يمانيون:
2025-10-21@16:07:19 GMT

الغماري خاض غمار الموت

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

الغماري خاض غمار الموت

يمانيون|بقلم: صفوة الله الأهدل

في زمن كثرت فيه الزلازل والفتن، وعشش الظلم بين الناس، وانتشر الفساد في الأرض، وعمّ الشر، وخيّم الظلام، وقوي الباطل، وأحيت عادات الجاهلية الأولى والأخرى، خرج أناس من بين كل هذا الركام والأنقاض من صعدة منهجهم القرآن وقادتهم الأنبياء والأولياء، يسيرون بمسيرة علم زمانهم التي تدعو مسيرتهم لإيقاض هذه الأمة من سباتها العميق وإحياء روحها من جديد لتعود إلى مكانتها وتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

تقلّدوا مناصب في هذا البلد وهم يعلمون أن مصيرهم القتل على يد أعدائهم، حملوا المسؤولية حين ترك المسؤولون واجبهم وأخبرونا بأنه تكليف وليس تشريف، هم من حملوا سلاحهم وهمّ الأمة على كتف وحملوا أكفانهم على الكتف الآخر، جادوا بما معهم، تسابقوا على الجهاد والقتال، تفانوا في التضحية والبذل والعطاء، انطلقوا كصواريخ ومسيّرات في مسيرتهم لايوقفهم شيء ولايردعهم أحد، تهافتوا للجبهات لملاقة عدوهم لايخيفهم الموت، كانوا بحق كأصحاب الكهف في إيمانهم.

إذا لم تعرفهم بعد فسأحدثك عنهم وأخبرك من هم هؤلاء الأشخاص فقط أعرني قلبك وسمعك وبصرك للحظات معدودة، محمد عبدالكريم الغماري هو رجل اليمن وبطل من أبطال المسيرة القرآنية إن كنت تجهله؛ هو من مرّغ أنف السعودي والإماراتي في الوحل، هو من كسر شوكة الأمريكي والبريطاني في البحرين الأحمر والعربي، هو من دك حصون اليهود وقلاعهم في عمق كيانهم وفرض حصار جوي وبحري على موانئهم ومطاراتهم.

تولّى منصب رئيس هيئة الأركان لا ليفسد في الأرض ويتكبر ويتجبر كالطغاة السابقين الذين حكمونا؛ بل ليذل أعداء هذه الأمة اليهود والذين أشركوا ويجعل كلمة الله هي العليا وكلمتهم هي السفلى، لينصر الحق وأهله، ويحارب الباطل وحزبه، ويقهر الكفر وجموعه، ليكون غوث للمستغيثين، وناصر للمستضعفين وأمان للمظلومين، أراد أن يكون سيف من سيوف الإسلام بيد السيد القائد في هذه المعارك كسيف ذي الفقار الذي كان بيد الإمام علي في معركة بدر والأحزاب وكل المعارك، أراد أن يكون شيء لهذا البلد فكان كل شيء.

كان يعزّ عليه أوجاع هذه الأمة؛ يعزّ عليه أن يسمع صرخات الأطفال وتأوهات النساء ودمع الثكالى وقهر الرجال في غزة، يعز عليه أن يرى مايحصل لإخوانه المستضعفين في غزة على يد العدو الإسرائيلي دون أن يفعل شيء لهم؛ حاول جاهدًا أن يوقف العدوان عن غزة فضغط على العدو الإسرائيلي باستهداف أهداف حساسة تابعة له في عمق كيانه، ثم منع دخول أي سفينة إلى موانئه، وعندما ارتقى رئيس هيئة أركان حزب الله فؤاد شكر شهيدًا ثم رئيس هيئة أركان حماس محمد الضيف شهيدًا ثم رئيس هيئة أركان إيران محمد باقري شهيدًا في هذه المعركة ثبت ولم يتراجع أو يتوقف عن مساندة إخوانه في محور المقاومة خوفًا على نفسه وحفاظًا على حياته؛ بل صمد وصبر حتى لحق بهم شهيدًا.

