مسجد المرسى ابو العباس ... جوهرة دينية فى قلب الاسكندرية
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
تعد الاسكندرية من أكثر المدن التي تشتهر بمقامات أولياء الله الصالحين، حيث يتواجد بها عدد كبير من الأضرحة سواء داخل المساجد أو خارجها، ويأتي لزيارة الأولياء الآلاف من المريدين والمحبين من كل أنحاء العالم.
ومن أشهر الأماكن التي تجمع بها عدد كبير من أضرحة ومقامات الأولياء، ميدان المساجد في منطقة بحري، حيث يضم أربعة مساجد وعددًا كبيرًا من الأضرحة والمقامات، أبرزها ضريح سيدي مرسي أبو العباس .
" منشاء ابو العباس "
المرسى ابو العباس هو ولي الله الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن الأنصاري الخزرجي، ، الذي ولد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م، ومنها حصل على لقبه المرسي والذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل الإمام علي بن أبي طالب سنة 36.
وتوفي ودفن بالإسكندرية عام 686 هـ (1287 م). اشتهر بعلمه وزهده وكراماته، وكان تلميذًا للإمام الشاذلي ووارثًا لطريقته الصوفية، ويُعتبر من كبار شيوخ الصوفية في مصر. يقع مسجده وضريحه الشهير في منطقة بحري بالإسكندرية، وهو الآن من أهم المزارات الدينية والتراثية في المدينة.
يعود تاريخ إنشاء مسجد المرسي أبو العباس على يد المهندس الإيطالي ماريو روسي الذي ولد في روما بإيطاليا في عام 1897م، وبعد تخرجه فى مدرسة الفنون الجميلة أتى إلى مصر في سن العشرين من عمره، ضمن مجموعة من المهندسين الأوروبيين الذين استقدمهم الملك فؤاد الأول للعمل في وزارة الأشغال والإشراف على القصور الملكية في ذلك الوقت.
وقام ماريو روسي باستخدام الزخارف المميزة في بناء المساجد والمباني الدينية، فعمل في تصميم الرسومات لعدد من المساجد، ومنها مسجد أبو العباس الذي بدأ في بنائه عام 1933م، وأقيمت أول صلاة بالمسجد بعد افتتاحه في عام 1945 م، واختار للمسجد رسومات متعددة الأضلاع للفن الإسلامي الفريد من العمارة المملوكية وبعض عناصر العمارة الأندلسية
" سبب تسمية ضريح ابو العباس"
قال الدكتور أحمد درويش، إمام وخطيب مسجد أبو العباس المرسي بالإسكندرية، إن أولياء الله الإيمان والاعتراف بهم من أصول عقيدتنا، وأخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء الأولياء لهم كرامات، مشيرًا إلى الكرامات هي خرق العادات يظهرها الله على يد رجل صالح معلوم الصلاح والإيمان، وأولياء الله منذ أيام سيدنا النبي، من صحابة رسول الله.
وأوضح أن أبو العباس المرسي رجل صالح من ذرية الصحابي سعد بن عبادة، نشأ في الأندلس في بيت علم، وخرج مع والده إلى الحج، وغرقت سفينتهم، ونجا هو وشقيقه، فقصدا تونس، وبدأ أبو العباس يعلم الأولاد القرآن، وكان الشيخ أبا الحسن الشاذلي يقيم في زاوية قريبة، فذهب له فتعلق به وأصبح يلازمه، وجاء معه إلى مصر ونزلا بالإسكندرية، وكان الشيخ الشاذلي يلقي دروسه في مسجد العطارين، وبعد وفاته وهو في طريق للحج، استكمل أبو العباس إلقاء الدروس وتلقين مبادئ السلوك وهداية الناس.
وأكد أن التشفع بالولي ليس من الدين، والكرامات هي أشياء شخصية وأسرار للعبد المؤمن، مشيرًا إلى أن أبو العباس دفن في مقابر المسلمين وأراد الناس أن يكرموه لصالحه فأقاموا له مسجدًا صغيرًا وضريحًا، وتم إنشاء المسجد الحالي، ويأتي له محبون من جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن المسجد تحفة معمارية من الطراز المعماري، فقد شيده معماري إيطالي وأصبح من أبرز المساجد التراثية ليس في مصر فقط بل في العالم ويزوره الكثير من السائحين لمشاهدة هذا التراث.
