قبل 10 سنوات تقريبًا ومع بداية تولى الصديق طارق مصطفى تدريب أندية بالدورى المغربى، كان دائما يبدى إعجابه بالنظام الكروى هناك ووجود نهضة تعتمد على خطط قابلة للتنفيذ وواقعية، مع شفافية وعدالة ترفع حماسة الكبار والصغار معًا فى منافسات ساخنة، ومنهج علمى للجامعة المغربية لكرة القدم معتمدة على مسابقات قوية وفتح أبواب الاحتراف الخارجى فى سن مبكرة، وتعاون وثيق بين الجامعة والأندية يصب فى صالح الكرة المغربية، وبات تنفيذ النظم واللوائح عادة يومية لحفظها وتطبيقها دون مفاجأة قرارات، أو صدمة عشوائيات غير متوقعة، وما أكثرها عندنا وأضحينا غارقين فيها.
وفى كل اتصال مع الكابتن طارق كان يضيف الجديد المثير لإعجابه خاصة أن يعيش التجربة لحما ودما، وأحيانا توهمت مبالغته لشغفه بالنظام الكروى هناك.
لهذا لم تكن نتائج المنتخبات المغربية طوال السنوات الأخيرة مفاجأة لى، على مستوى منتخبات الناشئين القارية والعالمية مرورًا بوصول منتخب الكبار للمربع الذهبى فى مونديال 2022 بقطر، نهاية بمونديال الشباب الحالى ووصول أسود الأطلس للمباراة النهائية لمواجهة الأرجنتين على كأس البطولة.
تخطيط وتعاون وثيق لمنظومة كروية وتوافق تام بين الجامعة المغربية لكرة القدم والأندية لاسيما مساعدة النشء فى الاحتراف بسن مبكر.
وعندما تعلم أن قائمة منتخب الشباب المتأهل للمباراة النهائية بمونديال تشيلى الـ21 لاعبا ضمت 15 محترفا بأندية فى إنجلترا وبلجيكا وهولندا فرنسا وألمانيا وغيرهم، تتيقن أن سر النجاح فى تفاعل منظومة كروية خلال محورين داخليا «محليين» وخارجيا «محترفين».. حتى فى اختيار المدربين لا توجد عمليات جراحية تجميلية، أو توافقية بين قطبى الكرة «الرجاء والوداد» ضمن سياسة التوازنات التى مزقت الكرة المصرية، الاختيار فقط يعتمد على قواعد معمول بها من خلال دراسات وخبرات تدريبية مثلما حدث مع المدرب الوطنى الكفء وليد الركراكى أو محمد وهبى المدرب الحالى لمنتخب الشباب.
وبعد الثورة التى فجرتها المغرب فى مونديال قطر 2022 توقعت أن يقوم اتحادنا الموقر بإعلان الطوارئ، ويعكف على دراسة التجربة المغربية بكل إيجابياتها وسلبياتها أو حتى إرسال لجنة لمعرفة ودراسة النهضة المغربية الكروية ولكن كل ما تراءى لى ولغيرى أن مسئولينا يقومون فقط بزيارة دول «اتحاد الشمال الأفريقى» مصر والمغرب، والجزائر، تونس، وليبيا، وكل ما يهمنا الحضور فى المناسبات لتشريف نهائى بطولة أو حضور اجتماع دورى.
ولدىّ يقين أنه بعد مونديال الشباب لن يعكف مسئولونا على معرفة أسباب خروجنا المبكر من دور المجموعات فى مجموعة مغمورة وسر وصول المغرب لنهائى المونديال!.
ورغم أخطاء منتخب مصر فى المباريات الثلاث أمام اليابان ونيوزيلندا وتشيلى حتى مع الفوز على الأخيرة مع صافرة النهاية، إلا أن المسئولية أكبر من جهاز فنى وإنما «أساسيات» وسّعت الفجوة، قد نستعين بمدربين موهوبين ولكنها قوة دفع ذاتية مؤقتة طالما هناك ثقوب فى المنظومة تحتاج لترقيع ولكنها ستظل مشوهة الشكل!
