في ظل تصاعد التوترات الميدانية وتزايد حدة الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، تلوح في الأفق مخاوف حقيقية من انهيار العملية السلمية وعودة دوامة العنف من جديد.

 وبينما يترقب العالم مصير المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تمثل أمل لآلاف الأسرى الفلسطينيين ولجهود تثبيت التهدئة، حذر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من أن السلوك الإسرائيلي يهدد بتقويض كل ما تحقق حتى الآن.

ورغم هذا المشهد المعقد، أكد أن الفرصة لا تزال قائمة لإنقاذ الاتفاق، إذا توافرت إرادة دولية حقيقية وضغوط فعلية على إسرائيل، مشيدًا بالدور المصري في قيادة جهود الوساطة والضغط الدبلوماسي للحفاظ على مسار التهدئة.

خبير دولي: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد الاتفاق ولكن الفرصة لا تزال قائمة بالضغط الدولي

حذر الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي من أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار تضع المرحلة القادمة من الاتفاق في خطر حقيقي وتهدد بانهيار كامل للعملية السلمية مؤكدا أن فرص استكمال مسار التهدئة لا تزال قائمة لكنها تتطلب تدخلا دوليا حاسما وضغوطا فعلية على إسرائيل.

وفي تصريحات لـ"صدى البلد" قال الدكتور مهران إن مصير المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تتضمن إطلاق سراح المزيد من الأسرى والانسحاب الكامل من غزة ورفع الحصار بات في مهب الريح بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، موضحا أن القانون الدولي يعتبر أي خرق جوهري لاتفاق دولي سببا مشروعا للطرف الآخر لإيقاف تنفيذ التزاماته وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل المكرس في اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات.

وأكد أن تأجيل المرحلة الثانية بسبب الخروقات الإسرائيلية يضع مصير آلاف الأسرى الفلسطينيين في خطر ويعيد الشعب الفلسطيني إلى دوامة القلق والخوف من انهيار كامل للاتفاق، لافتا إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم أطراف النزاع بالإفراج عن الأسرى فور انتهاء الأعمال العدائية وأن التأخير يشكل انتهاكا إضافيا لحقوق الأسرى وعائلاتهم.

وأشار إلى أن السلوك الإسرائيلي لم يكن مفاجئا بالنظر للتاريخ الطويل من الخروقات الإسرائيلية للاتفاقيات الدولية مؤكدا أن إسرائيل تعتبر الاتفاقيات مجرد أدوات تكتيكية لكسب الوقت وليست التزامات قانونية ملزمة، مبينا أن القانون الدولي يفرض على الدول الالتزام بتنفيذ اتفاقياتها بحسن نية لكن إسرائيل تنتهك هذا المبدأ الأساسي بشكل ممنهج.

ورغم التحديات الكبيرة أكد الدكتور مهران أن فرص استكمال مسار التهدئة لا تزال قائمة لكنها تتطلب إرادة سياسية دولية حقيقية للضغط على إسرائيل، موضحا أن المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية كضامن رئيسي للاتفاق يجب أن يتحمل مسؤولياته الكاملة في إجبار إسرائيل على الالتزام.

ودعا الإدارة الأمريكية لاستخدام نفوذها وعلاقتها الخاصة بإسرائيل لوقف الانتهاكات فورا مؤكدا أن مصداقية واشنطن كوسيط ستكون محل تساؤل إذا عجزت عن كبح جماح حليفتها، لافتا إلى أن القانون الدولي يحمل الدول الضامنة للاتفاقيات مسؤولية قانونية وأخلاقية عن ضمان تنفيذها.

ورحب بالدور المصري في محاولة إنقاذ الاتفاق من الانهيار من خلال الاتصالات المكثفة مع جميع الأطراف، مؤكدا أن القاهرة تبذل جهودا دبلوماسية مضنية لمعالجة الخروقات والضغط على إسرائيل للعودة للالتزام بالاتفاق مع الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف.

وأوضح أن مصر كوسيط رئيسي وضامن للاتفاق لن تسمح بسهولة بانهياره بعد الجهود الاستثنائية التي بذلتها للوصول إليه، مشيرا إلى أن الخبرة المصرية في إدارة الأزمات والموازنة بين الضغط والتفاوض ستكون حاسمة في الأسابيع القادمة.

ودعا لتفعيل آليات الضغط الدولي على إسرائيل بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والسياسية وتعليق التعاون العسكري والتهديد بإحالة الانتهاكات للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا أن القانون الدولي يتيح للمجتمع الدولي اتخاذ تدابير قسرية ضد الدول التي تنتهك التزاماتها الدولية.

واعتبر أن نجاح الاتفاق يتوقف على إرادة المجتمع الدولي في فرض احترام القانون الدولي محذرا من أن الفشل سيعيد المنطقة لدوامة العنف ويقوض أي فرص للسلام مستقبلا مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بأمان وكرامة بعد عقود من المعاناة.

طباعة شارك الانتهاكات الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين الشعب الفلسطيني القانون الدولي الإنساني القضية الفلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الانتهاكات الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين الشعب الفلسطيني القانون الدولي الإنساني القضية الفلسطينية الانتهاکات الإسرائیلیة أن القانون الدولی لا تزال قائمة على إسرائیل مؤکدا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل الانتهاكات فى غزة.. و«زامير» يعترف  بالفشل

إسرائيلى: المقاومة سمحت لى بالصلاة فى الأسر ووفرت «التوراة»

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى، 7 انتهاكات جديدة لاتفاقية وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تخللها قصف مدفعى وإطلاق نار من آليات عسكرية. فيما سلم 120 من جثامين الشهداء الفلسطينيين عليها آثار تعذيب ومشوهة فيما اعتقل  العشرات بمناطق مختلفة من القطاع.