وكشف امام وخطيب مسجد مرسى ابو العباس إنه يضم ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى ، وفي الجانب الشرقى من المسجد هناك ضريح آخر لـ 14 من الشيوخ قرروا أن يدفنوا بجوار معلمهم وأستاذهم وعرفوا بين العامة باسم ضريح الـ14شيخ وجميعهم يحملون إسم " محمد " .. والذى يجسد واحدة من أعظم صور الولاء من تلاميذ إلى معلمهم وأستاذهم ، إنهم الـ 14 شيخا من تلاميذ الإمام أبو العباس المرسى ، والذين تحملوا الغربة والبعد عن بلدانهم في سبيل أن يتعلموا على يديه وينشروا دين الله ، واختاروا أن يدفنوا إلى جواره بعد وفاتهم .
وأضاف: " وداخل حجرة تحتوي على 14 شباكا صغيرا من الخارج مدون على كل شباك اسم شيخ وداخل الحجرة يرقد جثامين الشيوخ وهي قصة تجسد مدى ارتباط التلميذ بالمعلم، حيث تضم بأضرحة الـ 14 شيخ تلاميذ المرسى ابو العباس وسيدى ياقوت وسيدى البوصيرى ، معلمين الصوفية المدفونين داخل ساحة المساجد، فمعظمهم جاءوا من مسافات طويلة وقرروا ان يعيشوا ويموتوا بجوارهم تيمناً وحباً بهم .
وأشار إلى أنه من الشيوخ المدفونين هم مقام سيدى محمد بركة المتوفى عام 1398، سيدى محمد غريب اليمنى، ابن وكيع الشهير بأبي نواتير، سيدى محمد الغريب، سيدي محمد الشريف المغربى، سيدي محمد أبو وردة، سيدي يوسف الجعرانى، سيدى محمد بركة، سيدي محمد الشريف، سيدي محمد الطرودى، سيدى محمد الحلوانيى، سيدى محمد إجابة، سيدى محمد صلاح الدين، سيدي محمد مسعود، سيدى محمد المنقعى. وكانوا يرتادون المكان للجلوس قرب الأساتذة وحضور جلسات الذكر والصلاة والإقامة في المكان، وبعد وفاته معلمهم رفضوا الرحيل إلى أن يموتوا ويدفنوا إلى جواره.
واشار ان الضريح عبارة عن غرفة فيها 14 نافذة بأسماء الشيوخ، وداخل الحجرة موجود جثامينهم، مشيرة إلى أن أسمائهم على الشبابيك بتبدأ باسم "محمد" وتلك كانت عادة عند الطرق الصوفية وهى تسمية تلاميذ الشيوخ بعد الوفاة بمحمد حباً فى رسول الله.
وأضاف إلى تعدد أصول الشيوخ الـ14 وهذا يعود إلى أن الإسكندرية كانت خلال تلك الفترة الزمنية واجهة لعلوم الدين والروحانية لجميع الجنسيات وهو ما يشهد عليه عدد من الأضرحة الكثيرة التي تحمل جثامين أولياء الله الصالحين.
اكد ان يأتى لزيارتها زوار من إفريقيا وجنوب شرق آسيا ومن أنحاء مختلفة من العالم". كما يعد مقصدًا للزائرين من مختلف محافظات مصر وأهالى الإسكندرية. خاصة فى شهر رمضان لأداء الصلوات المختلفة خاصة "التراويح".
" الاحتفال بمولد مرسى ابو العباس "
يتم الاحتفال بمولد المرسي أبو العباس في الإسكندرية في منطقة بحري، ويضم فعاليات روحانية ودينية مثل حلقات الذكر والإنشاد والمدائح النبوية، وفى شهر يوليو من كل عام يفد إليه محبيه ومريديه من كل المحافظات وتحديدا بدءا من يوم 20 يوليو حتى يوم 25 يقيمون فى الساحة الداخلية لميدان المساجد، ويقيمون حلقات ذكر ويقدمون طعاما مجانيا وتقام حفلات كبرى فى الساحة يحيها كبار المنشدين .