ويبدو أن مسئولينا وجدوا صعوبة مواجهة تحديات تحتاج ثورة تغيير حقيقية وأى نافذة للتطوير ستفتح «عش الدبابير» وإثارة الجماهير، وهدوء الأجواء أفضل من نبش صخور تراكمت لسنوات ومن الصعب تحريكها وتغيير مسار مياه راكدة أصابت الكرة بالعفن والتبلد!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل نحن وهم كرة القدم
إقرأ أيضاً:
نبوءة أرجنتينية قبل 5 عقود توقعت انفجار الكرة المغربية
أعاد وصول منتخب المغرب لنهائي بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما إلى الواجهة نبوءة اللاعب والمدرب الأرجنتيني الأسبق كارلوس بيلاردو حول تقدّم وانفجار كرة القدم الافريقية في المستقبل.
وتنبّأ بيلاردو البالغ من العمر حاليا 87 عاما، في منتصف سبعينيات القرن الماضي بأن مستقبل كرة القدم العالمية سيكون لقارة أفريقيا بالعموم، مضيفا أن المغرب ستتصدّر المشهد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طريق العراق والإمارات إلى كأس العالم 2026list 2 of 2إسبانيا تتصدر عالميا والمغرب عربيا.. تصنيف الفيفا يحسم مواجهات ملحق المونديالend of listنبوءة بيلاردو قبل 5 عقود توقعت انفجار الكرة المغربيةوقال بيلاردو في مقابلة تلفزيونية قديمة "عندما ذهبنا إلى المغرب للمشاركة في بطولة كروية قلت إن مستقبل كرة القدم سيكون هنا، ليس في أوروبا ولا في أميركا الجنوبية ولا في آسيا، لقد قلت ذلك عام 1975".
وأضاف "هناك (في المغرب) ما يزال الناس يلعبون كرة القدم في الشوارع، أما هنا (الأرجنتين) فتمشي في شوارع العاصمة بوينس آيرس ولا ترى أحدا يلعب، وفي المدن الكبرى بأوروبا مثل روما وميلانو وفلورنسا (إيطاليا) وكذلك في كولونيا أو ميونخ (ألمانيا) لا تجد مكانا للعب".
وختم الأسطورة الأرجنتينية تصريحاته تلك التي أبرزتها "صحيفة" ماركا الإسبانية "على العكس من ذلك تماما في أفريقيا، تُلعب كرة القدم في كل مكان. لديهم بلدان قوية مثل الكاميرون، نيجيريا، جنوب أفريقيا، تونس والمغرب، هناك تُمارس اللعبة بحبّ وشغف. وهذا أمر جيد لأنهم يمتلكون المهارة".
وبدت تصريحات بيلاردو -الذي تُوج مع الأرجنتين بكأس العالم للكبار في مونديال المكسيك 1986- صعبة التحقق خاصة وأنها قيلت قبل 50 عاما، لكن مع وصول منتخب المغرب لنهائي كأس العالم للشباب تحت 20 عاما "فقد يصدق توقعه" وفق الصحيفة ذاتها.
الكرة المغربية تعيش أزهى فتراتهاوتعيش الكرة المغربية أزهى فتراتها على الإطلاق بعد النجاح المتواصل لمنتخبها الوطني على مدار السنوات الثلاث الماضية، بعد وصول المنتخب الأول لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وهو الإنجاز الأول من نوعه على الإطلاق لفريق أفريقي وعربي.
إعلانكما حصد المنتخب الأولمبي الميدالية البرونزية في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، في حين تأهل منتخب الشباب لنهائي المونديال تحت 20 عاما.
ويصطدم المنتخب المغربي بنظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية لكأس العالم للشباب تحت 20 عاما فجر الاثنين المقبل، على ملعب سانتياغو الوطني في تشيلي.