبح واضحًا أن هذه الدوائر، التي كانت حصريّة تقريبًا للسيطرة على سرد الأحداث، لم تعد قادرة على تجاهل الحقيقة الإنسانية العارية، ولم يعد بالإمكان استخدام الفن والإعلام لأغراض تزيين الاحتلال أو تبييض السياسات الإسرائيلية.

10. وسائل التواصل الاجتماعي: الجبهة المفتوحة للوعي بعد طوفان الأقصى

لم يعد السابع من أكتوبر مجرد يوم عسكري في التاريخ الفلسطيني، بل كان شرارة تحوّل رقمي عالمي. فقد حول الطوفان وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب للوعي والضمير الإنساني، حيث لعبت الصور والفيديوهات الموثقة من غزة دور الجندي الصامت الذي يواجه التضليل الإعلامي والدعاية الموحدة لعقود.

فضح الانتهاكات لحظة بلحظة

ملايين المقاطع التي بثت مباشرة من مواقع المواجهة أظهرت الدمار المدني والأطفال تحت الأنقاض والمستشفيات المدمرة. هذه اللقطات لم تكن مجرد محتوى إعلاميًا، بل أدلة حيّة على جرائم الحرب والانتهاكات الممنهجة، تحرك الضمائر العالمية وأجبرت الحكومات الغربية على إعادة النظر في مواقفها، وأججت النقاش داخل المجتمعات حول عدالة القضية الفلسطينية.

تسريع تشكيل الرأي العام العالمي

منصات مثل تويتر، إنستغرام، تيك توك، وفيسبوك تحولت إلى أدوات ضغط جماهيري دولي، حيث شارك الملايين المحتوى الفلسطيني، وظهرت حملات تضامن واسعة مع غزة، تجاوزت حدود الدول واللغات والثقافات. استطلاعات الرأي أظهرت زيادة كبيرة في نسبة الأوروبيين الذين أعربوا عن رفضهم للعمليات الإسرائيلية بعد انتشار هذه المقاطع، ما يوضح الدور المحوري للطوفان في إحداث تحول سريع في الرأي العام العالمي.

تمكين الأصوات المحلية والدولية

لم يعد الفلسطينيون مضطرين للانتظار لنقل روايتهم عبر وسائل الإعلام التقليدية. الطوفان خلق مسارًا مباشرًا بين الشارع الفلسطيني والجمهور الدولي، كما أتاح للصحفيين المستقلين والناشطين نشر تقاريرهم بالصوت والصورة، دون وساطة أو تحيّز، ما زاد من المصداقية والضغط الأخلاقي على الجهات الرسمية.

انكشاف التضليل الإعلامي

إن قوة وسائل التواصل بعد 7 أكتوبر لم تكن فقط في نقل الأحداث، بل في كشف فجوة التغطية الإعلامية التقليدية. فقد تبيّن للجمهور العالمي حجم التحيّز الذي مارسته بعض وسائل الإعلام الغربية، وساعد الطوفان على إعادة تشكيل الوعي الإعلامي والسياسي للشعوب، وتحويل هذه المنصات إلى أدوات مساءلة وفضح، بعيدًا عن الرقابة أو الخطابات المموهة.

تفاعل عالمي غير مسبوق

حملات التفاعل الرقمي، من هاشتاغات إلى تحديات توعوية، أدت إلى ضغط سياسي واقتصادي ملموس على بعض الحكومات والشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي. إن هذا التأثير الرقمي المستمر، المولود من رفرفة الحرب في 7 أكتوبر، أظهر أن الواقع الرقمي أصبح جبهة حقيقية للعدالة والضمير الإنساني.

12. تصاعد الحركات التضامنية بعد طوفان الأقصى

بعد السابع من أكتوبر، لم تعد حركة المقاطعة (BDS) مجرد حملة رمزية، بل تحولت إلى جبهة ضغط فعالة على الصعيد الدولي. أحداث طوفان الأقصى كانت الشرارة التي أدت إلى:

1. انتشار واسع وتأثير ملموس: خلال الأشهر الستة التالية، شهدت الحركة زيادة بنسبة 65٪ في العضوية والدعم العالمي، وفق بيانات غير رسمية من مراكز تحليلية في أوروبا.

