هل سماع الأذان شرط لحضور لصلاة الجماعة؟..الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل سماع الأذان شرط لحضور الجماعة؟ فنحن جماعة من المصريين المقيمين بدولة اليونان وفق الله سبحانه وتعالى بعض الإخوة في إقامة مسجد تقام به الشعائر. وطبعًا لا يحق لنا أن يخرج أي صوت من المسجد سواء أذان أو صوت مرتفع.
ومنذ حوالي خمسة أشهر وأعداد المصلين تتناقص من المسجد وأبلغني بعض الإخوة أن أحد الشباب أصدر فيهم فتوى بخصوص سماع الأذان واستشهد بحديث النبي عليه الصلاة والسلام للرجل الأعمى «أتسمع النداء – فلبي» وعلى هذا أصدر فتواه فيهم بعدم الذهاب للمسجد ما داموا لا يسمعون الأذان.
فأرجو من فضيلتكم موافاتنا بالرد على سؤالي وهو: هل سماع الأذان شرط للذهاب للمسجد لأداء الصلوات حتى مع وجود مواقيت ونتائج مدون بها هذه المواقيت؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: فضل صلاة الجماعة
أولًا: لقد حثنا الإسلام علي صلاة الجماعة لما لها من فضل عظيم في الدنيا والآخرة؛ فهي تؤلف القلوب وتجمع بين المسلمين وتحثهم على الإخاء والتعارف والتعاون، وفوق كل ذلك فهي تفضُل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه البخاري ومسلم.
هل سماع الأذان شرط لحضور الجماعة؟
أما بالنسبة للأذان فقد شرع للإعلام بوقت الصلاة وهو شعيرة من شعائر الإسلام يجب العمل بها حتى ولو داخل المسجد ولا يجوز تركها بحال من الأحوال فإذا ما عُلم وقت الصلاة بطريقة أخرى غير الأذان فهذا يكفي لأداء صلاة الجماعة في المسجد وليس بلازم أن يسمع المسلم الأذان حتى يسعى إلى صلاة الجماعة.
أما بالنسبة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الأعمى فنصه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» رواه مسلم.
فدل هذا الحديث على السعي إلى صلاة الجماعة حتى ولو من الأعمى ما دام علم بوقت الصلاة إذ الأذان في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الوسيلة للإعلام عن الصلاة، أما في هذا العصر فيمكن معرفة وقت الصلاة بوسائل أخرى كالساعات الوقتية والنتائج المدون بها أوقات الصلاة، فما دام رُفع الأذان داخل المسجد فقد تحققت شعيرة الأذان، وليس في الحديث ما يدل -لا صراحةً ولا ضمنًا- على ما استشهد به مَن أفتى بعدم الذهاب إلى المسجد لصلاة الجماعة ما داموا لا يسمعون الأذان.
ونهيب بالإخوة المسلمين في اليونان ألا يتعرضوا للفتوى إلا إذا كانوا متخصصين في علوم الشريعة حتى لا يوقعوا المسلمين في الحرج والخطأ.
وفي واقعة السؤال وبناءً على ما سبق: فإنه ليس بشرط لمن أراد صلاة الجماعة في المسجد أن يسمع الأذان، ويكفيه أن يعلم بدخول وقت الصلاة بأي وسيلة أخرى كال
ساعات وغيرها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة الأذان سماع الأذان الجماعة صلاة الجماعة ى الله ع
إقرأ أيضاً:
هل إسكات الأطفال أثناء خطبة الجمعة عن الكلام يبطل الصلاة ؟.. الموقف الشرعي
يحرص كثير من المصلين على معرفة الحكم الشرعي للكلام أثناء خطبة الجمعة، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحذير صريح من هذا الفعل، في الحديث الشريف: «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغوت»، وفي رواية أخرى: «ومن تكلم فلا جمعة له».
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من حضر خطبة الجمعة يجب عليه الإنصات التام وعدم الحديث، مؤكدًا أن الكلام مع الغير أثناء الخطبة غير جائز شرعًا، ولو حتى بالأمر بالسكوت.
واستدل عبد السميع بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن من نطق أثناء الخطبة فقد أتى بما يسمى لغوًا، وهو كلام باطل لا يُعتد به، كما نقل الإمام النووي. وأضاف أن من يتكلم أثناء الخطبة فصلاته صحيحة من حيث الشكل، لكنها ناقصة الأجر والثواب، وذلك وفق ما ذكره الإمام ابن حجر في "فتح الباري"، حيث أوضح أن قوله: "فلا جمعة له"، يعني نقصان الثواب وليس بطلان الصلاة.
من جانبه، أشار الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى أن هناك فهمًا خاطئًا لبعض الأحاديث المتعلقة بالصلاة، مثل الحديث المتداول: "من لم تنه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، موضحًا أن الصحيح هو: "فلا صلاة كاملة له"، أي أن الأثر المطلوب من الصلاة لم يتحقق بالكامل، وليس أن الصلاة باطلة، مشددًا على أهمية الدقة في فهم النصوص الشرعية.
كما أضاف عطية أن الحديث "ومن لغا فلا صلاة له" لا يعني سقوط الفريضة، وإنما يعني أن الصلاة لا تكون مباركة وكاملة الثواب، داعيًا إلى تلقي الخطبة بإنصات وخشوع، وعدم الانشغال عنها بأي فعل أو كلام.
حكم إسكات الاطفال أثناء خطبة الجمعة
قال العلماء لا شك ان وجود الأطفال في المسجد يشوش كثيرا على المصلين بسبب اللهو واللعب ، وعلى ذلك فيجب على خطيب الجمعة قطع الخطبة وتوجيه الحديث لهم عبر مكبر الصوت لإسكاتهم ، وإذا لم يحدث ذلك لأي سبب آخر ، يجوز لأحد المصلين نهرهم ولو بالإشارة فقط بأن يضع يده على فمه وينظر لهم ، ولكن لا يتحدث حتى لا ينقص أجر الصلاة
حكم ترك صلاة الجمعة
وفيما يخص حكم ترك صلاة الجمعة، أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم، ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر شرعي مثل المرض أو السفر.
واستشهدت اللجنة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}، مؤكدة أن تركها دون عذر كبير في الإثم، ويترتب عليه وعيد شديد، كما في الحديث: "من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه".
كما ورد أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض"، موضحة أن التخلف عنها بغير سبب شرعي يعرّض المسلم للعقوبة والحرمان من الأجر.