الغماري خاض غمار الموت دون خوف أو وجل ولم يتراجع عن موقفه قيد أنملة؛ قاد معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس في اليمن، حرّك صواريخ القوة الصاروخية وزوراق القوة البحرية والطائرات المسيرة للقوة الجوية وصوّبها نحو العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين، ولدعم ومساندة غزة ودفاعًا عن القضية الفلسطينية حتى استشهد غدرًا بغارة صهيونية كما استشهد الإمام علي غدرًا في محرابه بعد عدة محاولات اغتيال فاشلة.

رحل شهيدًا حرًا شريفًا عزيزًا كريمًا كما أراد الله ورسوله، رحل بالطريقة التي اختارها لنفسه لا كما أراد أعداءه، رحل وقد استثمر حياته ومماته لله، رحل وله يد خير علينا نحن بالذات، رحل وبقيت مآثره في اليمن وآثاره في فلسطين المحتلة، رحل والحشود الغفيرة تزفه للسماء والملائكة تحييه من الملأ، رحل بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية استحق بهما أن يهنئ ويرتاح ويفز برضوان الله وجنته ويرافق الأنبياء والأولياء والشهداء الذين سبقوه والصالحين، فسلام الله عليه أبدًا يوم ولد ويوم جاهد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رئیس هیئة شهید ا

إقرأ أيضاً:

بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة المشرفة

النبي.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكعبة المشرفة.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وقال جمعة إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى في عامِ مولده الشريف أبرهةُ الحبشيُّ منتقمًا من العرب، وحالفًا أن يهدم لهم بيتهم المعظَّم الكعبة، وسار بجيشٍ جرّارٍ بكلِّ العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت.

فجاء عبدُ المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرُّز في شعفِ الجبال والشعاب، ثم قام عبدُ المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفرٌ من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.

بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وجاء أبرهة وتهيّأ لدخول مكة، وهيَّأ فيله وعبّى جيشه، فبرك الفيل، فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجنَ لهم في مراقِه ليقوم فأبى، فوجَّهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجَّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى مكة فبرك.

فأرسل الله تعالى عليهم طيرًا من البحر أمثالَ الخطاطيف، مع كلِّ طائرٍ منها ثلاثةُ أحجارٍ يحملها: حجرٌ في منقاره، وحجران في رجليه، أمثالُ الحِمّص والعدس، لا تُصيبُ منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلُّهم أصابت، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريقَ الذي منه جاءوا.

النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه:

وقد نزلت بشأن هذه الحادثة سورةٌ باسم *الفيل* تذكِّر قريشًا بفضلِ الله عليهما ورحمتِه.
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ ۝ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ۝ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ۝ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ۝ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: 1–5].

بركة النبي ﷺ على أبويْه:

كما كان للنبي محمدٍ ﷺ بركةٌ على أبويه إسماعيلَ بنِ إبراهيم وعبدِ الله بنِ عبد المطلب؛ فقد كانت نجاتُهما من الذبح بإذن الله بمعجزةٍ، وذلك حتى يخرج من نسلِهما رسولُ الله، سيدُ الخلق.

فدى الله تعالى إسماعيلَ بذبحٍ عظيم، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 107].

مقالات مشابهة

  • بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة المشرفة
  • السيد القائد يكشف المعالم البارزة في شخصية الشهيد الغماري سلام الله عليه
  • الغماري.. شهيد الإنسانية
  • الرئيس المشاط: الشهيد المجاهد محمد الغماري ارتقى شهيدًا في أشرف معركة وأطهر قضية
  • تشييع رسمي وشعبي مهيب لجثمان الشهيد الفريق الركن محمد الغماري رئيس هيئة الأركان العامة
  • أمين عام حزب الله يعزي ويبارك للسيد القائد باستشهاد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الغماري
  • هكذا فعل الغماري وهكذا رحل!
  • القائم بأعمال رئيس مكافحة الفساد يعزي قائد الثورة والرئيس المشاط باستشهاد الغماري
  • تسبيح للرزق السريع مجرب .. احرص عليه 40 مرة يوميا