2. انسحاب شركات كبرى: أعلنت شركات مثل H&M وNike وAdidas مراجعة عقودها مع موزعين متورطين في دعم الاحتلال، بينما أوقفت بعض المؤسسات الثقافية والرياضية فعالياتها مع جهات إسرائيلية، تحت ضغط شعبي ومقاطعة إعلامية.

3. دور النقابات العمالية: أعلنت نقابات في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة رفضها التعامل التجاري أو الثقافي مع شركات متورطة في دعم الاحتلال، وهو ما يُعد تحوّلًا استثنائياً في علاقة العمال بالحملات التضامنية.

4. إعادة النظر الحكومي والسياسي: الضغط الشعبي والمؤسساتي أجبر بعض الحكومات الأوروبية على تخفيف دعمها العسكري أو إعادة النظر في مشاريع مشتركة، مع الإعلان عن مراقبة شديدة للاتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي.

5. التفاعل العالمي الموحد: لم يعد التضامن مقتصراً على الفعاليات التقليدية، بل امتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية والمدن الكبرى، حيث نظم الملايين مظاهرات، حملات إلكترونية، وورش توعوية حول الحقوق الفلسطينية، مما أبرز القوة الجماعية التي أطلقها طوفان الأقصى.

النتيجة: BDS والحركات التضامنية لم تعد مجرد شعارات احتجاجية، بل أصبحت أداة ضغط دولية متكاملة، تجبر الأطراف السياسية والاقتصادية على إعادة حساباتها، وتثبت أن تأثير طوفان الأقصى تجاوز حدود غزة، ليصبح قوة عالمية لا يمكن تجاهلها.

13. الجامعات والتعليم.. ساحة الوعي الجديد بعد طوفان الأقصى بعد 7 أكتوبر، لم تعد الجامعات الغربية مجرد فضاءات تعليمية، بل تحولت إلى ميادين مواجهة أخلاقية وسياسية مباشرة. طوفان الأقصى أطلق موجة من النشاط الطلابي والأكاديمي غير المسبوق:

1. اعتصامات وحملات طلابية: في جامعات مثل هارفارد، أكسفورد، جامعة لندن، Trinity College Dublin، نظّم الطلاب آلاف الاعتصامات، ووقعوا عرائض تطالب بـقطع التعاون الأكاديمي مع إسرائيل وسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في الاحتلال.

2. تغيير المناهج والمحاضرات: أصبحت غزة موضوعًا أكاديميًا مركزيًا في الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، وأدخلت الجامعات موازنات بحثية لدراسة العدالة الدولية وحقوق الإنسان، وهو ما لم يكن يحدث قبل 7 أكتوبر بنفس الزخم.

3. ضغط على إدارات الجامعات: تحت تأثير الاعتصامات الطلابية والرأي العام، بدأت جامعات كبرى بإعادة تقييم شراكاتها البحثية مع المؤسسات الإسرائيلية، وفرض قيود صارمة على التعاون في المجالات التي لها استخدام مزدوج عسكري.

4. الوعي الأخلاقي والعالمي: التحركات الجامعية لم تبقَ محصورة بالطلاب المحليين، بل امتدت إلى مؤتمرات أكاديمية دولية، وورش عمل عبر الإنترنت، ووسائل إعلام تعليمية، ما جعل الحرم الجامعي منصة توعية عالمية تدعم الرواية الفلسطينية وتفضح الانتهاكات.

النتيجة: الجامعات أصبحت بعد 7 أكتوبر قوة ناعمة مؤثرة، تسهم في تحريك الرأي العام، وإعادة رسم السياسات الأكاديمية والبحثية، ونشر الوعي حول القضية الفلسطينية بطريقة لم تحدث منذ عقود.

