عجمان.. مبادرات رائدة لحماية البيئة والموارد الطبيعية
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
عجمان (وام)
تواصل إمارة عجمان جهودها الهادفة لترسيخ الاستدامة والحفاظ على البيئة عبر العديد من المبادرات والحلول الرائدة التي تضمن حماية الموارد الطبيعية، وتعزيز التنوع البيولوجي، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، وذلك تماشياً مع أهداف ومخرجات «رؤية عجمان 2030».
وتضطلع دائرة البلدية والتخطيط في عجمان بأدوار بارزة في تحسين الاستدامة البيئية، من خلال عدة محاور أهمها تحقيق الإدارة المستدامة للنفايات والحد من التلوث، وتحسين كفاءة الطاقة وزيادة استخدام الطاقة البديلة، وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية.
في هذا السياق، أكد الدكتور المهندس خالد معين الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة والبيئة بدائرة البلدية والتخطيط -عجمان، أن الدائرة تولي حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية أولوية استراتيجية، وتعمل على تطبيق التشريعات البيئية ومراقبة الأنشطة ذات الأثر البيئي، بما ينسجم مع رؤية عجمان 2030 التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
وأشار الحوسني إلى مجموعة من المبادرات الريادية التي تنفذها الدائرة بهدف تعزيز ثقافة الاستدامة، ومن ضمنها مبادرة المدارس صفرية الكربون، ومسار عجمان للحياد الكربوني، إلى جانب حملات التوعية البيئية المجتمعية، وبرامج فرز النفايات من المصدر، ما يسهم في نشر الوعي البيئي وترسيخ الممارسات الإيجابية لدى مختلف فئات المجتمع.
وتطرق الحوسني إلى مجموعة من المشاريع البيئية النوعية في الإمارة مثل تطوير محطة معالجة مياه الصرف الصحي، ومراقبة جودة الهواء والمياه الجوفية باستخدام أنظمة ذكية، مؤكداً التزام الدائرة بدعم جهود الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال مبادرات مبتكرة تعزز جودة الحياة وتضمن بيئة مستدامة للأجيال القادمة بدولة الإمارات.
وأكد أن المجتمع يعد شريكاً أساسياً في الجهود البيئية، مشيراً إلى تنظيم العديد من الجهات الحكومية والمدارس والمؤسسات المجتمعية فعاليات توعوية لتعزيز ثقافة إعادة التدوير وترشيد استهلاك الموارد.
واتخذت إمارة عجمان خطوات حثيثة لحماية البيئة عبر وضع التشريعات والسياسات البيئية، وتنظيم حملات تفتيشية لضمان التزام المنشآت بالمعايير البيئية، ومراقبة جودة الهواء والمياه بشكل دوري باستخدام أحدث التقنيات.
وتحرص إمارة عجمان على تنظيم مجموعة من البرامج التي تشجع أفراد المجتمع على تبني ممارسات بيئية مستدامة، مثل إعادة تدوير النفايات، وتوسيع نطاق زراعة أشجار القرم وتولي أهمية خاصة لتحسين جودة الهواء في الإمارة حيث أنشأت شبكة متكاملة لرصد جودة الهواء تتوزع محطاتها في عدة مناطق مثل مصفوت والمنامة، وذلك لضمان بيئة صحية للسكان، فيما تلزم عجمان المنشآت الصناعية بتركيب محطات رصد بيئي تعمل على مدار الساعة لضمان الامتثال للمعايير البيئية.
وشهدت عجمان إطلاق مبادرة الحياد الكربوني التي تهدف إلى تعزيز ريادة الإمارة في خفض الانبعاثات، ومن المخطط أن تعتمد المبادرة علامة بيئية حصرية تدعم القطاعات المختلفة لتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز الاقتصاد الأخضر والدائري بالشراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة ذات العلاقة.
