مجزرة عائلة شعبان في غزة.. رحلة إلى البيت تنتهي بالموت
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
في ظهيرة يومٍ خريفيٍّ مثقلٍ بغبار الحرب ورائحة البارود، استقلّت عائلة “شعبان” مركبةً مدنية صغيرة شرق حي الزيتون بمدينة غزة، قاصدةً تفقد أطلال منزلها الذي دمّرته غارات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة قريبة من دوّار الكويتي. لم يكن في نيتهم سوى رؤية بقايا بيتهم الذي سكنته الذكريات، ظنًّا منهم أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ مؤخّرًا جعل الطريق آمنًا.
لكن طائرةً حربيةً إسرائيلية استهدفت المركبة بشكلٍ مباشر بصاروخين متتاليين، لتتحول الرحلة إلى جحيمٍ من النيران والأشلاء.
وأفادت ميسرة شعبان، ابنة عمّ العائلة، لموقع ” فلسطين أون لاين” أن الصواريخ سقطت دون سابق إنذار، فاستُشهد أحد عشر مدنيًا من العائلة، بينهم أطفال ونساء، في جريمة وُصفت بأنها من أبشع المجازر منذ بدء العدوان.
ومن بين الشهداء سفيان عثمان شعبان، الأب الذي عُرف خلال الحرب بانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وزوجته سمر أبو شعبان، وأطفالهما نسمة (16 عامًا)، أنس (12 عامًا)، وكرم (9 أعوام). كما استُشهد صهره إيهاب ناصر أبو شعبان وزوجته رندة ماجد، وأطفالهما الأربعة: ناصر (13 عامًا)، جمانة (10 أعوام)، إبراهيم (6 أعوام)، ومحمد (5 أعوام).
ونجا من المجزرة طفلٌ واحد هو عثمان سفيان شعبان (15 عامًا)، بعد أن قُذف خارج المركبة بفعل الانفجار، ليُعثر عليه لاحقًا مصابًا وفاقدًا للذاكرة.
وقال الأطباء إن حالته ناتجة عن “صدمة عنيفة بسبب فقدٍ جماعي”، مشيرين إلى أنه لا يدرك بعد أنه فقد جميع أفراد أسرته.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن “العدو الاسرائيلي تعمّد استهداف المركبة رغم أنها مدنية تقلّ نساءً وأطفالًا، دون أي تحذير مسبق”، مؤكدًا أن ما حدث “مجزرة بكل معنى الكلمة”.
ووقعت الجريمة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، برعاية إقليمية ودولية، والذي ينصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق من بينها تلك التي وقع فيها القصف.
وأشارت جهات حقوقية إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الخروقات إلى تأجيج الأوضاع الميدانية والتنصل من التزاماته.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 8 أكتوبر 2023، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 68 شهيدًا، وأكثر من 170 ألف جريح ، معظمهم من النساء والأطفال، في حين توفي 476 فلسطينيًا نتيجة المجاعة التي فرضها الحصار الإسرائيلي المستمر.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مركز حقوقي: قتل الاحتلال 11 مدنيًّا من عائلة واحدة بغزة يستدعي المساءلة
غزة - صفا أدان مركز غزة لحقوق الإنسان بأشد العبارات، استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في شنّ هجماته الدموية على قطاع غزة. وأشار المركز في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم السبت، إلى أن جيش الاحتلال كان استهدف مركبة وقتل 11 مدنيًّا من عائلة واحدة، في انتهاك واضح وصريح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، متعاملًا معه وكأنه غير موجود. وقال إن السلوك الإسرائيلي يعكس استخفافًا سافرًا بحياة المدنيين، وإصرارًا على مواصلة سياسة القتل والتدمير دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني أو لالتزامات "إسرائيل" كقوة احتلال. وبيّن أن المركبة تقل 11 مدنيًّا من نفس العائلة، بينهم 7 أطفال وسيدتان، وهم: إيهاب محمد ناصر أبو شعبان (38 عامًا) رندة ماجد محمد أبو شعبان (36 عامًا) وناصر إيهاب أبو شعبان (13 عامًا) وجمانة إيهاب أبو شعبان (10 سنوات) وإبراهيم إيهاب أبو شعبان (6 سنوات) ومحمد إيهاب أبو شعبان (5 سنوات) سفيان شعبان وسمر محمد ناصر شعبان (زوجته) وكرم سفيان شعبان (10 سنوات) أنس سفيان شعبان (8 سنوات) ونسمة سفيان شعبان (12 سنة). وأشار إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة من الخروقات الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين، في ظل صمت دولي مريب، وتقاعس عن محاسبة مرتكبي الجرائم أو ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وطالب مركز غزة المجتمع الدولي، ولجنة التحقيق الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية بالتحرك العاجل لضمّ هذه الانتهاكات إلى ملفات التحقيق الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء الإفلات من العقاب الذي يشجع على تكرار الجرائم.