الثورة نت:
2025-10-19@23:49:34 GMT

مؤتمر شرم الشيخ وغياب الحقوق الفلسطينية

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

مؤتمر شرم الشيخ وغياب الحقوق الفلسطينية

 

 

قمة وليست بقمة، مؤتمر وليس بمؤتمر، سلام وما السلام وأين السلام؟ وكيف سيكون السلام مع كيان غاصب متغطرس، متعجرف ومجرم؟
لقد ارتكب هذا الكيان ضد أهل غزة كافة أنواع الجرائم والمجازر على مدى عامين كاملين، لم يستثن الطفل ولا الشيخ ولا المرأة، لم يترك المباني السكنية ولا المدارس ولا المستشفيات ولا خيام اللاجئين الا وقصفها، تعمد استهداف الصحفي و الطبيب والمهندس، ورجال الدفاع المدني والمسعفين، استخدم القتل والتهجير والتجويع، وكافة أنواع الأسلحة المادية والمعنوية، كان يريد الانتقام بكافة الطرق والوسائل وتفريغ قطاع غزة من سكانه وتهجيرهم والقضاء على المقاومة التي شغلته لعدة عقود.


لم يات مؤتمر شرم الشيخ الأخير للسلام  بجديد، ولا تحدث عن القديم، فقط حركات بهلوانية، مع كلمات فضفاضة تجميلية وكل متحدث بجامل الآخر بعد أن غمر كل فريق توقيعه، فعلى الرغم من الثقل الذي يمثله المؤتمر بحضور عشرات الزعماء من العرب والمسلمين والغربيين إلا أن الحق قد ضاع من بين أيديهم وانحرف عن ألسنتهم، ولم يشيروا لمستقبل الشعب الفلسطيني إلا تلميحاً، ولم يحملوا المسؤولية مرتكبي الجرائم، بل كما جرت العادة في البحث عن سراب السلام لدى المجرمين وداعميهم.
في المؤتمر طغى الحديث عن الرهائن الصهاينة واطلاق سراحهم وعودتهم إلى الديار، بينما عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين لم يتم الحديث عنهم، وتم إطلاق سراح القليل منهم مقابل عودة هؤلاء الرهائن، وتم الإشارة إلى إعمار غزة من باب الاستثمار للشركات الغربية، فيما ستتحمل الدول العربية الغنية وعدد من دول العالم التكاليف، في الوقت الذي لا يزال المجرم الحقيقي يتوعد ويرعد، وربما قد ينقض الاتفاق كما هي عادة اليهود في نقض المواثيق والعهود منذ آلاف السنين وليس من الآن.
بدا أمام المؤتمرين بأنهم قد انجزوا السلام وأنهوا الحرب على غزة، فيما كان بالإمكان أن يقوموا بإنهاء هذه الحرب وهذا العدوان على غزة ليس في الأشهر الأولى، ولكن في الأيام الأولى، فدول لها ثقلها الإقليمي والدولي كمصر وتركيا والسعودية وبدعم ومساندة بقية الدول العربية والإسلامية كان بإمكانها الوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني ودفع الظلم عنه واستخدام القوة الناعمة والضغط على الدول الداعمة لهذا الكيان وهي معروفة (أمريكا، بريطانيا، فرنسيا، المانيا وغيرها)، لكن ما تم أن استمرات هذه الدول العدوان على غزة لأغراض في نفسها وتحقيقاً لأهداف تراها غير الواقع، وظلت تعقد القمة تلو الأخرى وفي أوقات متأخرة، فقط لتستنكر وتشجب وتندد، وتدعو المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية دون أن تتخذ خطوات عملية جريئة، وكأنها لا تريد أن تتحمل المسؤولية في دفع هذا العدوان وإنهاء الحرب على هذا الشعب الأعزل.
ومع هذا فإن الله تعالى قد قيض لهذا الشعب من يتحدث باسمه ويدافع عنه ويواجه القوى العظمى، ويستخدم المتاح من القوانين الدولية، فكانت جنوب أفريقيا ممن رفعت دعوة قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد قادة الكيان الإسرائيلي واتهامهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وصدر بحقهم أحكام قضائية، فيما قامت دول أخرى من أمريكا اللاتينية بسحب سفرائها من دولة الكيان وطرد السفراء الإسرائيليين من بلدهم، وألهم الله الملايين من محبي السلام والرافضين للظلم في كافة دول العالم الخروج بالمظاهرات التي جابت عواصم كبرى دول العالم منددة بالجرائم الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب أعزل وتدميره للبنى التحتية في قطاع غزة، وتشريده لأكثر من مليوني نسمة من مكان إلى آخر دون رادع أخلاقي أو إنساني، ورفعت تلك المظاهرات أعلام الدولة الفلسطينية التي تعترف بها أكثر من ١٥٠ دولة، ويهتفون “فلسطين حرة” وهم يتوشحون بالكوفية الفلسطينية.
كان لتلك المظاهرات أثرها في إشعال الرأي العام العالمي، حتى أصبحت القضية الفلسطينية الأولى في العالم، مما حدا بعض الدول العربية وبعض الدول الغربية للدعوة إلى مقترح حل الدولتين الذي وافقت عليه قمة الجامعة العربية في العام ۲۰۰۰م، وظل هذا العرض مرفوضاً أمام حكومة الكيان الصهيوني المدعوم غربياً بكافة أنواع الأسلحة، ووجد نفسه أمام دول عربية لا تقوم بواجبها تجاه إخوانهم الفلسطينيين، ولهذا بدا بالتوسع ونشر الاستيطان داخل الضفة الغربية مخالفاً بذلك تعهداته في اتفاق أوسلو الذي وُقع برعاية أمريكية وغربية من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما يقال، ولا تزال الحكومة الصهيونية رافضة لأي مقترحات تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، بل وتقوم بالتضييق عليه، ومصادرة أراضيه والتعدي على مقدساته.
بدا ترامب الرئيس الأمريكي كالمهرج أثناء استقباله قادة الدول المشاركة في المؤتمر، ظاناً منه وهو واهم، وقد أصابه الغرور وجنون العظمة، أنه قد حقق ما لم يستطع أحد تحقيقه، بعد أن كان قد تأخر عن موعد انعقاد المؤتمر بحوالي ساعتين، فقد كان يلقي كلمته أمام “الكنيست” الصهيوني وهو يشيد باستخدام الجيش الاسرائيلي للأسلحة التي منحتها الحكومة الأمريكية لهم، وهو  دليل اعتراف لمشاركته في الإبادة الجماعية، وظل يولول بكلمات غامضة مغالطاً ليقول أنه بطل سلام، فيما سياساته تؤكد أنه العدو الأول للفلسطينيين، وأن حكومته قد استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يدعو إلى وقف اطلاق النار في غزة لمرات عديدة، ولكن يبدو أن الحاضرين وهم ينصتون لكلامه في المؤتمر لم يستطيعوا الرد أو مواجهة هذا الغرور وهذه الغطرسة وكانوا في أشد ظروف الذل والهوان.
يظن البعض أن اتفاق وقف اطلاق النار في غزة لا يصب في مصلحة المقاومة، فيما الأهم أن يتوقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر في غزة لأكثر من عامين، ليتنفسوا الصعداء، ويعود النازخون إلى اطلال أحيائهم ومنازلهم، على الأقل لينالوا قسطا من الراحة والهدوء.. وقد أصبحت قضيتهم ظاهرةة في جميع أنحاء العالم، فقد حرك السابع من أكتوبر المياه الراكدة، فالجميع يؤمن أن مابعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وأن النصر قادم مادام الفلسطينيون باقون على أراضيهم، مؤمنون بعدالة قضيتهم، صابرون محتسبون، وأن نصر الله لقريب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: مؤتمر شرم الشيخ تحول لإعادة ترتيب الأوراق السياسية بالمنطقة