وأطلقت دبابات الاحتلال نيرانها تجاه المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس، جنوب القطاع وأكد شهود عيان  حدوث إطلاق نار مكثف فى عدة مناطق بمحافظة خان يونس؛ قيزان النجار، جورة اللوت، معن، شرق عبسان الكبيرة، والقرارة.

وأعلن مجمع ناصر الطبى فى مدينة خان يونس، عن أن مدنيًا استشهد فى منطقة معن برصاص قوات الاحتلال، وأصيب آخران بجراح خطيرة، بنيران مسيرة إسرائيلية فى بلدة بنى سهيلا شرق المدينة.وأوضحت مصادر محلية فلسطينية  أن محمد سامى عبد الحى قويدر ارتقى شهيدا فى قصف من مسيرة إسرائيلية فى منطقة معن جنوب شرق مدينة خان يونس جنوبا. وأكدت المصادر الطبية استشهاد «ربحى مصطفى النجار»، متأثرا بجروحه الخطيرة التى أصيب بها بنيران الاحتلال  بمنطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس وكان سكان محليون، قد أشاروا إلى أن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت مجموعة مواطنين فى بلدة بنى سهيلا شرق خان يونس جنوبا.

وقصفت مدفعية الاحتلال، بعدة قذائف، شرق غزة وأشار شهود عيان إلى أن القصف تسبب بحالة هلع بين المدنيين خاصة الأطفال وسط تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية المسيرة والحربية فى أجواء المنطقة. كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد أسعد موسى حسين السيد، متأثرا بإصابته التى أصيب بها بعد وقف إطلاق النار أثناء تفقده لمنزله شرق البريج ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر حكومية أن إسرائيل قررت عدم فتح معبر رفح البري، جنوب القطاع إلى حين أن تكثف حركة حماس جهودها لإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.

واعترف  رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، بـ«الفشل» يوم 7 من أكتوبر 2023. مؤكدا التزام  قواته بمواصلة التحقيق فى إخفاقات ذلك اليوم.

وقال زامير فى كلمة له بمناسبة الـ 7 من أكتوبر: «فى ذلك اليوم، فشلت القوات فى أداء مهمتها بحماية البلاد ومواطنيها، ونحن نتحمل المسئولية كاملة».

وأضاف «نحقق وسنواصل التحقيق فى أحداث ذلك اليوم، وفى الحرب بأكملها بمصداقية وشفافية واحترافية. هذا واجبنا تجاه المختطفين والضحايا والجرحى وتجاه دولة إسرائيل بأسرها».

ويأتى هذا التصريح فى ظل استمرار الجدل داخل كيان الاحتلال حول إخفاقات المؤسسة العسكرية والسياسية خلال هجوم السابع من أكتوبر، ومسئولية القيادات العليا عن الثغرات الأمنية التى سمحت بوقوع الهجوم.

وأصدر رئيس أركان الاحتلال، إيال زامير، أمرا بإحياء الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبر. بينما تقام مراسم رسمية لإحياء الذكرى على جبل «هرتسل» فى القدس المحتلة، بمشاركة قيادات عسكرية وسياسية وعائلات القتلى والأسرى.

وأكد  إسرائيلى كان محتجزا لدى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس قبل إطلاق سراحه الاثنين الماضي، أن آسريه استجابوا لمطالبه بتوفير أدوات الصلاة اليهودية وكتاب التوراة خلال فترة أسره فى قطاع غزة.

ونقلت القناة 13 العبرية عن الجندي «ماتان إنغرست»، فى أول تصريح له بعد الإفراج عنه، إنه «طلب من حماس إحضار تيفلين (صندوق صغير من الجلد يربطه اليهودى على جبهته خلال صلاته) وكتاب الصلوات (سيدور) والتوراة».

وأوضح أن كتائب القسام استجابت له ووفرت ما طلب من مقتنيات حصلت عليها من أماكن كان الاحتلال قد تواجد فيها بغزة.

وأضاف أنه كان يؤدى صلواته 3 مرات يوميًا داخل الأنفاق، بينما قد نجا بأعجوبة أكثر من مرة من القصف الجوى الإسرائيلى الذى استهدف مناطق احتجازه.

وأكدت كتائب القسام مراراً أنها تبذل أقصى جهودها للحفاظ على أرواح الأسرى، وحذرت من أن القصف الإسرائيلى الدموى والعشوائى يهدد حياتهم.

ويتناقض ما كشفه الإسرائيلى عن معاملته خلال الأسر مع الظروف القاسية التى يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون فى سجون الاحتلال. وتشمل جرائم الاحتلال التعذيب والإهمال الطبى وسوء المعاملة بحق الأسرى، وهو ما صرح به كل من خرج خلال الأيام الماضية من الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق التبادل مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تدشين الموسم الثقافي للدراسات العليا لحقوق عين شمس
  • "ثبات للبحوث": تعثر تسليم جثامين الأسرى يثير انزعاج ترامب وضغط إسرائيل يعرقل الاتفاق
  • الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وفرص التسوية السلمية بعد الاتفاق
  • القانون يحميهم.. حقوق وفرص عمل مضمونة لذوي الإعاقة
  • الاحتلال يواصل الانتهاكات فى غزة.. و«زامير» يعترف  بالفشل
  • أسرى بلا أثر.. نداء دولي لمحاسبة إسرائيل على الإخفاء القسري للفلسطينيين
  • الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة بالمنطقة العازلة مع سوريا
  • إسرائيل تشترط إعادة جثث الأسرى قبل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق
  • تفاصيل صادمة عن الانتهاكات بحق أسرى غزة في سجون الاحتلال