14 . المراجعة العربية الشجاعة بعد طوفان الأقصى

بعد 7 أكتوبر، لم يعد بالإمكان تجاهل إرادة الشعوب العربية، ولا استمرار السياسات التطبيعية القديمة. طوفان الأقصى كشف الحقائق أمام الجميع، وأجبر الحكومات على التحرك:

1. إعادة تقييم السياسات الرسمية: دول مثل المغرب، تونس، الأردن، والإمارات بدأت مراجعة سياساتها تجاه التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك تجميد اتفاقيات اقتصادية وعسكرية وإعادة فتح قنوات سياسية أكثر حيادية مع القيادة الفلسطينية.

2. الضغط الشعبي والمجتمعي: احتجاجات ومبادرات شبابية واسعة، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني، لعبت دورًا حاسمًا في دفع الحكومات إلى التحرك، مؤكدين أن الرأي الشعبي لم يعد قابلاً للتجاهل.

3. التحول الإعلامي: وسائل إعلام كبرى مثل الجزيرة، العربية، وسكاي نيوز عربية بدأت توسيع مساحات تغطيتها للرواية الفلسطينية، مع تقارير استقصائية ومواد وثائقية تُظهر حجم الانتهاكات الإسرائيلية.

4. البعد الرمزي والسياسي: هذه المراجعات تعكس صحوة ضمير جماعية، تعيد تصحيح البوصلة السياسية وتؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد موضوع سياسي، بل قضية أخلاقية وإقليمية، لا يمكن لأي حكومة أو شعب تجاهلها.

النتيجة: المراجعة العربية لم تقتصر على مجرد تصريحات أو بيانات، بل مثلت ردّ فعل جماعي متكامل: شعوب، حكومات، وإعلام، جميعهم أدرك أن طوفان الأقصى ألغى الروايات المزيفة وكشف حقيقة المخطط الإسرائيلي، مؤكدًا أن العدالة لفلسطين لم تعد خيارًا، بل واجبًا جماعيًا.

المقدمة

في السابع من أكتوبر 2023، شهد العالم حدثًا استثنائيًا لم يترك له التاريخ مثيلاً منذ سبعة وسبعين عامًا. رغم محاولات البعض التقليل من شأن ذلك اليوم أو تحميل حركة حماس مسؤولية ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، فإن الحقيقة واضحة: ما حدث كان لحظة فاصلة لقضية فلسطين، أعادت للرواية الفلسطينية حقيقتها وأطاحت بالأوهام التي استمرت عقودًا.

إذا كان علماء الفوضى يتحدثون عن «تأثير الفراشة» وكيف يمكن لرفرفة جناح صغير أن تثير إعصارًا بعيد المدى، فإن 7 أكتوبر لم يكن رفرفة عادية، بل كان جناح صقرٍ فلسطيني؛ تحرك بسرعة، أحدث موجات هائلة على مستوى العالم، وحقق ما عجز العالم العربي والإسلامي عن تحقيقه طوال 77 سنة.

لم يعد الحدث مجرد عملية عسكرية محدودة النطاق، بل أصبح نقطة تحول كونية في السياسة، القانون، الرأي العام، الإعلام، والفن. «طوفان الأقصى» كشف زيف الروايات المزيفة، وهز الحصانة التي طالما اعتقدت إسرائيل أنها فوق المساءلة، وأظهر للعالم حجم المخطط الاستعماري الذي حاول فرضه على فلسطين.

 

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 8 أكتوبر
  • بين طوفان الأقصى وتسونامي الأكاذيب .. الأمم المتحدة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي
  • فوزي برهوم: طوفان الأقصى امتداد لنضال منذ 1948.. نريد اتفاقا في مصلحة شعبنا (شاهد)
  • فوزي برهوم: طوفان الأقصى امتداد لنضال منذ 1948.. نريد اتفاقا في مصلحة شعبنا
  • فصائل المقاومة: عامان على طوفان الأقصى والعدو فشل في كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا
  • 7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 7 أكتوبر
  • الجبهة الشعبية تهنئ الجهاد الإسلامي بذكرى انطلاقتها
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 6 أكتوبر