بصمات من الأرض الأولى .. اكتشاف عالم جديد في أعماق الكوكب | ما القصة؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في أعماق كوكبنا، وعلى عمق مئات الكيلومترات تحت القشرة التي نعيش فوقها، اكتشف العلماء أن التاريخ الجيولوجي للأرض لم يُمحَ تماما.
فبين الصخور المنصهرة والضغوط الهائلة، تختبئ بقايا من "الأرض الأولى" التي ولد منها كوكبنا الحالي قبل أكثر من 4 مليارات عام.
بحسب دراسة حديثة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ونشرت في دورية نيتشر جيوساينس، تمكن فريق من الباحثين من رصد "بصمة كيميائية غير مألوفة" في عينات صخرية جمعت من أعماق القشرة والمناطق العليا من وشاح الأرض.
وتشير هذه البصمة إلى أن أجزاء من الكتلة الكوكبية القديمة — المعروفة باسم "الأرض الأولى" — ما زالت محفوظة داخل باطن كوكبنا، رغم مرور مليارات السنين على اصطدامها بجسم عملاق يُعتقد أنه أدى إلى تكون القمر.
رحلة البحث تبدأ من "إخوة البوتاسيوم"بدأت القصة عندما قرر الجيوكيميائيون تتبع نظائر عنصر البوتاسيوم في عينات صخرية قديمة جدا جمعت من مناطق مثل غرينلاند وكندا وجزر هاواي.
ويشرح العلماء أن نظائر العنصر الواحد تشبه "إخوة" من عائلة واحدة — لهم نفس الاسم وعدد البروتونات، لكنهم يختلفون في الوزن الذري بسبب اختلاف عدد النيوترونات.
ومن بين هذه النظائر، يعد البوتاسيوم-40 الأهم لأنه عنصر مشع يتحلل ببطء عبر الزمن، مما يجعله "سجلا زمنياً" دقيقا لتاريخ الأرض منذ نشأتها وحتى تمايزها إلى نواة ووشاح وقشرة.
مفاجأة في الأعماقالمفاجأة ظهرت عندما لاحظ الباحثون نقصا غير متوقع في نسب البوتاسيوم-40 داخل بعض العينات مقارنة بما هو مألوف في الصخور الأرضية.
ويرى العلماء أن هذا النقص لا يمكن تفسيره إلا بوجود أجزاء من وشاح الأرض لم تختلط ببقية الكوكب منذ حادثة الاصطدام العملاق مع الجسم الكوكبي المعروف باسم "ثيا" (Theia)، والذي يعتقد أنه شكل القمر قبل مليارات السنين.
في تلك المرحلة، كانت الأرض أشبه بـ"محيط من الصهارة" تغلي فيه المعادن، إلا أن بعض المناطق العميقة ظلت معزولة ومحمية من عمليات الانصهار والخلط الكوني.
هذه المناطق تمثل الآن "غرف حفظ زمنية" تحتوي على آثار الأرض الأولى كما كانت قبل أن تتغير ملامحها.
تداعيات كوكبيةتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه لا يعيد فقط كتابة تاريخ الأرض، بل يفتح أيضا نافذة لفهم كيفية تشكل الكواكب الصخرية الأخرى مثل المريخ والزهرة، وحتى العوالم البعيدة خارج مجموعتنا الشمسية.
فإذا كانت الأرض قد احتفظت بجزء من مادتها الأصلية رغم الاصطدامات والتغيرات الحرارية، فقد يعني ذلك أن عملية التحول الكوكبي ليست متجانسة كما كان يعتقد، وأن كواكب أخرى ربما تحتفظ بدورها بطبقات أثرية من تاريخها الأولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأرض الأولى التغيرات الحرارية الأرض الأولى
إقرأ أيضاً:
طارق العريان: الجمهور أصبح أكثر وعيًا ويريد أعمالاً لها بصمة
فتح المخرج طارق العريان قلبه خلال لقائه في برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي تامر أمين، متحدثًا عن واقع السينما المصرية اليوم والتحديات التي تواجهها، بين وفرة الإنتاج وتراجع الرؤية الفنية في بعض الأعمال.
طارق العريان: "مش بعدد الأفلام.. بالجودة نعيش"
وبدأ طارق العريان حديثه بالتأكيد على أن زيادة عدد الأفلام لا تعني بالضرورة تقدّم الصناعة، قائلاً: "السنة دي الإنتاج زاد جدًا، تقريبًا في 15 أو 18 فيلم قبل رمضان، بس ده مش المقياس الحقيقي الكم عمره ما كان دليل على النجاح، المهم هو الكيف".
وأوضح طارق العريان أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ولم يعد يقبل بأي عمل لا يحمل فكرة أو بصمة فنية، مضيفًا: "محتاجين نعمل أفلام تفضل محفورة في الذاكرة، مش مجرد موسم وتختفي".
تحدث طارق العريان عن التطور الكبير الذي شهدته السينما المصرية من حيث الإمكانيات الفنية والتقنية، مشيرًا إلى أن الصورة أصبحت أكثر إبهارًا، والمستوى البصري تطوّر بشكل واضح، لكنه تساءل: "إحنا فعلاً بقينا نستخدم تقنيات أعلى، بس فين الإحساس؟ التقنية تخدم الفكرة مش العكس، ومهما كانت الصورة حلوة، من غير مضمون مش هتعيش".
وأكد أن السينما الحقيقية هي تلك التي تمس مشاعر الناس وتطرح قضايا قريبة من وجدانهم، لأن الفن في جوهره تواصل إنساني قبل أن يكون صناعة.
المغامرة جزء من اللعبة
وعن الإنتاج والمخاطرة، قال العريان إن السينما تحتاج إلى منتجين لديهم شغف بالمهنة لا مجرد حسابات ربح وخسارة: “من غير حب حقيقي للصناعة مفيش حد هيغامر، والمغامرة جزء من اللعبة. المنتج اللي بيخاف يخسر عمره ما هيكسب.”
وأضاف أن السوق المصري لم يصل بعد إلى المرحلة التي يمكن فيها ضخ 100 مليون جنيه في فيلم واحد ويحقق مليار جنيه إيرادات، لأن الصناعة ما زالت بحاجة إلى تطوير في أدوات التسويق والكتابة والجرأة في الاختيار.