قال الإعلامي مصطفى بكري، إن حدث شرم الشيخ ما زال يحدث تفاعلات، وتم تنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مستمرة، وهذا الحدث ليس جديدا على مصر، وما جرى هذه المرة يحمل في طياته الكثير من الأمور التي يتوجب فهمها ومعرفتها.

مصطفى بكري: قالوا عن مصر إنها خرجت من اللعبة فعادت تكتب قواعدها(فيديو) مصطفى بكري: مصر تكتب التاريخ والقاهرة تتصدر المشهد مجددًا (فيديو)

وأضاف مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن القاهرة نجحت في جمع كل الفرقاء على طاولة واحدة في ملفات معقدة والكل حضر وأراد احتواء هذه اللحظة، وتكرر السؤال: ماذا بعد قمة شرم الشيخ؟.

حماس تشن حملة ضد عناصر فلسطينية متهمة بالتجسس

وتابع: ودعت كاميرات الإعلام شرم الشيخ، ورأينا البيانات الختامية، وتابعنا الأخبار من داخل غزة، ورأينا حماس تشن حملة ضد عناصر فلسطينية متهمة بالتجسس، ورأينا رد الفعل الأمريكي والإسرائيلي، وأخطر ما في المشهد هو التصفيات الداخلية والصراعات على السلطة والنفوذ في الوقت الراهن، كأنه مكتوب على غزة أن تخرج من حصار لتدخل في حصار آخر، وهذه المرة بين أبنائها أنفسهم.

وأوضح مصطفى بكري، أن مؤتمر شرم الشيخ تحول فعليا لإعادة ترتيب الأوراق السياسية في المنطقة، خلف الكواليس هناك إعادة لرسم الخرائط من قبل إسرائيل وحلفائها، فالنجاح الحقيقي في أي صفقة ليس في لحظة التبادل بل فيما بعدها، ومصر لعبت الدور الأساسي في تهدئة الأجواء والوصول إلى هذا الحل.

مقالات مشابهة

  • أردوغان وغياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ
  • فوضى «التوك توك» في كفر الشيخ.. تعريفة بالمزاج وغياب للرقابة
  • ما وجهات الأسرى المبعدين عن الأراضي الفلسطينية؟
  • ماليزيا تؤكد مشاركتها مؤتمر دولي لإعمار غزة في القاهرة
  • خبير: قمة شرم الشيخ للسلام دشنت مسارًا جديدًا لحل القضية الفلسطينية
  • مصطفى بكري: مؤتمر شرم الشيخ تحول لإعادة ترتيب الأوراق السياسية بالمنطقة
  • مصطفى بكري: نجاح مؤتمر شرم الشيخ أعاد لمصر مكانتها التاريخية.. فيديو
  • اتفاق شرم الشيخ.. وجامعة الدول والداخل الفلسطينى
  • وزيرة الخارجية الفلسطينية: السلطة الوطنية هي الأقدر على إدارة قطاع غزة