ويستقطب آلاف الزوار من مختلف المحافظات والعديد من الطرق الصوفية. ويشمل الاحتفال توزيع طعام مجاني، بالإضافة إلى فعاليات متنوعة تستمر لعدة أيام وتتوج بالليلة الختامية. وتسيطر حالة من الروحانيات، والذكر والابتهالات على الحضور، أمام ساحة المسجد وسراديق الاحتفال بالليلة الختامية، مع تواجد بائعى لعب الأطفال، والحمص، المشبك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية زيارة الأولياء الاحتفال مختلف محافظات مصر الشرقي الصلوات منطقة بحرى
إقرأ أيضاً:
خطب ولقاءات دينية.. تفاصيل قافلة دار الإفتاء الدعوية إلى شمال سيناء
واصلت دار الإفتاء مشاركتها في القافلة الدعوية المشتركة إلى محافظة شمال سيناء، لتؤدي خطب الجمعة ودروس التوعية في عدد من مساجد مدن الحسنة والشيخ زويد والجورة ورفح، استمرارًا لجهود المؤسسات الدينية في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف، وتأكيدًا لدورها الوطني في دعم قيم الانتماء والوعي الديني الرشيد.
يأتي ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.
قافلة دار الإفتاء إلى شمال سيناءوكان في استقبال القافلة الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، حيث ضمّت القافلة هذا الأسبوع عددًا من علماء دار الإفتاء المصرية، شاركوا في عدد من الفعاليات.
وألقى الشيخ محمد خليفة همام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خطبة الجمعة في مسجد الرحمن بالحسنة، وألقى الشيخ أحمد محمد عبدالمنعم، الباحث الشرعي بدار الإفتاء، خطبة الجمعة في مسجد الشهيد مطاوع بالحسنة، فيما ألقى الشيخ خالد علي إسماعيل، الباحث الشرعي بدار الإفتاء، خطبة الجمعة في مسجد القرية الرائدة بالحسنة.
هل يمكن الصلاة بعد عملية جراحية دون الاغتسال؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل يجوز صلاة الجمعة في البيت مع الزوجة والأولاد؟.. أمين الإفتاء يجيب
الترشيد واعتدال الانفاق في الإسلام .. الإفتاء توضح كيفية تجنب التبذير
حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس.. الإفتاء تجيب
وجاءت خطبة الجمعة هذا الأسبوع تحت عنوان: «أدب الاختلاف وإدارة التنوع»، حيث تناولت أهمية الوعي بسنة الاختلاف الإنساني وضرورة إدارته بالحكمة والرحمة.
وبيّنت أن الاختلاف فطرة إنسانية وسنة كونية وصنيعة ربانية، وليس نقيصة بشرية، بل هو غِنى حضاري يُثري العقول ويوسّع الآفاق، مستشهدين بقول الله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
كما أكدت الخطبة أن المنهج النبوي الشريف قدّم نموذجًا راقيًا في إدارة الخلاف بالحكمة وسعة الصدر ولين القول، وأن جماعات التطرف حوّلت هذا الاختلاف إلى صراع وجود، ففقد الفكر قدرته على النموّ، وضاعت الرحمة باسم التشدّد.
وتناولت الخطبة كذلك جريمة التحرش وخطورتها على الفرد والمجتمع، مؤكدة أنها جريمة أخلاقية تهدم القيم وتزعزع الأمن الاجتماعي، وأنها من كبائر الذنوب التي تستوجب العقاب في الدنيا والآخرة، ودعت إلى غرس قيم العفة والاحترام في نفوس الأبناء، والتمسك بتعاليم الدين التي تحفظ الأعراض وتصون الكرامة الإنسانية.
وتأتي هذه القوافل استمرارًا للجهود المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية في نشر الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف في مختلف محافظات الجمهورية، ولا سيما في شمال سيناء، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن الفكري، وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة، وبناء وعي ديني ووطني مستنير يعزّز روح الانتماء والتعايش.