سيدتي الفاضلة، اسمحي لي ان أسرد عليك تفاصيل معاناة، الله وحده يشهد أنها باتت عقدة كبيرة في حياتي وغصة تبدد معالم الفرحة على أيامي. أنا سيدة أم لثلاث أطفال، متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات، حياتي الزوجية لطالما كانت متوازنة، أكيد أنه تمر علينا بعض التنغيصات اليومية، وهذا أمر لابد منه، فقد تزوجت زواجا تقليديا لكن هذا لم يمنع من أن ينشأ حب كبير بيني وبين زوجي، لكن بعد ولادتي لطفلي الأخير بدأت ألاحظ تغيرات في زوجي المصون، الذي صارت له اهتمامات أخرى وميولات جديدة، زوجي الذي كان بعد عمله يجالسنا ويشاركنا كل وقته، صار يحب الخروج رفقة أصدقائه، وصار شديد الاهتمام بمظهره، والنقطة التي أفاضت الكأس وجعلتني اليوم أخرج عن صمتي هي تعلقة الشديد بالهاتف، ومواقع التواصل الاجتماعي، لا يتوقف عن التقاط صور ذاتية “السلفي” ونشرها على حسابه الشخصي، حتى خلته مراهقا يتصرف بطيش وقد تجاوز من العمر أربعين عاما، فهل أصمت عن هذا الأمر؟
سيدتي، لو يتوقف الأمر عند هذا الحد لمررت مرور الكرام على ما يحصل، لكنني خائفة أن تتفاقم الأمور، ويفقد شخصيته واحترامه، وتفقده أيضا عائلته، فما العمل معه؟ أرجوكم أفيدوني من فضلكم؟
أختكم ن.

وردة من منطقة الوسط الجزائري

=============================

الـــــــــــــــــــــــــــــــــرد:
سلام الله عليك سيدتي، وعلى كل القراء الكرام، حقا ليس سهل ما أنت فيه، فعوض أن يكون الزوج هذا عونا لك في تربية الأطفال، والوقوف على مختلف شؤون الأسرة زاد عليك العبء بتصرفاته تلك.
أختي الكريمة، سأخاطب فيك القلب الكبر، والعقل الرشيد لتتصرفي بحكمة تجعلك تعيدين زوجك إلى جادة الصواب.
إن اهتمام المرء بمظهره، والخروج رفقة أصحابه ليس أمرا سيئ إن كان في ذلك ما يرضي الله تعالى، وفيه حفاظا على السمعة الطيبة، لكن أن يكون الهدف هو الإغراء أو فقط الظهور بأبهى حلة عل المواقع فهذا يعتبر تصرف غير مسؤول من رجل أب لثلاث أولاد لابد أن يكون الأسوة الحسنة لهم، لهذا حاولي ولا تملي في نصح زوجك، وإرشاده بكل ما تستطيعين من السبل والأساليب، وأن ينظر إلى نفسه في هذه المرحلة أنه بلغ قمة الهرم في عمره، وهذه المرحلة ذكرها الله عز وجل في كتابه قال تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى َوالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ..” صدق الله العظيم، لأن من المفروض على المؤمن في هذه المرحلة أن يشكر الله على نعمه، وأن يحرص على العمل الصالح أكثر، ثم ذكريه أنه أب لثلاث أولاد سيحذون حذوه، وعليه أن يختار من الآن أي طريق يريد لأولاده أن يسلكوه.
ثم حاولي سيدتي من جهتك أن تبعديه قليلا عن تلك المواقع، بأن تدعينه ليشارك في شؤون الأطفال والبيت بصفة عامة، ولا تذكري أمامه أبدا الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع نهائيا، حتى لا تثيري انتباهه لها ويعود إلى رشده بإذن الله.
أعلم أنك ستتعبين قليلا، لكن بكثير من الصبر حتما سينصرك الله عز وجل، فقد يكون ابتلاء واختبارا، لابد أن تكرمين بالفوز فيه، وادعي له بالصلاح والتوبة، واستمري معه بالنصح والتوجيه، وتكون بذلك سحابة صيف ستعبر بسلام، والله المستعان.
**

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

سر العمر الطويل قد يكون في كوبك اليومي..تعرف على التفاصيل

سر العمر الطويل قد يكون في كوبك اليومي..تعرف على التفاصيل

مقالات مشابهة

  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟
  • عبدالباري طاهر يُحذّر من حماقات توفر للمتربصين تدمير اليمن
  • عملية جراحية تُبعد غويري لثلاث أشهر وتضع مشاركته في كأس إفريقيا 2025 محل شك
  • اتجوزت شغلي .. منة شلبي: ارتباطي الأكبر في حياتي هو التمثيل منذ سن السادسة عشرة
  • عذرًا سيدتي الزوجة
  • علي جمعة: اتباع تصرفات رسول الله ﷺ تحقق حب جلا جلاله لعبده
  • سر العمر الطويل قد يكون في كوبك اليومي..تعرف على التفاصيل
  • أموريم: "لابد من تغيير فكر لاعبي اليونايتد في المباريات الكبيرة"
  • الرفاعي: ضربات العدو تستهدف صمود اللبنانيين والردّ يكون بالوحدة