ويعد «مختبر الذكاء الصناعي البيئي» أحد أبرز المشاريع التي تعزز الاستدامة البيئية في الإمارة إذ يتيح عبر مركبة مزودة بأجهزة رصد متقدمة، تحليل البيانات البيئية فورياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يدعم خطط المدن الذكية من خلال توفير نظام رقابة إلكتروني متكامل، يحدد مصادر التلوث ويقدم تقارير فورية حول جودة الهواء والمياه، ما يسهم في سرعة اتخاذ الإجراءات التصحيحية.
جدير بالذكر أن «منتدى عجمان للتنمية المستدامة 2025» الذي عقد في مايو الماضي، نجح في تحديد مسودة إطار عمل وخطة تنفيذية تعد الأولى محلياً في مجال الوصول لصفرية الكربون، وتعزيز المرونة المناخية والصحة العامة من خلال الحد من الملوثات المناخية قصيرة المدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عجمان حماية البيئة الموارد الطبيعية الموارد الطبیعیة جودة الهواء من خلال
إقرأ أيضاً:
نتائج صادمة.. تلوث الهواء يبطئ نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة
وجدت دراسة حديثة علاقة مقلقة بين تعرض الحوامل لتلوث الهواء وتباطؤ عملية نضج الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة.
وأظهرت الدراسة المشتركة بين مستشفى ديل مار، ومعهد برشلونة للصحة العالمية، ومركز البحوث الوبائية والصحة العامة أن تعرض الأمهات لمستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا (PM2.5) أثناء الحمل يؤدي إلى تباطؤ عملية الميالينة في أدمغة أطفالهن حديثي الولادة، وهي العملية الحيوية التي تغلف الوصلات العصبية بالميالين لتعزيز كفاءة نقل المعلومات.
ويعتبر هذا البحث الأول من نوعه الذي يركز على تحليل تطور الدماغ خلال الشهر الأول من الحياة. وحذر الباحثون من أن أي اختلال في وتيرة نضج الدماغ، سواء كان تباطؤا مفرطا أو تسارعا غير طبيعي، قد يؤثر سلبا على الصحة العصبية والقدرات الإدراكية للأطفال في مراحل لاحقة من حياتهم.
وأوضح الباحث جيرارد مارتينيز-فيلافيلا من وحدة التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى ديل مار:"تظهر دراستنا بشكل قاطع أن عملية الميالينة، التي تمثل مؤشرا حيويا على نضج الدماغ، تسير بوتيرة أبطأ لدى الرضع الذين تعرضوا لمستويات أعلى من تلوث الهواء خلال الحمل".
وتتميز هذه الجسيمات الدقيقة بحجمها الصغير للغاية، حيث يبلغ قطرها نحو ثلاثين مرة أقل من سمك الشعرة البشرية، وتتكون من خليط من العناصر الضارة الناتجة عن الاحتراق والمركبات العضوية السامة، إلى جانب عناصر أساسية مثل الحديد والنحاس والزنك التي تلعب أدوارا مهمة في تطور الدماغ.
واعتمدت الدراسة على متابعة مجموعة من الحوامل في ثلاثة مستشفيات كبرى في برشلونة، وخضع 132 طفلا حديث الولادة لفحوصات متقدمة بالرنين المغناطيسي خلال الشهر الأول لتقييم مستوى نضج أدمغتهم عبر قياس تقدم عملية الميالينة.
وأظهرت النتائج ارتباطا واضحا بين ارتفاع التعرض للجسيمات الدقيقة أثناء الحمل وتراجع مستوى الميالينة في الدماغ، وأكد الباحث جوردي سونير من معهد برشلونة للصحة العالمية:"تمثل هذه النتائج جرس إنذار يحثنا على مضاعفة الجهود لتحسين جودة الهواء في مدننا، خاصة في ظل عدم كفاية الإجراءات الحالية لتحقيق معايير جودة الهواء المطلوبة".
وتفتح الدراسة آفاقا جديدة لفهم الوتيرة المثلى لنضج الدماغ أثناء الحمل، ودور الأم والمشيمة كخط دفاع طبيعي لحماية النمو العصبي للجنين، وتسلط الضوء على ضرورة السيطرة على تلوث الهواء لحماية صحة الأجيال المقبلة.